Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هذا ما أصاب العالم من جرا ء الأسلحة المغناطسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذا ما أصاب العالم من جرا ء الأسلحة المغناطسية


    ألقصة طويلة نوعا ما وربما أخذت من كتاب المهم إذا كنت من محبي القصص مثلي

    فستقرأ هذه القصة حتى النهاية.

    * شخصيات القصة الخيالية :


    [ سامي × خالد × عبدالكريم × فيصل ... جميع هؤلاء من كتاب الإنترنت وكانوا وقت الهجوم المغناطيسي خارج مدينة الرياض وبالتحديد في روضة خريم الربيعية ، ولم يعلموا أي شيء عن قيام الحرب العالمية الثالثة ولا عن الهجوم المغناطيسي على الرياض والجزيرة ]

    * * *

    إندلعت الحرب العالمية الثالثة ، واستخدمت فيها الدول المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في قدرتها الأسلحة النووية الآلاف المرات ، وتسببت تلك الأسلحة الفتاكة بدمار شامل عم البحر واليابسة ، ولم يبق على وجه الأرض حتى الآن سوى أشخاص قليلون حالفهم الحظ في النجاة من كارثة أكيدة !

    ( الموقع السينمائي ... روضة خريم الربيعية )
    فيصل : يا أخ سامي أنا اتصل على أهلي وما أحد يرد ... بصراحة قلقت ، والوضع ما يطمن !
    سامي : وسع صدرك يا خوي فيصل تلقاهم راحين هنا وإلا هناك .
    خالد : ياااا الله ... بذيتنا ياهالمطوع بأهلك ، وكأن ما فيه أهل إلا لك أنت !
    فيصل ( وعلى وجه القلق ) : يا شباب والله الوضع ما يطمن ، أهلي بالعادة يكونون في البيت ولو كانوا ناوين السفر كان علموني ، ثم ليش السفر ورحلتنا كلها كم يوم ؟!
    خالد : يا فيصل يا ولد عمي تراك لجيتنا .. الشرهه على الي يطلع مع مطاوعة مرة ثانية ، من يوم رحنا وأنتم مصلحين فيها على بالكم بتغيرون فكري أو بتخلوني زيكم ، بدري حبيبي !
    سامي : أقول يا أتكيت يا خالد بتسكت وإلا ...
    خالد : إلا أنت يا بوقنوص أنت فعلا تخوف مقالاتك تخوف الله يكفينا الشر لا تكتب فيّ مقال يصير عار عليّ إلى يوم الدين .
    فيصل : وراك ساكت يا عبدالكريم ؟!
    عبدالكريم ( وهو جالس يكتب في ورقة ) : والله مشغول في كتابة بعض الكلمات الرومنسية ودي أول ما نرجع أنشرها في الساحة الأدبية ... معليش معليش مشغول شوي .
    فيصل : سامي سامي .. اتصل على أهلك شف أحد يرد .
    سامي ( بعد عدة محاولات دون أن يرد أحد ) : ما أحد يرد !!
    فيصل : غريبة .. فعلا غريبة ، جرب اتصل يا خالد ويا عبد الكريم .
    خالد وعبدالكريم ( بعد عدة محاولات للاتصال ولكن دون جدوى ) : ما أحد يرد علينا .
    فيصل : ما قلت لكم يا شباب أن الأمر فيه إنّ !
    خالد : لا إنّ ولا كانَ ولا أخواتها ولا بنات عمها وخالتها .. أنت موسوس .
    عبدالكريم ( وهو يرفع رأسه عن ورقته الرومنسية ) : يا شباب ... أنتم لاحظتم معي أمس بالليل صوت ضربة قوية صاعقة هزت الأرض ؟!
    فيصل : يا ابن الحلال ... الله يهديك هذا صوت الرعد الي ضرب ما شفت البرق كيف كان يشق السماء شق ؟
    سامي : بس هناك هزة أرضية لاحظتها بشكل ما ، وما أظن أن الرعد أو البرق يسوي كذا !
    فيصل ( وهو يضحك ) : لعله يتخيل لكما ... أيش رايك يا خالد يا عصري يا أنيق .
    خالد : والله أنا كنت نايم وطول عمري وأنا نايم أسمع أصوات والأرض تهتز تحتي !
    ( الجميع يغرق بالضحك )
    فيصل : طيب هل تعتقدون أن هناك زلزال لا قدر الله ؟
    خالد : لا زلزال ولا بطيخ ... هذولا الأمريكان دبوكم بكم صاروخ نووي - زي الي عندي - وراح أهل الرياض في قازوزة .
    عبدالكريم : يخسون الكلاب ... ما عاد إلا هي مو كافيهم إلي يسونه في فلسطين ؟!!
    فيصل : والله يا عبدالكريم هم كلاب كلاب .. لكن ليش ما يسوون إلا يبغون ؟ هو أحد واقف في وجههم اليوم ؟ ما أحد يقدر يقول لأمريكا ليش يا أمريكا تسوين كذا أو ذاك !
    عبدالكريم ( طوى الورقة ووقف ) : أسمعوني ... بصراحة الوضع مقلق شويّ ، لكن لا تروح عقولك لسوالف باخية وأساطير وأحلام مالها معنى ، أنا اقترح نضف عزبتنا ونكفخّها للرياض مو من بعد روضة خريم عن الرياض .
    خالد : والله فكرة على الأقل ننتهي من فلسفة بعض الناس .
    سامي : يا شباب ... يا شباب !
    فيصل و خالد وعبدالكريم : نعم نعم ...
    سامي : عمر أحد سمع منكم بالأسلحة المغناطيسية التي اكتشفها الألمان قبيل الحرب العالمية الثانية ، ثم تم تدمير جميع ملفاتها من قبل الجيش الأمريكي وتم نسخها وتحويلها إلى المختبرات السرية في الولايات المتحدة الأمريكية ؟
    فيصل ( وهو يضحك ) : أنا سمعت بالأسلحة بالمغناطيسية ولكن في فيلم الكرتون " عدنان ولينة " !
    سامي : الله يصلحك .. أنا اتكلم من جد ... وخلك عن عدنان وعبسيّ !
    خالد : ما سمعنا من قبل بهذا الشيء ... المهم أيش فيه وأيش المناسبة خير إنشاء الله ؟!
    سامي : يا شباب ... الملفات التي تم تسريبها من قبل الإستخبارات الروسية يوم دخلت على النازي الألماني " أدولف هتلر " في الرايخ الثالث وجدوا بعض المعلومات الهامشية عن الملفات السرية التي دمرتها القوات الأمريكية ، وكان في هذه المعلومات تناتيف عن اختراع اخترعه عالم فيزيائي ألماني عرف اختراعه باسم " الطاقة الحرارية المغناطيسية " وهو اختراع لعين وشيطاني يمكن أن يقتل مدينة بل قارة كاملة دون أن يهدم بيت أو يحرق شجرة ، لأنه يعتمد على الإشعاعات المغناطيسية بدرجة غامضة يمكن أن تقتل جميع الأحياء ذات الدم أو ذات الأرواح وتحول جثث القتلى إلى رماد متحلل ثم إلى هباء ثم تختفي هكذا ...
    فيصل : أعوذ بالله ... بالله عليك هذا كلام تقوله الآن ؟! أنا شفت مثل هذه الخرابيط على أفلام الخيال العلمي الي تنتجه الشركات اليهودية في أمريكا مثل هوليود وفوكس وطقتها ... ولا زلت أذكر فيلم " غزو أمريكا " للممثل الأمريكي " بردوك " وإلا فيلم " أرنولد شوارزنيجر " الخبيث ، وشفت مرة فيلم بعنوان " بقعة الظلام " وفيلم " دائرة المغناطيس " وغيرها من أفلام الخيال العلمي وحتى الآكشن حقت " بيرس وليز " " وجون فان دام " " وسلفستر ستولوني " " وسميث " " ووليم فورستي " " ولومبيرد " وغيرهم وغيرهم ... كل ذي يا عزيزي لإرهاب المشاهد الساذج بقوة الرجل الأمريكي فهو دائما الأقوى الذي لا يموت !
