Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من .هم ....هل تعرفهم ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من .هم ....هل تعرفهم ؟

    هـــــــــــــو

    هو الأديب الكبير والشاعر يوسف العظم

    *ولد في معان (جنوب الأردن) عام 1350

    *تخرج من كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية ، ومن معهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس .


    *درس الثقافة الإسلامية والأدب العربي في الكلية العلمية الإسلامية بعمان (1954 م ـ 1962 م)


    *عمل وزيرا للتنمية و عضوا في مجلس النواب الأردني وفي عدد من اللجان الإدارية و التربوية والإعلامية


    *أسهم في وضع مناهج التربية الإسلامية ورياض الأطفال بتكليف من وزارة التربية والتعليم الأردنية


    *شارك في أكثر من 400 محاضرة وندوة


    *شارك في عدة مؤتمرات في البلاد العربية والغربية


    *قدم للإعلام الأردني عددا من البرامج الثقافية وكتب في كثير من صحفه


    *كان له مواقف في رد مفتريات خصوم الإسلام في عدد من اللقاءات والندوات


    *من مؤلفاته:


    في رحاب الأقصى (شعر) 1400

    عرائس الضياء (شعر) 1404

    الأعمال الشعرية الكاملة 2003م

    مذكرات ثلاثة أرباع قرن 2004م

    الشعر والشعراء في الإسلام

    رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر

    يا أيها الإنسان (قصص)

    من اشعاره

    إنما الأقصى عقيدة ووسام وقصيده
    وهو صرح أبت العلياء إلا أن تشيده

    بارك الله حواليه بآيات مجيده

    وهو أرض النور فيه المصطفى أرسى سجوده

    وهو رمز للمعالي زين التاريخ جيده

    إنما الأقصى عقيدة ،فافتدوا تلك العقيدة




    مزقوا زوجي ، فلم أعبأ بهم= ومضوا نحو صغيري ووحيدي

    غرسوا الحربة في أحشائه=فغدا التكبير أصداء نشيدي

    دمروا بيتي، وهل بيتي هنا؟= إن بيتي خلف هاتيك الحدود !

    وتلفت فلم أعثر على = غير أبناء الأفاعي والقرود





    ( حجــارة القــــدس نيران وسجيـــل
    وفتية القــــدس أطيــــارا أبابيــــل
    وساحة المسجد الأقصى تمـــوج بهم
    ومنطـــق القـــدس آيات وتنزيـــــل
    والشعب يــزحف إيمانا وتضحــيـة
    ما عاد يوقف زحف الشعب تنكيـل
    وصيحــــة الشعب حرا فى تدفقـه
    من المســـــاجد تكبيـــر وتهـليـل
    حيوا الجموع التي هبت لنجدته
    يقود ركب الهدى للنصر جبريل
    تعاهد القدس في صدق بأن لهــا
    عهدا مع الله ما للعهد تبديـــل)




    ( لقد مضى زمن التخذيل فانطلقي
    يا قدس ولى زمان فيه تخـــــذيل
    فوق الجباه جراح يا لعــــــزَّتها
    قد زانها من دم الآســاد أكـــليل
    أبــــو عبيـــدة يـــرنو هـــامته
    وخالد من سيوف الله مســـــلول
    وجعفر جاثم كـالليث يـــرقبها
    وقد اطلَّ يناجيها شُـــــرحبيل
    هذي بشائر يوم النصر نعلنها
    وليس في قولها زيف وتهـــــويل
    فالنصر يمسي قريباً حين نقصـده
    والنصر حين يراد النصر مأمــول)



    مزقِّيـــها يا غــــزة الأحرار
    وارفضي العيش في ثياب العار
    وأشعلي النار فى كيان دخيل
    ليس يحمي الديار مثل النار
    وانفضي عنك كل قيد وقومي
    كي تقــودي جمــوعنا للثار
    فانبري فتية الرسول بعزم
    من صهيب ومصعب وضرار
    كل ركن فيها عرينُ يباهي
    بأسود وفتيـــة أبـــــرار
    عاهدوا الله أن يقودوا جمـوعاً
    تتحدى العــــدو في إصـــرار





    يوسف العظم رحمك الله ......







    اناس مروا وتركوا اثر فى القلوب والعقول ونحسبهم على خير ولا نزكى على الله احدا
    هل تعرف منهم احدا ......عرفنى به



  • #2
    هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو
    قطب.. صاحب "عرائس الشمع" التي دبَّت فيها الحياة


    سيد قطب(1324-1386 هـ = 1906-1966م)

    مولده ونشأته:
    وُلد صاحب (الظلال) سيد قطب إبراهيم في قرية "موشة" التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 1324 هـ الموافق 9/10/1906م ودخل المدرسة الابتدائية في القرية عام 1912م، حيث تخرج فيها عام 1918م، ثم انقطع عن الدراسة لمدة عامين بسبب ثورة 1919م.

    وفي عام 1920م سافر إلى القاهرة للدراسة، حيث التحق بمدرسة المعلمين الأولية عام 1922م، ثم التحق بمدرسة (تجهيزية دار العلوم عام 1925م) وبعدها التحق بكلية دار العلوم عام 1929م، حيث تخرج فيها عام 1933 – 1352هـ حاملاً شهادة الليسانس في الآداب.




