السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى الأعزاء ..
مقالى اليوم لن يكون درساً أو محاضرة عن برنامج أو أشياء خاصة بعلم النغم ..
ولكن سيكون عبارة عن فضفضة .. أو بمعنى أوضح .. سأفتح لكم صدرى وأتكلم بشئ من الصراحة ..
لعلكم تستغربون عنوان المقال .. ( الدخلاء ) ..
الدخلاء هم من يتدخلون أو يعملون عملاً هم ليسوا أهلاً له .. وبالتأكيد لن يبدعوا أو ينجحوا فى هذا العمل ..
والمصيبة الأكبر أنهم يزاحمون أصحاب العمل الحقيقيون .. ويفسدوا عليهم أعمالهم ..
وسنتكلم اليوم عن دخلاء الهندسة الصوتية .. وحتى أكون منصفاً .. أحب أن أخبركم أننى لست مهندس صوت .. وليس هذا من خططى المستقبلية .. أى أن مقالى ليس دفاعاً عن نفسى أو مهنتى .. ولكنه مصارحة معكم بحكم سنى وخبرتى الطويلة فى مجال علم النغم ومايتصل به من علوم ومنها الهندسة الصوتية ..
زمان .. وبعد دخول الإذاعة إلى بلادنا العربية وقبلها دخول السينما .. كان مهندسوا الصوت أجانب ..
وبعدها عرفنا المهندسون العرب .. اللذين تعلموا أصول المهنة على يد هؤلاء الأجانب .. وبعد إنشاء المعاهد والكليات التى تُعنى بتخريج مهندسوا الصوت .. أصبح لدينا نخبة متميزة من أصحاب المهنة .. ولم تكن الأستوديوهات الخاصة قد رأت النور بعد .. فالأستوديوهات الموجودة حينئذ كانت فى مبنى الإذاعة أو معامل السينما .. وتمر السنوات .. وتظهر الأستوديوهات الخاصة التابعة لبعض الشركات أو الأفراد ..
وكان لابد لمهندس الصوت أن يكون ملماً بأصول علم النغم .. أو أصول العمل السينمائى حسب مجال تخصصة .. وكان المهندسون معروفون بالإسم .. كنجوم السينما .. لأن لكل واحد منهم بصمته وأسلوبة المتميز ..
وجاء هذا الزمان .. وياله من زمان .. أصبح عدد الأستوديوهات أكثر من عدد المطربين أو المنشدين كما يحلو للبعض تسميتهم .. وأصبح مهندسوا الصوت الدخلاء أكثر من عدد السوس فى الفول أو الدود فى المش ..
ماذا حدث ؟ .. وما هو السبب ؟
السبب .. دخول الكمبيوتر حياتنا .. وبدلاً من أن يصبح الكمبيوتر أداة لتطوير أعمالنا .. أصبح مشجعاً على الدخول فى كل مهنة .. حتى بدون دراسة ..
ولعلنا نلاحظ .. كثرة عدد أقسام الهندسة الصوتية فى المنتديات وكثرة روادها وزائريها .. التى أصبحت تنافس باقى الأقسام .. وأصبح الواحد منا .. مؤلفاً وملحناً ومطرباً وموزعاً .. ومهندس صوت .. وليذهب أصحاب المهنة إلى الجحيم .. أين التخصص .. الذى هو أساس نجاح أى عمل .. هل رأيتم طبيب أسنان يقوم بتوليد النساء أو العكس ..
لقد أصبت بإحباط شديد وفقدت الثقة فى كل شئ ..
أحدهم يضع مشاركة .. ليسألنا فيها ويستفسر .. ويقول ( لقد سمعت عن الهندسة الصوتية وأريد أن أتعلمها .. فأى برنامج تقترحون ) .. هكذا .. أأصبحت الهندسة الصوتية عبارة عن برنامج .. وخلاص ؟
أنا لاأنكر على أى شخص أن يتعلم أى شئ .. ولكن ليس كل شئ .. فمن حقنا أن نأخذ فكرة عن كل شئ .. ولكن يجب أن نتخصص فى شئ واحد .. لكى نستطيع الإبداع فيه ..
أنا شخصياً أستخدم أحد برامج الهندسة الصوتية .. ولكن بغرض توزيع ألحانى أو ألحان الآخرين .. وليس بغرض التسجيل للمطربين .. فأحياناً يأتينى البعض ويرغبون فى التسجيل عندى .. فيكون جوابى الرفض .. ونصحهم بالتسجيل فى أحد الأستوديوهات .. وعندما سألنى أحدهم .. ( هل هناك فارق بين التسجيل عندك فى البيت .. عن التسجيل فى الأستوديو ) .. ضحكت .. فكيف لا يكون هناك فارق .. الفرق كبير جداً .. وإن لم يلاحظ البعض هذا الفارق .. لأن كله دخل فى كله .. وأصبحت بعض الأستوديوهات تسجل والسلام .. أى حاجة .. وأصبحت الأستوديوهات الحقيقية .. لا تجد زبائن .. ويفكر بعضهم أن يهجر المهنة .. ويقلبها مراجيح .. أو عربة كشرى ..
أعود فأقول .. من حقنا أن نجرب البرامج .. أى برامج .. ونعرف كيفية عملها ..
ياجماعة .. لقد ظهرت برامج الجرافيك والصور لكى تخدم المصورون ومن يعملن فى مجال الجرافيك .. مثل الرسوم المتحركة ( الكارتون ) .. ألخ ..
وظهرت برامج البرمجةولغاتها المختلفة لتخدم المبرمجين ومطورى برامج الكمبيوتر .. وظهرت أيضاً برامج الفيديو لتخدم من يعملون فى المجال .. وكذلك برامج الهندسة الصوتية .. جاءت بديلة عن كثير من الأجهزة الضخمة غالية الثمن .. وليس لكى يعمل عليها كل من هب ودب .. وتصبح المسألة سلطة ..
جربوا .. إكتشفوا .. ولكن قبل أن تتخصصوا .. الدراسة .. العلم .. والموهبة قبل كل هذا ..
.
تعليق