    سامي : يا فيصل ... وهل تعتقد أن كل ما في الأفلام مجرد خرافات ؟ لا والله كم فيلم كان خرافي اليوم صار حقيقة وواقع .
    عبدالكريم : يا بروفيسر سامي بالله عليك زي ما قال خالد وأيش المناسبة لذكر هالخرابيط ؟
    سامي : أولا ليست خرابيط ... ثم ذكري لهذه المعلومات من باب الفائدة ثم من باب التخمين !
    خالد : أي تخمين ؟
    سامي : تصوروا لو إن أمريكا - لا قدر الله - بعد المناوشات الي صارت على حدود إسرائيل ، وبعد دخول الصين لتايوان ، إلي صارت قبل ما نروح للبر ... تخيلوا أنها تصرفت تصرف أهوج واستخدمت السلاح المغناطيسي ؟
    فيصل : وليش السلاح المغناطيسي ؟ مو عندها النووي والذري والهيدروجيني يمكن تمسح فيه الدنيا بضغطة زر من شنيطة أبو الشباب بوش .
    عبدالكريم : فعلا فعلا كلان فيصل صحيح ...
    سامي : الله يصلحكم ... الجهل شين ، أمريكا لو استخدمت السلاح النووي أو الهيدرجيني سوف تنتقل الإشعاعات وتنتشر ، وقد تصل الأضرار إلى محبوبتها إسرائيل وهذا الي ما يبغونه ، فالسلاح النووي أو سلاح النترات أو الكيماوي أو الجرثومي ما ينفع ، لكن المغناطيسي هو المناسب لأنه لا يدمر المنشآت وإنما يقتل الأحياء ويمكن تطويقه بطوق إشعاعي مضاد بالأشعة فوق الحمراء المطورة ولذلك ممكن يبيدون منطقة محددة بالسنتي مترات تماما .
    خالد : أخس أخس يا بوقنوص كل هذه المعلومات عندك واحنا ما نعرف ؟!
    سامي : والله يا حبيبي هي موجودة في كل المجلات العلمية بس حنا أمة لا تقرأ ... استغفر الله بل نقرأ المجلات الرياضية والساقطة !
    فيصل : أفرض أن كلامك صحيح وخلنا نصير دلوخ ونعتقد في هذه الجلسة السفسطائية أن ما قلته حصل وتهور الأمريكان ، أليس المفترض أن نكون نحن الآن رماد وهشيم ؟!
    سامي : فعلا ....!! لكن قد تكون الرياض وحدها هي التي تعرضت للهجوم المغناطيسي .
    خالد : عندي فكرة ... خلونا نضف وجيهنا للرياض أحسن ما نوسوس مثلكم .
    سامي : على فكرة يا شباب ... إحنا وين كنا لليلة الهزة ؟
    خالد : كنا نهز في مرقص ... أنا أدري عنك !
    عبدالكريم : ليش ليش ؟
    سامي : تذكرون ذيك الليلة يوم نزل المطر بشدة حاوطنا الماء من كل مكان ، بعدها اقترح عبدالكريم أن ننتقل من مكانا ورحنا لمغارة قريبة من الروضة ؟
    فيصل : فعلا ... فعلا ... بس أيش تريد تاصله ؟
    سامي : وش طبيعة المغارة يا شباب ؟
    فيصل : المغارة ؟ أظن حصاها أبيض وكأنه جبس !
    سامي : أحسنت وهذا يسمى الحجر الجيري ، ومن المعلومات التي تسربت من السوفييت عن الملفات الألمانية أن السلاح المغناطيسي لا يؤثر على الحصون المسلحة بالحجر الجيري بسمك المتر أو نحوه ، لأنه يشكل مادة عازلة من نفاذ الإشعاعات المغناطية .
    خالد : أقسم بالله أنك مجنون ومنت صاحي .. ياعم روح أنت وتخاريفك ، وصدقني إن أكتب موضوع في النت في الساحة السياسية أشرشح فيه الي يخاوي المطاوعة الموسوسين في رحلة ، والله صدق أحد كتاب السياسية يوم يسميكم " أسلامويون " لو يدري عن سالفتكم كان سماكم " مغنطيسويون " !
    فيصل : بصراحة ... كلام سامي شيق لكنه مخيف ولا نقول إلا فال الله ولا فاله .
    عبدالكريم : يا شباب ... الموية تكذب الغطاس ، قوه نمشي للرياض خلاص ما عاد إلا خير خلونا نرجع ونكمل السوالف الخرافية في السيارة .
    سامي وفيصل وخالد : توكلنا على الله .
    * * *
    ويرحل الزملاء عبر سيارة عبدالكريم متوجهين للرياض ، وهم مستبعدين الكلام الذي يقوله سامي مع قلق داخلي أصاب الجميع ... وسامي مسترسل يحدثهم عن قراءاته وخبرته .
    سامي : تعرفون يا شباب أن العالم الفيزيائي الإنجليزي " Joule " أثبت أن الطاقة الحركية المتزامنة نتنج طاقة حرارية عالية ، وهذه الفكرة هي البذرة الأولى لما اخترعه العالم الفيزيائي الألماني ، ولأن السلاح المغنطيسي يثير حركة إشعاعية والحركة تولد طاقة حرارية ، فإن الطاقة الحرارية لا وزن لها كما يقول العالم " هومز " ولذلك لا تترك وراءه آثار تهديم ، بل تنقض على الكائن الحيّ وتقتله في مكانه ثم تبدأ خلاياه الميتة بالتآكل شيئا فشيئا حتى يزول أثره في أقل من أربع وعشرون ساعة !
    خالد : فكنا الله يخليك من كلامك الي يمرض ويجيب الهم والغم .
    فيصل : أش دعو يا خالد الرجال يتكلم كلام علمي خلنا نستفيد .
    عبدالكريم : شباب شباب ... خلصت كلماتي الرومنسية ودي اسمعكم بعضها ممكن ؟
    خالد : هات هات ... أحسن من كلام العالم الفيزيائي سامي .
    سامي : تبغوني أسكت سكت ... كنت بس ناوي أرفع من مستوى ثقافتكم شويّ .
    خالد : تكفى يا شيخ !
    فيصل : بصراحة خلنا نريح شويّ ونسمع كلام العاشق عبدالكريم .
    عبدالكريم : شكرا شكرا شباب .. لا داعي لا داعي ... اسمعوا هذه الكلمات التي تسطر بماء الذهب : حبيبتي يا حبيبتي ... أنت حبيبتي ومن لي غيرك يا حبيبتي ، فوجهك كالرمان ، وعيونك عسلية زي العسل ، وشعرك زي الشلال ، وجسمك زي التفاحة ...
    خالد : بس بس ... فعلا كلمات تستحق على شانها أن تسطر على وجهك قال قال ايش رمان وتفاحة وعسل ، الأخ بياع خضار !
    سامي : وراك حطمت الرجال حرام عليك خله يكمل .
    فيصل ( وهو يضحك ) : كمل كمل يا عبدالكريم .. ما عليك من خالد تراه حاقد .
    خالد : مررررة حاقد ... مو أحسن له يبدل وصفه من الرمان والتفاح وكأنه بياع في أسواق عتيقة إلى وصف حساس ورايق مثل زهرة وأريج وعبير ونسمات ووو مو أحسن ؟
    عبدالكريم : خلاص بطلت وأحتفظ بكلامي لنفسي ولمن أحب .
    خالد : أنصحك تقدم هذه الورقة لعامل هندي في سوق الخضار وتشوف إذا ما حسبها ورقة مقاضي الخضار حقت أهلك .
    ( هنا ضحك الزملاء جميعا ما عدا عبدالكريم فقد ظهرت على وجهه تقاسيم الغضب بسبب سخرية خالد منه أمام بقية الزملاء ) .
    * * *
    التعديل الأخير تم بواسطة الثقب الأسود; 27 / 08 / 2003, 07:14 PM.
    كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
    لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

