Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رأيت نهاية العالم القديم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رأيت نهاية العالم القديم

    هناك جذور حقيقية لانتشار ظاهرة العنف المسلح واللجوء إلى الإرهاب وبالتالي دفع القوى العظمى إلى الرد عليه باستراتيجية كونية جديدة هي الحرب المتواصلة على الشعوب المستضعفة، وإبادة الملايين من سكان الأرض في مشارقها ومغاربها، وشمالها وجنوبها، والحرب الكونية التي تتزعمها الولايات المتحدة منذ مدة، فتغزو من تشاء وكيف تشاء ولا تسمح لأحد أن يتدخل في أمرها، والحرب الصهيونية الشرسة التي يشعل نارها أقوى جيش في العالم ضد انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة، الحرب الأمريكية الصهيونية هذه، ليست سوى نتيجة حتمية لحداثة الإبادة التي تنظر إلى الإنسان والحيوان والجماد والطبيعة نظرة مادية استعمالية، إذ الكل لديها سواء، ولا مكان لأي قيمة أو خلق أو دين في هذه الرؤية وفي هذا الاستعمال.
    الإبادة الغربية للإنسان حطمت أرقاما قياسية وهي مستمرة في تحطيمها ما لم تقم في وجهها معادلة استراتيجية جديدة عالمية الأبعاد يؤسس الداعين لها جبهة للإنقاذ العالمي للأرض وما عليها من إنسان وحيوان وطبيعة.
    في الزمن الماضي أبادت الحداثة الغربية 90 مليونا من الأفارقة وهي تنقلهم نقل البهائم عبر المحيطات والبحار، وفي الحرب العالمية الأولى والثانية أبيد أكثر من 60 مليونا من البشر، وفي الاتحاد السوفياتي أبيد الملايين من المسلمين التتار، وفي ألمانيا النازية أبيد غير الألمان من يهود وغجر. وفي هيروشيما ونكازاكي أصر الأمريكيون على إلقاء القنبلة النووية رغم استسلام اليابان لأن القنبلة ما صنعت إلا من أجل ذلك، ولابد من إلقائها تجنبا للعبثية، حسب مخترعيها وصانعيها.
    والصهيونية التي تبيد الفلسطينيين اليوم، والقوات الأمريكية التي أبادت كثيرا من الأفغان والعراقيين ، استمرار لنفس الرؤية الإبادية الحداثية.
    فليس العراقيون ولا الفلسطينيون هم المعنيون بالغزو الأمريكي الصهيوني فقط، ولكننا جميعا في كل أرجاء الدنيا مهددون بالإبادة كما قال الدكتور عبد الوهاب المسيري في إحدى محاضرته العلمية المعرفية الرفيعة
    لا يمكن فهم السياسة الإمبريالية المستمرة للغرب، إلا في إطارها المعرفي الحضاري العام، برفض شامل لهذه الاستراتيجية التدميرية.
    مما لاشك فيه أن الأمور لم تعد كما كانت عليه قبل الحادي عشر من أيلول 2001 فهذا الحدث المأساوي شكَل إنعطافة تاريخية مهمة في مسيرة الصراعات الأيديولوجية العالمية وهو الحدث الذي تصدى له الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي المعروف ألكسندر أدلر رئيس تحريرمجلة "البريد الدولي ـ كورييه أنترناسيونال" وكاتب افتتاحيات صحيفة لوموند ومقدم برنامج التاريخ المعاصر على القناة الخامسة الفرنسية.
    يقوم الكاتب بجولة في الماضي القريب قبل وقوع الكارثة ليستعرض الجذور والأسباب والدوافع والنظريات المرتبطة بهذا الحدث الإرهابي الكبير الذي هزَ العالم بأسره ووجه الضربة القاضية لبقايا العالم القديم ووضع الحجر الساس لبزوغ عالم جديد في مجال العلاقات الدولية والأساس في جميع المتغيرات الاستراتيجية والجيو ـ سياسية سواء في الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية أو في بنية العدو اللدود الجديد للغرب المسمى بالإرهاب الدولي المتطرف . فبالنسبة لألكسندر أدلر لايوجد شك بشأن هوية المنفذ لهجمات الحادي عشر من ايلول ولا مخططاته وأهدافه . أنه أسامة بن لادن وتنظيمه