    عُيِّن بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارف بمدرسة الداودية، ثم انتقل إلى مدرسة دمياط عام 1935م، ثم إلى حلوان عام 1936م، وفي عام 1940م نُقل إلى وزارة المعارف، ثم عمل مفتشًا في التعليم الابتدائي، ثم عاد إلى الإدارة العامة للثقافة بالوزارة عام 1945م وفي هذا العام ألَّف أول كتاب إسلامي وهو "التصوير الفني في القرآن" وابتعد عن مدرسة العقاد الأدبية.

    وفي عام 1368هـ - 1948م أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه، وبقي فيها حوالي السنتين، حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م ، 1370هـ وعين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية، واستمر حتى 18/10/1952م حيث قدم استقالته.



    دعوته للإصلاح:
    عمل سيد قطب في الصحافة منذ شبابه ونشر مئات المقالات في الصحف والمجلات المصرية: كالأهرام، والرسالة، والثقافة، وأصدر مجلتي "العالم العربي" و"الفكر الجديد" ثم ترَّأَس جريدة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية عام 1373هـ - 1953م، وهي السنة التي انتسب فيها إلى الإخوان المسلمين رسميًّا، وكان قبل ذلك قريبًا من الإخوان متعاونًا معهم، وقد حارب في مقالاته مظاهر الفساد والانحراف في حياة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهاجم المسئولين عن ذلك الفساد، ودعا إلى الإصلاح على أساس الإسلام، فكان بهذا وغيره رجلاً اجتماعيًّا ذا حضور دائم في حياة مصر الثقافية والاجتماعية والسياسية والإصلاحية، وكان يَعدُّ الإنجليز وعملاءهم وأعوانهم من رجال القصر والحكومات المتعاقبة ورجال الأحزاب والإقطاع وكبار التجار السبب في تخلف مصر.

    تفسير الظلال
    وصل سيد قطب في النقد والأدب إلى القمة، وبشَّر بنظرية نقدية جديدة في النقد الأدبي، أَطلق عليها "نظرية الصور والظلال" كما دعا إلى المنهج المتكامل في النقد الأدبي، وذلك بالجمع بين المنهج الفني والمنهج التاريخي والمنهج اللغوي والمنهج النفسي.



    وفي عام 1367هـ - 1947م اتجه سيد قطب إلى الإسلام، وغدا مصلحًا إسلاميًّا ثم صار أحد أبرز رواد الفكر الإسلامي المعاصر، ودعا إلى بعثٍ إسلاميٍّ طليعيٍّ، وإلى استئناف الحياة على أساس الإسلام، ولهذا فسر القرآن الكريم تفسيرًا جديدًا في كتابه الضخم (في ظلال القرآن) وكان فيه صاحب مدرسة جديدة في التفسير، هي مدرسة التفسير الحركي لما أضافه من معان وأفكار حركية وتربوية على تفسيره.

    دعا سيد قطب إلى العزلة الشعورية المتعلقة بإحساس المسلم ومشاعره، لا العزلة المادية الحسية المتعلقة بالأعضاء والجوارح، في حدود ما أحل الله من حلال وما حرم من حرام، وكان يرى أن هذه العزلة الشعورية تنشأ تلقائيًّا في حس المسلم الملتزم تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام.

    لم يصدر سيد قطب أحكامًا شرعية على الناس، ولم يقل بتكفير الناس، ولذلك نجده يؤكد ذلك بقوله: "إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله".



    عقيدة سيد قطب هي عقيدة السلف الصالح، وفكره فكرٌ سلفي خالٍ من الشوائب، تركز حول موضوع التوحيد الخالص، وبيان المعنى الحقيقي لـ" لا إله إلا الله" وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان، كما وردت في الكتاب والسنة، كما ركز في كتاباته حول مسألة الحاكمية والولاء ليكون خالصًا لوجه الله تعالى وحده.

    واجه سيد قطب الجاهلية المعاصرة فيما كتب، وأظهر حقيقتها، وبين أنها ليست حالة فردية بل يتحرك أفرادها ككائن عضوي بعضهم أولياء بعض، وطالب المجتمع المسلم بأن يواجه هذه الجاهلية بذات الخصائص، ولكن بدرجة أقوى وأعمق، حتى لا تقع الفتنة بظهور الفساد في البر والبحر.

    عرَّف سيد قطب المجتمعَ الجاهلي بأنه: "كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التقليدية وفي الشرائع القانونية".

    ألَّف الشهيد سيد قطب عددًا كبيرًا من المؤلفات غلبت عليها الوجهة الأدبية من نقد وأدب وشعر وقصص في بداية حياته العلمية، ثم تحول بشكل جذري إلى العطاء الفكري الإسلامي، وهذا التطور يمثل التحول العميق في حياته المستمرة وسيرته العطرة، وكان لمحاضراته الإسلامية في بلاد الشام وقت حضوره المؤتمر الإسلامي للقدس، أكبر الأثر في نفوس الجماهير، خاصةً شباب الجامعات الذين هللوا لهذا التوجه الإسلامي عند الأديب الكبير.

    يقول الأستاذ أحمد حسن في مقدمته لكتاب (فقه الدعوة) لسيد قطب: "وليسجل التاريخ أن سيد قطب سقى تربة الدعوة بدمه، وغذّاها بفكره، وأطعمها من وقته وأعصابه وراحته، لقد مات سيد قطب، ولكن آثاره لم تمت، فقد خلف من بعده كتبًا وآثارًا ستبقى خالدة على مر التاريخ لأنه كتبها مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد".