    أخوكم
    .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

  • #2
    وبأقل من ساعة ... يصل الزملاء إلى مشارف الرياض ..
    سامي : ما تلاحظون يا شباب أنا ما قابلنا أي إنسان ؟!
    خالد : لا تستعجل يا مطفوق كلها كم دقيقة ونصل إلى الرياض ..
    فيصل : بصراحة ... أنا فعلا قلق ، بل قلق جدا جدا .
    خالد : لا قلق ولا مقلقل ... بتشوفون كلكم أن خرابيط سامي كلها خرابيط .
    عبدالكريم : شباب والله فيصل معه حق الوضح مقلق .. مرينا وحنا مسرعين على محطة " خزام " وما فيه أي حس وأنتم تعرفون إن هالوقت الشباب يتجمعون للتفحيط والتخميس بسياراتهم وبالمزينات المسروقة !
    فيصل : فعلا ... حتى الجيوب الفاكسات والباترول والجيب السزوكي مالها حس على الطعوس ، والعادة الشباب يطعسون هالوقت والدوريات موجودة تتفرج !
    خالد : ليش مستغربين ؟ كون الله هدى شبابنا وأصبحوا يتبعون تعليمات المرور خاصة بعد الحملة المرورية الأخيرة الي زادت فيها الحوادث عن قبل الحملة ب 14% !!!
    عبدالكريم : لالالا أترك عنك السياسة يا ولد كل شيء إلا السياسة انتبه .
    خالد : وش دخل المرور في السياسة يا دلخ ؟!
    سامي : شباب ... والله أنا بدأت أجزم أن هناك شيء ، والأمر موهو طبيعي !!
    خالد : ندخل الرياض الآن ونشوف ...
    * * *
    ويدخل الزملاء مدينة الرياض من طريق الدائري ، ويصدمون بوجوم المدينة القاتل ، ووجود سيارات متصادمة عن اليمين وعن الشمال ، وإلى هذه اللحظة الجميع غير مصدق لما يشاهده وكأنهم حقا في كابوس مرعب أو أمام شاشة سينما تعرض فيلم من أفلام الخيال العلميّ !
    وينعطف عبدالكريم مع مخرج (15) متجه نحو حيّ الملز كي يوصل الزميل " سامي " وتتوقف السيارة عن باب بيته !
    إلى هذه اللحظة لم يظهر لهم أي مخلوق لا بشري ولا حيواني ... ولذلك تردد سامي في النزول ، خشية أن تكون هناك كارثة إشعاعية ، ولكن بعد حوار قصير ومثير ينزل سامي وفيصل من السيارة ويدخلان المنزل ... ولكنهما يصعقان بخلو البيت من أي أثر لكائن حيّ !
    يسرع سامي نحو الطابق العلوي وهو يصيح : يبه ... يمه ... صالح ... ريما ... مها ... هند .. أحمد !!
    لكنه لم يجد أي أثر لأي من أفراد أسرته !
    فيصل .. يذعر ويفكر سريعا بالذهاب إلى بيته وتفقد أهله !
    يخرج فيصل وهو يحمل صديقه سامي المفجوع إلى خارج البيت بخطوات ثقيلة أثقلها الفزع والرعب ، ولكنهما لم يجدا كلا من خالد وعبدالكريم ، فيزداد رعبهما ، ويفتشان في السيارة ولكن دون جدوى .
    فيصل يحاول الاتصال بأهله بالشرطة بأي رقم هاتفي ... حرارة الهواتف موجودة ولكن لا أحد يجيب ، والأنوار مضاءة ، كل شيء إلكتروني يعمل ، كل شيء على ما يرام ، إلا الحياة البشرية لا وجود لها ولا أثر .
    لحظات .. ويظهر خالد وعبدالكريم ، وهما في قمة الرعب .
    فيصل : الله ياخذ بليسكم وينكم ؟؟!!!
    خالد : يعني وينا ... كنا ندور على أي إنسان وفتشنا في البيوت المجاورة ولقينا بيبانها مفتحة ولكن ما فيها أحد ، مع إن الأنوار شغالة والتلفزيونات أيضا شغالة ، ولكن كلها موشوشة !
    عبدالكريم ( يبكي ويصرخ ) : الله يعلن بليس أيش هذا ... كل منك يا ( ### ) ياسامي يا وجه النحس أنت وتفاولك الردي الي جاب لنا البلاوي .
    فيصل : استح على وجهك يا عبدالكريم .. كلام " سامي " لا بقدم ولا بأخر .. المقدر صار وخلوكم رجال والله يعنا على الصدمات القادمة .
    * * *
    ويستقل الزملاء سيارة عبدالكريم متوجهين صوب منزل فيصل في حيّ المربع ، ثم إلى منزل خالد في حيّ العليا ، ثم إلى منزل عبدالكريم في حيّ السويدي ، وفي كل مرة يدخلون فيها بيتا من بيوت أحد الزملاء لا يجدون فيه أي أثر لمخلوق حيّ ، وما أثار دهشتهم هو وجود جميع الأجهزة الإكترونية أو الكهربائية تعمل دون وجود أثر لإنسان أو حياة عاقلة تدير تلك الأجهزة !
    وتجمع الأصدقاء في السيارة وأقفلوا جميع النوافذ والبواب في هلع شديد ، ثم انفجر الجميع بالبكاء !
    وأصبحوا شبه مشلولين عن التفكير أو الحركة ؟
    فماذا يعملون ولا يوجد اي إنسان .
    عبدالكريم ( وهو يبكي ) : يا الله يا الله ... سنموت سنموت .
    خالد : يا ليتنا متنا معهم الموت مع الجماعة رحمة .
    فيصل ( وهو يكفكف دموعه ) : يا أخوان أذكروا الله ... ما فيه مصيبة إلا وبعدها يجي الفرج ، وودنا نتأكد من الي صاير ، هو جاء أحد وخطف الناس ، أو هل هناك مخلوقات غريبة هبطت من السماء وابتلعت الناس ، أو كما يقول الأخ سامي هجم الأمريكان بالسلاح المغناطيسي ؟
    والله ما أدي شيء يموت قهر !
    سامي : شغل يا خالد الراديو شغله بسرعة .
    خالد : والله إنك فاضي يا سامي أحد يسمع في هذه المصيبة برنامج " ما يطلبه المستمعون " من إذاعة MBC- FM ... وإلا وش رايك نتصل عليهم ونهدي الأغاني لخطيبتك وإلا لأبن عمك ؟!
    عبدالكريم : والله إنك بايخ يا خالد !
    سامي : الله يصلحك .. شغل الراديو وأنت ساكت ، ودور الموجه على أي ذبذبات ، شوف فيه أي أخبار أو أي حسن .
    ( ويدير خالد الراديو في جميع الاتجاهات ولكن دون أي أثر لأي موجة ! )
    سامي : ولا إذاعة تعمل ؟!
    فيصل : والعمل ؟
    خالد : شكلنا لوحدنا على الكوكب الأخضر نحن الأربعة !
    فيصل : أنا ودي أعرف أيش حصل بالضبط ؟!
    سامي : عندي فكرة ... يالله يا عبدالكريم خذنا إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بسرررعة .
    خالد : والله إنك فاضي .. شايفنا طلاب إبتدائي ورايحين زيارة لمدينة الملك عبدالعزيز ، إلي ما فيها إلا كم سيكل وكم كفر وكما جهاز تلفزيون وكم لمبة ودائرة كهربائية يقال إنها اختراع !
    سامي : خلك سكت أحسن .
    فيصل : عن جد .. ليش بروح لمدينة الملك عبدالعزيز يا سامي ؟
