Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاختلاف سنة من سنن الله تعالى ( الحلقة الاولى )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاختلاف سنة من سنن الله تعالى ( الحلقة الاولى )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال
    فوزي الأثري في كتابه الأضواء الأثرية ص(158)تحت عنوان ذكر الدليل على أن الاختلاف سنة من سنن الله تعالى <br><br>{قال تعالى: ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)) (1). <br><br>قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (ج2 ص670): (فأخبر سبحانه أنهم لا يزالون مختلفين، أبداً مع أنه لو أراد أن يجعلهم متفقين لكان على ذلك قديراً) ا.هـ <br>وقال ابن سعيد رحمه الله في تفسيره (ج2 ص396): (يخبر – تعالى – أنه لو شاء لجعل الناس أمة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنع عليه شيء، ولكنه اقتضت حكمته، أن لا يزالوا مختلفين، مخالفين للصراط المستقيم، متبعين للسبل الموصلة إلى النار، كل يرى الحق فيما قاله والضلال في قول غيره) ا.هـ <br>أما قول الله تعالى: ((ولذلك خلقهم)) فقد بين الشاطبي رحمه الله المعنى بقوله: ((وللاختلاف خلقهم، وهو مروي عن أنس بن مالك، قال: خلقهم ليكونوا فريقاً في الجنة، وفريقاً في السعير، ونحوه عن الحسن، فالضمير في ((خلقهم)) عائد إلى الناس، فلا يمكن أن يقع منهم إلا ما سبق في العلم) (2) ا.هـ <br>فالله جل وعلا: ((خلق أهل الاختلاف للاختلاف، وأهل الرحمة للرحمة))(3). <br>ومما يدل على أن الاختلاف في الأمة سنة من سنن الله عز وجل ما أخرجه مسلم في صحيحه (ج4 ص2216) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم <br>من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها). <br>فوقوع الخلاف من لوازم الطبع البشري ولم تعصم منه أمة من الأمم حتى أمة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم. <br>قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج4 ص167): (ثم قد يتنازع هؤلاء في بعض المسائل، فإن هذا أمر لا بد منه في العالم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن هذا لا بد من وقوعه، وأنه لما سأل ربه أن لا يلقي بأسهم بينهم منع ذلك، فلا بد من الطوائف المنتسبة إلى السنة والجماعة من نوع تنازع، لكن لا بد فيهم من طائفة تعتصم بالكتاب والسنة كما أنه لا بد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف، لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة). ا.هـ <br><br>وقال شيخ الإسلام رحمه الله بعد أن أورد حديث الافتراق، وحديث سعد بن أبي وقاص هذا، وحديث ثوبان مرفوعاً: (إن الله زوى لي الأرض). <br><br>قال: (وهذا المعنى محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير وجه، ليشير إلى التفرقة والاختلاف، لا بد من وقوعهما في الأمة، وكان يحذر أمنه لينجو من شاء الله له السلامة) (4). ا.هـ <br><br>فاقتضت حكمة الله تعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الأمور وكبيرها سواء في أمور الدين أو الدنيا، وسبب ذلك أنهم خلقوا مختلفين في الفهم والعلم كما قال الله تعالى عن سليمان وداود عليها السلام: (ففهمناها سليمن وكلاً آتينا حكماً وعلماً) (5) فكان حكمهما مختلفاً لاختلاف فهمهما. كما خلقوا مختلفين في الأمزجة والميول والرغبات وفي الضعف والقوة والصبر على العلم والعمل فاختلاف الأفهام واشتجار الآراء ليس بمستغرب في الحياة فلاينبغي أن يؤدي إلى اختلاف القلوب لأن اختلاف القلوب حرام وهو خطر يتهدد الإيمان كما قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّوا) (6). <br>وثبت في صحيح البخاري [ص4628] من حديث جابر قال: (لما نزلت هذه الآية (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم) قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك. قال (أو من تحت أرجلكم) قال: أعوذ بوجهك. قال: ( أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أهون وأيسر). <br>قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى [ج14ص150]: (وهذا لأنه لابد أن تقع الذنوب من هذه الأمة ولابد أن يختلفوا فإن هذا من لوازم الطبع البشري لا يمكن أن يكون بنو آدم إلا كذلك ولهذا لم يكن ما وقع فيها من الاختلاف والقتال والذنوب دليلاً على نقصها بل هي أفضل الأمم، وهذا الواقع بينهم من لوازم البشرية وهو في غيرها أكثر وأعظم وخير غيرها أقل، والخير فيها أكثر، والشر فيها أقل فكل خير في غيرها فهو فيها أعظم، وكل شر فيها فهو في غيرها أعظم). ا.هـ <br>إذاً الفرقة أمر قدري واقع لا محالة لقوله تعالى: ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنّة والنّاس أجمعين)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة (7) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)). <br>لذلك لا يجوز إخفاء الخلاف وعلى الدعاة أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم ومع الناس في أمر دعوتهم، وأن يقولوا لهم الحقيقة – ومريض القلب تجرحه الحقيقة – ولا يخفوها عليهم لأنها لا بد أن تظهر وتطفو على السطح مهما عملوا على تأجيلها شاءوا أم أبوا، فذلك دليل صدقهم، وسبب الاستجابة للحق. <br>والحقيقة أن العاملين للإسلام مختلفين، وهذا الاختلاف ليس محصوراً فيهم بل هو عام ومشترك بين جميع الدعوات والمباديء، لأنه قضاء نافذ من قضاء الله، وسنة من سنن الله تعالى في الحياة. <br>وإظهار الأمور على حقيقتها واجب لنقيم الحجة لله ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة، وإن الله لسميع عليم)). (8) <br>ومحاولة إخفاء الخلاف وكتمانه والتستر عليه وتجاهله، أربابها آفات تنخر الصف الإسلامي ودوافعها أمور ثلاثة: أولها: الجهل بمقاصد الشرع وعدم الإحاطة بطبيعة هذا الدين وتجاهل لواقع البشرية، والأجدر بصاحب هذه المنزلة أن يتخلى عن هذه المهمة ويترك المجال لغيره فإن للإسلام رجالاً يعرفون من أين تؤكل الكتف، وثانيها: فقدان الدليل، فالخفافيش لا تعيش إلا في ليل مظلم، فإذا الصبح أسفر انزوت وتلاشت، ومن البديهي أن كل قول يعد ساقطاً مرفوضاً حتى يقام عليه الدليل، <br>والدعاوى مرفوضة إن لم تقيموا عليها بينّـات أصحابهـا أدعياءُ <br>ولذلك كان القرآن كثيراً ما يتحدى الخصوم بأن يأتوا بدليل على دعواهم فيقول لهم الحق تبارك وتعالى: ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))(9). <br>ويقول مبكّتاً: ((سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء، كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا، قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا، إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون، قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين)). (10) ولولا ذلك لكان في إمكان من شاء أن يقول ما شاء وفي هذا من المفاسد أشياء،وثالثة الأثافي: فإن في كل دعوة مندسين ونفعيين ومتاجرين يعبدون الله على حرف، يرون مصلحتهم في التخفي، فيمتطي أحدهم الدعوة ليحقق لنفسه الشهرة والجاه والمال، فإذا ما بلغ غايته، ونال مرامه، مرق من الدعوة كما يمرق السهم من الرمية، لذلك يجب تعريتهم، ولا مناص من كشف حقائقهم دون أقنعة لكيلا يغتر الناظر إليهم من وراء الجدر، ولا بد من العمل على تقليص نفوذهم ليتجنب شباب الأمة الإسلامية شرهم، فلا ينخدعون بما يلقون من زخرف القول غروراً. <br><br>وإخفاء الخلاف والظهور بمظهر الوحدة والائتلاف سبيل المغضوب عليهم حيث وصفهم خالقهم في كتابه المجيد: ((تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)) (11) فلو كانوا يعقلون لعملوا على اجتثاث الخلاف من أصوله فتوحدوا، ولم يقروا الخلاف، ويظهروا أمام خصومهم بمظهر الوحدة، فإذا مادت الأرض من تحتهم أتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم. وعليه فإن الدعوة إلى إخفاء الخلافات بين العاملين للإسلام عن الناس دعوة إلى الاهتداء بسنن المغضوب عليهم، والذين أمرنا بمخالفتهم في كل شأن، وحذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم والسير على خطواتهم. (12) <br>فكانت مشاورات الصحابة رضي الله عنهم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية لم يكن الاختلاف في الاجتهاد مبعثاً للفرقة. <br>قلت: وعلى المسلم الحق إذا بين له الحق أن يكون متعاوناً في طلب الحق ومعرفته والانقياد والتسليم له كناشد الضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه وصاحبه معيناً له على معرفة الحق لا خصماً، ويشكره ويدعو له إن أبان له عن خطئه وأظهر له الحق . } للموضوع تتمة في الحلقة القادمة


