السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد غياب عن هذا القسم أعود وفي جعبتي قصة كتبتها مؤخراً بعنوان ( إليك أشتاق) تمت في 19 / 4 / 2015
سأرفعها بشكل أجزاء حتى تسهل قراءتها في أوقات فراغكم
أما الحب بين الجنسين وإن حدث فهو في ستر حتى يجتمع الحبيبين تحت سقف واحد بعد إعلانهما زوجين وإما يموت ويندثر دون أن يعبر المحب عنه .
لم أكن أعلم أن في يوم من الأيام سأخوض تجربة الحب مع الجنس الآخر، بالنسبة لي الحب وهم وخيال كخدعة بصرية يستخدمها الشباب لإطاحة الفتيات في شباكهم .
عرفت الحب بصورته الأسمى والأجمل هنا في هذا البيت ، من خلال جدرانه التي حفظت همسات وضحكات أُم لم يسمح لي القدر بالتعرف عليها ، بيت سكنه حب أبي لأمي ،أحبني واهتم بي ورعاني ليعوضني عن حب وحنان أمي التي فارقتنا ،فأنا الذكرى التي تركتها له تكبر مع الأيام ،علمني وساعدني حتى وصلت لعنفوان شبابي ،اليوم أرد له الجميل فمنذ أربع سنوات وهو يرقد في فراشه بعد أن أصيب بشلل عطل أعضاءه هو الآن يسمعني ويتواصل معي بواسطة جفنيه .
ليس من الصعب أن أكون ابنة بارة تحب والدها لأنه علمني المعنى الحقيقي لكلمة حب ، لم يخطر ببالي يوما من الأيام بأن اهتم وأفكر برجل غيره في حياتي لأنني لم أعرف سواه يتصف بأخلاق الرجولة حتى رأيتك ، الحب معك مرحلة تأتي بعد النظرة والإعجاب والتفاهم وهذا ما يدوم ومن الصعب نسيانه ، فحبي لك مرتبط بمواقف وأحداث صعب نسيانها .....
الحب لمكان معين له ذكريات عزيزة ككرمة السيد نبيل هكذا عرف هذا المكان طوال سنين ، أذكر جيداً حين التقيتك أول مرة في طريقي إلى البيت بعد عمل يوم شاق في الكرمة ،طويل القامة عيناك العسليتان ووجهك المرهق وقميصك الملطخ بالدم حيث كُنتَ فاراً من مجموعة رجال مصاباً في كتفك إثر عيار ناري ، صُدفة ، لم تكن بالحسبان شعرت بالخوف حين رأيت أولئك الرجال بأجسادهم الضخمة ويكسو وجوههم الشعر وكيف لي أن أبعدهم وحدي ؟ قررت خداعهم وطلبت منك خلع حذائك وقد خلعته وأنت تمازحني رغم إصابتك : ليس مقاسك عدا عن الرائحة .
لم أعتد التحدث للغرباء لذلك لم ألق بالاً لكلماتك أخذت الحذاء وابتعدت عن المكان ، لا أريد أن يعتدي هؤلاء الرجال على الكرمة ،انطلقت نحو بركة ماء تفصل بين قريتنا والطريق العام ، تركت أثر حذائك ينتهي هناك ليظن الرجال أنك قطعت البركة وهربت ، صدقوا ما رويته لهم حين وجدوا الأثر طرياً ، شعرت بالفضول حينها وسألتهم عن سبب وجودهم في المكان ، أجاب أحدهم وقد غطى شاربه الكثيف شفتيه :نلاحق لصاً .
كان صوته أبشع من وجهه أخذت أتساءل أنت لص ؟!! لم أصدقه ... بدا لي من هيأتهم أنهم هم اللصوص وأنت مطارد لا أعرف سبب هروبك .
أسعفتك في تلك الليلة وكنت نصف غائب عن الوعي ، مشاعري كانت مزيج من الخوف والحياء ، أول مرة أتواجد مع شخص غريب في مكان وحدنا ،تركتك لتنام بين صناديق كبيرة في بيت المؤن ؛حتى لا يراك أحد . خشيت على نفسي أم عليك في ذاك الوقت لم تكن الإجابة محددة.
