Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعلام بأن الموسيقى والغناء حرام

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعلام بأن الموسيقى والغناء حرام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لقد قمت بالبحث وجمع الادله التى تنص على تحريم الغناء والموسيقى وردود اهل العلم على من خالف القول بالتحريم فلا تغتر اخى حينما تسمع من فال بالحل فى سماع الغناء والموسيقى ولكن انظر كيف بنى مذهبه هل بتضعيق حديث ام بالاعتماد على اقوال باطله
    الكوضوع طويل ولكن من يريد الحق ينبغى عليه قرائته والا سيكون حجة عليك يوم القيامه

    الآن مع نص سؤال الفتوى والإجابة عليها


    المُجيب هو


    فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ونفعنا بعلمه
    سؤال إلى الشيخ عبدالرحمن السحيم

    هل سماع الأغاني أو الموسيقى حرام أم لا ؟ و هل صحيح أنه بالنية ؟

    شكرا كثيرا

    اسْتِمَاع الأغاني والموسيقى حَرام ، وقد جاءت نصوص كثيرة في تحريمها .

    وقد بيّنت ذلك هنا

    وليس صحيحا أنه على نِيَّـة السَّـامِع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَمِع صوت زَمَّارَة رَاعٍ وَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ .

    روى الإمام أحمد من طريق نافع أنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَة رَاعٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنْ الطَّرِيقِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ : لا ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ ، وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَة رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا .

    قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حَسَن .

    هذا وهي زُمَّارة راعٍ ، فكيف بغيرها من آلات الموسيقى والطَّرَب ؟!

    والله تعالى أعلم .

    سؤال عن الموسيقى الهادئة

    عندي سؤال محيرني ادري أن سماع ألاغاني حرام إذا كان فيها طرب لكن إذا كانت الأغنية أجنبية كلاسيكية هادية أحس إنها عادية ما تناسب اللهو وكلماتها ما فيها شيء .

    فما حكم سماع هذا النوع (مثل أ غنية التايتنك)



    الجواب/ بالنسبة للغناء من غير موسيقى كرهه كثير من السلف والكراهة في كلام العلماء المتقدمين تُطلق على التحريم وقد كثُرت الأقوال عن سلف هذه الأمة في النهي عن الغناء.

    وإن كان من غير آلة موسيقية قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) هو الغناء وأشباهه .

    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الغناء . وقال رضي الله عنه : الغناء يُنبت النفاق في القلب . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيُبيّتهم الله ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري .
    والعَلم هو الجبل .

    وقال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا .

    وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

    قال خالد بن عبد الرحمن : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل ، فأرسل إليهم بكرة فجيء بهم ، فقال : إن الفرس لتصهل فيسوق له الرمكة ، وإن الفحل ليخطر فتضبع له الناقة ، وإن التيس فتستحرم به العنز ، وان الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ثم قال : اخصوهم ! فقال عمر بن عبد العزيز هذا مثلة ولا يحل فخلى سبيلهم . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

    قال ابن القيم - رحمه الله - :
    حُبّ الكتاب وحُبّ الحان الغناء *** في قلب عبد ليس يجتمعان

    وقال : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هـاج في النفاق . ولا شك أنه إذا كان من خلال آلة موسيقية فهو أشـدّ في التحريم .

    قال الإمام البيهقي - رحمه الله - : وان لم يداوم على ذلك ( يعني على الغناء ) لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بحال ، وذلك لأن ضرب الأوتار دون الغناء غير جائز لما فيه من الأخبار .

    وقد يدّعي أقوام أن الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب ! وليس الأمر كذلك ، فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

    ومما هو مشاهد محسوس معلوم أن من استلذّ بسماع الأغاني لا يُمكن أن يجد حلاوة تلاوة كلام الله عز وجل .

    وفي الغناء والموسيقى تفصيل أكثر هنا

    والله تعالى أعلى وأعلم .

    المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
    عضو مركز الدعوة والإرشاد

    هل هذا صحيح أن الموسيقى حلال؟وهل هذه الأحاديث صحيحة ؟
    السؤال :

    هل الموسيقى فعلاَ حرام قولاً واحداً لا شك فيه ؟ هل كان عبد الرحمن بدوي على حق عندما قال : إن الإسلام عدو للفن ؟

    لماذا تبدو آلاتنا الموسيقية بسيطة كمنتجاتنا التراثية اليدوية التي لا ترى فيها الإبداع والجمال بقدر ما ترى أنها كانت محاولة للبقاء على قيد الحياة؟ من سرق منا الجمال؟ من قتل فينا الإحساس به؟

    يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم صاحب المذهب السني الخامس , أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة. أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع.

    و احتج ابن بحديث عائشة أن جاريتين كانتا تغنيان فدخل أبو بكر فنهرهما وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله فقال الرسول :" دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد". و من المعلوم أن العيد لا يحل الحرام.وقد رد بعضهم الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا غناء بلا آلات. وهذا خطأ لقوله : أبمزمور الشيطان , إذن هي مزامير. ولو قبلنا أن المقصود هنا هو الدف لتوجب أن تحمل النصوص التي يحتج بها المحرمون على نفس المحمل.

    واستدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر و عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما استمعا للعود.

    واحتج أيضاً بحديث أن ابن عمر سمع مزمارا فوضع إصبعه في أذنيه و نأى عن الطريق , وقال: يا نافع هل تسمع شيئاً ؟ قال: لا , فرفع إصبعيه وقال: كنت مع الرسول عليه السلام فصنع مثل هذا. قال ابن حزم: فلو كان حراماً ما أباح رسول الله لابن عمر سماعه ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه.

    غير أني هنا أختلف مع ابن حزم في تصحيح هذا الحديث والصحيح أنه موقوف على ابن عمر.

    وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال ابن حزم:هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) و كل شيء يقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .

    وضعف ابن حزم كل أحاديث التحريم , فحديث عائشة مرفوعاً : إن الله حرّم المغنية و بيعها وثمنها و تعليمها والاستماع إليها. ضعيف في سنده سعيد بن أبي رزين وهو مجهول قاله الذهبي وابن حجر. وأما حديث عليّ : إذا عملت أمتي 15 خصلة حل بها البلاء , ذكر منها :واتخذت القينات والمعازف , ففي سنده مجاهيل و فرج بن فضالة وهو ضعيف. أما حديث معاوية :أن الرسول( ص) نهى عن تسع منهن الغناء والنوح , ففيه محمد بن مهاجر وهو ضعيف. وأما حديث أبي أمامة مرفوعاً بتحريم تعليم المغنيات وشرائهن و بيعهن بأن فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف يخلط. وأما حديث أنس : من جلس إلى قينة صب في أذنه الآنك , فإسناده فيه مجاهيل و روي مرسلاً.

    وأما حديث النهي عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية, ففيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وأما حديث ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب ففيه شيخ لم يسم ولا يعرف. والصحيح أنه موقوف و ابن مسعود رضي الله عنه كان يحرم حتى الدف الذي يتفق معنا مخالفونا على إباحته ويأمر بشقه. و الحق أن ابن مسعود أقرب للاتساق إذ لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية. ثم ما هي الآلات التي كانت موجودة في عصر النبوة ؟ فالعود لم يعرف فيها إلا بعد عصر الفتوحات الإسلامية.

    و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر والمعازف. فهذا اللفظ صريح لكنه معلق أما الروايات المسندة من غير طريق البخاري ففيها : " تغدو عليهم القيان و تروح عليهم المعازف". والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.

    أصحيح ما يقال إنه لم يبح الموسيقى من العلماء إلا ابن حزم ؟ يقول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر.( السير 7-131)

    من هم علماء الحجاز الذين تحدث عنهم هذا الرجل الذي مات سنة 157 للهجرة؟ إنهم فقهاء مكة عطاء بن أبي رباح وعكرمة وابن جريج وفقهاء المدينة السبعة الذين كانوا هم فقهاء السنة قبل نشوء المذاهب الأربعة.بل قال القفاّل أن مذهب الإمام مالك نفسه إباحة الغناء بالمعازف كما في كتاب "إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع" للشوكاني.وقال ابن طاهر في إباحة العود : هو إجماع أهل المدينة.

    وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرم بيّن التحريم. وقال أبو حنيفة : من سرق مزماراً أو عوداً قطعت يده ومن كسرهما ضمنهما. ونقل الماوردي في الحاوي ( 2 – 545) أن أبا حنيفة ومالك و الشافعي لم يحرموه. وأباحه الأئمة الغزالي وابن دقيق العيد و سلطان العلماء العز بن عبد السلام والشوكاني.

    أما ما جاء عن بعض الأوائل أن الغناء لا يفعله إلا السفهاء فليس المقصود به الكاسيت والسي دي فإنهما لم يكونا موجودين ذلك الوقت. وإنما المقصود هو مجالس الطرب وما كان يخالطها من فسق . قال البغوي في شرح السنة

    ( 4 –322): الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحرام و المجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء.هذا هو موقف الفقهاء والأئمة المعتبرين. فهل سنزايد عليهم في التدين والتقيد بالشرع ؟ و هل سيظل موقفنا من الموسيقى الجميلة موقف الرفض والتنقص والاحتقار؟


    الشيخ الفاضل/ هل هذا صحيح أن الموسيقى حلال؟؟ هل هذه الأحاديث صحيحة؟؟ هذه وصلتني فلم أجد الرد عليها لعملي أن الأغاني حرام، فهلا أتحفتني بردك جزاك الله خيرا"

    والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته



    الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أولاً : ما من مسألة إلا وفيها خِلاف ، والخلاف قد يكون قويّاً ، وقد يكون ضعيفاً .والخلاف في هذه المسألة ضعيف .ولذا قيل :
    وليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حَظّ من النظرِ

    كما أن من العلماء من لا يعتدّ أصلاً بخلاف ابن حزم إذا انفرد .

    قال الإمام النووي في المجموع في مناقشة مسألة أخرى : فكأنهم لم يعتدوا بخلاف داود ، وقد سبق أن الأصح أنه لا يُعتد بخلافه ، ولا خلاف غيره من أهل الظاهر لأنهم نفوا القياس ، وشرط المجتهد أن يكون عارفا بالقياس . اهـ .

    وداود هذا هو ابن علي الظاهري ، مؤسس المذهب الظاهري .

    ثانياً : قول القائل : هل كان عبد الرحمن بدوي على حق عندما قال : إن الإسلام عدو للفن ؟فالجواب عنه أن الإسلام يُحرِّم الباطِل الذي ليس فيه منفعة ولا مصلحة راجحة .والغناء ضرره أكبر من نفعه ! والقاعدة النبوية عندنا : لا ضرر ولا ضِرار .و

    أهل الغناء والطّرَب يشهدون بذلك قبل غيرهم ! ويعلمون أنه لا خير فيه بوجه من الوجوه ! ولم نَـرَ يوما من الأيام مُغنِّـيـاً يدعو إلى فضيلة وإلى خُلُق فاضِل ! بل عامة طربهم وغنائهم في الخمر والعشق والهوى والدعوة إلى الرذيلة !

    فأي خير في هذا ؟

    ولِمَ لا يُحارِب الإسلام ما يدعو إلى الرذيلة ؟!


    ثالثاً : قول القائل : يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم صاحب المذهب السني الخامس , أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة.

    أقول : هذا من الأعاجيب ! فابن حزم ينفي القياس ! بل ويمنعه ! ويَرى ابن حزم أن القياس مذهب إبليس !!! ثم يأتي ابن حزم ليقيس قياساً باطلاً ! فهذا فعلا من الأعاجيب – إن كان ابن حزم قالَه - !

    ثم إن هذا القياس مع الفارِق ، والقياس مع الفارِق قياس باطل . قاسَ السّماع على اللبس والتّنَزّه ! فأي عِلة تجمع بينهما ؟!

    ونَقْله عن ابن حزم قوله :أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع .

    فالجواب عليه أن الأحاديث صحّت في تحريم الغناء ، وصححه غير واحد من أهل العِلم . بل قد ثبت في صحيح البخاري بإسناد متّصل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .

    فهل نَـردّ تصحيح الإمام البخاري – أمير المؤمنين في الحديث – ونأخذ بقول ابن حزم في هذه المسألة ؟ والأحاديث في تحريم الغناء كثيرة مشهورة منها الصحيح ومنها الحسَن ، ومنها ما دون ذلك .

    فالشاهد هنا أن ابن حزم رحمه الله زلّ في هذه المسألة ، والعالِم لا يُتابِع على زلّته ، ولا يُتبَع في زلّته .

    وهناك رسالة بعنوان : الكاشف في تصحيح رواية البخاري لحديث تحريم المعازِف ، والردّ على ابن حزم المخالِف ومُقلِّده المجازِف .للشيخ علي بن حسن الحلبي . وأما الاحتجاج بحديث عائشة رضي الله عنها

    فقد سبق الجواب عنه هنا

    رابعاً : ذُكِر في السؤال قول القائل : واستدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر

    أقول : لا يصحّ عن ابن عمر من ذلك شيء .بل أوْرَدَ بعد ذلك مباشرة ما يُناقِض ذلك ، حيث أورَد عن ابن عمر أنه لما سمِع مزمارا وضع إصبعه في أذنيه ونأى عن الطريق .فهذا يردّ قول القائل ، ويَردّ على ابن حزم – إن كان صحح سماع ابن عمر للعود - .

    خامساً : قوله : وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)

    قال ابن حزم : هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) وكل شيء يُقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .

    أقول هذا مردود بأن قد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم ، كابن مسعود وابن عباس تفسير الآية بالغناء . وذكرته في هذا الرابط

    وفيه بيان لكلام أهل العلم في تحريم الغناء .


    وقول ابن حزم هنا : وكل شيء يُقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن . مردود بأن الآية في لهو الحديث ، وقد فسّره تُرجمان القرآن – ابن عباس – بالغناء .

    سادساً : قوله : لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية .

    أقول هذا مردود أيضا بالتفريق بين الدفّ وغيره . وبيّنته في حكم الدفّ ، في الرابط الذي ذكرته أعلاه . ثم إن الدفّ جاء النص بإباحته في الأعراس دون غيره من آلات الطرب ودون بقية المعازف .

    سابعاً : قوله : و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند .

    وهذا مردود أيضا ؛ لأنه عند أهل الحديث ليس من باب المعلّق ، وإن زعم ابن حزم أنه مُعلّق . فالبخاري يروي الحديث عن شيخه هشام بن عمار ، فأي تعليق في الحديث ؟

    ومن قال إنه مُعلّق فقد قلّد ابن حزم دون بينة ولا دليل . فالبخاري يروي الحديث عن شيخه هشام بن عمار بإسناد متّصل صحيح . فمن يرد هذا الحديث تقليدا لابن حزم فكأنه يطعن في البخاري . وقد أبان ابن حجر في كتاب النُّكت على ابن الصلاح أن هذا ليس من قسم المعلّق .

    وإن كان القائل أنصف فقال : والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.

    فأقول : بغض النظر عن كونه وصف حال لأناس يأتون في آخر الزمان ، إلا أن الحديث جاء وصحّ بلفظ : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون . فما معنى (يستحلون)؟

    معناها أنه مُحرّمة فيستحلّونها أي يجعلونها حلالاً ويُصيّرونها حلالاً من عند أنفسهم ، وهذا دليل صريح في تحريم المعازف .ومن أباح المعازف فقد حلّل ما حرّم الله ! وقد استحلّ ما حرّم الله !

    ثامناً : قول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر

    أي أن هذا القول من زلاّت العلماء التي لا يُتابَعون عليها .فأهل الحجاز زلّوا في زمن من ألأزمنة في هذه المسالة ، فلذا لم يأخذ العلماء بقولهم في هذه المسألة .

    كما أن أهل الكوفة زلّوا في مسألة النبيذ ، وهو نوع من الشَّراب ، فلم يؤخذ بقولهم في هذه المسألة، ولذا لما سُئل الإمام أحمد رحمه الله عن شُرب بعض العلماء للنبيذ . ذكر أنها زلاّت علماء .

    قال أبو حاتم الرازي : ذَكَرت لأحمد بن حنبل من شرب النبيذ من محدثي الكوفة ، وسَمَّيْت له عددا منهم ، فقال : هذه زلاّت لهم ولا تسقط بزلاّتهم عدالتهم .

    وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ومن تتبّع رخص المذاهب وزلاّت المجتهدين فقد رقّ دينه ، كما قال الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول المكيين في المتعه ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء ، والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشرّ ، وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيّل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسّع فيه ، وشِبه ذلك ، فقد تعرّض للانحلال ! فنسأل الله العافية والتوفيق . اهـ .

    تاسعاً : أما دعوى أن أهل الحجاز قالوا بذلك جميعا ، بما فيهم الفقهاء السبعة ، فهذا غلط !

    عاشراً : قوله : وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرّم بيّن التحريم.

    أقول : من نقل عن الإمام الشافعي لا شك أنه بَتَر كلامه ، وأخذ منه ما وافق هواه ، كما أنه اقتصر على موضع واحد من كلام الشافعي رحمه الله .

    قال الشافعي رحمه الله تعالى في الرجل يغني فيتّخذ الغناء صناعته يُؤتى عليه ويأتي له ويكون منسوبا إليه مشهورا به معروفا والمرأة : لا تجوز شهادة واحد منهما ، وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يُشبه الباطل ، وأن من صنع هذا كان منسوبا إلى السَّفه وسقاطة المروءة ، ومن رضي بهذا لنفسه كان مُستخفّا ، وإن لم يكن محرما بيِّن التحريم . اهـ .

    كما لا يصح نسبة القول بإباحة الغناء إلى الإمام مالك رحمه الله .قال ابن العربي المالكي : وأما الغناء فإنه من اللهو المهيج للقلوب عند أكثر العلماء ، منهم مالك بن أنس . اهـ .

    وقال في قوله تعالى : (يشهدون الزور) قال :
    فيه ستة أقوال :
    الأول : الشرك
    الثاني : الكذب
    الثالث : أعياد أهل الذمة
    الرابع : الغناء
    الخامس : لعب كان في الجاهلية يُسمى بالزور ، قاله عكرمة .
    السادس : أنه المجلس الذي يُشتَم به النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .

    وقال أيضا في قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال : هو الغناء وما اتَّصَلَ به. اهـ .

    وقال الإمام القرطبي – وهو مالكي المذهب - : وذَكَرَ إسحاق بن عيسى الطباع قال : سألت مالك بن أنس عما يُرخِّص فيه أهل المدينة من الغناء . فقال : إنما يفعله عندنا الفُسّـاق ، وذَكَر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال : أما مالك بن أنس فإنه نَهَى عن الغناء وعن استماعه ، وقال : إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردّها بالعيب ، وهو مذهب سائر أهل المدينة إلا إبراهيم بن سعد ، فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا . اهـ .

    فأنت ترى أن هؤلاء الأئمة وهم على مذهب الإمام مالك نقلوا عنه النهي عن الغناء ، وأنه قال : لا يَفعله عندنا إلا الفسّاق ! وعدّ الغناء عيباً في الجارية .أفبَعْدَ هذا يُقال إن مذهب الإمام مالك إباحة الغناء ؟ لو كان الغناء مُباحاً .. هل يُفسّق الإنسان بفعل المباح ؟!!

    والغناء هو صوت الشيطان، قال القرطبي أيضا : قوله تعالى : ( بصوتك ) وصوته كل داع يدعو إلى معصية الله تعالى . عن ابن عباس ومجاهد : الغناء والمزامير واللهو . وقال الضحاك : صوت المزمار . اهـ .

    وأما دعوى الإجماع ولو من أهل المدينة فمنقوضة بالخلاف ، بل لم يُجمِع أهل المدينة على ذلك ، فالخلاف قديم بين أهل المدينة أنفسهم ، فضلا عن غيرهم . بل إن مذهب جماهير العلماء على تحريم الغناء .

    وهذا الإجماع يُقابَل بإجماع مُتقدِّم ، وهو أولى منه، قال الطبري : فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه . اهـ .

    قال الإمام القرطبي : قال العلماء بتحريم الغناء ، وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به الذي يُحرِّك النفوس ويبعثها على الهوى والغزل والْمُجُون الذي يُحرِّك الساكن ويبعث الكامن ، فهذا النوع إذا كان في شعر يُشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرمات لا يُختَلَف في تحريمه لأنه اللهو والغناء المذموم بالاتفاق . اهـ .

    وقال أيضا : وأما مذهب أبي حنيفة فإنه يَكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ ، ويجعل سماع الغناء من الذنوب ، وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة إبراهيم والشعبي وحماد والثوري وغيرهم ؛ لا اختلاف بينهم في ذلك . اهـ . وقال أيضا : وأما مذهب الشافعي فقال : الغناء مكروه يُشبه الباطل . اهـ .

    والكراهة في كلام المتقدّمين تُطلق ويُراد بها التحريم . وقد طُعِن في بعض الرواة بسبب سماع الغناء ، أو بسبب أنه سُمِع في بيوتهم صوت غناء ! فقد جاء في ترجمة المنهال بن عمرو : ترك الرواية عنه شعبة فيما قيل لأنه سمع من بيته صوت غناء . أهـ .

    ولذا قال الإمام القرطبي : الاشتغال بالغناء على الدوام سَفَـهٌ تُرَدّ به الشهادة . اهـ . وأما الرواية عن عكرمة في سماع الغناء فقد رُوي عنه خلاف ذلك ، كما نقله القرطبي رحمه الله .

    فقال القرطبي : في قوله تعالى ( وأنتم سامدون ) : أي لاهون معرضون عن ابن عباس رواه الوالبي والعوفي عنه ، وقال عكرمة عنه : هو الغناء بلغة حِمير ، يقال سَمّد لنا : أي غَـنِّ لنا . اهـ .

    وأما مسألة ضمان آلة اللهو فجمهور العلماء على أن من كسر آلة غناء أنه لا يضمن . وعجيب أن يؤخذ قول شاذ أو مهجور ثم يُعوّل عليه دون قول العلماء سلفاً وخَلَفاً .

    فوائد :

    سأل عبيدُ الله بن عبد الله بن عمر ، القاسمَ بن محمد : كيف ترى في الغناء ؟ فقال القاسم : هو باطل . قال : قد عرفت أنه باطل فكيف ترى فيه ؟ قال القاسم : أرأيت الباطل أين هو ؟ قال : في النار ! قال : فهو ذاك .

    قال ابن سيرين : يرحم الله سليمان – يعني ابن عبد الملك - افتتح خلافته بإحياء الصلاة واختتمها باستخلافه عمر ، وكان سليمان ينهى الناس عن الغناء .

    تنبيه : قد يُطلق الغناء في عُرف المتقدّمين ويُراد به الإنشاد ، دون آلة ومن غير مُتخصص . والله تعالى أعلم .



  • #2
    تابع


    وفيما يلى مجموعه اخرى من الشبهات والرد عليها

    يقولون أن (( الشافعى )) رحمه الله أحل الغناء و دليلهم فى ذلك قول (( إسماعيل بن عليه )) : (( كنت أمشى مع الشافعى رحمه الله فجزنا بموضع فيه رجل يغنى فقال لى ( الشافعى ) : مل بنا نسمع .. فسمعنا ثم قال : أيطربك هذا؟؟ قلت : لا قال : مالك حس .....و هذه قصة باطلة أوردها (( ابن طاهر )) فى كتاب (( السماع )) و قال (( ابن تيمية )) فيها : قصة باطلة و قال أيضا : هذا كذب و بهتان على ((الشافعى )) فإن (( إسماعيل بن عليه )) شيخ (( الشافعى )) و من أجلاء شيوخه و لم يكن الشافعى يمشى معه و لم يرو عن (( الشافعى )) بل (( الشافعى )) روى عنه ..و لعل هذه الحكاية من وضع (( إبراهيم بن إسماعيل بن عليه ))و كان من أهل الكلام و المعتزلة --مبتدع --و كانت بينه و بين (( الشافعى )) عداوة حتى قال (( الشافعى )) : أنا مخالف ل((إبراهيم بن عليه )) فى كل شئ ...((الاستقامة )) ( 1-337)