    سامي : لأن فيها جهاز كما أعرف يقيس كمية الإشعاعات الضارة على الكائنات الحية ويمكن من خلاله أن نعرف أيش ألي صار .
    فيصل : ممتاز .
    خالد : فعلا ممتاز ... منها نلعب شويّ بالسياكل الي هناك .
    عبدالكريم : طول عمرك مستهتر يا خالد وغير مبالي .
    خالد : على فكرة .. ياليت نمر على سوق خضار ونجيب لك رمان وتفاح !
    فيصل وسامي : خلونا من المناقر وتوكلنا على الله بنمشي الآن لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية .
    * * *
    ويتوجه الجميع نحو مدينة الملك عبدالعزيز ، ويجدونها مفتوحة ولا يوجد بها أحد ، فيتقدم الجميع سامي متجولا في أركان المدينة بحثا عن صالة الأجهزة الحديثة لقياس الإشعاع الذري ونحوه .
    وفي الأثناء يجد خالد وعبدالكريم صالة الإنترنت ، فيسرا كثيرا ، ويتوجه خالد إلى جهاز وعبدالكريم إلى جهاز آخر .
    مباشرة يفتح خالد بريده ليرى آخر الرسائل ، فلا يجد أي رسالة بعد تلك الليلة التي سمعا بها صوت القاصف والهزة .
    ويفتح عبدالكريم موقع الساحات ( WWW.ALSAHA.COM ) ويجده يعمل ، ويتصفح المواضيع ، فلا يجد أي موضوع كتب أو رفع بعد تاريخ تلك الليلة ، فمواضيع : خالد الحاني وأبو سارة وقناص الصحراء وسفير الكلمة ونمر بن عدوان ووو كلها لم يعقب عليها أحد بعد ذلك التاريخ !!
    أما فيصل وسامي فقد توجها لصالة الأجهزة الحديثة لقياس الإشعاع ووجدا جهازا متطورا يفي بغرضهما ، فخرج سامي وبيده الجهاز إلى خارج الفناء وقاس كمية الإشعاع في الهواء والتربة ، ولكن الجهاز لم يعطي أي إنذار بأن كمية الإشعاع كبيرة وخطيرة على الإنسان !
    وفي لحظة ذهول سامي وفيصل من نتيجة الجهاز ... سمعا صراخ عبدالكريم داخل الصالات ، فأسرعا نحوه .
    صاح عبدالكريم بأصحابه فتجمعوا حوله وحول جهازه لينظروا الخبر !
    إذ كان عبدالكريم قد فتحت موقع الجزيرة الإخباري وإذا به هذا الخبر :
    ( أمريكا تهدد دول محور الشيطان بضربها بالسلاح الإستراتيجي عشية تدهور العلاقات بين بكين وتايوان ... صرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية بأن أمريكا لن تترد لحظة في استخدام سلاحها الإستراتيجي ضد أي دولة من الدول المارقة دول محور الشر ، وذكر نفس المصدر أن هذا السلاح له قدرة تدميرية هائلة تفوق الأسلحة النووية وووو إلخ ) .
    خالد : الله ... وطلع كلامك حقيقي يا سامي .
    سامي : العلم نور .
    فيصل : الله ياخذ علم دمر حياة الكائنات الحية من على وجه الأرض .
    خالد : يعني هذا أن الحرب قامت وأنتهت في يومين وقضي على كل الناس إلا حنا الأربعة ؟
    سامي : لا ... نحن لا ندري يقينا أن جميع الناس هلكوا ، وإن كانت جميع المؤشرات تدل على ذلك ولكنا لن نستبق الأحداث .
    عبدالكريم وفيصل : طيب أهلنا وين راحوا ؟؟؟
    سامي : يبدو أن الكلام الذي قلته لكم عن طبيعة السلاح المغناطيسي قد تحقق فعلا ، ولكني أستغرب من وجوم العالم كله ، أين أمريكا وروسيا وبقية الدول ، لا أثر لها في الراديو ولا التلفزيون ؟!
    خالد : فعلا ... إذا كانت أمريكا هي الفاعلةالمجرمة فمن الذي هاجم أمريكا ؟
    فيصل : صدق من قال : ( اسكب ماءك القذر ونظف الإناء ، قبل أن تحصل على الماء النقي ) !
    عبدالكريم : وماذا يعني هذا ؟!
    فيصل : أمريكا سكبت على الآخرين الماء القذر لتحصل على الماء النقي قبل أن تنظف الإناء ، فسكب عليها ماؤها القذر كما سكبته على البشرية .
    سامي : كما تدين تدان !
    فيصل : والله يا أخوان إن العلم إذا وقع بأيدي خبيثة إمبريالية فلا نستغرب أن يحدث مثل ذلك ، نعم يالها من نتيجة مأساوية ... " فناء البشرية " !
    العلم نور وقداسة ولكن في إيدي أمينة وليس في أيدي برابرة ، لقد صدق العالم المؤرخ الإنجليزي " تونبي " حينما وصف المجتمع الغربي بأنه " مجتمع الخنازير " وصدق " كولن ويلسون " والعالم " شبنغلر" حينما وصفا قادة الغرب بأنهم " كلاب عرجاء " !
    خالد : مع إني حزين إلا أني فرحان جدا جدا .
    سامي : ليش ؟!
    خالد : شفت بنوك العالم وأرصدته وذهبه سوف يكون ملكي وحدي .
    عبدالكريم : تخسى ... وش حنا قدامك طرطنقية ؟!
    ( ويدخل خالد وعبدالكريم في صراح بالألفاظ ثم يتحول إلى عراك بالأيدي ! ) .
    * * *
    وقف فيصل وسامي ينظران إلى خالد وعبدالكريم وهما يتعاركان ، نظرة ملؤها التعجب من جشع الإنسان مع أخيه الإنسان !
    فيصل : أنتم هيه هيه يا شباب استحوا على وجيهكم .
    خالد ( وهو غاضب ) : والله أستطيع أن اقضي عليكم كلكم .
    سامي : شاطر يا بطل !
    فيصل : ممكن توقفون حركات البزران وتستمعون لي ؟
    سامي : تفضل تفضل .. وأنتم استحوا على وجيهكم واستمعوا .
    فيصل : أنت يا خالد وأنت يا عبدالكريم ايش بتستفيدون من الذهب والفلوس ووو إلخ ؟
    خالد : صدق أنك مجنون ... أحد يحصل ملايين وأكوام من الذهب له وحده .
    عبدالكريم : بدري عليك لوحدك .
    فيصل : طيب ... لو فرضنا أن كل ذهب العالم وأمواله جاك إلى عندك ايش بتستفيد ؟
    خالد : أصير الكل في الكل !
    فيصل : وبعدين ؟
    خالد : خلاص أصير تب .
    فيصل : ما هي قيمة الذهب والأموال إذا كنت وحدك ؟
    خالد : ؟!
    فيصل : صدقني أنت مسكين ... لأنك لم تعرف أن قيمة هذه الأشياء أكتسبت من وجود الناس ، من وجود الحياة ، من وجود التعامل بين المخلوقات ، قيمة الذهب والمال يا عزيزي جزء ضئيل متفرع عن وجود الناس ، القيمة الحقيقية هي وجود الناس ، وإلا الذهب بدون وجود الناس مثل الحصى والتراب لا يختلف أبدا .
    سامي : صح لسانك .
    كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
    لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

