لقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وبشواهد من الواقع وبإقرار من العلم الحديث صرع الجن للإنس ودخولهم في أبدانهم. وسنقدم هنا بعض الآيات و الإستشهادات من كتاب الله تعالى الواضحة في هذا المعنى والتي تشير إلى أن المس الشيطاني حقيقة واقعة، كانت معروفة في القرون والعصور الأولى منذ عهد قوم نوح عليه السلام كما قال تعالى حاكيا عنهم. قال تعالى: " إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين " آية 24 المؤمنونوقوله سبحانه: " أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون،أم يقولون به جنة " آية 69 المؤمنون.وقوله:" أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة " آية 184 الأعراف.وقوله: " أفترى على الله كذبا أم به جنة " آية 7 سبأ وقوله: " ما بصاحبكم من جنة " آية 45 سبأ
وقوله: " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة
إن نفي القرآن في هذه الآيات إصابة الأنبياء والرسل بالمس الشيطاني لا يؤثر مطلقا في حقيقة وجود هذا المس كما أن نفيه عنهم في جهة أخرى السحر والشعر والجنون لا يؤثر كما هو معلوم في حقيقة وجود السحر والشعر والجنون واقعا في حياة الناس. وحقيقة المس الشيطاني لم يذكرها الإسلام وحده ولم يختص بها دون غيره من الديانات السماوية بل قد جاء ذكرها في الأناجيل في غير ما موضع كما هو الحال في إنجيل متَّى الإصحاح 8-9-18 وإنجيل لوقا الإصحاح 4-8.
ولقد وردت كلمة " مس " بالقرآن الكريم في ست آيات كلها مقترنة بالضراء أو القرح أو الشر:
" إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله" الآية 140 آل عمران " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه " آية 12 يونس " وقالو قد مس ءاباءنا الضراء والسراء " آية 95 الأعراف " وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه " آية 32 الروم " وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه " آية 8 الزمر
" فإذا مس الإنسان ضر دعانا " آية 45 الزمر
وقد جاءت كلمة المس في مواضيع كثيرة من القرآن أغلبها مقترن بالشر و الضر مثل قوله تعالى " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " آية 187 الأعراف
" وإذا مسه الشر كان يؤوسا " آية 82 الإسراءوعلى ذالك نجد أن الآيات توضح أن المس دائما مقترن بالضر والشر، وكلمة" المس الشيطاني" وردت في القرآن مرتان في قوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة
" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " آية 41 صوجاءت كلمة المس مقترنة بطائف من الشيطان في آية ثالثة :
" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " آية 201 الأعراف تعريف المس:
يقال مسست الشيء، أمسه مسا، إذا لمسته بيدك، ثم أستعير للأخذ والضرب، وأستعير للجماع لأنه لمس، وللجنون كأن الجن مسته يقال به مسا من الجنون.
المصدر (أنظر النهاية في غريب الحديث والأثر) أدلة المس من السنة:
عن مطر بن عبد الرحمان الأعنق قال حدثتني أم أبان بنت الوازع ابن زارع بن عامر العبدي عن أبيها أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله بإبن له مجنون- أو إبن أخت له- قال جدي فلما قدمنا إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) المدينة قلت يا رسول الله، إن معي إبنا لي - أو ابن أخت لي- مجنونا أتيتك به فتدعو الله عز وجل له قال إئتيني به، فانطلقت إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه (لأنه كان أوثقه بحبل ) وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى إنتهيت به إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فقال: أدنه مني واجعل ظهره مما يليني، قال فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول: أخرج عدو الله- أخرج عدو الله فأقبل ينظر، نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله(صلى الله عليه و سلم) بين يديه فمسح وجهه، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يفضل عليه."
قال الهيتمي رواه الطبراني، أنظر مجمع الزوائد (9/3)
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " رواه مسلم. " وعن جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه و سلم) في غزوة ذات الرقاع حتى إذا كنا ( بحرة واقم) عرضت إمرأة بدوية بإبن لها فجاءت إلى رسول الله(صلى الله عليه و سلم) فقالت: يا رسول الله هذا إبني قد غلبني عليه الشيطان فقال(إدنه مني) فأدنته منه قال: إفتحي فمه ففتحته فبصق فيه رسول الله(صلى الله عليه و سلم) ثم قال : إخسأ عدو الله وأنا رسول الله قالها ثلاث مرات ثم قال شأنك بإبنك ليس عليه بأس فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه "
رجاله ثقات. ورواه الطبراني في الأوسط أنظر مجمع الزوائد(9/9).
