76 سنة لاستشهاد شيخ الشهداء .. (عمر المختار .. لم يكن شيخ قبيلة)
كتبها عبدالناصر الباح
منقول
.. (عمر المختار .. لم يكن شيخ قبيلة)
نعم هذا الرجل صلب وقوي وأنهك دولة ايطاليا وجعل ليلها نهاراً ونهارها ليلاً، فهو ليس شيخ قبيلة لأنه لم يعرف هذه الشيفونية الباهتة، قاد رجال من كل القبائل الكبيرة والصغيرة.
لم يسألهم قط عن قبائلهم ولا عن بيوتهم، ولا عن جذورهم، كانت المفاهيم الضيقة غائبة، الحاضر الوحيد كان هو الوطن ولهذا قال عنه الجنرال (باديليو) أثناء محادثات سيدي ارحومه "بأنه بارع في الحديث، وانه الشيخ الرئيس".
انه أسطورة لا تنتهي وملحمة جهاد أصبحت وساماً وشرفاً لكل الليبيين، هذا الذي لم يتعلم في مدرسة حرب، ولم يلبس نياشين الجنرالات. ولم يقف أمام الـ CNN، ولم يدلي للفيغارو ولا لواشطن بوست بتصريحات عن معاركه في الجبل، ولم يفتح أرقام الحسابات، ولم يركب البادجيرو، ولم يعرف طعم الكافيار. كانت القلية، وحليب الناقة وخبز التنور وبريمة الزعتر طعام رجاله، قاتل ايطاليا ربع قرن ونيف، من فوق جواد وليس من غرفة عمليات وأركان حرب.
هذا الفارس الذي قلب موازين المعادلة العسكرية لايطاليا، حينما صنع مدرسة الأدوار العسكرية وهي حرب استنزاف شعبية، وتداول بديع على السلاح، ولوجستية مذهلة في حركة الحرب. كان هذا الرجل حاد الذكاء ويمتلك فراسة كبيرة في تخطيط المعارك ولهذا خطط معاركه في الجبل الأخضر على مرحلتينن المرحلة الأولى حينما سحب الطليان إلى الجيوب المتقدمة، وهي منقطة الوديان والكهوف العميقة، والمرحلة الثانية حينما تحولت الأرض بأسرها في منطقة الجبل الأخضر إلى بوابة نار، قال عنها غراتسياني "لقد ضربني عمر المختار ضربات موجعة لن أنساها في تاريخي العسكري".
وحينما فاوض العدو كتكتيك عسكري بسبب طبيعة المرحلة النضالية كان صلباً لم يهادن ولم يصنع الكيلو 101 في تلك الآونة، وفي المفاوضات قال لهم سأقاتلكم في كل مكان دفاعاً عن وطني، لم يفتح خط الرجعة ورفض المساومة والهدايا والنفعيات، وحتى حينما حاول بعض الخونة الليبيين مضايقته تعامل بحكمة القائد وليس بحكمة شيخ القبيلة، وخرج من مأزق الخيانة وعرف أبعاد اللعبة التي تريدها إيطاليا لضرب الصف الوطني.
عمر المختار كان استثنائياً، قاتل بضراوة من اجل وطن وليس من أجل قبيلة أو أفراد، وفي لحظة من اللحظات عرف السنوسيين أنفسهم أن هذا الرجل هو الذي يمتلك القرار بقوة الحكمة والسلاح الذي بين يديه. إن تصنيف هذا البطل التاريخي من خلال عرق أو قبيلة أو بيت أو عشيرة، هو شيء مخجل حقاً. الرجال الكبار حجمهم اكبر من الصغائر ومكانتهم لا تجعل من الالتفاف على تاريخهم سوى عبث مجاني وغربلة في وجه الريح وشخصنة أدوارهم التاريخية وتجييرها للعرقية الضيقة ليست سوى محاولة بائسة. لان الأصل يختلف عن الصورة والاستثناء يختلف عن العادي، والثوابت تختلف عن حرق المراحل.