    أخوكم
    .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

    تعليق


    • #3
      خالد : !
      فيصل : صدقني اليوم أنا بل هذه اللحظة اكتشفت أعظم كنز . كنا كبشر لا نعد له قيمة !
      خالد : وش هو ؟
      فيصل : أعظم كنز هو الإنسان ، أي والله هو الإنسان ، والله أنه فوق قيمة الذهب والأموال كلها ، وإلا أيش الفائدة من مال العالم كله إذا لم يوجد الإنسان ؟ اليوم أكتشف قيمتنا الحقيقية ، قيمة إنسانيتنا وبشريتنا .
      خالد : كلامك عاطفي وحلو ، لكني أنا أكتشف هذه اللحظة عكس ما اكتشفته أنت !
      فيصل : وهو ؟
      خالد : أن أحقر شيء وأنذل شيء وأشد وحشية وظلم في عالمنا هو الإنسان ، وزي ما تشوف المخلوقات كلها ماتت والحياة على الأرض أنتهت بسبب هذا الكنز العظيم الي تسميه الإنسان !
      فيصل : كلام حلو !
      سامي ( وهو متعجب ) : كيف كلامه حلو وهو يناقض كلامك ؟؟!
      فيصل : هو كلامه حقيقيّ وأنا كلام أيضا حقيقيّ ، أنا عن الإنسان أتحدث ، الإنسان الحقيقيّ بإنسانيته وأخلاقه ودينه . والله يا شباب قد قالها كبار المفكرين الغربيين قبل ما تحصل هذه الكارثة !
      عبدالكريم : مثل من ؟
      فيصل : كان يكرر العالم والمفكر الإنجليزي " كولن ويلسن " قوله :
      ( إن الدين مقياس البطولة ، ورمز حاجة الإنسان في الكفاح من أجل الفهم ، وفشل الدين والحروب العالمية أمران متلازمان ) .
      عبدالكريم : أي والله صدق !
      فيصل : ويقول أيضا الفيلسوف المشهور " برنارد شو " :
      ( أعرف دائما أن الحضارة تحتاج إلى دين ، وأن حياتها أو موتها يتوقف على ذلك ، فالحضارة تسقط إذا فقدت دينها ، وتنتعش إذا هي تمسكت به ، إن الحضارة تسقط في اللحظة التي تكون فيها قوة الإنسان أشد وأكبر من قوة الدين ) .
      سامي : فعلا كلامه حقيقي وواقعي .
      فيصل : ويقول أيضا الفيلسوف الألماني المشهور " نيتشه " :
      ( إن البشرية حين تترك دينها خلفها ، فإنها تتجه نحو البربرية ) !
      سامي : صدق والله ... وحنا الآن دليل وبرهان واضح على البربرية التي أفنت البشرية .
      فيصل : يا شباب ... أيش نقول وأيش نسوي ... خلاص وقت التفلسف أنتهى مع فناء جميع البشرية ، لقد أبقانا الله نحن الأربعة لنكون الشهود على بربرية الإنسان تجاه أخيه الإنسان ، وصدقوني حنا السبب !
      سامي وخالد وعبدالكريم : حنا السبب ؟!!
      فيصل : نعم .
      سامي وخالد وعبدالكريم : كيف !
      فيصل : تذكرون الحرب العالمية الثانية ، أيش حصل بعد حادثة ميناء " هاربر " ألم تستخدم أمريكا سلاحها الإستراتيجي النووي ضد مدينتيّ ( هروشيما ونجزاكي ) ؟
      لقد أبادتهما كليا وقتلت في هروشيما أكثر من 80 ألف إنسان ، أطفالا رضع وشيوخ ونساء !
      من قال في وجهها : لا ؟!
      لا أحد ... وأخذت الدول تتسابق للتسلح بالسلاح النووي ، في تسابق محموم لإفناء البشرية ، وهكذا تكررت المأساة مرة أخرى ولكن بصورة نهائية حيث لم يبق من البشر سوانا !
      صدقوني لو أخذت البشرية على يد هذه الدولة السفيهة وكل الدولة السفيهة التي تحاول أن تمتلك أسلحة الدمار الشامل لما وصل حالنا اليوم إلى هذا الفناء المريع .
      ما أقسى يا شباب أن يمر الدرس القاسي دون أن نستفيد منه لأننا نعلم أن الوقت انتهى وليس هناك مزيد من تجارب كي نستفيد !
      سامي : ياله من درس مرّ وقاسٍ !
      فيصل : هل يمكن أن يوجد هناك بشر يستفيدون من اكتشافنا المذهل ، اكتشافنا أن الكنز الحقيقيّ على وجه هذه الأرض هو ذلك الإنسان بروحه ودينه وكرامته .
      سامي : نعم .. ليس من حق شعب أن يبيد شعب كي يعيش هو !
      خالد : يا شباب المشكلة المجتمع الأمريكي خريج جرائم ، وله سوابق في القتل ، هو أصلا ما وجد على القارة الأمريكية بعد اكتشاف أمريكا على يد " كريستوف كلمبوس " عام 1492م ، إلا بعد أن قتل وأفنى سكان أمريكا الأصليين وهم والهنود الحمر وكان عددهم ما يقارب (250) مليون !
      ولم يكتفي بهذا وراح يبيد الناس في كل بلد حتى جات مصيبة هروشيما ، وأخيرا ما حصل للعالم الآن من أبادة مهائية !
      فيصل : كما قلت لكم العتب على البشرية كلها ليس على بلد بعينه ، البشرية كانت مع كل أسف أنانية وشجعة وهذه هي تنال عقابها .
      * * *
      عبدالكريم : الآن يا جماعة الخير .. وش السواة ؟ إذا كنا حنا الأربعة بس على ظهر الأرض معناه راح نموت أكيد وراح ننقرض !
      سامي : كلام صحيح ... لأن الكائنات الحية لا تعيش بدون أنثى ، ونحن الأربعة رجال ومع مرور الوقت سوف ننقرض .
      خالد : لا تتفلسف يا سامي وتصير فيها بعد عالم احياء !!
      فيصل : أظن يا شباب أن المسألة التي يجب أن نناقشها هي هل هناك حياة عاقلة على سطح الأرض غيرنا ؟
      أم أننا وحدنا الأحياء ؟ فإذا كان الأحتمال الأخير فلا بد من أن نتدبر أمرنا ونقرر ماذا نفعل .
      سامي : هناك أمر مقلق ومخيف يدور في ذهني !
      خالد : جاك الشين يتفلسف ويتفاول علينا بأموره البايخه .
      عبدالكريم : وش عندك بعد يا سامي ؟
      سامي : هناك احتمال أن الصين أو كوريا الشمالية أو أي دولة من دول محور الشر - كما يسميها أبو جورج بوش - في محاولتها الأخيرة للرد على السلاح الاستراتيجي الأمريكي استخدمت الأسلحة النووية أو الكيماوية أو الجرثومية أو البيولوجية .
      فيصل : طيب .. وماذا تريد أن تصل له بالتحديد ؟
      سامي : لو أصاب حدسي هذا يا شباب فهذا يعني أننا في خطر حقيقيّ !
      عبدالكريم ( في ذهول ) : كيف فهمنا كيف كيف ؟؟!
      سامي : الأشعة التي تطلقها المواد النووية مثل مادة اليورنيوم والبلتنيوم أو الأسلحة الخطيرة مثل الكيماويات وغيرها ممكن أن تتدخل في إيجاد صيغ جديدة للحياة الجينية في النبات أو الأحياء الدقيقة وهذا بدوره قد يسبب في تطور كائنات جديدة قد تكون في نهاية المطاف كائنات ملوثة جينيا مما يعني وجود مسوخ نباتية بل حيوانية أو نحوها ، خاصة إذا كانت تلك التطورات الجينية تحمل خصائص التحولات السريعة للتطور البيولوجي كما كشفه العالم " لامارك " في أبحاثه مخالفا في ذلك نظرية " داروين " القائمة على انتخاب الأصلح من الأنواع .