    و قال (( ابن تيمية )) أيضا فى (( منهاج السنة )) (3-439): (( و هذا من الكذب على الأئمة الأربعة فإنهم متفقون على تحريم المعازف التى هى ألات اللهو كالعود و نحوه ))..
    و فيما يلى نسوق كلام الأئمة الأربعة فى المسألة :
    الشافعى و أصحابه
    قال (( الشافعى )) : (( الغناء لهو مكروه يشبه الباطل من استكثر منه ترد شهادته )) ( الأم ) (6-214و215)
    قال الرافعى -شافعى- (( المذاهب الأربعة على بطلان بيع ألات اللهو مطلقا كالمزمار و الطنبور و غيرها )) (المجموع ) (14-255)
    قال (( ابن حجر الهيثمى ))--شافعى --(( يحرم سماع الغناء من أجنبية حرة كانت أو أمة ولو من وراء حجاب )) ( كف الرعاع ) ( 58 )
    قال (( الرافعى )) -- شافعى --(( غناء المغنيين العارفين بصنعة الغناء حرام )) ( الشرح الكبير )
    قال ( الحافظ ابن حجر )) -- شافعى -- فى شرحه لحديث المعازف فى (( فتح البارى )) ( 3-65 ) : (( المعازف فى الحديث هى ألات اللهو كلها )) و قال (( ابن القيم )) عن الشافعية : (( و الشافعى و أصحابه العارفون بمذهبه من أغلظ الناس قولا فى تحريم السماع --سماع الغناء--(شرح السنة 8-28)

    أحمد بن حنبل و أصحابه
    قال (( أحمد )) عن الغناء : (( ينبت النفاق فى القلب )) (تلبيس إبليس ) (330 ).
    و قال ( ابن تيمية )) عن الغناء : (( هو بدعة لم يعرفها السلف و لا القرون الفاضلة )) ( الاستقامة ) ( 1-311).
    و قال ( ابن القيم ) (( لا يشك فى تحريم الغناء )) (إعلام القاصى و الدانى )
    قال (( ابن قدامه ))--حنبلى -- (( أما ضرب الأوتار و المزامير كلها و الطنبور و الرباب و نحوها فمحرم )) ( الكافى ) (3-118 )

    مالك و أصحابه
    قال (( مالك )) : إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب )) ( إغاثة اللهفان ) (1-245)
    قال ( ابن رجب ) : (( من حكى شيئا من إباحة الغناء عن (( مالك )) فقد أبطل )) (نزهة الأسماع )
    و قال (( القرطبى )) : (( لا يختلف فى تحريم الغناء ( تفسير القرطبى )
    و قال (( إبراهيم بن المنذر )) عن المغنيين : (( معاذ الله ما يفعله عندنا إلا الفساق )) (نزهة الأسماع 2-458 )
    أبو حنيفة و أصحابه
    كان (( أبو حنيفة )) يعد سماع الأغانى من كبائر الذنوب ( تلبيس إبليس ) (331 )
    و قال : (( الغناء حرام فى جميع الأديان )) (روح المعانى ) ( 21-67 )
    و قال (( أبو يوسف )) -- تلميذه -- عن أهل الذمة (( يمنعون من ضرب العيدان و المزامير و الغناء )) (روح المعانى )

    و فيما يلى نسوق أقوال سلفنا الصالح من التابعين و تابعيهم فى الغناء و المعازف :
    =============================================
    قال (( الحسن البصرى )) :

    صوتان ملعونان مزمار عند نعمة و رنة عند مصيبة .
    و قال - أيضا - لهو الحديث هو الغناء و المزامير .
    و قال - أيضا - ذكر الله المؤمنين فقال : (( و الذين فى أموالهم حق معلوم .. للسائل و المحروم )) و أنتم جعلتم فى أموالكم حقا للنائحة و المغنية ..

    قال (( مجاهد بن جبر )) :

    الغناء و المزامير صوت الشيطان .

    قال (( الضحاك )) :

    الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب منفذة للمال .

    قال (( عمر بن عبد العزيز )) :

    و إظهارك المعازف و المزامير بدعة فى الإسلام .

    قال ( ابن المنذر )) :

    أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على بطلان استئجار الغناء و المغنى .

    قال الإمام (( النحاس )) :

    الغناء ممنوع بالكتاب و السنة .

    قال (( مكحول )) :

    الغناء ينبت النفاق فى القلب كما ينبت السيل البقل .

    قال (( يزيد بن الوليد)) :

    الغناء ينقض الحياء و يزيد الشهوة و يهدم المرؤة .

    قال (( ابن الجوزى )) :

    الغناء يلهى القلب عن التفكر فى عظمة الله سبحانه و القيامة بخدمته و يميله إلى اللذات العاجلة التى تدعو إلى استيفاءها من جميع الشهوات .

    قال (( ابن الصلاح )) :

    الإجماع على تحريم الغناء و لم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله فى الإجماع و الاختلاف أنه مباح .

    قال (( الطبرى )) :

    أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء و المنع منه


    فهذه مذاهب الأئمة الأعلام واضحة كالشمس جلية فمن أين جاء هؤلاء المشككون بكذبهم الأصلع
    و صدق من قال : و ليس يصح فى الأذهان شئ إذا أحتاج النهار إلى دليل

    شبهات حول السنة التى جاءت بتحريم الغناء و المعازف

    أولى و أهم هذه الشبهات هى تضعيف (( ابن حزم )) - رحمه الله - و مقلديه حديث الرسول الذى رواه البخارى عن تحريم الغناء و المعازف
    قال (( البخارى )) : قال (( هشام بن عمار )) حدثنى (( صدقة بن خالد )) حدثنا (( عبد الرحمن بن يزيد بن جابر )) حدثنا (( عطيه بن قيس الكلابى )) حدثنى (( عبد الرحمن بن غنم الأشعرى )) قال حدثنى (( أبو عامر )) أو (( أبو مالك الأشعرى )) : (( و الله ما كذبنى سمع النبى يقول : ليكونن فى أمتى يستحلون الحر -- أى الزنا-- و الحرير و الخمر و المعازف ....................))

    قال (( ابن حزم )) :
    ============
    و أما حديث (( البخارى )) فلم يورده (( البخارى )) مسندا و إنما قال فيه : قال (( هشام بن عمار )) فهذا منقطع لم يتصل بين (( البخارى )) و (( صدقة بن خالد ))
    يعنى (( ابن حزم )) - رحمه الله - يقول إن البخارى لم يسمع صراحة من (( هشام )) لأنه قال : قال و لم يقل حدثنى .. فهناك نقص فى السلسلة بين (( البخارى )) و (( هشام )) لذا اعتبر الحديث منقطع .
    و يكمل (( ابن حزم )) :
    ثانيا : أن الحديث مضطرب سندا و متنا فأما اضطرابه سندا فهو بلفظ (( حدثنى أبو عامر أو أبو مالك )) - يقصد أن (( البخارى ليس متأكدا من اسم الصحابى الذى روى الحديث عن النبى -و أما اضطرابه متنا فقد ورد بلفظ (( يستحلون )) و ذكره (( البخارى )) فى (( التاريخ )) بدونها و قد رواه (( أحمد )) و (( ابن أبى شيبة )) بلفظ (( ليشربن أناس من أمتى الخمر )) .
    ============
    الرد
    ==========
    1) ليس فى الحديث انقطاع
    قال (( ابن القيم )) :
    أن (( هشام بن عمار )) من شيوخ (( البخارى )) الذين لقيهم و سمع منهم فإذا قال (( قال هشام )) فهو بمنزلة (( عن هشام )) .
    قال (( ابن الصلاح )) :
    إذا قال (( البخارى )) قال فلان و سمى شيخا من شيوخه فهو محمول على الاتصال (( علوم الحديث )) .
    قال (( الحافظ بن حجر )) :
    إن (( البخارى )) لا يجزم إلا بما يصلح للقبول لاسيما حيث يسوقه مساق الاحتجاج (( فتح البارى )).
    قال (( ابن تيمية )) :
    و قد صح فى تحريم المعازف ما رواه (( البخارى )) تعليقا مجزوما به داخلا فى شرطه (( الاستقامة )) .
    قال (( الخطيب البغدادى )) :
    و قد تقرر عند الحفاظ أن الذى يأتى به (( البخارى )) من التعاليق بصيغة الجزم يكون صحيحا إلى من علق عنه و لو لم يكن من شيوخه فكيف بمن كان من شيوخه ك (( هشام بن عمار )) (( الكفاية )) .
    ثم إن ((ابن حزم )) نفسه يرد على نفسه و يناقضها فى كتابه (( أصول الأحكام )) (( 1-141 )) حيث قال :
    المدلس قسمان :
    أحدهما حافظ عدل و ربما أرسل حديثه و ربما أسنده و ربما حدث به على سبيل الفتيا أو المذاكرة أو المناظرة فلم يذكر له سندا و لا متنا و ربما اقتصر على بعض رواته دون بعض فهذا لا يضر برواياته شيئا لأن هذا ليس جرحة و لا غفلة و سواء قال (( أخبرنا فلان )) أو (( عن فلان ))أو (( فلان عن فلان )) كل ذلك واجب قبوله
    أولى و أهم هذه الشبهات هى تضعيف (( ابن حزم )) - رحمه الله - و مقلديه حديث الرسول الذى رواه البخارى عن تحريم الغناء و المعازف
    قال (( البخارى )) : قال (( هشام بن عمار )) حدثنى (( صدقة بن خالد )) حدثنا (( عبد الرحمن بن يزيد بن جابر )) حدثنا (( عطيه بن قيس الكلابى )) حدثنى (( عبد الرحمن بن غنم الأشعرى )) قال حدثنى (( أبو عامر )) أو (( أبو مالك الأشعرى )) : (( و الله ما كذبنى سمع النبى يقول : ليكونن فى أمتى يستحلون الحر -- أى الزنا-- و الحرير و الخمر و المعازف ....................))