    وكان يرمي من وراء هذه الكتب أن ينقل الناس إلى جو القرآن من جديد بحيث يتذوقونه غضًّا طريًّا كما أُنزل، واستطاع الرجل بأسلوبه العذب، وإدراكه العميق لما وراء الكلمات والحروف أن يكشف للناس أسرارًا ومعاني لم يُسبق إليها، وأن يضع المسلم في مناخ قرآني يشم عبيره ويستروح نسماته، ويعيش وهو في القرن العشرين، في ظلال القرآن حيث كان يكتب في مشكلات الساعة وقضاياها الملحة التي يعيشها الناس ويعانون من شرورها وآثامها ووضع الحلول الصالحة التي يعتقد صوابها وجدواها.



    ففي مواجهة شرور الشيوعية والرأسمالية كتب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) و(السلام العالمي والإسلام) و(معركة الإسلام والرأسمالية)، وفي مواجهة انحرافات الحضارة وأخطائها كتب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، وفي مواجهة العقائد والتصورات والمناهج الضالة كتب (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) و(هذا الدين) و (المستقبل لهذا الدين)، وفي منطلقات العمل وخطواته الحركية كتب (معالم في الطريق).

    أهم مؤلفاته:
    من أهم مؤلفاته: في ظلال القرآن- هذا الدين- المستقبل لهذا الدين- خصائص التصور الإسلامي، معالم في الطريق، التصوير الفني في القرآن مشاهد القيامة في القرآن، الإسلام ومشكلات الحضارة، العدالة الاجتماعية في الإسلام، السلام العالمي والإسلام، كتب وشخصيات: أشواك، النقد الأدبي.. أصوله ومناهجه، نحو مجتمع إسلامي، طفل من القرية، الأطياف الأربعة، مهمة الشاعر في الحياة، معركة الإسلام والرأسمالية، تفسير آيات الربا، تفسير سورة الشورى، دراسات إسلامية، نحو مجتمع إسلامي، معركتنا مع اليهود، في التاريخ فكرة ومنهاج، لماذا أعدموني؟
    وقد أصدرت مجلة (عالم الكتب) التي تصدر بالمملكة العربية السعودية فهرسًا جيدًا لمؤلفاته ومقالاته، وقد كتب بعض هذه الكتب قبل أن يتوجه التوجه الإسلامي الملتزم الذي لقي الله عليه، ولكنها على كل حال تمثل مرحلة من مراحل حياته.

    قطب والإخوان
    روى قطب كيف أنه لاحظ الفرحةَ التي عمَّت الولايات المتحدة حين سماعهم بمقتل الإمام البنا، حيث خرجوا يرقصون ويغنون ويتبادلون التهاني!
    وحين تساءل عن الأمر قيل له: إن أخطر عدو للغرب وأمريكا قد قتل بمصر وهو حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين.. واستغرب سيد قطب أن يكون هذا شأن البنا وهو لم يعرفه بهذه المكانة الخطيرة حين كان بمصر، فقرر أنه إذا عاد إلى مصر فسيبادر للاتصال بجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ويتعاون معها، وقد كان ذلك والحمد لله.

    الإسلام الأمريكاني:
    يقول الشهيد سيد قطب: "الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان، ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم.

    إنهم يريدون إسلامًا أمريكانيًّا، إنهم يريدون الإسلام الذي يُستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، إنها لمهزلة بل إنها لمأساة.
    إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة".


    سيد قطبالخلاف مع الثورة:
    اختلف سيد قطب مع رجال الثورة المصرية بعد أن انقلب عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب وتفرد بالسلطة وأقام الحكم الدكتاتوري بدل النظام الشوري، وتعدى على رجال القانون والدعاة وأساتذة الفكر والعلماء، فاعتُقل سيد قطب لأول مرة في مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين في المعتقل مع قيادات الإخوان المسلمين، ثم اعتقل مرة أخرى بعد مسرحية (حادث المنشية) التي اتهم عبد الناصر فيها الإخوان بمحاولة اغتياله يوم 26/10/1954م، حيث قُدم سيد قطب للمحاكمة يوم 22/11/1954م وكانت المحكمة برئاسة جمال سالم، وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي، وحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي عبد السلام عارف فأُفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.

    وفي عام 1965م أعلن عبد الناصر من موسكو- وكان في زيارة لها- عن اكتشاف مؤامرة دبرها الإخوان المسلمون بقيادة سيد قطب لاغتياله وقلب نظام الحكم!! فاعتُقل سيد قطب للمرة الثالثة يوم 9/8/1965م وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر ثلاثة أيام، حيث بدأت محاكمته أمام محكمة برئاسة فؤاد الدجوي يوم 12/4/1966م، وأصدت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب عبد الناصر بعدم تنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب.

    وكان الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود قد أرسل برقية لعبد الناصر وصلت يوم 28/8/1966م يرجوه فيها عدم إعدام سيد قطب، وأوصل سامي شرف البرقية لعبد الناصر في ذلك المساء فقال عبد الناصر لسامي شرف: اعدموه في الفجر... بكرة، واعرض علي البرقية بعد الإعدام.. ثم أرسل عبد الناصر برقية اعتذار للملك فيصل بأن البرقية وصلت بعد تنفيذ الإعدام!!

