Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حادثة ( قصة قصيرة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حادثة ( قصة قصيرة )

    قصة وقعية حدثت أمام ناظري منذ عدة أعوام

    حادثة
    نهضت على غير عادتي ذلك الصباح متأخرا ... لم أنم جيدا ... كوابيس مزعجة حاصرتني وأفزعتني طول الليل ...أبتلعت افطاري بسرعة.. ارتديت ملابسي على عجل.. نزلت درجات البيت العشرة في خطوتين واتجهت صوب محطة الحافلة....غيوم رمادية في الأفق ... قطرات المطر تنعش وجهي ..
    ليس من عادة الكوابيس ان تقظ نومي وتفزعني بهذا الشكل..وتساءلت بيني وبين نفسي ماالعلاقة بين الكوابيس والواقع.. هل هي انذار بوقوع شيء غير طيب .. ولم أكن أعتقد أن الجواب سيأتيني بأسرع مما تصورت
    شاحنة حمل الازبال تأتي من الشارع المقابل ...رجل يبدو أنه لم يتخلص من آثر الخمر ذلك الصباح يتجه بلا وعي يريد عبور الطريق
    تقترب الشاحنة ويزداد ترنح الرجل السكير... الشاحنة مرتفعة شيئا ما ...وبالكاد يرى سائقهاالطريق المزدحم ببقايا الطين....تجاوزت الشاحنة سيارة واقفة ..واقتربت من الرجل السكير الذي أصر على عبور الشارع ولم يعر أدنى اهتمام للشاحنة القادمة نحوه... نقصت سرعة الشاحنة بشكل كبير لكنها لم تتوقف بفعل تكون طبقة طينية مع قطرات الماء ..لازلت الشاحنة تقترب وتتجه نحو السكير ...لمسته مقدمتها فانزلق
    وفي ثانية مرت فوق جسده الملقى على الأرض
    أمسكت برأسي وأدرت وجهي الى الجهة الأخرى ..وأبصرت فوجا من مرتادي المقاهي منهم من يمسك برأسه ومنهم من قفز من مكانه هلعا ومنهم من فغر فاه في بلاهة ومنهم من صرخ في وجه السائق أمرا إياه بالتوقف
    لم يكن الامر عاديا أن ترى شاحنة أزبال تدهس رجلا وتمر فوق بطنه
    كان الأمر يبدو أشبه بحلم تحول في رمشة عين الى كابوس مزعج مع صرخات النساء وحوقلة الرجال
    أنقدني من هذا المنظر البشع وصول الحافلة التي كنت أنتظر ..ركبت ولم أشأ مواصلة التحديق ..وتذكرت لسبب أجهله كوابيس الأمس
    مررنا بالحافلة بالقرب من السكير .. استرقت البصر الى حيث بدا الرجل ممدا تحت شاحنة الأزبال دون حراك ودون دماء أيضا...لم تكن المستشفى تبعد الا بخمس دقائق على الأكثر... لهذا فالأكيد أنهم سيحضرون وسيسعفون الرجل خصوصا وانه يبدو لم يصب إصابات خطيرة وأن رأسه لازالت سليمة
    انطلقت الحافلة.. وصلت الى العمل .... وسرعان ما نسيت أمر الرجل السكير
    عند المساء في رحلة الرجوع... وصلت الحافلة قبل موعدها...
    نزلت ببطء من شدة تعب يوم كامل من العمل... رأيت خيمة كبيرة.. إقتربت أكثر... آيات القرآن تنبعث من داخل الخيمة وعبر المكبرات بتلاوة أحد مشايخ المشرق المشهورين ...كانت خيمة عزاء...ولم يكن عجيبا ان أرى خيمة عزاء
    اقتربت أكثر وسمعت جماعة من الرجال يتحلقون على شكل دائرة وأحدهم يقول
    لم تأت سيارة الاسعاف الا بعد ساعة ...ويقولون في المستشفى أنه أصيب بنزيف داخلي ولم يستطيعوا فعل شيء
    وأكتشفت حينها أن الرجل السكير قد مات
    مات ميتة مغبونة..وحتى دون أن يعي أنه مات ... مات تحت عجلات شاحنة أزبال ...يالها من ميتة ...وتذكرت كوابيس الأمس
    أسرعت الخطى نحوالبيت فقد كنت جائعا جدا
    سبحان الله.. والحمد لله.. ولا اله الا الله.. والله اكبر.
    ........
    يمكنك الإبداع ... شريطة أن لا تركب الباص كل يوم

  • #2
    اشبة للواقع

    أخوي تصلح كاتب روائي وجة قلمك نحو النجومية ..

    تعليق


    • #3
      قصه جميلللللللللللللللللللله جداً

      وبصراحه انا ما صدقت أنك الكاتب
      لا إله إلا الله * محمد رسول الله
      كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن :
      (((((( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))))))

      تعليق


      • #4
        اللهم احسن خاتمتنا
        هذه عبره يا اخوان .. فمن يلقي نفسه على القمامه .. يلقى تحتها ...

        اسال الله ان يرحمه ويعفو عنه ....
        وبارك الله فيك ... فالاسلوب مشوق .. وفعلا نقلني الى داخل الحدث ....

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخي طارق
          اسلوب رائع ...
          نسأل الله حسن الخاتمة
          ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون,
          إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار,
          مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء.


          تعليق


          • #6
            سبحان الله . هذه هي القصص التي يفضل أن يذكرها أعضاء أطراف الحديث وليس مثل بعض الناس كلامهم عن الصراصير وعن البعوض وعن الحمامات وتربية الأرانب وحكايات قبل النوم إذا نام الطفل قبل إكمال الحكاية .

            مشكور على الموضوع عزيزي طارق .
            The Unknown Person

            تعليق


            • #7
              اخي مربوش شكرا على ردك الحلو
              آفاق الشرق شكرا أخي العزيز على الرد
              عصام الكريم شكرا لردك الجميل ونسأل الله حسن الخاتمة
              اخي خالد شكرا لك وتقبل الله منا ومنك الدعاء
              جيمو الكريم شكرا لردك الركريم والمشجع
              سبحان الله.. والحمد لله.. ولا اله الا الله.. والله اكبر.
              ........
              يمكنك الإبداع ... شريطة أن لا تركب الباص كل يوم

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم
                الرواية الصحيحة هي ما كان ينقصني ,سأعيد فتح الملف من جديد وسأعتبرك شاهد عيان...........
                إنتظرني هذا المساء............















































                أمزح معك فقط.........شكرا على نقل العبرة .....وغفر الله له لموتى المسلمين.......

                نجار جيد بيده مطرقة سيئة أفضل بكثير من نجار سيء معه أفضل مطرقة في العالم.

                تعليق


                • #9
                  قصة جميلة لكن نهايتها ليس رائعة ......
                  وانطلق نحو الإبداع
                  ----
                  يا قارئ خطي لا تبكي على موتي ... فاليوم أنا معك وغداً في التراب أنت معي
                  maxcona4@gmail.com

                  تعليق


                  • #10
                    ماشاء الله شهيتك قوية

                    تعليق

                    يعمل...
                    X