    قال (( ابن حزم )) :
    ============
    و أما حديث (( البخارى )) فلم يورده (( البخارى )) مسندا و إنما قال فيه : قال (( هشام بن عمار )) فهذا منقطع لم يتصل بين (( البخارى )) و (( صدقة بن خالد ))
    يعنى (( ابن حزم )) - رحمه الله - يقول إن البخارى لم يسمع صراحة من (( هشام )) لأنه قال : قال و لم يقل حدثنى .. فهناك نقص فى السلسلة بين (( البخارى )) و (( هشام )) لذا اعتبر الحديث منقطع .
    و يكمل (( ابن حزم )) :
    ثانيا : أن الحديث مضطرب سندا و متنا فأما اضطرابه سندا فهو بلفظ (( حدثنى أبو عامر أو أبو مالك )) - يقصد أن (( البخارى ليس متأكدا من اسم الصحابى الذى روى الحديث عن النبى -و أما اضطرابه متنا فقد ورد بلفظ (( يستحلون )) و ذكره (( البخارى )) فى (( التاريخ )) بدونها و قد رواه (( أحمد )) و (( ابن أبى شيبة )) بلفظ (( ليشربن أناس من أمتى الخمر )) .
    ============
    الرد
    ==========
    1) ليس فى الحديث انقطاع
    قال (( ابن القيم )) :
    أن (( هشام بن عمار )) من شيوخ (( البخارى )) الذين لقيهم و سمع منهم فإذا قال (( قال هشام )) فهو بمنزلة (( عن هشام )) .
    قال (( ابن الصلاح )) :
    إذا قال (( البخارى )) قال فلان و سمى شيخا من شيوخه فهو محمول على الاتصال (( علوم الحديث )) .
    قال (( الحافظ بن حجر )) :
    إن (( البخارى )) لا يجزم إلا بما يصلح للقبول لاسيما حيث يسوقه مساق الاحتجاج (( فتح البارى )).
    قال (( ابن تيمية )) :
    و قد صح فى تحريم المعازف ما رواه (( البخارى )) تعليقا مجزوما به داخلا فى شرطه (( الاستقامة )) .
    قال (( الخطيب البغدادى )) :
    و قد تقرر عند الحفاظ أن الذى يأتى به (( البخارى )) من التعاليق بصيغة الجزم يكون صحيحا إلى من علق عنه و لو لم يكن من شيوخه فكيف بمن كان من شيوخه ك (( هشام بن عمار )) (( الكفاية )) .
    ثم إن ((ابن حزم )) نفسه يرد على نفسه و يناقضها فى كتابه (( أصول الأحكام )) (( 1-141 )) حيث قال :
    المدلس قسمان :
    أحدهما حافظ عدل و ربما أرسل حديثه و ربما أسنده و ربما حدث به على سبيل الفتيا أو المذاكرة أو المناظرة فلم يذكر له سندا و لا متنا و ربما اقتصر على بعض رواته دون بعض فهذا لا يضر برواياته شيئا لأن هذا ليس جرحة و لا غفلة و سواء قال (( أخبرنا فلان )) أو (( عن فلان ))أو (( فلان عن فلان )) كل ذلك واجب قبوله

    وهناك ادلة اخرى للرد على الشبهات ولكن البحث جارى لتجميعها وافنادها

    تعليق


    • #3
      شكرا لك على هذه الجمع القيم
      اعجبتني هذه كثيرا فحولها كنت ادندن
      وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ومن تتبّع رخص المذاهب وزلاّت المجتهدين فقد رقّ دينه ، كما قال الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول المكيين في المتعه ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء ، والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشرّ ، وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيّل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسّع فيه ، وشِبه ذلك ، فقد تعرّض للانحلال ! فنسأل الله العافية والتوفيق . اهـ .

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيراً
        لا إله إلا الله محمد رسول الله ، صلى الله عليه و سلم

        أسألكم الدعاء ، لن أستطيع التواجد الفترة القادمة لظروف قهرية

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            شكرا على مروركم وجزاكم الله مثله

            تعليق


            • #7
              وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ومن تتبّع رخص المذاهب وزلاّت المجتهدين فقد رقّ دينه ،
              أنا أيضا أعجبتنى تلك الجملة .. لكن الإسم هذا ذكرنى بمجوعة علماء ادخلونا فى قضية صعبة ..



              وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.



              الذهبى قال هذا الكلام !!
              يمكنك الرجوع إلى كتابه الرخصة في الغناء والطرب في دار الكلمة الطيبة ..

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إبن يس مشاهدة المشاركة
                أنا أيضا أعجبتنى تلك الجملة .. لكن الإسم هذا ذكرنى بمجوعة علماء ادخلونا فى قضية صعبة ..



                وقال الذهبي في السير (10|187)، عن عُلَيَّة أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد: «أديبة، شاعرة، عارفة بالغناء، والموسيقى، رخيمة الصوت، ذات عِفَّة، وتقوى، ومناقب... كانت لا تغني إلا زمن حيضها، فإذا طهرت أقبلت على التلاوة، والعلم، إلا أن يدعوها الخليفة، ولا تقدر تخالفه. وكانت تقول: "لا غُفِرَ لي فاحشةٌ ارتكبتُها قطُّ، وما أقول في شعري إلا عَبَثاً"». فاجتمع لها: معرفة: الغناء والموسيقى، مع التقوى.



                الذهبى قال هذا الكلام !!

                يمكنك الرجوع إلى كتابه الرخصة في الغناء والطرب في دار الكلمة الطيبة ..

                عزيزي ابن يس لا تتعب نفسك معاهم


                غريب كثير من العلماء الذين زكروهم كانو متصوفة لا اعرف كيف يقبلونها

                اليسوا يكرهون التصوف

                اجل ...... لكن عندما تكون في صالحهم فيا اهلا بالتصوف وشيوخه

                الحسن البصرى
                ابن حجر الهيثمى
                الحافظ بن حجر
                ابن الجوزى


                ا(((لامام الذهبي )))
                ان تتقن عملك هي وحدها رسالة

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة إبن يس مشاهدة المشاركة
                  الذهبى قال هذا الكلام !!
                  يمكنك الرجوع إلى كتابه الرخصة في الغناء والطرب في دار الكلمة الطيبة
                  وصفه رحمه الله لحالها وأنها تغني و تتقي الله في غير ذلك لا يعني أنه يرى أنه حلال و فعلها لا يعني شيئا

                  و بالنسبة لكتابه فهو ليس من تأليفه و لكنه أختصر كتاب رجل آخر - نسيت من هو -فيه و قد بحثت عنه على الشبكة و لكني لم أجده فليس لي إلا الظن أن المقصود بالغناء هنا هو الغناء من دون معازف إذا كان لديك الكتاب فأرجوا أن توضح قصده