في الصباح الباكر أحضرت إليك وجبة الفطور كي تتمكن من المغادرة ،وجدتك مستيقظا تحاول النهوض ، لم أشأ أن تخرج أو تتحرك دون علمي فأمرتك بالبقاء مكانك فنظرتَ إلي باستياء وتكلمت عيناك ، نظرة تتمرد فيها على سلطتي للمكان ، لم أعر نظراتك أي اهتمام وضعت الطعام أمامك قائلة : تناول طعامك ثم غادر المكان .
أنت بدوت متفاجأ ، أنا لا أعرفك وساعدتك والآن أريد منك المغادرة قبل أن يراك أحد ، لست وحدي أعمل في الكرمة ، الخالة مريم مربيتي امرأة في الستين من عمرها ، ترك الزمن أثره في تجاعيد وجهها ويديها وحكمة مخزّنة من تجارب مرت بها ، وحفيدها رضوان فتى نحيل مجعد الشعر لوحت الشمس بشرته ،قوي وجاهل نوعاً ما في فن التعامل مع الآخرين ، عيناه الغاضبتين تحدق بكل من يحاول الإقتراب من محيط بيتنا أو الكرمة حتى يختفي عن الأنظار .
أردت منك أن تغادر لأن صديقتي العزيزة جهاد ستأتي لزيارتي مع ابنها الصغير ، انشغل تفكيري بكل من حولي إلا أنت ،كنتُ أبعدك عني ولم أعلم أنك مصيري المحتوم ونجاتي من وحدتي .
يتبع...
بعد غياب عن هذا القسم أعود وفي جعبتي قصة كتبتها مؤخراً بعنوان ( إليك أشتاق) تمت في 19 / 4 / 2015
سأرفعها بشكل أجزاء حتى تسهل قراءتها في أوقات فراغكم
***********************************
إليــــك أشتـــــاق
***********************************
الحب في قريتي يعتبر عيب وصل حد الحرمة ، نطق كلمة الحب بين أفراد العائلة الواحدة شيء نادر الحدوث، يكتفي البعض بالتعبير عن حبه ببعض الإشارات و الأعمال ، تجده في فنجان قهوة صباحية يشربه زوجين في الصباح الباكر قبل ذهاب رب الأسرة إلى العمل ، أو على يد امرأة أخذت تغسل ثياب أفراد عائلتها في جو بارد ، كذلك تجده في حفنة تراب في يد فلاح يستنشق عطر أرضه .لم ألمس يوماً في قريتنا حباً صريحاً كافتخار أب بابنته لأبوته لها ،ولم أر قط شاب يولي شقيقته الإهتمام - مجرد الإهتمام بالفتاة سيشعرها بالحب- ربما لأن كلمة حب ارتبطت بأذهانهم بشيء آخر من المخجل ذكره ( الشهوة) الحب موجود في كل مكان ويحمل أسمى المعاني ولكل شخص طريقته في تفسير معنى الحب .إليــــك أشتـــــاق
***********************************
أما الحب بين الجنسين وإن حدث فهو في ستر حتى يجتمع الحبيبين تحت سقف واحد بعد إعلانهما زوجين وإما يموت ويندثر دون أن يعبر المحب عنه .
لم أكن أعلم أن في يوم من الأيام سأخوض تجربة الحب مع الجنس الآخر، بالنسبة لي الحب وهم وخيال كخدعة بصرية يستخدمها الشباب لإطاحة الفتيات في شباكهم .
عرفت الحب بصورته الأسمى والأجمل هنا في هذا البيت ، من خلال جدرانه التي حفظت همسات وضحكات أُم لم يسمح لي القدر بالتعرف عليها ، بيت سكنه حب أبي لأمي ،أحبني واهتم بي ورعاني ليعوضني عن حب وحنان أمي التي فارقتنا ،فأنا الذكرى التي تركتها له تكبر مع الأيام ،علمني وساعدني حتى وصلت لعنفوان شبابي ،اليوم أرد له الجميل فمنذ أربع سنوات وهو يرقد في فراشه بعد أن أصيب بشلل عطل أعضاءه هو الآن يسمعني ويتواصل معي بواسطة جفنيه .
