تويت
في احدى القصص الرمزية الجميلة التي طالما ذكرتني بها تصرفات من حولي ، قصة ذلك الملك الذي اصدر ذات يوم مرسوما يقضي بان يقدم كل فلاح في مدينته اناء من الحليب يفرغه في حوض كبير في ساحة المدينة ، لياخذ منه الفقراء حاجتهم مجانا بلا ثمن .. ثم اذاع ذلك المرسوم على رعيته وحدد يوما معينا لبدء تنفيذه ..
ولما جاء الملك وحاشيته في اليوم المعين الى الساحة الكبرى التي وضع فيها ذلك الحوض الملكي ، ليرى كيف نفذ امره ، وكيف ياخذ الفقراء حاجتهم من الحليب بحضوره ، فوجئ الملك بثورة عارمة من الاف الفقراء الذين احتشدوا هناك وهم يحملون آنيتهم الفارغة ويهتفون هتافات عالية تندد به وبمرسومه ، ولما اقترب من ذلك الحشد الغاضب وسال عما هناك قال له الحرس الذين كانوا في الساحة بان الحوض كان مليئا بالماء .. والماء فقط ..عندما جاء الفقراء لياخذوا الحليب الذي وعدوا به وهذا سبب غضبهم وثورتهم ..
ولما استدعى الملك الفلاحين وسالهم عن ذلك .. اعترف له كل فلاح بانه في تلك الليلة قرر ان يضع ماء في الحوض اعتمادا على ان الفلاحين الاخرين سيضعون حليبا ولن ينكشف ما فعله .
وادرك الملك ان جميع الفلاحين قد فكروا نفس التفكير وفعلوا نفس الفعل ولهذا انقلب الحليب الى ماء ..!!
اخواني الاعزاء
اكثر من عام مضى على ما حدث .. وكل فرد منا يضع ماء في الحوض ، ويتصور ان ما فعله لن ينكشف ، وان غيره سيغطي مكانه ويسد فراغه ، والنتيجة كما ترون .. الحوض ملآن بالماء ، ولا قطرة حليب واحدة تدل على انه كان هناك من خاف الله … ووضع حليبا في الحوض الكبير .