السلفي المتطرف " القاعدة" كما لايوجد شك بشأن الاستراتيجية التي يبتغيها هذ المقاتل الملتحي ألا وهي جر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى مواجهة شاملة مع الإسلام تبدأ بحرب استنزاف دائمية طويلة الأمد ضد عدو خفي غير مرئي يوجد في كل مكان وفي اللامكان على أمل تعبئة وتحشيد العالم الإسلامي برمته ضد الغرب . في نفس الوقت الذي كانت فيه أمريكا تحاول تجنب التعرض إلى اعتداء أو هجوم خارجي فإذا بها تفاجأ بهجوم مهين لها في عقر دارها وضد رمز قوتها العسكرية والاقتصادية فلم يبق أمامها سوى صياغة استراتجية حربية جديدة والتي أصبح فيها الإسلام السياسي السلفي المتطرف هو عدوها الأول بديلا للشيوعية وهو العدو الوحيد الذي ستركز عليه جهودها لسنوات طويلة قادمة .
    لقد رسمت الولايات المتحدة سيناريوهات للتحالفات الدولية الجديدة . فالعالم القديم عالم الرتابة والتساهل والدعم النشط لحركة أذاقت السوفييت مر العذاب في أفغانستان وحولت وجودهم العسكري فيه إلى جحيم قد انتهى . لقد انهار العالم القديم في لحظة إنهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك وحل محله عالم المواجهات العسكرية في كل مكان وزمان وبكل الوسائل وهو عالم ينبغي فيه اتخاذ الموقف القاطع والواضح وفق مقولة " من ليس معي فهو ضدي " التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش غداة الحدث الدرامي الكبيروهي مقولة لم تكن وليدة انفعال نفسي وردة فعل سيكولوجية بل لها دلالاتها العميقة ومغزاها الكبير إنها نقطة جوهرية وتاسيسية في الاستعدادات الجيو ـ سياسية للاستراتيجية الأمريكية الجديدة والتي كانت إحدى سماتها ضرب تنظيم القاعدة مباشرة وتدمير نظام طالبان الذي يأويها وفي نفس الوقت إطاحة صدام حسين وإنهاء نظامه التعسفي وما يشكله من خطر كامن في المستقبل . من هنا قام المؤلف برحلاته التحليلية ذهابا وإيابا في داهاليز التاريخ البعيد والمعاصر ليقدم تحليلا مترابطاً بين الأحداث القديمة والمعاصرة في مختلف المناطق المتوترة في العالم.فهناك العالم الإسلامي وتناقضاته كالمواجهة المحتملة بين الهند والباكستان والصين ، وهناك روسيا ومحيطها من الدول غير المستقرة المنبثقة عن تفكك الإمبراطورية السوفيتية وأخيرا هناك أوروبا وعلاقاتها المتباينة مع حلف شمال الأطلسي . وعلى ضوء هذه الخارطة الاستراتيجية يقدم المحلل أدلر سيناريوهات مختلفة عن التحالفات الجديدة التي يمكن أن تتشكل في ظل هذه الظروف الدولية بالغة التعقيد.أول هذه التحالفات التي كانت غير قابلة للتصديق وغير ممكنة الحدوث قبل عقد من الزمان هو التحالف بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية بسبب العدو المشترك بينهما ألا وهو الإسلام السياسي المتطرف في الشيشان وباكستان وضد الكارتل النفطي المؤثر الموجود داخل منظمة الأوبك التي تهيمن عليها العربية السعودية والتي أصبحت في الآونة الأخيرة بنظر الكاتب حليفاً غير مرغوب فيه لاسيما بعد أن لاحت إمكانية الاستعاضة عنه بأوزبكستان وأوكرانيا كمصادر أساسية بديلة للتزود بالبترول للعالم الغربي.
    وفي ضوء هذا التغيير المرتقب في خارطة التحالفات بات مصير حلف شمال الأطلسي على المدى البعيد مجهولاً ولا حاجة إليه خاصة وأن وجوده كان لازماً للربط بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إبان الحرب الباردة . ووفق هذا السيناريو ستكون الهند مدعوة للعب دور استراتيجي باعتبارها قوة نووية واقتصادية تؤثر في استقرار المنطقة في مواجهة الصين الصاعدة تقنيا وعسكريا وسياسيا واقتصادياً والباكستان التي تشكل خطراً في الأفق المنظورلاختراقها من قبل ابتاع بن لادن المتطرفين.
