Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المزاح وبعض آدابه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المزاح وبعض آدابه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنّ الإنسان قد تمر به لحظات فتور عن العبادة , أو ملل من تكاليف الحياة ومشاغلها , ويشعر بحاجة إلى شيء من الترفيه واللهو المباح , فيمزح مع أحد من أهل بيته , أو أصحابه . وهذا مباح كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم , لكن ينبغي للمسلم أن يراعي في مزاحه أمورا وأدابا , ومنها:


    الأدب الأول: النية الصالحة:
    فينوي بمزاحه قطع الملل , وصرف السأم والفتور , والترويح المباح عن النفس وحتى تنشط من جديد لما فيه منفعتها في الدنيا والأخرة, من الإنشغال بالعبادة, والالتفات لما لابد لها منه من أمور حياتها ,والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . والأعمال بالنيات, فينبغي للمسلم أن يكون له في كل قول وعمل نية صالحة.


    الأدب الثاني: عدم الإفراط في المزاح:
    فإنّ بعض الناس قد يفرط في المزاح بما يتجاوز به الحد المقبول , وهذا لايكون له نية صالحة في مزاحه هذا , وغالبا ما يسقط من عيون الناس، فلا يهابونه , بل يتجرئون عليه, ويتطاولون عليه حتى السفهاء منهم , لأنّه حطّ من شأن نفسه, ولم يحفظ لها احتشامها ورزانتها . ومن كثر مزاحه نقصت مروءته, وضاعت هيبته.


    الأدب الثالث: عدم المزاح مع من لا يقبلونه :
    فإنّ المرء قد يمزح مع بعض النّاس الذين لا يحبون المزاح , أو يحملون كل قول و فعل على محمل الجد , أو لا يحبون مزاح هذا الشخص بالذات , أو نحو ذلك, فتكون النتيجة غير طيبة. وقد يرى منهم ما يكره, فلا ينبغي للمرء أن يمزح إلا مع من يقبل منه المزاح.


    الأدب الرابع: عدم المزاح في موطن الجد:
    وذلك لأنّ هناك أحوالا لا يصلح فيها المزاح , كمجلس السلطان , ومجلس العلم ومجلس القاضي, وعند الشهادة, وعند الطلاق , وغير ذلك. فالمزاح في مثل تلك المواطن غير مقبول , وقديحطّ من شأن صاحبه. بل ويجلب له ما يكره.


    الأدب الخامس: إجتناب ما حرم الله أثناء المزاح:
    إذ لا يجوز المزاح واللهو بما حرّم الله تعالى , فمن ذلك:

    (1) ترويع المسلم على وجه المزاح:
    بعض الناس قد يمزح أحيانا مع صاحب له , فيعمل شيئا فيفزعه , كأن يلبس قناعا مخيفا على وجهه, أو يصيح به في الظلام, أو يخفي عنه شيئا من متاعه , أو غير ذلك , فهذا لا يجوز , وقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا و لاجادا" . ولما نام بعض أصحابه يوما, وجاء آخر , فأخذ حبله, فأخفاه ففزع صاحب الحبل, فقال صلى الله عليه وسلم:"لا يحل لمسلم أن يروّع مسلما". فلا يجوز إخافة المسلم بحال , لا هزلا ولا جدا.

    (2) الكذب في المزاح:
    انّ كثيرا من الناس لا يبالي في مزاحه ، فيكذب هازلا بدعوى المزاح ، و الكذب لا يجوز بحال ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) و لهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يصدق في المزاح و في الجد ، و كان يقول صلى الله عليه و سلم : ( إني لأمزح و لا أقول إلا حقا ) و لهذا لا يجوز الكذب في المزاح بحال . و كثير من الناس يكذب في مزاحه ليضحك الناس ،و خصوصا باستعمال النّكات و غيرها ، و هذا لا يجوز أبدا ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له ) فهو كذب، إضافة إلى ما فيه من العيب و القدح في طوائف من الناس .

    3)- القدح في طائفة معينة من الناس :
    كالذي يريد أن يمزح فيرمي طائفة معينة من الناس ، أو أهل بلد معين أو أصحاب حرفة معينة بما يعيبهم ، ولا يقصد إلا المزاح بذلك ، و إضحاك الناس ، فهذا حرام جدا .

