((العولمة في بعدها الثقافي ))
الحلقة الأولى :
العولمة كلمة ترددت في الأعوام الأخيرة بشكل هائل جعلها تنتقل ردحا من الزمن وشاعت في
أجواء الثقافة وبين أهلها فهي موضة التسعينات الفكرية وضجيج فكري ضخم أصم الأسماع
وشوش الأذهان . وقد اعتاد المثقفون والمفكرون في عالمنا الإسلامي والعربي لما ينتجه
المثقفون والمفكرون الغربيون تماما كما تعود الإنسان العادي استهلاك السلع والبضائع
الأوروبية ولذلك نلحظ موضات متتابعة من الافكار والمباديء تسود في ساحتنا الثقافية حينا
من الزمن ثم تبيد وما ظهورها عندنا إلا صدى لما يهتم به المثقف الغربي .
حول ما هية العولمة :
العولمة او الكونية ترجمة للمصطلح الإنجليزي Globalization وهي تعني إكساب الشيء
طابع العالمية وبخاصة جعل نطاق تطبيقه عالميا وبمعنى آخر عملية جعل العوالم المتعددة
اقتصاديا وثقافيا والموجودة على هذه الأرض عالما واحدا .
والعولمة في الواقع تصف العملية الجارية حاليا التي تزداد اتساعا على النطاق العالمي بشكل
مستمر وأعني بذلك التوجه الذي يسير بالعالم إلى التشابه والتوحد في الهايكل الإقتصادية
والمقومات الثقافية وأنماط التفكير والسلوك الخاصة بالشعوب والحضارات المختلفة فعادات
اللباس والغذاء وإمكان السفر والإنتقال من بلد إلى آخر تجعلك وسهولة الإتصال ووجود
المحطات الفضائية الإعلامية التي تجعلك تشاهد ما تريد في أي مكان كنت ووجود مثل شبكة
المعلومات الدولية ( الإنترنت ) Internet وارتباط الإقتصادات ببعضها البعض وغير ذلك
مما يوحي بتشابه العالم الوشيك في ثقافته .
ويمكن ان نحدد بعض ملامح وصفات العولمة - التي ذكرناها بشكل اجمالي فيما سبق - فيما
يلي :
1- نشاط اقتصادي وسياسي واجتماعي يتجه بسرعة فائقة إلى ان يغطي نطاق العالم .
2- المجتمعات والدول يجري ربطها بطريقة متسارعة عن طريق وسائل المواصلات
والإتصالات الحديثة والسريعة .
3- الناس ومنتجات الأفكار والثقافة تتحرك وتنتقل وتتوحد وتؤثر في بعضها البعض بشكل لم
يسبق له مثيل.
4- القوى العسكرية والنشاطات الاستخبارية أصبح بمقدورها العمل حقا - وبما تعنيه الكلمة -
على مستوى العالم مستخدمة التقنية المتطورة ومعتمدة في شرعيتها على المنظمات العالمية
5- النشاطات الاقتصادية كالإنتاج والتسويق تمارس واقعيا على مستوى العالم ،بغض النظر
عن الحدود الوطنية فبينما كان الإنتاج والصناعة والشركات امورا قطرية في السابق ،
أصبحت اليوم ذات توجهات عالمية فالإنتاج ينظم حول الدول لا داخل دولة فلم يعد لعبارة
((صنع في .. )) معنى فالسلعة الواحدة ينتج جزء منها في بلد وجزء آخر في بلد آخر ولم يعد
النشاط الإقتصادي محصورا في التجارة فقط .
6- المنظمات الدولية عبر العالم مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والإتحاد الأوربي
وحلف الناتو ومنظمة التجارة الدولية والإتحادات الرياضية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات
تحرير المرأة وغيرها تتخطى سيادة الدول الوطنية.
ولا بد ان نعرف في البداية أنه لا يوجد تعريف محدد وجامع للعولمة وذلك لاختلافنظرات
الدارسين للعولمة فعالم الإجتماع ينظر إلى هذا المصطلح بنظرة تختلف عن نظرة عالم
الإقتصاد أو نظرة عالم السياسة والعلاقات الدولية وأكثر ما يمكن فعله هو تعريف هذا
المصطلح بالوصف وهو ما فعلناه آنفا .