    وكان تنفيذ الحكم قد تم قبل بزوغ فجر يوم الإثنين 13/5/1386هـ - 29/8/1966م.

    يقول الشهيد سيد قطب: "إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة، تأبى أن تكتب كلمة واحدة تُقرُّ بها لحاكم طاغية، فإن كنت مسجونًا بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت مسجونًا بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل".

    لقد كان إعدام الشهيد سيد قطب حدثًا أليمًا، هزَّ العالم العربي والإسلامي، وأثار العلماء والدعاة وجماهير الإسلام، ولكنه في الوقت نفسه أثلج صدور اليهود والصليبيين والملاحدة والشيوعيين أعداء الإسلام!

    ولقد استنكر المسلمون هذه الجريمة الشنعاء، وأقيمت صلاة الغائب عليه في المشرق والمغرب، وأصدر الكثير من الصحف الإسلامية بالعربية وغيرها أعدادًا خاصة عن الشهيد سيد قطب وإخوانه، وتوقع الكثيرون من العلماء والدعاة أن تصيب المجرمين قارعة فلم تمض سوى شهور حتى حصلت نكبة عام 1967م، حيث هُزم عبد الناصر شر هزيمة، وكتب علال الفاسي الزعيم المغربي وخطب قائلاً: (ما كان الله لينصر حربًا يقودها قاتل سيد قطب).

    لقد ظن الطغاة أنهم إذا قتلوا الدعاة انتصروا على الإسلام، ولكن شاء الله غير ذلك، فلقد انتشرت مؤلفات سيد قطب في جميع أنحاء العالم، وطُبعت معظم كتبه أكثر من خمس وعشرين طبعة، كما تُرجمت إلى لغات كثيرة، ولم يبق مكانٌ في العالم إلا وعرف الشهيد سيد قطب وأفكاره، ولماذا أُعدم، ومن وراء إعدامه، ولمصلحة من أُعدم.

    لقد انطلق الكتاب والمؤلفون والشعراء والنقاد في تعريف فكر سيد قطب، والحديث عن ترجمته وسيرته، وصدرت مئات المؤلفات، وكتبت عشرات الدراسات، وقدمت عشرات الرسائل الجامعية والبحوث الأكاديمية عنه وعن فكره ومؤلفاته بمختلف اللغات، وصارت دور النشر تتنافس في طباعة كتبه، وكان كتاب "في ظلال القرآن" أروج كتاب في جميع معارض الكتب، وأقبل الناس والشباب المسلم ينهلون من هذا المورد العذب والماء الزلال.

    سيد قطبمن كلماته:
    يقول سيد قطب: "إن دعوة الإخوان المسلمين، دعوة مجردة من التعصب، والذين يقاومونها هم المتعصبون، أو هم الجهلاء الذين لا يعرفون ماذا يقولون".
    ويقول: "الحقيقة الكبرى لحسن البنا هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء".

    ويقول: "لقد عرفت العقيدة الإسلامية كثيرًا من الدعاة، ولكن الدعاية غير البناء، وما كل داعية يملك أن يكون بنَّاءً، وما كل بنَّاءٍ يوهب هذه العبقرية الضخمة في البناء هذا البناء الضخم (الإخوان المسلمون) إنه مظهر هذه العبقرية الضخمة في بناء الجماعات. ويمضي حسن البنا إلى جوار ربه، وقد استكمل البناء أسسه، يمضي فيكون استشهاده على النحو الذي أريد له، عملية جديدة من عمليات البناء، عملية تعميق للأساس، وتقوية للجدران، وما كانت ألف خطبة وخطبة، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان، كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق".

    وقال: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكُتبت لها الحياة".

    وقال: "إن الكلمات التي وُلدت في الأفواه وقَذفت بها الألسنة ولم تتصل بالنبع الإلهي الحي قد ولدت ميتة".

    وقال: "إن هذا القرآن لا يعطي سره إلا للذين يخوضون به المعركة ويجاهدون به جهادًا كبيرًا".

    ولقد نظم سيد قطب وهو خلف بوابات السجن قصيدته الرائعة: (أخي) التي تعتبر إحدى عيون الشعر الإسلامي والتي يعبر فيها عن نبض قلبه ووعيه ووجدانه، ومنها قوله:

    أخي أنت حر وراء السـدود أخي أنت حر وراء القيــود
    إذا كنت بالله مستعصمـــا فماذا يضيرك كيد العــبيد
    أخي ستبيد جيوش الظـلام ويشرق في الكون فجر جديد
    فأطلق لروحـك أشواقــها تر الفجر يرمقـنا من بعيـد
    أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
    فأوقد لها من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجـد تليد
    أخي إن نَمُت نلق أحبـابنا فروضات ربي أعـدت لنا
    وأطيارها رفرفت حـولنا فطوبى لنا في ديار الخلود

    وقد أرسل الأخ الشاعر محيي الدين عطية نزيل السجن إلى الشهيد سيد قطب نزيل مستشفى السجن بيتين من الشعر ردًا على أبياته الأولى بعنوان (أخي) فقال محيي الدين عطية مخاطبًا سيد قطب.
    أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح؟
    فمن للضحايا يواسي الجراح ويرفع رايتها من جديــد؟

    وقد رد الشهيد سيد قطب على هذين البيتين بقوله:
    أخي إنني ما سئمت الكفــاح ولا أنا ألقيت عني الســلاح
    وإن حاصرتني جيوش الظلام فإني على ثقة بالصـــباح
    وإني على ثقة من طريقــي إلى الله رب السنا والشـروق
    وإن عضني الشوك أو عافني فإني أمين لعهدي الوثــيق


    رحم الله أستاذنا الشهيد سيد قطب، وحشرنا الله وإياه مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

    تعليق


    • #3
      سبحان الله
      شكرا على المعلومات القيمه
      ... ...
      الحرية هي التوحيد ..
      عكس الحرية الشرك بالله تعالى ..
      تحرر من عبادة الاشياء حتى عبادة النفس والهوى وصرفها لله وحده ..
      وتمرد على كل قانون غير قانون الله ..
      ان لم تعبد الله وحده ... سوف تكون عبدا لملايين الاشياء ..

