ماذا يقصد بعبارة : "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" ؟ ومتى يُستشهد بهذه القاعدة ؟ وهل يجب تطبيقها على امور و حال المسلمين حاليا ؟ و هل يجب ربط العمل بهذه القاعدة بالتطور الذي يشهده كل عصر ؟
السلام عليكم
_____________________________________________________ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
معناها أنه إذا حدث شيء معين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم و قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قول عام فيؤخذ القول على عمومه .
مثلاُ هذا الحديث:
جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليهم الصوف. فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة. فحث الناس على الصدقة. فأبطؤا عنه. حتى رؤي ذلك في وجهه.
قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق. ثم جاء آخر. ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء".
فهذا الحديث ورد في مناسبة معينة و لكن لفظه عام فهنا العبرة بعموم اللفظ أي أنه يشمل كل من دعا إلى سنة حسنة بفعله او قوله و ليست العبرة بخصوص السبب في حق هذا الأنصاري الذي بدأ صدقة (رضي الله عنه).
و الله أعلم
هل يمكن ان يعني هذا ن نحاول ان نفهم الحديث النبوي من خلال سببه و ظروفه ؟ مثلا في هذا الحديث:
أرسل النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ صحابته إلى بني قريظة ، وقال لهم : ((لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة)) وفي الطريق دخل وقت صلاة العصر ، فاختلفوا : نصلي العصر ، أو لا نصلي ؟
بعضهم قال : لا نصلي ؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال : ((لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة)) فلا نصلي إلا في بني قريظة ، ولو فات وقتها .
وقال : بعضهم : إن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا يريدنا أن نؤخر الصلاة عن وقتها ، وأراد بقوله : ((لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة)) أن نستعجل .
فصلى بعضهم في الطريق ، وبعضهم لم يصلِّ حتى وصل بني قريظة ، بعد غروب الشمس .
فلما رجعوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأخبروه أقر المجموعتين على فعلهم.
هنا أقصد العبرة من قوله صلى الله عليه و سلم ((لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة))
لقد قصد بها الاستعجال في الوصول الى بني قريظة... و لم يقصد بها ان تترك صلاة العصر في وقتها...
هذه هي العبرة في المقاصد و هناك العبرة في عموم اللفظ لا بخصوص السبب و هل يجب الأخد بالقاعدتين معا و متى؟
شكرا
_____________________________________________________ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
تعليق