    4)- قذف الناس و الإفتراء عليهم :
    و هذا موجود كذلك ، يأتي بعض الناس فيمزح مع صاحبه فيسبّه ، أو يقذفه ، أو يرميه بالفاحشة ، كمن يقول لصاحبه : ياابن الزانية ! ، و نحو ذلك . و هذا واقع و مشاهد للأسف بين طوائف من الرعاع و سفلة الناس . و هذا لا يجوز ، بل مثل هذا القذف يوجب الحد ، و لو كان هزلا . و يجب اجتناب مثل هذه الأمور و غيرها مما حرّم الله تعالى .


    الأدب السادس: البعد عن المزاح باليد و الألفاظ القبيحة :
    فإنّ هذا لا يحبه أكثر الناس ، و قد يتسبب في مشاكل بين الأصدقاء ،بحيث يتطور المزاح إلى شجار و اقتتال ، و قد سمعنا بالكثير من الحوادث التي حدثت من جراء ذلك . فلا ينبغي التمازح باليد إلا لمن كانوا معتدين على ذلك أو يتقبلونه من بعضهم ، كما " كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يتبادحون (أي يقذف بعضهم بعضا) بالبطيخ ـ أي بقشره بعد أكله-" .
    و أما المزاح بالألفاظ القبيحة فلا يجوز بحال ، و قد قال تعالى : ( و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم إنّ الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ) ـ الإسراء : 53 . فإنّ المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا أبدا .


    الأدب السابع :الإبتعاد عن كثرة الضحك
    فإنّ كثيرا من النّاس يفرط في الضحك و القهقهة في مزاحه ، و هذا خلاف السنة ، فقد حذر النبي صلى الله عليه و سلم من كثرة الضحك ، فقال لا تكثروا الضحك ،فإن كثرة الضحك تميت القلب )، و كذلك ( كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما ).
    أما كثرة الضحك فإنها تقسي القلب جدا و تميته ، وأما القهقهة الشديدة فإنها تقسي القلب كذلك ،كما أنّها تذهب الهيبة و الوقار.


    الأدب الثامن : أن يكون أكثر المزاح مع من يحتاجون إليه :
    كالنساء و الصغار و نحوهم ، و هكذا كان حال النبي صلى الله عليه و سلم كما سيأتي :
    أنواع من المزاح النبي صلى الله عليه و سلم :

    (1) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له: (ياذا الأذنين) يمازحه بذلك صلى الله عليه و سلم .

    (2) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير؟ ) و النغير طائر صغير ، و كان لهذا الغلام ، و ذكر أن ذلك الطائر قد مات ، فكان النبي صلى الله عليه و سلم يمازح الغلام بذلك .

    (3) عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله ! احملني . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنا حاملوك على ولد ناقة ). قال : و ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال ( و هل تلد الإبل إلا النوق ! ) .

    (4) عن أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أتى يوما رجلا من أصحابه ،فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره .فقال : أرسلني .من هذا ؟ فالتفت ،فعرف النبي صلى الله عليه و سلم .فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه ، و جعل النبي يقول من يشتري العبد ؟) فقال: يا رسول الله! إذا و الله تجدني كاسدا .فقال النبي صلى الله عليه و سلم لكن عند الله لست بكاسد ). أو قال أنت عند الله غال)

    فهذا آخر ما يسّر الله من آداب المزاح ، و عدتها ثمانية آداب ، و الحمد لله رب العالمين.

    من كتاب موسوعة الآداب الإسلامية ،تأليف عبد العزيز ندا



    منقول

    قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

    وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175



  • #2
    يا ليت قومي يعلمون .

    شكرا على التذكير أخي صالح.


    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






    تعليق


    • #3
      موضوع جميل
      يا ليت قومي يعلمون .
      مــن كثــر كلامه كثــر خطــأه
      ومـن كثــر خطـأه قــــل حيــاه
      ومـن قــــل حياـه قـــل ورعــه
      ومـن قـــل ورعه مات قلبـــــه

      تعليق

      يعمل...
      X