      تعليق


      • #4
        آه يا يوسف العظم

        وآه ياسيد قطب ياسييدا ملك القلوب : ( ....


        الآن عم ادرس جزء عم في ظلال القرآن يالله يالله يالله يالله .. جمال يسلب العقل :$

        صراحه إن اردت ان الخص فأتوقف من اين الخص وكيف الخص مثل هذه الكلمات ....




        وقال: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكُتبت لها الحياة".
        ما اروعه ...الله يرحمه رحمة واسعه ويغفر له

        عموما الإثنين كل ماقرأت لهما احس بالندم بأنني لم استطع مقابلتهما في الحياة .... وغيرهم الكثير

        تعليق


        • #5
          هـــــــــــــــــــــــــــــــــــو
          الشيخ ابراهيم عزت (الشيخ الاديب )

          في مدينة سوهاج بصعيد مصر عام 1939 أطل على الحياة إبراهيم، وكان ثاني ولد لأبيه محمد سليمان، بعد أخيه أحمد الذي مات في المهد. كان الوالد -محمد سليمان- مهندسا عمل في التعليم الصناعي، وكانت الأم على علم وخلق ودين وثقافة. ترعرع الطفل المبارك في حضن أبويه اللذين أحاطاه برعايتهما.

          واضطر الأب أن ينتقل بأسرته إلى طنطا نظرا لظروف العمل، ثم ألحق ابنه بإحدى مدارسها الابتدائية وانتظم بالدراسة، إلى أن اضطر الأب ثانية أن ينتقل إلى القاهرة فسكن بحي الزيتون، بينما التحق إبراهيم بالمدرسة الثانوية بعين شمس، ثم التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس وتخرج فيها عام 1955 ولم تكن سنه قد تجاوزت السابعة عشرة.


          بعد ذلك تم تجنيده ليخدم في الجيش، وفي تلك الأثناء تقدم لوظيفة مذيع في الإذاعة المصرية ونجح في اجتياز الاختبارات التي أجريت له وتم تعيينه، وقدم العديد من البرامج الدينية والثقافية مثل: "بيوت الله"، "دنيا الأدب". وبعد ذلك عين في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبعد حين من الزمان حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الأزهر رغم انشغاله بالدعوة إلى الله. حياته الفكرية والدعوية وقد أثرت نشأة إبراهيم عزت في بيت صالح يحيطه الله برعايته ويضفي عليه من محبته؛ فاتخذ إبراهيم حب الله طريقا والدعوة إليه منهجا منذ صغره، حيث انضم إلى أنشطة جمعية الشبان المسلمين، ثم التحق بعد ذلك بأنشطة الإخوان المسلمين، وتأثر بالتصوف، وبعد ذلك كان قراره بالانضمام إلى جماعة التبليغ والدعوة عام 1963، وهي جماعة لها نشاطها الدءوب في الدعوة إلى الله. وطريقتهم الأساسية في الدعوة إلى الله تتمثل في "الخروج في سبيل الله"؛ حيث يخرجون في مجموعات ترتاد المساجد وتدعو الناس فيها إلى طاعة الله تعالى، ويتميزون بالجرأة وعدم الخجل في طوافهم بالشوارع وعلى البيوت والمقاهي والدكاكين والمحلات، داعين الناس إلى الصلاة أو مجالس العلم. ولا نعلم الأسباب التي دعت إبراهيم عزت لترك الإخوان آنذاك، لكن أثر دعوة الإخوان ظهر جليًّا في مواعظه وخطبه وقبل ذلك شعره، فهو وإن فارق صفهم بجسده فإن روحه وقلمه وفكره متشرب بأكثر مبادئهم. وللشيخ إبراهيم عزت الكثير من الخطب والمحاضرات التي ألقاها على آلاف المسلمين بمسجد أنس بن مالك بالجيزة في مصر، حيث تولى فيه الخطابة منذ عام 1975، وظل داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة آسرا مستمعيه بأسلوبه المميز الجذاب في خطابته، إلى أن لقي الله عز وجل في شهر رمضان المبارك عام 1404هـ=1983م حيث عزم على السفر إلى مكة المكرمة للاعتمار والاعتكاف في المسجد الحرام بصحبة بعض أقربائه، وقبل أن تصل الباخرة إلى ميناء جدة وبعد إفطار الشيخ وصلاته المغرب، استراح قليلا؛ ولم يحن أذان العشاء إلا وقد صعِدت روحه إلى بارئها.