" عن أبي البسر رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) كان يدعوا فيقول اللهم إني أعوذ بك من الهرم والتردي والهدم والغم والحريق والغرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأن أقتل في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا "رواه الحاكم وصححه. ووافقه الذهبي، وأبو داود (2/92) والنسائي (6/283).
وجاء في تفسير بن كثير الجزء الأول سورة البقرة أن إبليس كان يدخل ويخرج من آدم في بداية خلقه وهو صلصل ويقول له لشيء ما خلقت ولئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك وقد قيل لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إن قوما يقرأون القرآن فيصرعون قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقرأون القرآن وما يحدث لهم هذا إنما هو الشيطان يدخل في جوف أحدهم وقد ورد أيضا عن إبن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ القرآن على مبتلى فأفاق. أقوال أهل العلم من السلف والخلف:
- يقول الإمام إبن كثير في تفسير قوله تعالى" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة أي لا يقومون من قبورهم إلا كما يقوم المصروع حال صرعه في الدنيا وتخبط الشيطان لهتفسير بن كثير (1/326) وبه قال إبن عباس رضي الله عنهما و القرطبي في جامع البيان والطبري والألوسي في تفسيرهما والأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة والفقيه بن حزم في الفصل في الملل والنحل والقاضي بدر الدين الشبلي والقاضي عبد الجبار الهمداني في آكام المرجان والحافظ إبن حجر في فتح الباري.- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة وإتفاق سلف الأمة وكذالك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة، وهو أمر مشهود ومحسوس لمن تدبره يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لايعرفه.مختصر الفتاوي المصرية (584) - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس، فقال يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه.رسالة الجن(8) - يقول إبن قيم الجوزية رحمه الله : الصرع صرعان، صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة. الطب النبوي ص(51) - يقول الشيخ محمد الحامد : إذا كان الجن أجساما لطيفة لم يمتنع عقلا ولا نقلا سلوكهم في أبدان بني آدم... إلى أن يقول : ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهدة لا تكاد تحصى لكثرتها فمنكر ذالك مصطدم بالواقع المشاهد وإنه لينادى ببطلان قوله .ردود على أباطيل(2/135) -
وقوله: " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة
إن نفي القرآن في هذه الآيات إصابة الأنبياء والرسل بالمس الشيطاني لا يؤثر مطلقا في حقيقة وجود هذا المس كما أن نفيه عنهم في جهة أخرى السحر والشعر والجنون لا يؤثر كما هو معلوم في حقيقة وجود السحر والشعر والجنون واقعا في حياة الناس. وحقيقة المس الشيطاني لم يذكرها الإسلام وحده ولم يختص بها دون غيره من الديانات السماوية بل قد جاء ذكرها في الأناجيل في غير ما موضع كما هو الحال في إنجيل متَّى الإصحاح 8-9-18 وإنجيل لوقا الإصحاح 4-8.
ولقد وردت كلمة " مس " بالقرآن الكريم في ست آيات كلها مقترنة بالضراء أو القرح أو الشر:
" إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله" الآية 140 آل عمران " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه " آية 12 يونس " وقالو قد مس ءاباءنا الضراء والسراء " آية 95 الأعراف " وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه " آية 32 الروم " وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه " آية 8 الزمر
" فإذا مس الإنسان ضر دعانا " آية 45 الزمر
وقد جاءت كلمة المس في مواضيع كثيرة من القرآن أغلبها مقترن بالشر و الضر مثل قوله تعالى " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " آية 187 الأعراف
" وإذا مسه الشر كان يؤوسا " آية 82 الإسراءوعلى ذالك نجد أن الآيات توضح أن المس دائما مقترن بالضر والشر، وكلمة" المس الشيطاني" وردت في القرآن مرتان في قوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة
" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " آية 41 صوجاءت كلمة المس مقترنة بطائف من الشيطان في آية ثالثة :
" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " آية 201 الأعراف تعريف المس:
يقال مسست الشيء، أمسه مسا، إذا لمسته بيدك، ثم أستعير للأخذ والضرب، وأستعير للجماع لأنه لمس، وللجنون كأن الجن مسته يقال به مسا من الجنون.