      خالد : يعني من كل هذه الفلسفة والخرابيط تريد تقولنا أنه ممكن يظهر علينا وحش أو بعبع أو أبو رجل مسلوخة زي الأفلام أو الحوديث الخرافية ؟! يا عم والله إنك فاضي ومهستر !
      عبدالكريم : يا الربع ... سامي هو أعلمنا بهذه الأمور والله أني بديت أصدقه خاصة بعد كلامه عن الحرب المغناطيسية لما قمنا نسخر فيه ثم طلع كلمه حقيقيّ .
      فيصل : يا شباب .... يا أخ سامي .. لا يهمني كثيرا الكلام الذي قلته قبل قليل . بقدر ما يهمني حل مشكلتنا وصراعنا مع الحياة من أجل البقاء ، ايش راح نسويّ وكيف نعيش ، وكيف ممكن نبدأ من جديد بعمارة الأرض ؟
      خالد : آآآه يا قلبي على عمارة الأرض !
      يا حبيبي كيف نعمر الأرض من دون الحريم ، آآه يا قلبي على الحريم ، ما عاد فيه بنات ولا أسواق ولا مرسيدس ولا لكزس ولا معاكسات ولا ولا !
      عبدالكريم : أنت مجنون يا مطهبل ؟
      فيصل : فعلا عمارة الأرض لن تكون دون وجود العنصر النسائي ، نحن في طريقنا نحو الفناء من دون المرأة ، المرأة الأم والأخت والزوجة والبنت ، يا شباب إذا كانت المرأة من ضلع الرجل فأسمعوها مني الآن : ترى كل الحياة هي من ضلع المرأة .
      خالد : أخس يا فيلسوف صاير حنين على الحريم ؟! على فكرة ترى ما فيه حرمة تسمعك الآن إلا إذا كان فيه مسخ أنثوي زي ما يقول البروفيسور فالله يهنيك بهذا المسخ .
      فيصل : يا ولد العم الله يصبرك على بلواك .
      سامي : طيب الآن كيف ننام وكيف ناكل وكيف نتنقل ، وأكيد أنكم تعرفون أن الكهرباء والهاتف قد تستمر إلى أسابيع من دون أيدي بشرية ولكن في النهاية ستتوقف عن العمل ... هذه نتيجة معروفة.
      عبدالكريم : طيب لو طفى الكهرب ويش بنسوي في الليل .
      خالد : يا سلام ... راح نرجع للتاريخ ما قبل البرنزي .. لالا ... بل راح نصير كإنسان الكهوف ما قبل التاريخ ( هنقا منقا ) !
      سامي : أنت مصدق يا عصري 2003 أن هالكلام صحيح هذه خرافات الداروينيين وشلتهم .
      خالد : بس أنا ودي أصير هنقا بس ناقصتني هنقيايه .
      فيصل : خلونا من هذا الكلام ... وما دام الآن نحن الأربعة مع بعض فلا بد أن ننظم أنفسنا جيدا ، ولذلك لا بد أن أن نعين مسؤول أو أمير علينا يكون هو المسؤول عنا جميعا ونحن نطيع أمره .
      خالد : ليش أمير ؟ حنا رجال وكل واحد عقله في راسه !
      سامي : يكفي يا خالد أن هذه أمر شرعي من النبي صلى الله عليه وسلم .
      فيصل : أنا أرشح سامي لما يتميز به وخاصة علمه في الأمور العلمية التي نحتاجها .
      خالد : مستحيل والله ما عاد إلا متزمت مطوع يصير أميرنا .. لن أرضى .
      عبدالكريم : أنا أرفض ترشيخ سامي لأن له أيام حياة البشرية كتابات سياسية في الساحات العربية وما كانت تعجبني .
      سامي : خلاص خلاص .. أنا أرشح فيصل .
      خالد : مستحيل هو مطوع زيك وبصراحة ما أدانيه في عيشة الله أحس أنه شايف نفسه .
      فيصل وسامي : طيب نحن نرشح الأخ عبدالكريم .
      خالد : مستحيل ... عبدالكريم الله بالخير وعقليته ماهي متفتحه وآخرتها تلعبون عليه يا المطاوعة وينف أوامركم .
      فيصل : طيب يا هالنشبة وش تغبى بالضبط هل تبغى نرشحك ؟
      خالد : ليش لا ؟!
      سامي : تخسى يا هالوجه الودر !
      فيصل : بصراحة أظن أنك غير لائق للمسؤولية .
      خالد : إذن أنا أرفض مبدأ الأمارة ... وأنشق عنكم .. بصير حزب معارضة .
      فيصل : الله الله ... أنت بتصير حزب معارضة ؟!
      سامي : والله تصلح حزمة جرجير وكثيرة عليك .
      عبدالكريم : هاه ... شباب أيش اتفقتوا ؟
      سامي وفيصل : نرشحك الأمير .
      عبدالكريم : وأنا أوافق .
      خالد : !!
      عبدالكريم : بتوافق يا خلخل وإلا راح تصير منبوذ في الكرة الأرضية .
      خالد : موافق مكره ... بس كذا راح أكون أقلية وسط المجلس النيابي أو مجلس الشيوخ !
      فيصل : ومن متى كنت أنت وشلتك أكثيرة ؟!
      خالد : طيب ... أيش النظام الي راح نتبعه ، ديمقراطية أوملكية أوشورى أو ديكتاتورية ؟
      سامي : نظامنا ترشيح واستهام أو بالقرعة .
      خالد : ليش مجلسكم مجلس حبشة أو غميمة الفار ؟!
      فيصل : ممكن تسميها شورى أو ديمقراطية ... الأمير يطلب التصويت ونحن نصوت وهو يكون مع الأغلبية .
      خالد : يااااااا سلام ... يعني وجودي زي عدمي .. لأنكم أنتم الأكثرية ويصير وجودي زي قلته !
      سامي : طيب أنت وجهك وش تبغانا نسوي نجيب مجموعة من المسوخ الجينية ونخليها في حزبك ؟
      خالد : آوف ... الشرهه أصلا على اليّ يطلع معكم أو يمشي معكم ... يالله باااااي .
      فيصل : انتظر يا ولدي عمي واستح على وجهك .. ترى كلنا أربعة أشخاص معقولة الدنيا ما وسعت لنا كي نجتمع مع بعضنا ؟!
      خالد : والله أنا حر .. وما أحد يقدر يفرض عليّ نوع الحياة التي أعيشها .. ما أحد قدر يفرض عليّ نوع حياة معينة والناس عايشين كيف تبغاني ارضخ لكم الآن .. بااااي .
      * * *
      هنا يغادر خالد مجموعة الزملاء منفردا لوحده ويذهب بعيدا عنهم ، أما بقية الزملاء عبدالكريم وسامي وفيصل فإنهم اختاروا عبدالكريم أميرا عليهم وبقوا مع بعضهم البعض في ذلك اليوم .
      خالد غادر المجموعة وذهب يتجول في أطراف المدينة ، ثم اختفى تماما عن بقية الزملاء ، ولم يعد له أثر!!
      أما المجموعة فقد ذهبت لأحد البيوت بأحد الأحياء ودخلت فيه كي تنام ليلتها تلك في إنتظار طلوع الفجر ثم انبلاج الصباح وشروق الشمس .
      كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
      لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