    تتعقد الأمور أكثر في الشرق الأوسط إذ يعتقد ألكسندر أدلر أن هذه المنطقة رغم كل إمكاناتها المادية والمالية والاقتصادية والبشرية الكامنة والظاهرة وسعتها الجغرافية التي تجعلها تمتد من المغرب العربي إلى تخوم منطقة الخليج وتضم أفغانستان والباكستان وتركيا وإيران،هي المنطقة الوحيدة في العالم التي لم تنخرط في لعبة التكتلات والاتحادات التي تطغي على العالم بالرغم من ضرورة وأهمية مثل هذا التقارب لرخائها واستقرارها وهي أكثر المناطق تعرضا لخطر الزعزعة التي يمكن أن يقوم بها التيار الإسلاموي المتطرف بسبب طغيان مشاعر اليأس والإحباط المتفشية لدى سكانها بسبب الفقر والفساد والتعسف والطغيان وغياب الحريات التي يتغذى عليها التطرف السلفي . ويبدي أدلر تعجبه من عجز المثقفين في بلدان الشرق الأوسط عن إيجاد المشاريع والأفكار والخطط لمواجهة المد الأصولي ـ السلفي كما هو مطبق في النموذج الأفغاني ـ الطالباني إذ أنهم لايمتلكون النظريات والطروحات المقنعة لمواجهة الأيديولوجية السفلية الإسلاموية فهذه الأخيرة تقدم نفسها كتعبير عن الإسلام المهان والمعرض للتدمير كرد يوجهه الغرب على تاريخ هذا الدين الزاهر ومجده التليد وماضيه المهيب حيث تميزت الحضارة الإسلامية بالمعرفة والتقدم العلمي والحضاري والتسامح والكرم.فإسلام القلب والرحمة هو الوحيد الذي يمكن وضعه في مواجهة إسلام السلفيين ومنظري العنف المسلح بإسم الإسلام وتحريف أو تشويه مقولة الجهاد فالإسلام الزاهد كإسلام التصوف لايدعو للحرب والقتال والجهاد المسلح بل للأخوة بين البشر أي إنه الإسلام الذي يتحدث عن الرحمة كما يعتقد ألكسندر أدلر وبالتالي ينبغي تشجيع هذا الاتجاه على حساب الإسلام الحركي أو الإتجاه السياسي الإسلاموي الذي بشرت به حركة الإخوان المسلمين وواصلته الجماعات الإسلامية المسلحة والمتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن وهو الإسلام الذي يدعو للعنف وقطع الرؤوس وحرمان المرأة من ابسط حقوقها . من هنا يتعين على الغرب تقديم خطة مارشال حقيقية لدول الشرق الأوسط الكبير لسحب البساط من تحت أقدام الإسلام السلفي المتطرف فلايمكن للديموقراطية أن تنجح في أي بلد إسلامي بدون الرفاهية المادية والقضاء على الفقر والفساد والفروقات الاجتماعية والطبقية وقمع الحريات حسب اعتقاد ألكسندر أدلر.إنه كتاب واسع ومتشعب وجدير بالقراءة فهو رحلة في الترايخ والسياسة والاستراتجيات والتحالفات التي وسمت العلاقات الإنسانية منذ سنوات طويلة.

  • #2
    ا . من هنا يتعين على الغرب تقديم خطة مارشال حقيقية لدول الشرق الأوسط الكبير لسحب البساط من تحت أقدام الإسلام السلفي المتطرف فلايمكن للديموقراطية أن تنجح في أي بلد إسلامي بدون الرفاهية المادية والقضاء على الفقر والفساد والفروقات الاجتماعية والطبقية وقمع الحريات حسب اعتقاد ألكسندر أدلر
    أنا مش فاهم يعنى ايه الإسلام السلفي المتطرف ؟؟؟
    بلاش كلمة السلفى ..فكلمة السلفى توحى بالعودة للسلف الصالح أصحاب التاريخ العظيم ..فكل من إلتزم بالإسلام كالصحابة فهو سلفى ...

    تعليق


    • #3
      و الكتاب يستفاد منه كثيرا ....

      تعليق


      • #4
        انزه مايكون هم السلفية والمتابعيين لرسول الله عليه الصلاة والسلام وليس في السلفية المعتدلة الذين يحبون الله ورسوله اي تطرف هم يحبون الاخوة في الله ويكرهون واشداء على الكفار من اليهود والامريكان والذين يوالوهم

        تعليق

        يعمل...
        X