<IMG height=11 alt=--- width=561>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة لا أعلم من أين ابدأ الحديث فهذهالقصة تدور حول رجل من الجيران أعرفه جيداً وأعرفسيرته منذ سكن في حينا رجل رغم محافظته على الصلوات الخمس بالمسجد لكنه لا يغضالطرف أبداً عن كل فتاة أو امرأة تمر من أمامه فتراه يمعن النظر في مفاتنها ولايخجل أن يتبجح بذلك أمام الناس بأنه رأى فتاة قوامها كذا وكذا أو إمرأة بل حتى لوكانت طفلة .
حادثته كثيراً وحادثه الكثير غيري وقدمنا له النصيحة بأن يكف منالتلصص على محارم الناس وذكر مفاتنهم وإلا فإنه سيأتي اليوم الذي سيندم ونذكره بأنهأب لثلاث فتيات وأنه الآن قد تخطى الأربعين بقليل لكنه لايأبهويتحجج بأعذار واهية ويقول يكفي أنني محافظ على صلواتي الخمس .
أتذكر قبلإسبوعين أنني مررت من جواره وهو ينظر إلى مفاتن إمرأة وبدأ يتغزل بجمالها ببعضالكلمات فردت عليه : الله يعميك يارب.ومنذ يوم الجمعة إفتقدت حضور الرجل جماعةالمسلمين في المسجد وأستغربت هذا الأمر وسألت أهل الحي ولا مجيب إتصلت على هاتفهالنقال مرات عديدة لكن الهاتف مغلق .
حب الفضول وحب إطمئناني على جاري جعلني أناعزم أمري واتجه لمنزله طرقت الباب وخرجت لي إبنته ذات الخمس سنوات وهي سبحان اللهتبارك الله كفلق القمر وسألتها عن والدها فقالت ببراءة الطفولة : بابا ياعمو سعد فيالمستشفى وأخذت تبكي هدأت من روعها وطرقت الباب مرة أخرى لعلي أجد أحداً يفيدنيبمعلومات أكثر دقة فردت علي زوجته من خلف الباب وأخبرتني أنه تعرض لجلطة وأنه يرقدعلى السرير الأبيض في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني .
هالتني الصدمة واتجهت للمستشفى .
وقبل دخولي غرفته طلبت أن أتحدث الىالطبيب المعالج لاسأله عن حاله لقد سمعت فاجعة كبيرة فلقد أصيب الرجل بجلطة أصابته بفقدان البصر مدىالحياةآه ترددت في الزيارة لكني عزمت أمري من جديد ودخلت وعندما سمعصوتي وعرفني بكى بحرقة أذرفت مدامعيهالني نحيب صوته وهو يقول : آ ه ياسعد أناانعميت خلاص ه ضيعت وظيفتي وضيعت أسرتي خلاص أنا انتهيت من الحياة انتهيتانتهيت ليتني سمعت كلامكم من سنين آ ه ياسعد راحت حياتي وراح عمري .
هدأتمن روعه وطلبت منه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى الذي لا يخيب ظن من ترجاه وسألهبقلب صادق ومخلص
وأن ماحدث درس وعظة من الله سبحانه وتعالى ولا يفيد الندم .
خرجت من عنده ودموعي قد بللتني وقلبي من جوفي يحترق ألماً على مصيره ومصيرأسرته فهو ضابط برتبة رائد في الحرس الوطني والآن سيتم إحالته للتقاعد .
خرجتوأنا اتبصر في حاله وحال بناته الثلاث كيف سيأوول بهم الأمر .
هذه القصة ايقظتفي داخلي الحزن على مثل هذا الرجل الذين اطلقوا أبصارهم لمحارم الناس وقد عفهم اللهسبحانه وتعالى بالزواج وحرمه غيرهم الكثير .
هذه القصة التي تدمي من كان له قلبأو ألقى السمع وهو شهيد .
هذه القصة عظة لكل متزوج بأن يعف نفسه بما أحل الله له .
اسأل الله العلي العظيم أن يلهمه الصبر والسلوان وأن يعوضه خيراً فيما تبقى منعمره.
تعليق