وللحديث بقية انشاء الله
المصدر : مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد 58صفر 142من اعداد الدكتور منصور
المطيري
الحلقة الأولى :
العولمة كلمة ترددت في الأعوام الأخيرة بشكل هائل جعلها تنتقل ردحا من الزمن وشاعت في
أجواء الثقافة وبين أهلها فهي موضة التسعينات الفكرية وضجيج فكري ضخم أصم الأسماع
وشوش الأذهان . وقد اعتاد المثقفون والمفكرون في عالمنا الإسلامي والعربي لما ينتجه
المثقفون والمفكرون الغربيون تماما كما تعود الإنسان العادي استهلاك السلع والبضائع
الأوروبية ولذلك نلحظ موضات متتابعة من الافكار والمباديء تسود في ساحتنا الثقافية حينا
من الزمن ثم تبيد وما ظهورها عندنا إلا صدى لما يهتم به المثقف الغربي .
حول ما هية العولمة :
العولمة او الكونية ترجمة للمصطلح الإنجليزي Globalization وهي تعني إكساب الشيء
طابع العالمية وبخاصة جعل نطاق تطبيقه عالميا وبمعنى آخر عملية جعل العوالم المتعددة
اقتصاديا وثقافيا والموجودة على هذه الأرض عالما واحدا .
والعولمة في الواقع تصف العملية الجارية حاليا التي تزداد اتساعا على النطاق العالمي بشكل
مستمر وأعني بذلك التوجه الذي يسير بالعالم إلى التشابه والتوحد في الهايكل الإقتصادية
والمقومات الثقافية وأنماط التفكير والسلوك الخاصة بالشعوب والحضارات المختلفة فعادات
اللباس والغذاء وإمكان السفر والإنتقال من بلد إلى آخر تجعلك وسهولة الإتصال ووجود
المحطات الفضائية الإعلامية التي تجعلك تشاهد ما تريد في أي مكان كنت ووجود مثل شبكة
المعلومات الدولية ( الإنترنت ) Internet وارتباط الإقتصادات ببعضها البعض وغير ذلك
مما يوحي بتشابه العالم الوشيك في ثقافته .
ويمكن ان نحدد بعض ملامح وصفات العولمة - التي ذكرناها بشكل اجمالي فيما سبق - فيما
يلي :
1- نشاط اقتصادي وسياسي واجتماعي يتجه بسرعة فائقة إلى ان يغطي نطاق العالم .
2- المجتمعات والدول يجري ربطها بطريقة متسارعة عن طريق وسائل المواصلات
والإتصالات الحديثة والسريعة .
3- الناس ومنتجات الأفكار والثقافة تتحرك وتنتقل وتتوحد وتؤثر في بعضها البعض بشكل لم
يسبق له مثيل.
4- القوى العسكرية والنشاطات الاستخبارية أصبح بمقدورها العمل حقا - وبما تعنيه الكلمة -
على مستوى العالم مستخدمة التقنية المتطورة ومعتمدة في شرعيتها على المنظمات العالمية
5- النشاطات الاقتصادية كالإنتاج والتسويق تمارس واقعيا على مستوى العالم ،بغض النظر
عن الحدود الوطنية فبينما كان الإنتاج والصناعة والشركات امورا قطرية في السابق ،
أصبحت اليوم ذات توجهات عالمية فالإنتاج ينظم حول الدول لا داخل دولة فلم يعد لعبارة
((صنع في .. )) معنى فالسلعة الواحدة ينتج جزء منها في بلد وجزء آخر في بلد آخر ولم يعد
النشاط الإقتصادي محصورا في التجارة فقط .
6- المنظمات الدولية عبر العالم مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والإتحاد الأوربي
وحلف الناتو ومنظمة التجارة الدولية والإتحادات الرياضية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات
تحرير المرأة وغيرها تتخطى سيادة الدول الوطنية.
ولا بد ان نعرف في البداية أنه لا يوجد تعريف محدد وجامع للعولمة وذلك لاختلافنظرات
الدارسين للعولمة فعالم الإجتماع ينظر إلى هذا المصطلح بنظرة تختلف عن نظرة عالم
الإقتصاد أو نظرة عالم السياسة والعلاقات الدولية وأكثر ما يمكن فعله هو تعريف هذا
المصطلح بالوصف وهو ما فعلناه آنفا .
وللحديث بقية انشاء الله
المصدر : مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد 58صفر 142من اعداد الدكتور منصور
المطيري
تعليق