ليس من الصعب أن أكون ابنة بارة تحب والدها لأنه علمني المعنى الحقيقي لكلمة حب ، لم يخطر ببالي يوما من الأيام بأن اهتم وأفكر برجل غيره في حياتي لأنني لم أعرف سواه يتصف بأخلاق الرجولة حتى رأيتك ، الحب معك مرحلة تأتي بعد النظرة والإعجاب والتفاهم وهذا ما يدوم ومن الصعب نسيانه ، فحبي لك مرتبط بمواقف وأحداث صعب نسيانها .....
الحب لمكان معين له ذكريات عزيزة ككرمة السيد نبيل هكذا عرف هذا المكان طوال سنين ، أذكر جيداً حين التقيتك أول مرة في طريقي إلى البيت بعد عمل يوم شاق في الكرمة ،طويل القامة عيناك العسليتان ووجهك المرهق وقميصك الملطخ بالدم حيث كُنتَ فاراً من مجموعة رجال مصاباً في كتفك إثر عيار ناري ، صُدفة ، لم تكن بالحسبان شعرت بالخوف حين رأيت أولئك الرجال بأجسادهم الضخمة ويكسو وجوههم الشعر وكيف لي أن أبعدهم وحدي ؟ قررت خداعهم وطلبت منك خلع حذائك وقد خلعته وأنت تمازحني رغم إصابتك : ليس مقاسك عدا عن الرائحة .
لم أعتد التحدث للغرباء لذلك لم ألق بالاً لكلماتك أخذت الحذاء وابتعدت عن المكان ، لا أريد أن يعتدي هؤلاء الرجال على الكرمة ،انطلقت نحو بركة ماء تفصل بين قريتنا والطريق العام ، تركت أثر حذائك ينتهي هناك ليظن الرجال أنك قطعت البركة وهربت ، صدقوا ما رويته لهم حين وجدوا الأثر طرياً ، شعرت بالفضول حينها وسألتهم عن سبب وجودهم في المكان ، أجاب أحدهم وقد غطى شاربه الكثيف شفتيه :نلاحق لصاً .
كان صوته أبشع من وجهه أخذت أتساءل أنت لص ؟!! لم أصدقه ... بدا لي من هيأتهم أنهم هم اللصوص وأنت مطارد لا أعرف سبب هروبك .
أسعفتك في تلك الليلة وكنت نصف غائب عن الوعي ، مشاعري كانت مزيج من الخوف والحياء ، أول مرة أتواجد مع شخص غريب في مكان وحدنا ،تركتك لتنام بين صناديق كبيرة في بيت المؤن ؛حتى لا يراك أحد . خشيت على نفسي أم عليك في ذاك الوقت لم تكن الإجابة محددة.
في الصباح الباكر أحضرت إليك وجبة الفطور كي تتمكن من المغادرة ،وجدتك مستيقظا تحاول النهوض ، لم أشأ أن تخرج أو تتحرك دون علمي فأمرتك بالبقاء مكانك فنظرتَ إلي باستياء وتكلمت عيناك ، نظرة تتمرد فيها على سلطتي للمكان ، لم أعر نظراتك أي اهتمام وضعت الطعام أمامك قائلة : تناول طعامك ثم غادر المكان .
أنت بدوت متفاجأ ، أنا لا أعرفك وساعدتك والآن أريد منك المغادرة قبل أن يراك أحد ، لست وحدي أعمل في الكرمة ، الخالة مريم مربيتي امرأة في الستين من عمرها ، ترك الزمن أثره في تجاعيد وجهها ويديها وحكمة مخزّنة من تجارب مرت بها ، وحفيدها رضوان فتى نحيل مجعد الشعر لوحت الشمس بشرته ،قوي وجاهل نوعاً ما في فن التعامل مع الآخرين ، عيناه الغاضبتين تحدق بكل من يحاول الإقتراب من محيط بيتنا أو الكرمة حتى يختفي عن الأنظار .
أردت منك أن تغادر لأن صديقتي العزيزة جهاد ستأتي لزيارتي مع ابنها الصغير ، انشغل تفكيري بكل من حولي إلا أنت ،كنتُ أبعدك عني ولم أعلم أنك مصيري المحتوم ونجاتي من وحدتي .
يتبع...
تعليق