                  على كل حال رأي أي شخص بعد القرآن ثم قول النبي ثم الصحابة لا قيمة له

                  من كان يرى فعلا أن إباحة المعازف هي الحق و لا حظ لهواه في ذلك فالحمد لله فله أجر واحد على الأقل

                  لا أحب النسخ ولا اللصق لكن التلخيص يأخذ وقتا لا أملكه

                  أدلة التحريم من الكتاب والسنة :
                  قال الله تعالى في سورة لقمان : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله "- قال ابن عباس رضي الله عنهما : لهو الحديث الباطل والغناء (4)،
                  - وقال مجاهد رحمه الله : اللهو الطبل (5) ،
                  - وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير

                  - قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء:
                  # فقد قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " ، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - (صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود )
                  # وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء .
                  وقال تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلكوشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } الإسراء:63،64
                  - عن مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء والباطل .
                  - قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك ، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع (اليراع: آلة من آلات العزف) أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان ، وكل ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته ، كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : رَجِله كل رجل مشت في معصية الله ) (8) .
                  وقال تعالى : " أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون "
                  - قال عكرمة رحمه الله : عن ابن عباس السمود هو الغنا، يقال : اسمدي لنا أي غني .
                  - كما قال رحمه الله : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية .
                  - وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله تعالى " وأنتم سامدون " قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : اسمد لنا تعني غنِّ لنا .
                  عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام ، في مثل هذا أنزلت هذه الآية : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " حسن .
                  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحروالحرير والخمر والمعازف .. " (9)
                  - وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:
                  أولهما : قوله صلى الله عليه وسلم : " يستحلون " ، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم .
                  ثانيا : قَرَنَ المعازف مع المقطوعة حرمته : الزنا والخمر ، ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها ودلالة هذا الحديث على تحريم الغناء دلالة قطعية ، ولو لم يَرِد في المعازف حديث ولا آية سوى هذا الحديث لكان كافيا في التحريم وخاصة في نوع الغناء والذي يعرفه الناس اليوم . هذا الغناء الذي مادته ألفاظ الفحش والبذاءة ، وقوامه المعازف المختلفة من موسيقى وقيثارة وطبل ومزمار وعود وقانون وأورج وبيانو وكمنجة ، ومتمماته ومحسناته أصوات المخنثين ونغمات العاهرات . (10)
                  - قال شيخ الإسلام رحمه الله : فدل هذا الحديث على تحريم المعازف ، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها ، كما قال: وأعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خرسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية ولا بدفّ ولا بكفّ ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه . أهـ (11)
                  عن نافع رحمه الله قال : " سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه
                  ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال
                  : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل
                  هذا ، فصنع مثل هذا " (12) .
                  - قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( أما ما لم يقصده الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق الأئمة ، ولهذا إنما يترتب الذم والمدح على الاستماع لا السماع ، فالمستمع للقرآن يثاب عليه ، والسامع له من غير قصد ولا إرادة لا يثاب على ذلك ، إذ الأعمال بالنيات ، وكذلك ما ينهى عنه من الملاهي ، لو سمعه بدون قصد لم يضره ذلك ) (13) .
                  -قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : والمستمع هو الذي يقصد السماع ، ولم يوجد هذا من ابن عمر رضي الله عنهما ، وإنما وجد منه السماع ، ولأن بالنبي صلى الله عليه وسلم حاجة إلى معرفة انقطاع الصوت عنه لأنه عدل عن الطريق ، وسد أذنيه ، فلم يكن ليرجع إلى الطريق ، ولا يرفع إصبعيه عن أذنيه حتى ينقطع الصوت عنه ،فأبيح للحاجة (14) .
                  ( ولعل السماع المذكور في كلام الإمامين مكروه ، أبيح للحاجة كما سيأتي في قول
                  الإمام مالك رحمه الله والله أعلم ) .
                  خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنَفَسه ، فوضعه في حجره ففاضت عيناه ، فقال عبد الرحمن :>>أتبكي وأنت تنهى عن البكاء ؟ قال: إني لم أنه عن البكاء ، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة : خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة .. (15)

