Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذاكرة مفقودة ... قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذاكرة مفقودة ... قصة قصيرة

    قصة كتبتها من فترة .. وعرضتها في المنبر الأدبي ...
    لكني فكرت بوضعها هنا لأن معظم الأعضاء لا يدخل هناك ...

    من أنا ؟
    تلفت الشاب حوله بدهشة , وبدت على وجهه الحيرة , وهو يحس بالغربة في هذا المكان ...
    أشخاص يذهبون ويجيئون ... وأشخاص يصرخون ... ومباني تبنى , وأخرى تهدم ... وحركة هنا وهناك ... وهو تائه وسط كل ذلك ..

    نفض رأسه محاولا استيعاب الموقف وهو يردد في خفوت : "من أنا ؟"
    أخذ صوته يعلو شيئا فشيئا حتى تحول إلى صراخ وهو يقول : "من أناااااا ؟؟؟ "
    فجأة ... ظهر أمامه شيخ حسن الهيئة , كثيف اللحية , ينبعث من وجهه النور , بينما ابتسامة رقيقة لا تفارق وجهه ... خيل إليه كما لو كان ملاكا من السماء ...
    شعر بالراحة تجاه هذا الرجل , وحاول التقدم نحوه ... لكنه تراجع عن قراره بسرعة , فهو لا يعلم من هذا الشيخ ...
    وجد الشيخ يتحرك نحوه , ينظر إلى عينيه مباشرة , يبتسم ابتسامة تريح القلب ...

    قال الشيخ : "ماذا بك يا ولدي؟"
    رد الشاب بتلعثم : "أنا ... أنا لا أعلم من أنا؟"
    قال الشيخ بثقة :"كيف لا تعرف من أنت ... أنت البطل"
    فتح الشاب عينيه بدهشة وقال :"أنا ... بطل؟"
    هز الشيخ رأسه بالإيجاب وابتسامته لم تفارق وجهه :"نعم , أنت بطل ... ألا تذكر ذلك؟"
    هز الشاب رأسه محاولا التذكر , أغمض عينيه وفتحها عدة مرات لعل ذلك يفيد , ثم حرك رأسه بأسف وقال:"لا ... لا أذكر شيئا"
    قال الشيخ :"كيف لا تذكر ذلك ... أنت العربي المسلم ... بطلنا"
    عقد الشاب حاجبيه , وحك رأسه وهو يرد :"لا زلت لا أذكر"
    زادت ابتسامة الشيخ وهو يقول :"ألا تذكر يا بني ذلك اليوم المشهود حينما كنت تقف على أعتاب مصر لفتحها في جيش جرار قائده عمرو بن العاص ؟"
    لا زال الشاب يتطلع إلى الشيخ في دهشة وهو يتابع :"ألا تذكر قتالك خلف صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس ؟ ... أم لا تذكر قتالك ببسالة بجانب قائدك قطز ضد التتار؟ لا أظن أنك نسيت تضحيتك بحيات عندما فجرت نفسك في معسكر العدو على خط في أكتوبر "

    بدا على ملامح الشاب بعض الاهتمام , وأخذ يتحسس رأسه كما لو كان يحاول عصرها ليتذكر ...
    أخذ يحاول ....
    ويحاول ...
    ويحاول ...
    وبدأ بصيص من النور يشع في ذاكرته ... نعم بدأت بعض المشاهد تتضح ... وتزداد وضوحا شيئا فشيئا ...

    فجأة سمع صوتا يقول :"متتعبش نفسك يا عم الشيخ"
    خرج الشاب فجأة من عالم ذكرياته ... وتطلع إلى مصدر الصوت ... فأحس بانقباض في صدره ..
    رجل متشح بالسواد ... لا يظهر منه غير يديه القبيحتين , بينما تنبعث منه رائحة كريهة , أخذ يتابع محدثا الشيخ :"مش قلتلك مفيش فايدة ... سيبلي أنا الموضوع ده "
    رد الشيخ وقد بدا على وجهه الغضب :"لقد كدت أنجح ... لولا تدخلك"
    لكن ذلك الرجل الغامض اخذ يتحرك نحو الشاب وهو يردد :"فرصتك انتهت يا عم الشيخ ... أنا هتصرف"

    أخذ الشاب يتراجع كلما اقترب منه هذا الرجل ... أحس بالخوف ينبعث في نفسه , وبنفسه يضيق كلما اقترب هذا الرجل برائحته الخبيثة ...
    تمنى في هذه اللحظة لو يركض نحو الشيخ ... لو يتشبث به ويرجوه أن يبعده من هنا ... أن لا يجعل هذا الرجل الغامض يؤديه ... وأن يريه بصيص ذكرياته مرة أخرى ...
    لكنه أحس بقدميه قد تجمدتا ... وبأنه لم يعد حتى قادرا على تحريك أطراف أصابعه ...
    اقترب الرجل أكثر وأكثر منه وهو يميل ناحية أذنه ... والشاب يحس بالخوف ... وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه ... و ...

    "الماتش"
    نطق الرجل الغامض العبارة , ثم تراجع بسرعة ...
    فجأة قفز الشاب من مكانه وانطلق يجري مسرعا في الشارع وهو يردد :
    "يانهار أبيض ... ده النهاردة ماتش النهائي"

    تمـــــــــــت
    يوسف التلباني

  • #2
    قصة جميلة ...
    لكن للاسف لم اتوقع هذه النهاية.
    شكرا على القصة اخي.
    ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون,
    إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار,
    مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء.


    تعليق


    • #3
      القصة جميلة جدا
      واضح انك مغرم بالنهايات دي ^_^
      كل شئ عن الإضاءة هاااااااااااااااااااااااااام جدا

      scienceVFX@yahoo.com

      تعليق


      • #4
        بصرحة قصة معبرة جداً
        النهاية جد رائعة
        كل اناء بما فيه ينضح
        إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

        تعليق


        • #5
          مشكور على القصة.


          عن أنس رضي الله عنه قال
          : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






          تعليق


          • #6
            قصة جميلة ومعبرة ونهايتها هى نهاية أى حوار مع معظم شباب الأمة الأن إلا من رحم ربى منهم

            تعليق


            • #7
              ما شاء الله يا اخي ، موفق
              اعجبتني جدا بداية القصة
              و النهاية جميلة جد ، بل ورائعة ، رغم عدم توقعها
              موفق ان شاء الله حبيبي
              كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن
              سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم

              Mahmoud Fawzy

              تعليق


              • #8
                قصة رائعة تحمل في طياتها الكثير من المعاني
                سلمت يداك اخي الغالي



                بأبي أنت وأمي يا رسول الله



                فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


                اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


                اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
                اللهم اني احبهم فيك

                لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

                دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









                تعليق


                • #9
                  مشكور على القصة ..

                  معبرة جدا يا يوسف

                  تعليق


                  • #10
                    جزاكم الله كل خير يا شباب ...

                    تعليق


                    • #11
                      قصه جميله جدا يايوسف
                      فعلا قمه فى التعبير
                      !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

                      تعليق

                      يعمل...
                      X