المصدر (أنظر النهاية في غريب الحديث والأثر) أدلة المس من السنة:
عن مطر بن عبد الرحمان الأعنق قال حدثتني أم أبان بنت الوازع ابن زارع بن عامر العبدي عن أبيها أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله بإبن له مجنون- أو إبن أخت له- قال جدي فلما قدمنا إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) المدينة قلت يا رسول الله، إن معي إبنا لي - أو ابن أخت لي- مجنونا أتيتك به فتدعو الله عز وجل له قال إئتيني به، فانطلقت إليه وهو في الركاب فأطلقت عنه (لأنه كان أوثقه بحبل ) وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى إنتهيت به إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فقال: أدنه مني واجعل ظهره مما يليني، قال فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ويقول: أخرج عدو الله- أخرج عدو الله فأقبل ينظر، نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله(صلى الله عليه و سلم) بين يديه فمسح وجهه، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يفضل عليه."
قال الهيتمي رواه الطبراني، أنظر مجمع الزوائد (9/3)
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " رواه مسلم. " وعن جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله(صلى الله عليه و سلم) في غزوة ذات الرقاع حتى إذا كنا ( بحرة واقم) عرضت إمرأة بدوية بإبن لها فجاءت إلى رسول الله(صلى الله عليه و سلم) فقالت: يا رسول الله هذا إبني قد غلبني عليه الشيطان فقال(إدنه مني) فأدنته منه قال: إفتحي فمه ففتحته فبصق فيه رسول الله(صلى الله عليه و سلم) ثم قال : إخسأ عدو الله وأنا رسول الله قالها ثلاث مرات ثم قال شأنك بإبنك ليس عليه بأس فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه "
رجاله ثقات. ورواه الطبراني في الأوسط أنظر مجمع الزوائد(9/9).
" عن أبي البسر رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) كان يدعوا فيقول اللهم إني أعوذ بك من الهرم والتردي والهدم والغم والحريق والغرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأن أقتل في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا "رواه الحاكم وصححه. ووافقه الذهبي، وأبو داود (2/92) والنسائي (6/283).
وجاء في تفسير بن كثير الجزء الأول سورة البقرة أن إبليس كان يدخل ويخرج من آدم في بداية خلقه وهو صلصل ويقول له لشيء ما خلقت ولئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك وقد قيل لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إن قوما يقرأون القرآن فيصرعون قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقرأون القرآن وما يحدث لهم هذا إنما هو الشيطان يدخل في جوف أحدهم وقد ورد أيضا عن إبن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ القرآن على مبتلى فأفاق. أقوال أهل العلم من السلف والخلف:
- يقول الإمام إبن كثير في تفسير قوله تعالى" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة أي لا يقومون من قبورهم إلا كما يقوم المصروع حال صرعه في الدنيا وتخبط الشيطان لهتفسير بن كثير (1/326) وبه قال إبن عباس رضي الله عنهما و القرطبي في جامع البيان والطبري والألوسي في تفسيرهما والأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة والفقيه بن حزم في الفصل في الملل والنحل والقاضي بدر الدين الشبلي والقاضي عبد الجبار الهمداني في آكام المرجان والحافظ إبن حجر في فتح الباري.- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة وإتفاق سلف الأمة وكذالك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة، وهو أمر مشهود ومحسوس لمن تدبره يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لايعرفه.مختصر الفتاوي المصرية (584) - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس، فقال يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه.رسالة الجن(8) - يقول إبن قيم الجوزية رحمه الله : الصرع صرعان، صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة. الطب النبوي ص(51) - يقول الشيخ محمد الحامد : إذا كان الجن أجساما لطيفة لم يمتنع عقلا ولا نقلا سلوكهم في أبدان بني آدم... إلى أن يقول : ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهدة لا تكاد تحصى لكثرتها فمنكر ذالك مصطدم بالواقع المشاهد وإنه لينادى ببطلان قوله .ردود على أباطيل(2/135) -
تعليق