بعض الناس إذا أراد احدهم أن يشتم الآخر قال له: يا حيوان ـ مع أن أكثر الحيوانات لطيفة (اذا أحسنت معاملتها) وهي مثل الناس تماماً فهم يظلون لطفاء طالما أحسنت معاملتهم.. وقد وصفوا الإنسان قديماً وما زالوا يصفونه (الحيوان الناطق) ويفترض كذلك أن يكون (عاقلاً). وإنني شخصياً احترم كل حيوان ولا أحاول أن أؤذيه، وإذا لم ارتح له فعلى الأقل أتجنبه مبتعداً عنه، وموجهاً له في نفس الوقت ابتسامة خفيفة علامة السلام.
والذي دعاني اليوم إلى الخوض في هذا الموضوع هو ما قرأته عن تلك السيدة النمساوية التي طلبت الطلاق من زوجها لأنه قتل قطتها، وقالت بصريح العبارة في المحكمة وهي تشد شعرها: لم اعد أستطيع العيش معه، كلما نظرت إلى يديه تخيلتهما تلوحان بقطتي الحبيبة، وترميانها بعيداً لترتطم بالحائط، والأفظع من ذلك يا حضرة القاضي فانه جلس يتفرج عليها ببرود وتركها تنزف وتموت من شدة الألم بدون أن يفكر حتى في عرضها على الطبيب. وفي معرض دفاع زوجها القاتل، أكد أن القطة كانت شديدة الغيرة منه، ولم توادده يوماً واحداً، وقد تمادت في ذلك اليوم وخربشته، ففعل ما فعل (دفاعاً عن النفس).
حكمت عليه المحكمة بالسجن أربعة اشهر، وبعد انقضاء المدة فالخيار للزوجة أما الاستمرار مع زوجها أو الطلاق.. وفي حالة إصرارها على الطلاق فيكون لها ما أرادت، وفوق ذلك تقتسم مع زوجها نصف ثروته حسب القانون. ولو إنني كنت مستشاراً لتلك الزوجة لقلت لها: اطلبي الطلاق حالاً ولا تترددي، واعملي لقطتك الراحلة نصباً من الذهب.