      أخوكم
      .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

      تعليق


      • #4
        وفي إشراقة رائعة للشمس بخيوطها الذهبية يتجمع الزملاء لتدارس الوضع الحالي .
        فيصل : صبحكم الله بالخير .
        عبدالكريم و سامي : الله يصبح بالنور والسرور .
        فيصل : أمس وأنا جالس أفكر وأفكر حتى في نومي شفت أحلام غريبة وعجيبة .. وش رايكم يا شباب في وضعنا الجديد الآن وش نسوي بالضبط ؟
        عبدالكريم : أنا اقترح أن يكون همنا البحث عن أشخاص ناجين بعد الكارثة .. وأظن أننا بنلقى كثير من الناس واغعتقد مو معقولة فعلا أن نكون نحن الناجين فقط !
        سامي : بصراحة ... البحث عن الآخرين فكرة تعيسة لأنها راح تكون على حسابنا ... أظن ما معنا وقت كافي وأنتم تعرفون أن الكهرباء كلها أيام أو أسابيع قليلة وتتعطل تماما وتصبح الحياة في المدينة مرعبة وسط الظلام المخيف .
        عبدالكريم : طيب وش تقترح ؟
        سامي : اقترح أن نجمع كل ما محتاجه لسنوات من أكل وماء وياليت أيضا نلقى سلاح مسدس أو شوزن ورصاص كافي لاقدر الله يتعرض لنا أي شيء ... ثم نلحق محطات البنزين قبل ما تتعطل المضخات بسبب تعطل الكهرباء ونعبي بنزين فل ونروح لمكان مناسب يكون خارج مدينة الرياض لأنني بصراحة شبه متأكد أنه ما فيه أحد حيّ غيرنا .
        فيصل : أرى أنها فكرة معقولة .
        عبدالكريم : أنت ابخص يا سامي .. وإذا على كذا يالله توكلنا على الله .
        * * *
        وبينما المجموعة منهمكة في جمع ما يلزم من طعام وشراب ووقود والبحث عن سلاح يحميهم من الأخطاء ، إذا يسمعون صوت إطلاق نار من سلاح أتوماتيكي !!
        فيتجمعون بشكل سريع وسط ذهول ورعب !
        فيصل : هل سمعتم يا شباب ما سمعت ؟
        سامي وعبدالكريم : نعم نعم !!
        سامي : لا يكون هذا خالد الخبل ؟
        عبدالكريم : إذا كان نحن الباقين فأكيد أنه هو ما غيره .
        فيصل : طيب ليش يطلق النار بشكل غير طبيعي ؟
        سامي : طول عمره مو طبيعي ومسطل .
        وبينما هم يتحدثون إذا يظهر عليهم خالد ومعه بندقية آلية 16M .. ويبدأ في إطلاق النار عشوائيا وكأنه أصيب في عقله .
        فيصل : ايش فيك يا خالد ؟
        خالد ( في هلع وخوف ) : ليش تركتوني بالحالي ليش خليتوني أروح ؟؟
        عبدالكريم : يا سلام !!
        سامي : أنت الي سويت فيها حر وما أدري أيش وتركتنا .
        خالد : يوم تركتكم .. رحت اتمشى في مدينة المصانع ودخل بعض البيوت ولقيت أسلحة وبنادق ورصاص ووو .. ويوم جاء الليل دخل أحد القصور الكبيرة على شان أنام فيها ، لكني سمعت حركات غريبة وأصوات ماهي أصوات بشر ولا حيوانات ، وصرت أطل مع الدريشة واشوف أشياء تمر بسرعة وسط الشوارع وبغيت أموت من الخوف والله جلست أبكي ويوم أصبحت رحت أدوركم في كل مكان ومعي هذا الرشاش وأنا متوقع أني راح اقابل أي مخلوق غريب !
        فيصل : بسم الله الرحمن الرحيم .
        عبدالكريم : يا سامي ... لا يكون كلامك صحيح عن المسوخ الجينية وأنها بدأت تظهر على كوكب الأرض ؟
        سامي : ممكن ... لكن أيضا ممكن يكون خوف خالد هو الي خيل له اشياء لا وجود لها فصار عنده وسواس !
        خالد : والله ما تخيلت أنت صاحي وإلا مجنون ..
        فيصل : أعتقد أن الأمر فيه شيء مو طبيعي في المدينة .
        سامي : طيب يالله خلونا نسرع ونجمع أغراضنا .
        فيصل وخالد و عبدالكريم : توكلنا على الله .
        * * *
        وهكذا اجتمع الرفاق مرة أخرى ، وبدأوا في عمل مجد لجمع كل ما يلزمهم ، وأخذوا يسيرون بسيارتهم بحثا عن كل ما يلزمهم تاركين تعبأة الوقود آخر شيء .
        ولما حل الظلام تجمع الجميع في أحد البيوت الخالية وجلسوا بها وتناولوا بعض الطعام ، وهموا بالخلود إلى النوم ، لكن عاصفة شديدة وقاسية وحمراء هبت على المنطقة بشكل غريب ، حتى ما لبثت أن هدأت ، وخين الصمت الرهيب على المكان .
        وأخذ يقترب الأصحاب من بعضهم في غرفة واحدة وبالقرب من نافذة الغرفة تحلقوا ، وفي أثناء وجوم الجميع ، بدأت تظهر أصوات غريبة ، وأنينات وصراخ كائنات غير بشرية ولا حيوانية ، صراخ خليط من صوت الجمل وزئير الأسود !
        وبدأت تظهر حركات سريعة وغريبة هنا وهناك ، في هذه الأثناء دب الرعب والهلع على الجميع وظهر ذلك على وجوه الجميع .
        هب سامي مسرعا وأقفل جميع الأبواب بإحكام .. ثم امتشق السلاح .. ولكن الأصوات أخذت تستمر بالقرب .. وكانت أنوار الشوارع مضاءة بالكامل وكذلك المنازل .
        خالد بدأت تظهر عليه علامات غريبة ، تعرق وارتجاف ، وحالة أشبه ما تكون بالهلوسة ، وفجأة ودون أن يتوقع الجميع تتوقف الكهرباء وينطفئ النور في كل مكان ، ويعم الظلام الدامس أرجاء المدينة !