                  أقوال أئمة الإسلام في الغناء و المعازف :
                  اتفقت مذاهب الأئمّة الأربعة على أن آلات اللهو حرام:
                  - فمذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه من أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : أن السماع فسق والتلذذ به كفر ، هذا لفظهم ، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه ، قالوا : ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره ، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض . (16)
                  - وسئل الإمام مالك رحمه الله عن ضرب الطبل والمزمار ، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال : فليقم إذا التذ لذلك ، إلا أن يكون جلس لحاجة ، أو لا يقدر أن يقوم ، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم . (17) ، وقال رحمه الله : إنما يفعله عندنا الفساق (18) ،
                  قال ابن عبد البر رحمه الله : من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله .(19) .
                  - و في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله : ( وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله ) (20) ، وقد عد صاحب كفاية الأخبار ، من الشافعية ، الملاهي من زمر وغيره منكرا ، ويجب على من حضر إنكاره ، وقال : ( ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء ، فإنهم مفسدون للشريعة ، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق ، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح ) (21).
                  - و في مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه : سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق بالقلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : إنما يفعله عندنا الفساق) (22) ، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله : ( الملاهي ثلاثة أضرب ؛ محرم ، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها ، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها ، فمن أدام استماعها ردت شهادته ) (23) ، وقال رحمه الله : ( وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر ، كالخمر والزمر ، فأمكنه الإنكار ، حضر وأنكر ، لأنه يجمع بين واجبين ، وإن لم يمكنه لا يحضر ) (24) .
                  * قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) (25)
                  - وقال : ( والمعازف خمر النفوس ، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس ) (30)
                  * قال الشيخ ابن باز : والمعازف هي الأغاني وآلات الملاهي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي آخر الزمان قوم يستحلونها كما يستحلون الخمر والزنا والحرير وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وقع كله والحديث يدل على تحريمها وذم من استحلها كما يذم من استحل الخمر والزنا والآيات والأحاديث في التحذير من الأغاني وآلات اللهو كثيرة جداً ومن زعم أن الله أباح الأغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكراً عظيماً نسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان وأعظم من ذلك وأقبح وأشد جريمة من قال إنها مستحبة ولا شك أن هذا من الجهل بالله والجهل بدينه بل من الجرأة على الله والكذب على شريعته .
                  * قال الألباني رحمه الله : اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها . (26)
                  * قال الطبري رحمه الله : فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه (28) . وهو القائل بعد هذا : ( قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا : لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، قلت : وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز ) . * قال القاسم رحمه الله : الغناء من الباطل .
                  * وقال الحسن رحمه الله : إن كان في الوليمة لهو ، فلا دعوة لهم . (27)
                  - أقوال الأئمة في إتلاف آلات الطرب:
                  - قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: آلات الملاهي ، مثل الطنبور ، يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء ، وهو مذهب مالك وأشهر الروايتين عند أحمد ) (28)
                  وقال: لا يجوز صنع آلات الملاهي (31)
                  - وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله : أن رجلا كسر طنبورا لرجل ، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا - أي لم يوجب عليه القيمة لأنه محرم لا قيمة له - . (32)
                  - وأفتى البغوي رحمه الله بتحريم بيع جميع آلات اللهو والباطل مثل الطنبور والمزمار والمعازف كلها ، ثم قال : ( فإذا طمست الصور ، وغيرت آلات اللهو عن حالتها ، فيجوز بيع جواهرها وأصولها ، فضة كانت أو حديد أو خشبا أو غيرها ) (33).
                  استثناء حق :
                  ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال - في الأعياد والنكاح للنساء ، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف ، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال : " التصفيق للنساء والتسبيح للرجال ، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء " ، ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخانيث - ما أكثرهم في هذا الزمان - وهذا مشهور في كلامهم ، ومن هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها لما دخل عليها أبوها رضي الله عنه في أيام العيد وعندها جاريتان - أي صغيرتان - تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث - ولعل العاقل يدرك ما يقوله الناس في الحرب - فقال أبو بكر رضي الله عنه : " أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكان رسول الله معرضا بوجهه عنهما مقبلا بوجهه الكريم إلى الحائط - ولذلك قال بعض العلماء أن أبا بكر رضي الله عنه ما كان ليزجر احدا أو ينكر عليه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منتبه لما يحصل والله أعلم - فقال : " دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا أهل الإسلام " ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه ، ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان - فالنبي صلىالله عليه وسلم أقر هذه التسمية ولم يبطلها حيث أنه قال " دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " ، فأشار ذلك أن السبب في إباحته هو كون الوقت عيدا ، فيفهم من ذلك أن التحريم باق في غير العيد إلا ما استثني من عرس في أحاديث أخرى ، وقد فصل ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه النفيس تحريم آلات الطرب - ، والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري في الأعياد كما في الحديث : " ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة " ، وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك ، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار ) ، فتبين أنه للنساء فقط ، حتى أن الإمام أبا عبيد رحمه الله ، عرف الدف قائلا : فهو الذي يضرب به النساء . (34) .
                  - قال ابن باز: وإنما يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح ولا بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر ولا تثبيط عن واجب ويشترط أن يكون ذلك فما بينهن من غير مخالطة للرجال ولا إعلان يؤذي الجيران ويشق عليهم وما يفعله بعض الناس من إعلان ذلك بواسطة المكبر فهو منكر لما في ذلك من إيذاء المسلمين من الجيران وغيرهم ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملن غير الدف من آلات الطرب كالعود والكمان والرباب وشبه ذلك بل ذلك منكر وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة .
                  أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك من أدوات الحرب كالتدرب على استعمال الرماح والدرق والدبابات والطائرات وغير ذلك كالرمي بالمدافع والرشاش والقنابل وكلما يعين على الجهاد في سبيل الله
                  استثناء باطل :
                  -1-
                  قال بعضهم أن جميع الأحاديث التي تحرم الغناء مثخنة بالجراح ، لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه !! قال ابن باز رحمه الله : ( إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنة بالجراح كما زعمت ، بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ، ومنها الحسن ومنها الضعيف ، وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم الغناء والملاهي ) .
                  (وقد اتفق الأئمة على صحة أحاديث تحريم الغناء والمعازف إلا أبو حامد الغزالي ، والغزالي ما عرف علم الحديث ، وابن حزم بين الألباني رحمه الله خطأه أوضح بيان ، وابن حزم نفسه قال أنه لو صح منها شيء لقال به ، ولكن من في هذا الزمن ثبتت لديهم صحة ذلك لما تكاثر من كتب أهل العلم ، وما تواتر عنهم من تصحيح هذه الأحاديث ، ولكنهم أعرضوا عنه ، فهم أشد من ابن حزم بكثير وليسوا مثله ، فهم ليسوا متأهلين ولا رجعوا لهم )
                  -2-
                  وقال بعضهم أن الغناء حرمه العلماء لأنه اقترن بمجالس الخمر والسهر الحرام !
                  قال الشوكاني رحمه الله : ( ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أن المحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الأحاديث لا يحرم إلا عند شرب الخمر واستعمال المعازف ، واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله . وأيضا يلزم مثل قوله تعالى : " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين " أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين ، فإن قيل إن تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر ، فيجاب بأن تحريم المعازف قد علم من دليل آخر أيضا كما سلف ) (39) .
                  -3-
                  وقال بعضهم أن لهو الحديث ليس المقصود به الغناء ،
                  وقد سبق الرد على ذلك ، قال القرطبي رحمه الله : ( هذا - أي القول بأنه الغناء أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء ) ثم ذكر من قال بهذا من الأئمة ، وذكر الأقوال الأخرى في ذلك ثم قال ( القول الأول أولى ما قيل في هذا الباب للحديث المرفوع وقول الصحابة والتابعين فيه ) ( تفسير القرطبي ) .
                  وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذا التفسير : ( قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك :
                  ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند ) وقال في موضع آخر من كتابه : ( هو عندنا كحكم المرفوع ) ، وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم ، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه ، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة ، وقد شاهدوا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا ، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة ، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيلا ) (40)
                  -4-
                  وقال بعضهم أن الغناء طاعة إذا كان المقصود به التقوي على طاعة الله !!!
                  قال ابن القيم رحمه الله : ( ويا للعجب ، إي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه ، ... فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أن يتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليه مقيت عنده يمقت قائله و الراضي به ) (41) .
                  قال شيخ الإسلام في بيان حال من اعتاد سمعه الغناء : ( ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن ، ولا يفرح به ، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات ، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية ، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ) (42) .
                  -5-
                  ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور ، وتنمي العاطفة ، وهذا ليس صحيحا ، فهي مثيرات للشهوات والأهواء ، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم ، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .
                  -6-
                  استثنى بعضهم الطبل في الحرب ، وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية ، ولا وجه لذلك البتة ، لأمور :
                  أولها : انه تخصيص لأحاديث التحريم بلا مخصص ، سوى مجرد الرأي والاستحسان وهو
                  باطل ،
                  ثانيهما : أن المفترض على المسلمين في حالة الحرب ، أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم ، قال تعالى : " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك ، ويصرفهم عن ذكر ربهم ، ثالثا : أن استعمالها من عادة الكفار ، فلا يجوز التشبه بهم ، لاسيما في ماحرمه الله تبارك تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى . (35) .
                  ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) صحيح
                  -7-
                  استدل بعضهم بحديث لعب الحبشة في مسجده صلى الله عليه وسلم في إباحة الغناء ! ترجم البخاري رحمه الله على هذا الحديث في صحيحه : ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) ، قال النووي رحمه الله : فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد . ( شرح مسلم ) ، ولكن كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب .
                  -8-
                  واستدل بعضهم بحديث غناء الجاريتين ، وقد سبق الكلام عليه ، لكن نسوق كلامابن القيم رحمه الله لأنه قيم : ( وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم ، فأين هذا من هذا ، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم ، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان ، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما ، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى ؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام ) (36) ، وقال ابن الجوزي رحمه الله : وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ،و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها . (37) . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب - حديث الجاريتين - على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ، ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها " وليستا بمغنيتين " ، فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما باللفظ .. فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل - أي الحديث - والله أعلم ) (38)
                  -9-
                  وقد تجرأ البعض بنسبة سماع الغناء إلى الصحابة والتابعين ، وأنهم لم يروا به بأسا !!
                  قال الفوزان حفظه الله : ( نحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم ) ، ثم قال : ( ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) .

                  ملخص رسالة الضرب بالنوى لمن أباح المعازف للهوى للشيخ سعد الدين بن محمد الكبي
                  وللاستزادة .. يمكن مراجعة :
                  كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
                  وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم
                  وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .
                  ------------------------------
                  مراجع الرسالة :
                  1- فتح الباري ( 10/55)
                  2- المجموع( 11/577)
                  3- نقله القرطبي رحمه الله ، وفي صحاحه.
                  4- تفسير الطبري( 21/40)
                  5- تفسير ابن كثير( 3/451)
                  6- تفسير السعدي( 6/150)
                  7- إغاثة اللهفان( 1/258-259 )(بتصرّف بسيط)
                  8- إغاثة اللهفان
                  9- رواه البخاري تعليقا برقم 5590 ، ووصله الطبراني والبيهقي ، وراجع السلسلة
                  الصحيحة للألباني 91
                  10- انظر حكم المعازف للألباني ، تصحيح الأخطاء والأوهام الواقعة في فهم أحاديث
                  النبي عليه السلام لرائد صبري(1/176)
                  11- المجموع ( 11/535)، و في الفتاوى( 569\11)
                  12- صحيح أبي داود ؛ وقد زعم قزم أن هذا الحديث ليس دليلا على التحريم ، إذ لو
                  كان كذلك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما بسد أذنيه ،
                  ولأمر ابن عمر نافعا كذلك ! فيجاب : بأنه لم يكن يستمع ، وإنما كان يسمع ،
                  وهناك فرق بين السامع والمستمع
                  13- المجموع(10 / 78)
                  14- المغني (10 / 173 )
                  15- الحديث رواه الترمذي في سننه رقم (1005) من حديث ابن أبي ليلى عن عطاء عن
                  جابر رضي الله عنه . قال الترمذي : هذا الحديث حسن وأخرجه الحاكم في المستدرك
                  (4/43) والبيهقي في السنن الكبرى (4/69) والطيالسي في المسند رقم (1683)
                  والطحاوي في شرح المعاني (4/29) وحسنه الألباني .
                  قال النووي : المراد به الغناء والمزامير انظر تحفة الأحوذي (4/88)
                  16- إغاثة اللهفان 1/425 .
                  17- ( الجامع للقيرواني 262 )
                  18- ( تفسير القرطبي 14/55 )
                  19- ( الكافي )
                  20- ( إغاثة اللهفان 1/425 )
                  21- ( كفاية الأخيار 2/128 )
                  22- ( إغاثة اللهفان )
                  23- ( المغني 10/173 )
                  24- ( الكافي 3/118 )
                  25- المجموع 11/576
                  26- الجامع للقيرواني ص 262-263
                  27- الصحيحة 1/145 .
                  28- ( تفسير القرطبي 14/56 )
                  29- ( المجموع 28/113 )
                  30- ( مجموع الفتاوى 10/417 ) .
                  31- ( المجموع 22/140 )
                  32- ( المصنف 5/395 ) .
                  33- ( شرح السنة 8/28 )
                  34- ( غريب الحديث 3/64 )
                  35- ( الصحيحة 1/145 )
                  36- ( مدارج السالكين 1/493 )
                  37- ( تلبيس إبليس 229 )
                  38- ( فتح الباري 2/442-443 )
                  قال نبينا صلى الله عليه و سلم (إن محقرات الذنوب،متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) رواه أحمد
                  /
                  "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا " رواه البخاري من كلام ابن مسعود رضي الله عنه
                  /
                  روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : " لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الإستغفار"