          في المعتقل في ذلك العهد الذي قدر الله لإبراهيم أن ينشأ فيه لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة لأبناء الحركة الإسلامية على كافة اتجاهاتها وخاصة الإخوان المسلمين، ورغم أن إبراهيم عزت قد ترك صفوف الإخوان المسلمين وانضم إلى التبليغ والدعوة فقد ناله من التعذيب ما نال الإخوان، ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن ما حدث لهم -بناء على ما ذكر في روايات من نجا ممن وقع عليهم التعذيب، والكتب التي أرخت لتلك الأحداث- يكاد يقترب مما فعله الأسبان بالمسلمين في محاكم التفتيش، وما فعله أهل قريش بالمسلمين الأوائل، ولم تكن هذه المشاهد المروعة المرعبة لتمر على الشاعر إبراهيم عزت دون أن يكون لها أثرها عليه؛ فقد فجرت تجربة المعتقل شاعرية إبراهيم عزت فبلغت أوجها وأنتج لنا شعرا رائقا متميزا في جوانبه الفنية المتعددة. الدعوة.. الوطن.. الحرية لا نعرف لإبراهيم عزت سوى ديوان واحد طبع في بيروت عام 1970 بعنوان: "الله أكبر"، وأنشد شباب الحركة الإسلامية العديد من قصائد هذا الديوان، ومن أبرزها ما غناه المنشد السوري أبو مازن، والديوان يتناول قضايا الدعوة والوطن والحرية، والحرية بالذات هي قضية كل إنسان لا سيما الشعراء، خاصة من كان منهم مثل إبراهيم عزت يحمل من المبادئ والهموم ما يفرض عليه أن يناضل من أجلها. وبعد قراءة ديوان إبراهيم عزت مرات ومرات يمكننا القول باطمئنان إنه شاعر متميز، وإن غلبت الدعوة على مجهوده ونشاطه، فقد كان ما وصلنا من شعره من ذلك الصنف من الشعراء الذين يعبرون عن تجربة حقيقية اصطلوا بويلاتها فجاء شعره صادقا في تعبيره عن واقعه، صادقا في أدائه الفني، لا يعمد -في أكثره- إلى الثرثرة التي نراها لدى الكثيرين من شعراء الأيديولوجيا سواء من كان منهم ينتمي إلى الحركة الإسلامية أو الحركات القومية أو غيرها، بل إن شعره من الشعر الرائق المتدفق الذي تنساب فيه الكلمات أحاسيس، والأبيات مشاعر، والحروف صورا، وتتخلله التجربة والمعاناة كما تتخلل الروح الجسد، لا تستطيع أن تفصل فيه الكلمة عن الفكرة أو الفكرة عن العاطفة؛ لأنه مزيج من كل هذا، نفث فيه الشاعر من روحه وسقاه من قطرات نفسه التي اعتصرتها المأساة فانبثق منها أفضل ما فيها، ومضى يردد في درب مسيره: سألت خالقي وكلنا سأل لمن لمن تركتنا؟!! سألت خالقي إلى متى ستطعم الكلاب ما وهبتنا؟!! الهول يا لقسوته محافل تضم ألف سوط والموت قادم يدوس فوق موت الدرب الذي سار في إبراهيم هو درب موحش مظلم مرعب نرى فيه الموت وحشا خرافيًّا مشهرا أظافره مبرزا أنيابه يدوس بأقدامه المهلكة فوق موت آخر كان قد سبقه إلى نفس الدرب، وكأن هذا الموت أمواج من الهلاك متراكبة تماما مثل الظلمات التي ذكرت في القرآن {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب}. فنيات شعره تتنوع الأدوات الفنية التي استخدمها إبراهيم عزت والتي شاعت في تلك الفترة التي كتب فيها أكثر ديوانه -وهي فترة الستينيات- حيث شاعت في شعره أدوات فنية استخدمها شعراء تلك الفترة بكثافة مثل أمل دنقل ونازك الملائكة وفاروق شوشة ومحمد عفيفي مطر، ومن هذه التقنيات: المفارقة التصويرية؛ حيث يقيم الشاعر صورة تعتمد على طرفين متناقضين كان من المفترض ألا يوجد مثل هذا التناقض بين هاتين الصورتين . والصورة الوصفية؛ حيث يعبر الشاعر بكلمات عادية خالية في أكثرها من التشبيه أو الاستعارة أو أي تعبير مجازي.. عن صورة تثير خيالنا وتؤثر في مشاعرنا وكأنها شريط سينمائي يتم عرضه أمام أعيننا فيثير ابتهاجنا أو يستدر دموعنا. ونوّع إبراهيم عزت في الأوزان على مستوى القصيدة الواحدة -وربما كان هذا التنوع غير مقصود منه- وضم ديوانه قصائد على نظام شعر التفعيلة أو ما أطلق عليه الشعر الحر، بالإضافة إلى القصائد الأخرى التي كتبها على نمط الأوزان الخليلية. ويوظف شاعرنا التراث العربي والإسلامي توظيفا فنيا متميزا في التعبير عن تجربته التي عاشها، فكان بمثابة كشف جديد لهذا التراث وتخليد لتلك الأمجاد التي ولت، وإثراء لتجربة الشعر العربي الحديث.