    انظر تفسير القرطبي(ج5ص343) <br>(4)اقتضاء الصراط المستقيم(ج1ص122-123) <br>(5)سورة الأنبياء آية(79) <br>(6)أخرجه مسلم في صحيحه(54)وأبوداود في سننه(5193)والترمذي في سننه(2689)من حديث أبي هريرة <br>(7)أي القحط والجدب <br>(8)سورةالأنفال(42) <br>(9)سورة البقرة(111) <br>(10)سورةالأنعام(148-149) <br>(11)سورة الحشر(14) <br>(12)انظر مؤلفات سعيد حوى دراسة وتقويم للشيخ سليم الهلالي

    قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ }
    { إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ . فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَّلُوا وَأَضَلُّوا }

  • #2
    بارك الله فيك أخي
    تعبت حتى أنهيت قراءته .........

    قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

    وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175


    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي



      بأبي أنت وأمي يا رسول الله



      فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


      اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


      اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
      اللهم اني احبهم فيك

      لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

      دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









      تعليق


      • #4
        حياكم الله اخوانى ironman و abou_mazen

        بارك الله فيكم
        قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ }
        { إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ . فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَّلُوا وَأَضَلُّوا }

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخى الكريم

          تعليق

          يعمل...
          X