                  أستغفر الله العظيم

                  تعليق


                  • #10
                    لم يمض على موضوع الغناء السابق اسبوعان وقد فتح واحد آخر
                    هل طبقنا ديننا كله كما يجب وبقيت لنا النقط التي فيها اختلاف!!!!
                    ولا احد يرد على ردي ويقول انه ليس فيها اختلاف وياتي بادلة طالما انه هناك علماء كبار لم يفتوا بانها حرام او حلال فهي اختلاف
                    انا اصلا لا احب الموسيقى ولا الاغاني ولكن من طرب بذكر الله وتسبيحه يقع في الحرام !!!!!
                    ((وقل رب زدني علما))

                    التاريخ ليس سوى كذبة متفق عليها !
                    (نابليون بونابرت)

                    إن لَم تشعُر بتناقُض فيما يدُور حولك فاعلم أنّ المسافة التي تُبعِدك عن كوكب الأرض ليست بالقليلة !
                    (مارلن كلافر)
                    chidory سابقا

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة chidory مشاهدة المشاركة
                      لم يمض على موضوع الغناء السابق اسبوعان وقد فتح واحد آخر
                      هل طبقنا ديننا كله كما يجب وبقيت لنا النقط التي فيها اختلاف!!!!
                      ولا احد يرد على ردي ويقول انه ليس فيها اختلاف وياتي بادلة طالما انه هناك علماء كبار لم يفتوا بانها حرام او حلال فهي اختلاف
                      انا اصلا لا احب الموسيقى ولا الاغاني ولكن من طرب بذكر الله وتسبيحه يقع في الحرام !!!!!
                      و هل يجوز أصلا ذكر الله أو رسول الله مع نغمات الموسيقى
                      لا إله إلا الله محمد رسول الله ، صلى الله عليه و سلم

                      أسألكم الدعاء ، لن أستطيع التواجد الفترة القادمة لظروف قهرية

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة chidory مشاهدة المشاركة
                        لم يمض على موضوع الغناء السابق اسبوعان وقد فتح واحد آخر
                        هل طبقنا ديننا كله كما يجب وبقيت لنا النقط التي فيها اختلاف!!!!
                        ولا احد يرد على ردي ويقول انه ليس فيها اختلاف وياتي بادلة طالما انه هناك علماء كبار لم يفتوا بانها حرام او حلال فهي اختلاف
                        انا اصلا لا احب الموسيقى ولا الاغاني ولكن من طرب بذكر الله وتسبيحه يقع في الحرام !!!!!
                        طه يا حبيبي سالام عليك سالام عليك
                        و لما و صلنا المادينة فاض الدمع من عينينا فاض الدمع من عينينا

                        الله الله الله الله لا الله الا الله
                        كل ما ناديت ربي "قال عبدي"انا الله"

                        وزينوا الكعبة و الكعبة لينا خليها فرجة بلا بلا بلا بلا

                        يا رسو لالله يا" سندي" انت بعد الله "فخذ بيدي"
                        الخ الخ الخ

                        هل تقصد هذا "الذكر" ام غيره

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ammar.kh مشاهدة المشاركة
                          طه يا حبيبي سالام عليك سالام عليك
                          و لما و صلنا المادينة فاض الدمع من عينينا فاض الدمع من عينينا

                          الله الله الله الله لا الله الا الله
                          كل ما ناديت ربي "قال عبدي"انا الله"

                          وزينوا الكعبة و الكعبة لينا خليها فرجة بلا بلا بلا بلا

                          يا رسو لالله يا" سندي" انت بعد الله "فخذ بيدي"
                          الخ الخ الخ

                          هل تقصد هذا "الذكر" ام غيره

                          عذر اخي اين الخطئ في هذه الابيات
                          ولمعلوماتك اخي هذا ليس ذكر انه مدح ولكنه يدخل في باب الحسن ويدخل في باب الترويح عن القلوب ولا شك انه حسن
                          اما اشارتك ليارسول يا سندي انت بعد الله معتمدي (( او )) خذ بيدي فمن منا لا يرغب ان يأخذ بيده يوم القيامة ويشفع له ويسقيه من يده الشريفة شربة من ماء
                          ان تتقن عملك هي وحدها رسالة

                          تعليق


                          • #14
                            بالنسبه للى بيقول ان الموضوع مش باهمية مواضيع تانيه فياأخى عقيدة السلف الصالح انه ليس فى الاسلام قشر ولب اى الدين كله مهم
                            ومين اللى قاللك ان الموضوع ده بس اللى هنناقشه لا ان شاء الله دى بداية سلسله ربنا يعينا وباقى الاعضاء المحترمين على تكملتها وهى عن تعريف المسلمين بدينهم لأنى والله كنت اول مره اعرف ان فى مسلمين بيجادلوا بالطريقه دى فى دين الله
                            يعنى انا ايام الجاهلية لما كنت اسمع الموسيقى والغناء ولما قاللى واحد انها حرام ماقتنعتش بيه لكن لما جابلى الادله وبدات اقرا فى الموضوع اقتنعت انها حرام وفضلت اسمعها لفتره وانا عارف انها حرام بس بعترف انها حرام
                            الى ان هدانى الله والحمد لله ووالله انا سؤالى ماحدش من الاخوة المعترضين عاوز يرد عليه خالص
                            الموسيقى طيبات ولا خبائث
                            خلى دى دايما فى حياتك هتستريح كتير هل الموسيقى يمكن الاجتماع عليها واخذ الثواب ولا مضيعة وقت وعليها ادلة تحريم
                            وفى النهايه انا هنزل لمستوى ماكنتش احب انزل ليه ابدا بس علشان نجيب من الاخر
                            الرسول بيقول الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات
                            فلو افترضنا جدلا ان الامر ده فيه شبهه ايه اللى على المسلم الصالح اللى بيخشى الله واللى عاوز يضمن انه مايقعش فى المعاصى واللى مش بيتبع هواه اكيد انه يعمل اللى الرسول قال عليه وهو فمن اتقى الشبهات يعنى اللى ياخد بالاحوط ومافيش شك ان الاحوط هنا اننا مانسمعش الموسيقى والغناء الرسول بيقول فقد استبرأ لدينه وعرضه
                            واحنا مش عاوزين من الدنيا الا كده اننا نخرج بدين وعمل مقبول ومغفره لذنوبنا
                            وان شاء الله الموضوع القادم هيكون عن اللحيه وحابين نسمع الاخوه اياهم هيقولوا ايه علشان الواحد بصراحه شاف شبهات هنا غريبه والحمد لله انها بتثبت الواحد اكتر واكتر بعد مابيسمع الردود بتاعت العلماء الافزاز عليها انتظروا موضوع اللحيه لماذا قريبا ان شاء الله

                            تعليق

                            يعمل...
                            X