          تعليق


          • #6
            نماذج تحليلية من شعر إبراهيم عزت
            إبراهيم عزت الذي فجرت تجربة المعتقل شاعريته فأنتج شعرا رائقا

            كانت لمعاناة إبراهيم عزت في المعتقل-الذي لبث فيه بضع سنين- أثرها في تجربته الشعرية؛ لذلك جاءت أكثر قصائد ديوانه تعبيرًا عن هذه المأساة في صورها المتعددة سواء معاناته الشخصية أو معاناة إخوانه من شباب الحركة الإسلامية، أو معاناة الوطن ذاته؛ لأن هذا الوطن سجين هو الآخر تحت قهر أولئك الجبابرة. يقول إبراهيم عزت في قصيدة بعنوان: حبيبتي بلادي:

            حبيبتي

            قد كنت أصنع الكلام من دمي

            وكنت أعزف النشيد هامسًا

            لعله إلى الفؤاد ينتمي

            وكنت أكتب الحروف واحدا فواحدًا

            لتقرئي.. لتفهمي

            وكنت يا حبيبتي وكنت...

            والآن يا حبيبتي

            لن أكمل الحديث

            وإن بدا مشوِّقًا

            فليس ما أريده إثارة الطرب

            أو أن تحركي الشفاه من دلائلِ العجب

            ولن أتمَّ يا حبيبتي النغم

            فقد رأيتُ ما يحرِّمُ النشيد

            ألف عام

            فصرت كلما بدأتُ في الغناء

            أجهشتُ بالبكاء

            لن أُمسك القلم

            فالرعشة التي سرت في قلبيَ المنهوك

            أصابت المواقع الخضراء بالعقم

            فلم تعد تجيد غير نبضة الألم

            لن أكمل الحديث يا حبيبتي

            فشمعتي في ليلة الجفاء أُطفئت

            وأكذب الأصوات في هواك

            قد علت

            وقصة الكلام كلها

            قد انتهت

            أي حب هذا الذي حمله الشاعر لهذا الوطن؟! لقد كان يصنع الكلام من دمه، ويصوغ الحروف من قطرات نفسه وروحه من أجل هذا الوطن الحبيب، لكن يحدث ما يمنع أهازيج الشاعر وأغاريده حيث يرى ما يحرم الغناء، وما هذا الغناء إلا الحرية الطليقة التي كان ينعم بها الشاعر مع هذا الوطن، فأصبح هذا الغناء محرما بقدرة خارجة عن إرادة الشاعر والوطن، إنها قدرة العسكر الذين يمتلكون السلاح، أما الشاعر فلا يمتلك إلا أشعاره. لكن ما يلبث الشاعر أن يستجمع قواه ومشاعره ليبدأ الغناء من جديد إلا ويغلبه البكاء، فالمواقع الخضراء أصابها العقم والشمعة التي تضيء أطفئت في ليلة الجفاء، لقد تلاشى النور لتحل محله الظلمة وتراجع الحق ليحتل مكانه الزيف الذي يدعي حب الوطن والوطن منه بريء:

            حبيبتي

            وكلهم بالأمس كان في الهوى متيما

            حبيبتي

            وأين هم؟!!

            في ليلك الحزين

            وأين يا حبيبتي الأمير زائرا؟

            في الموكب الكبير..

            يملأ الطريق بالعطور والزهور

            يختال فوق صهوة الجواد

            وأين يا حبيبتي غناء شاعرك؟

            قد سال بحره منغمًا من بسمتك

            وأين يا حبيبتي يمين عاشق

            أتاك يسبق الرياح كي يُرَى بجانبك

            ويسأل الشاعر عن الأمير/الحلم والأمل الزائر في موكب كبير يملأ الطريق بالعطور والزهور ويختال فوق صهوة الجواد، ويسأل كذلك عن غناء الشاعر الذي تلاشى بسبب القهر، ويسأل عن عاشق أو يمين عاشق أقسم بحب الوطن، كل هذه المفردات تكوِّن صورة حالمة يتمناها الشاعر لوطنه؛ لكن انقلبت هذه الصورة المشرقة إلى النقيض، فكان الخداع والبكاء:

            خُدعت يا حبيبتي

            بكت بكفك الجراح..

            وارتوت بدمعك السفوح والجبال

            ناحت رمالها

            في ليلة الحداد حين زارها دمك

            شكت سهولها

            لوطأة البغي يستبيح حرمتك

            نسيت في موائد الثناء

            سيدًا تعشق الفداء

            الموت عنده حياة

            أحب دائمًا أن ترفع الجباه

            وكفة الكلام عنده

            نصف كفة العمل

            أحب أن يراك مسجدًا

            مقدسًا ثراه

            لا ينال تربه

            نسيته مقيدًا

            شغلت عنه بالبريق

            من سيطفئ الحريق غيره

            ومن سيمسح الجراح إن جهلت سرَّهُ

            الرعب يسبق الخطا لخصمه

            وألف سهم للصدور

            تقتدي بسهمه

            وحفنة الرمال من يديه

            تملأ العيون بالعمى

            وسيفه بريقه صواعق

            ستحفظ الحمى
            التعديل الأخير تم بواسطة ابومعاذ; 21 / 03 / 2008, 09:14 PM.

            تعليق


            • #7
              نحن إذن أمام صورتين متقابلتين، أو قيمتين متناقضتين: قيمة الزيف وما يمتلكه من أدوات القهر والإرهاب والبطش والجبروت، وقيمة الصدق وما يمتلكه من حب فياض ومشاعر مخلصة.