        هنا سامي يتخوف من أن تكون تلك المخلوقات أو الأصوات أو المسوخ الجينية لا تستطيع الظهور مع وجود الأنوار أو في الصباح ، ولكن الجو الآن مناسب جدا لظهورها .
        الجميع في وضع لا يحسدون عليه ... وقد تحول هذا الكوكب الجميل إلى كوكب غريب مخيف بسبب ما صنعه الإنسان الجشع من مواد خطرة دمرت كل جميل فيه .
        خالد يصاب بهستيريا شديدة ويبدأ في الصراخ والحركة اللاإرادية في الغرفة ، والجميع يحاول أن يهدأه ، ولكن دون جدوى .
        يفتح فيصل الباب ليحضر ماء لخالد ، إلا أن خالد ودون شعور منه يخرج كالمجنون من الغرفة ومن ثم خارج المنزل ويسير في الظلام لوحده ، والجميع يصرخ فيه أن يعود ، ولكنه يختفي وسط الظلام .
        يعود الجميع إلى البيت بسرعة ثم إلى الغرفة ويحكمون إغلاقها ، على أمل ظهور الصباح بفارغ الصبر ، وبدأت دقاق قلوب الجميع تظهر بجلاء ، ويقترب الأصحاب من بعض أكثر ، وتختلط الأصوات المخيفة والغريبة من بعيد بصوت خالد الذي أخذ يصرخ بشدة من بعيد !
        وتمر ساعة هي من أثقل الساعات على الاطلاق على الجميع .. ثم تعود المدينة من جديد للهدوء القاتل ، حتى إن أصوات ضربات القلب لتسمع في ذلك الصمت الرهيب .
        ويأتي الفرج ... ويظهر الفجر ، ويصلي الجميع ، ثم تظهر الشمس ... وينزل الجميع إلى الأسفل ومن ثم إلى خارج المنزل ، ومن ثم إلى السيارة !
        وقد حملت السيارة بكل شيء .. إلا أن بنزين السيارة قليل ، ولم يصبح الآن بمقدورهم تزويد السيارة
        بالوقود بسبب تعطل المضخات في كل أرجاء المدينة .
        وهنا يقع الأصحاب في حيرة !
        إلى آين الذهاب ؟
        * * *
        ( الجميع داخل السيارة )
        عبدالكريم : هاه يا شباب ... وين النية بسرعة ؟
        فيصل : قبل ما نروح ودنا ندور على خالد .
        عبدالكريم : خالد أحلم تلقاه ولو لقيناه الظاهر سنعثر على بقاياه .
        سامي : أظن عندنا خيار وحيد وهو ترك المدينة بأسرع وقت والتوجه لخارجها .
        فيصل : وش المكان المقترح .
        عبدالكريم : نروح للقصيم فيها مزارع طبيعية يمكن أن نعيش فيها كما عايش أهلنا من قبل .
        فيصل : ما أظن البنزين يكفي لمسافة القصيم !
        سامي : فعلا ... لكن أظن أن هناك مكان نحن مدينون له كثيرا .
        عبدالكريم وفيصل : وهو ؟
        سامي : روضة خريم .
        عبدالكريموفيصل : روضة خريم ؟
        سامي : نعم روضة خريم ... وهي مؤهلة زراعيا وفيها كهف يحمينا من الأخطار ويمكن أن نحصنه جيدا ، ونبدأ حياة جديدة .
        فيصل : فكرة مناسبة وإن كانت صعبة .
        سامي : أظن ليس أمامنا غيرها .. إلا إذا نويتوا الجلوس في المدينة .
        عبدالكريم : الله لا يقوله !!
        سامي : طيب يالله دق سلف وتوكلنا على الله .
        عبدالكريم : يالله يا كريم .
        * * *
        ويتوجه الزملاء الثلاثة ... نحو برية خريم مرة أخرى ، ولكن هذه المرة ليس للنزهة وإنما للإستيطان فيها وإقامة حياة جديدة ، حياة بعيدة عن المدينة وأخطارها وأشباحها وتلوثها ، حياة بعيدة عن الطعام الملوث بالكيماويات والهرمونات ونحوها .
        يبدأ الجميع في حياة جديدة ... وعند باب الكهف تتوقف السيارة وينتهي وقودها تماما .. وكأنها تعلن بدء عصر جديد على هذه الكرة الأرضية .
        ينشط الجميع في تعاون رائع لحراثة الأرض وزراعتها والعمل بجد وكدح ، للعيش بسلام في المدة المتبقية على وجودهم في هذا الكوكب .
        وفي الليل وقبل أن يخلد الجميع للنوم ... يقوم سامي وينزل كبوت السيارة ويضعه على مدخل الكهف ، فيتجمع الأخوة جميعا ليشاهدوا ما سيكتبه سامي ، فيقوم سامي ويأخذ قطعة فحم ويكتب على صفيح السيارة هذه العبارات :
        ( إلى أي مخلوق عاقل سيمر من هنا ... ويرى هذه الكتابة شاهدة على آخر الدمار الذي ألحقه الإنسان بكوكبه كوكب الأرض ، أعلم أيها المخلوق أن هذه الكتابة شهادة اعتراف من آخر ثلاثة بقوا على قيد الحياة ، شهادة ندم واعتراف على ما اقترفناه نحن البشر بحق بعضنا وبحق كوكبنا الجميل ، إنها شهادة متأخرة ولكنها ستكون أبلغ شهادة لأي مخلوق سيعيش أو سيخلفنا من بعدنا في عمارة الأرض ، وإياه إياه أن يكرر حماقة البشر ولنكن نحن عظة وعبرة له ..
        كتبها أحد آخر ثلاثة على وجه الأرض ..


        المخلص النادم / سامي )
        كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
        لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

        أخوكم
        .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

        تعليق


        • #5
          قصة تحفة رائعة فعلا تسلم يدك و الله على هذه القصة الممتازة
          سامح النجار = Promethis = iamsameh = القديس = أبو الحسين كلهم واحد

          تعليق

          يعمل...
          X