رحل عمر المختار عن هذه الدنيا، قائداً لحركة جهاد مازال العالم يتحدث عن بطولاتها ومجدها، وتاريخها الناصع.
لم يسألهم قط عن قبائلهم ولا عن بيوتهم، ولا عن جذورهم، كانت المفاهيم الضيقة غائبة، الحاضر الوحيد كان هو الوطن ولهذا قال عنه الجنرال (باديليو) أثناء محادثات سيدي ارحومه "بأنه بارع في الحديث، وانه الشيخ الرئيس".
انه أسطورة لا تنتهي وملحمة جهاد أصبحت وساماً وشرفاً لكل الليبيين، هذا الذي لم يتعلم في مدرسة حرب، ولم يلبس نياشين الجنرالات. ولم يقف أمام الـ CNN، ولم يدلي للفيغارو ولا لواشطن بوست بتصريحات عن معاركه في الجبل، ولم يفتح أرقام الحسابات، ولم يركب البادجيرو، ولم يعرف طعم الكافيار. كانت القلية، وحليب الناقة وخبز التنور وبريمة الزعتر طعام رجاله، قاتل ايطاليا ربع قرن ونيف، من فوق جواد وليس من غرفة عمليات وأركان حرب.
هذا الفارس الذي قلب موازين المعادلة العسكرية لايطاليا، حينما صنع مدرسة الأدوار العسكرية وهي حرب استنزاف شعبية، وتداول بديع على السلاح، ولوجستية مذهلة في حركة الحرب. كان هذا الرجل حاد الذكاء ويمتلك فراسة كبيرة في تخطيط المعارك ولهذا خطط معاركه في الجبل الأخضر على مرحلتينن المرحلة الأولى حينما سحب الطليان إلى الجيوب المتقدمة، وهي منقطة الوديان والكهوف العميقة، والمرحلة الثانية حينما تحولت الأرض بأسرها في منطقة الجبل الأخضر إلى بوابة نار، قال عنها غراتسياني "لقد ضربني عمر المختار ضربات موجعة لن أنساها في تاريخي العسكري".
وحينما فاوض العدو كتكتيك عسكري بسبب طبيعة المرحلة النضالية كان صلباً لم يهادن ولم يصنع الكيلو 101 في تلك الآونة، وفي المفاوضات قال لهم سأقاتلكم في كل مكان دفاعاً عن وطني، لم يفتح خط الرجعة ورفض المساومة والهدايا والنفعيات، وحتى حينما حاول بعض الخونة الليبيين مضايقته تعامل بحكمة القائد وليس بحكمة شيخ القبيلة، وخرج من مأزق الخيانة وعرف أبعاد اللعبة التي تريدها إيطاليا لضرب الصف الوطني.
عمر المختار كان استثنائياً، قاتل بضراوة من اجل وطن وليس من أجل قبيلة أو أفراد، وفي لحظة من اللحظات عرف السنوسيين أنفسهم أن هذا الرجل هو الذي يمتلك القرار بقوة الحكمة والسلاح الذي بين يديه. إن تصنيف هذا البطل التاريخي من خلال عرق أو قبيلة أو بيت أو عشيرة، هو شيء مخجل حقاً. الرجال الكبار حجمهم اكبر من الصغائر ومكانتهم لا تجعل من الالتفاف على تاريخهم سوى عبث مجاني وغربلة في وجه الريح وشخصنة أدوارهم التاريخية وتجييرها للعرقية الضيقة ليست سوى محاولة بائسة. لان الأصل يختلف عن الصورة والاستثناء يختلف عن العادي، والثوابت تختلف عن حرق المراحل.
رحل عمر المختار عن هذه الدنيا، قائداً لحركة جهاد مازال العالم يتحدث عن بطولاتها ومجدها، وتاريخها الناصع.
كتبها عبدالناصر الباح
منقول
تعليق