              وإذا جاز لنا أن نبحث عن معادلات هذه الصور في الواقع فإننا نقول: إن الثورة بشرت بآمال عريضة تفاءل الناس بها خيرا لكن هذه الآمال لم تلبث أن تلاشت بعدما انحرفت الثورة عن أهدافها وتحكم في الوطن بعض المنتفعين فأذاقوه من الويلات الكثير، وقد صدق الناس كثيرا من زيف هؤلاء وهو ما يمكن أن نفهمه من قول الشاعر:

              خُدعت يا حبيبتي

              بكت بكفك الجراح..

              .........

              نسيت في موائد الثناء

              سيدًا تعشق الفداء

              وفي الجانب الآخر من المعادلة، أو الوجه الآخر من الصورة يرى الشاعر نفسه وإخوانه من أفراد الحركة الإسلامية محبين مخلصين لهذا الوطن لكنه تنكر لهم أو تنكر حاكموه لهم، ورغم ذلك فإن الشاعر لا يستسلم لهذه الأهوال بل يقابلها بالرجاء والأمل الذي يراه في الأفق مطلا باسما:

              حبيبتي

              ولم تزل في أفقنا بَقيَّةٌ من الرجاء

              حطِّمي قيوده

              لتحتمي بسربه

              لتصنعي حياتنا به

              لتسمعي دعاءه.. بكاءه

              يستمطر السماء زَادَهُ.. ونَصْرَهُ

              ويستغيث ربَّهُ

              فحطِّمي قيوده

              وفي قصيدة أخرى بعنوان "اليوم عيد" يقيم الشاعر مفارقة بين صورتين متقابلتين تجعلنا نتعاطف معه ونشاركه أحزانه وآلامه؛ فالمناسبة المشتركة بين الصورتين هي يوم العيد، وهو يوم الفرحة والرحمة والود والتسامح والسلام والأمان، وكل هذه المعاني المشرقة عاشها الشاعر ويحكيها لنا فيما يشبه الارتداد أو الـ"فلاش باك":

              اليوم عيد

              قد عشت فيه ألف قصة حبيبة السمات

              أردد الأذان في البكور

              أراقب الصغار يمرحون في الطريق كالزهور

              وهذه تحية الصباح

              وهذه ابتسامة الصديق للصديق

              والسلام

              يبسط اليدين يرسل الندى

              ويملأ الحياة بالأمان

              وخضرة الزروع غضة الجنى

              تجمعت أمام مسجد الإمام

              وأطيب الثمار تطلب الكبار

              هدية يحبها الصغار

              تحبها صغيرتي

              ما أطيب الزمان يا أحبتي

              إن عانق الأمان

              زماننا ربيعه الأمان

              لكن.. الوضع الحقيقي في حاضر الشاعر على خلاف هذه اللوحة الجميلة الوادعة لأن:

              الكل عائد بفرحة تطل مشرقة

              من الشفاه والعيون

              ودارنا ستنتظر

              صغيرتي ستنتظر

              والشرفة التي على الطريق تسمع الصدور..

              تعزف الأشواق تعصر الأسى

              هشام لن ينام

              قد كان نومه على ذراع والده

              نهادُ لن تذوق زادها

              لأنها تعودت أن تبدأ الطعام من يد الأسير

              شريكة الأسى بدا جناحها الكسير

              تخبّئ الدموع عن صغارها

              وحينما يلفها السكون

              سترتدي الصقيع..

              كي تقدم الحياة للرضيع

              في هذه اللوحة لا نشعر بالأمان الذي ظلل اللوحة الأولى، حيث يسيطر على هذه اللوحة عنصر الفقد والبعد وهو ما ينعكس على دار الشاعر وصغاره الذين لن يناموا ترقبا لعودة الأسير الذي غيبته الأسوار، ورغم قسوة هذه المفارقة بلوحتيها المتقابلتين فإن الشاعر يفتش في ذات نفسه عما يجدد الأمل لديه فيجد حب أهله وأولاده في قلبه فيصر على أنه:

              ما زال يومنا ويومهم

              لأننا نحبهم

              اليوم عيد

              قد لا تسمح هذه العجالة بالحديث عن شعر إبراهيم عزت بالتفصيل الذي يستحقه لكن يمكننا أن نقول إنه بحق شاعر متميز امتلك أدوات الشعر ووظفها بمهارة ما كان منها من أصيل تراثنا أو من حديث ثقافتنا، وكانت تجاربه الشعرية نابعة من معاناة حقيقية أكسبت أشعاره الصدقين: الصدق الفني، والصدق الواقعي.

              تعليق


              • #8
                .................

                همم..

                شكرا..

                تعليق


                • #9
                  هؤلاء أناس سبقوا ونحسبهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه والله حسبهم

                  فاللهم ارزقنا الإخلاص في العمل والصدق في عهدنا إليك وألحقنا بهم على خير
                  كل اناء بما فيه ينضح
                  إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة Cheza مشاهدة المشاركة
                    .................

                    همم..

                    شكرا..
                    المشاركة الأصلية بواسطة ehabrashad مشاهدة المشاركة
                    هؤلاء أناس سبقوا ونحسبهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه والله حسبهم

                    فاللهم ارزقنا الإخلاص في العمل والصدق في عهدنا إليك وألحقنا بهم على خير
                    مرحبا ياشباب
                    هل لديكم ....ما تضعونه بالموضوع .............
                    نريد ان تكون مكتبة كبيرة لعلماءنا....وفقنا الله واياكم لكل خير

                    تعليق


                    • #11
                      up
                      >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
                      up
                      من لها

                      تعليق

                      يعمل...
                      X