Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدم ( قصة قصيرة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدم ( قصة قصيرة )

    السلام عليكم ..

    تلك القصة وجدتها بين أوراقي ، و أظن أن لها معي ما بين العام و النصف و بين العامين ..

    و لأنها لا تصف شكوى نفسي ، أو حالة تخصني ، أو حتى حالة لي رؤية مختلفة لها ، فقد وجدتُ أنه من المناسب نشرها هاهنا ، لما تعودتُ أن ألقى من أعضاء المنابر من عميق الترحيب ، منذ كتبت أول موضوعاتي ، على الرغم من أنني لم أبدأ فيما نشدتُ إليه بعد ..

    اقرأوا و ادلوا بآرائكم ..

    الدم

    كفر قاسم ..
    صبرا و شاتيلا ..
    و قانا ..
    صبغت سيول الدم مرعانا ..


    على الحدود الإسرائيلية الأردنية ، اجتمع شطر من كتيبة محتلة ..
    - قائد المنطقة يأمرنا بفرض هدوءا تاما بالمنطقة .
    ابدى أحدهم تعليقا مستخفا ، أو ربما كان سؤالا عن عجب :
    - و من من الأهالي يمكنه أن يفتح فمه ؟
    و عن قرب من صلفه تساءل آخر :
    - ما السبب ؟
    اتتهم الإجابة جميعا :
    - لا يريد ما يحدوا توترا لنا ...
    ثم تبلورت :
    - من أجل ( سيناء ) .
    فانطلق جزء منهم ، لا يوقفهم أحد ، بين الأهالي ، الكارهين لهم ، المستسلمين لبطشهم ، إذ ما عرفوا ، في ( كفر قاسم ) ، قريتهم الصغيرة الجميلة ، قتالا قط .


    كنا توكلنا نعيش به ..
    و السلم كل السلم كان دنيانا ..
    نرمي بذورا كان الله فالقها ..
    الخير منها نترقبه بدعانا ..


    و إلى منزل مختار القرية تحرك ذلك الجزء ..
    - اجمع هؤلاء الأهالي ، حظر تجول .
    سألهم المختار مستنكرا :
    - لماذا ؟
    أجيب بشراسة :
    - لا شأن لكَ ، اعلمهم فحسب .
    رفض ، و ودّ لو يقوى على الجهر برفضه ، أزاء ذلك المعتدي الفاجر ، لكنه فقط قال ، عساه يلقي في قلوبهم الخسيسة شيئا :
    - كيف لي و هم جمع شتيت ؟ ، كيف و الأسواق ملأى ، كل في شئونه ؟ ، كيف و كل ذي عمل قد استغرقه عمله ؟
    قال الإسرائيلي ، لا يعتبر ، و كأنه لم يسمع :
    - الساعة الآن الرابعة و النصف ، في الخامسة تخلو القرية .
    ثم ذهب و من معه .
    و مختار القرية في خوفه يمور ..
    - نصف ساعة ؟ ، كيف لي أن ألـُمّهم جميعا ؟
    حقا الرجل قد أعلم الناس ، ففر منهم من فر قابعا بداره ، مع علمه أن من بداره ليس بأكثر أمنا ممن هو خارجها .. و حقا خلت القرية ، بعض أنحائها .. لكنهم كانوا كثير ..
    فمساءا ، و بينما الليل قد أزلّ سواده ، و خيم بالصمت على القرية ، عاد من الناس بعض لم يكن قد عاد منذ صبيحته ، أو علم .
    كان يوما شاقا بالعمل ، الذي تعودوه ، ينظرون أن يخلدوا إلى راحة بعده ، ساكنين في بيوتهم البسيطة ، راضين قانعين ..
    - ما هذا ؟
    رأوا جنود الاحتلال في مجابهتهم ، طاغين بأسلحتهم ..
    - ماذا تريدون ؟
    سؤال كان الناس يبغون إجابته ، لكنها لم تأت ..
    حتى القابعين تحت أكنتهم رغبوا في الإجابة ..
    فمن خلال شقوق في بيوتهم أو فرج فيها كانوا يرقبون ..
    رأوا الراكب يُنزَل عن دابته عنوة ..
    و رأوا الناس يقسرون على الاصطفاف ..
    و رأوا النيران الغاشمة تحصدهم حصدا ..


    دفعة واحدة صمتت بعدها أنفاس عانقت الحياة ..
    و قلوب نبضت فيما تلقاه ..
    بعثوا لراحتهم ..
    ساكنين ..
    راضين ..
    قانعين ..
    قد أرادوها ، اتتهم ..
    بمستقر خير من بيوت الطين ..
    و تعالى صراخ فلسطين ..
    لا صمت اللسان نهاه ..


    ( تمت بحمد الله سبحانه و تعالى )
    محمد رشاد
    Mr Professional

  • #2
    أخي الكريم / محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كما تعودنا منك دائما عمل رائع ومشهد ممتاز لسرد حالة الضعف واللامبالاة والظلم والضحية هو المواطن البسيط
    www.2d4u.com
    فريق افتر افكت العربي
    اثبت للأخرين إننا قادرين أن نطيح بأي يد تكتب كلمة إساءة من فضلك صوت معنا لإغلاق غرفة بالبالتوك تهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم
    http://www.petitiononline.com/Steyr/petition.html

    شارك معنا أخي الكريم في تنشيط المنبر الأدبي

    تعليق


    • #3
      البدايه حلوه وواضح انك اديب بارع منذ عرفتك يا محمد
      وما فتىءَ الزمان يدورحتى
      مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
      وأصبح لا يُرى في الركب قومي

      وقد عاشو أئمته سنينَ
      وآلمني وآلم كل حرٍ
      سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

      اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ..

        أخواي مصطفى و حسام ..

        لا تتصوران كم كلماتكما أسعدتني ..

        أخي مصطفى : أسعدني جدا أنني نجحت في أن أوصل إليك كل تلك المعاني ، لم أتوقع أن تكون لقصتي هذا الصدى ..

        أخي حسام : أشكرك على رأيك كثيرا ، و هذه ليست بداية ، أما البداية فكانت ( ملخبظة ) قليلا ..

        و أسعدني أنك رايتها حلوة ..
        Mr Professional

        تعليق

        يعمل...
        X