تناولت المواقع لاخبارية العالمية هذا الموضوع هذا الاسبوع لذلك حبيت اعرضه عليكم
والمقال هذا من CNN
هل صحيح أن عرب السينما "أشرار"؟
1607 (GMT+04:00) - 07/03/07
تقرير: سامية عايش
ملصق فيلم Reel Bad Arabs
(شاهد التقرير)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتشابه أعمال السينما الأمريكية، وهوليوود بالتحديد، مع أي نمط سينمائي عالمي في نماذج الأفلام التي يشاهدها الناس، وذلك منذ انطلاق السينما في بدايات القرن العشرين.
ففي أي حكاية سينمائية، هناك مواجهة بين قوى الخير والشر، وغالبا ما ينتصر الخير في النهاية.
ولعل البُعد السياسي لأي دولة في العالم ينعكس على إنتاجها السينمائي.
فعلى سبيل المثال، اعتمدت السينما الفلسطينية على الصراع العربي الإسرائيلي كمحور تدور قصصها من حوله. فنجد أن الجانب الفلسطيني هو الطرف الصالح، الذي ينتصر في النهاية على الآخر الشرير، والمقصود به، الجانب الإسرائيلي.
أما حال السينما في الولايات المتحدة فلا يختلف عن غيره.
فقد تم تصوير اليابانيون والروس على أنهم القوى الشريرة التي تواجه الجانب الأمريكي، كما هو الحال في فيلم Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb، الذي يحكي قصة جنرال أمريكي مجنون يقرر إرسال قوات من سلاح المدفعية إلى الاتحاد السوفييتي لتدميره بالكامل، لاعتقاده بأن المخابرات السوفييتية تسعى لتلويث أجساد الأمريكيين.
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 غيّرت جميع موازين القوى في السياسة، وكذلك في السينما.
فالأشرار الآن تغيروا.. فبدلا من اليابانيين أو الروس، أصبحوا هم العرب.
ولم يقتصر هذا الأمر على شاشة السينما، بل امتد ليدخل إلى كل بيت عبر شاشات التلفزيون التي تعرض أعمالا أصبح فيها العرب هم محور الشر.
فها هو مسلسل 24 وحدة مكافحة الإرهاب في لوس أنجلوس، التي يعمل بها جاك باور، تروي قصة مواجهة مجموعة من العملاء الذين يشكلون خطرا على الأمن القومي الأمريكي، مثل الصينيين، والكوريين، وبالطبع، العرب.
ولا يعني هذا الأمر أبدا أن العرب لم يكونوا على قائمة الأشرار في السينما الأمريكية في بدايات الثمانينات والسبعينات. فكانت الأفلام تصور العربي أنه إما إرهابي، او أمير فاسد، او سياسي الذي لا يفقه شيئا.
والمرأة العربية لها حصتها وصورها في الأفلام الأمريكية ايضا. فهي تظهر دائما في الأفلام الأمريكية على أنها إما الجارية، أو الراقصة، أو الإرهابية.
ولأهمية التحول الذي فرض نفسه جراء أحداث 11 سبتمبر 2001، أجرى الدكتور جاك شاهين دراسة فريدة من نوعها حول صورة العرب قي السينما الأمريكية، ونشرها في كتاب، أطلق عليه اسم Reel Bad Arabs.
ويتضمن الكتاب أسماء أفلام وضعت العرب ضمن إطار معين، ورأي الكاتب في طريقة التطرق للعرب في السينما الأمريكية.
ملصق فيلم The Delta Force
فيرى الدكتور شاهين أن فيلم The Delta Force، الذي أنتج عام 1986، كان من أسوأ الأفلام التي وضعت العرب ضمن إطار الإرهابيين، إذ يظهر مجموعة من الفلسطينيين يقومون باختطاف طائرة متجهة إلى روما، ويطالبون بتغيير مسارها إلى بيروت، حيث يقومون بقتل الركاب، واحدا تلو الآخر، من دون أي رحمة أو شفقة، حتى يتم تلبية جميع مطالبهم.
وبالطبع، يظهر خلال هذا الفيلم، الفريق الأمريكي بقيادة الممثل تشاك نوريس، الذي ينقذ الطائرة وطاقمها وركابها من خطر "الإرهابيين."
وفي فيلم آخر هو The Day After Tomorrow، الذي يعالج مشكلة التغير المناخي في العالم، يظهر في بداية الفيلم رجل عربي يرتدي ملابسه التقليدية، يشارك في أعمال مؤتمر دولي حول البيئة.. ويظهر الفيلممحاولة العربي المشاركة في النقاش الدائر في المؤتمر، بينما هو يردد عبارة لأكثر من مرة خلال بداية الفيلم، وهي "أنا لا أفهم، أنا لا أفهم."
ولم يكتف الدكتور شاهين بنشر هذه الدراسة في كتاب، بل قرر كذلك إعداها لتكون مناسبة لخوض التجربة السينمائية، مستخدما ذات العنوان: Reel Bad Arabs، وبالتالي إدخال الصوت والصورة لعرض النمط الذي أصبح العرب حبيسين فيه بالأفلام الأمريكية.
عدي موسى، أحد الباحثين الذين شاركوا الدكتور شاهين إجراء هذه الدراسة، وتنفيذ الفيلم، تحدث لـ CNN بالعربية، قائلا: "عملت مع الدكتور شاهين عام 2001 على كتابة Reel Bad Arabs، وكنت قد التقيته في السابق بعدة مؤتمرات دولية حول الشرق الأوسط. كما أنني قرأت العديد من الأطروحات التي كتبها، وأعجبتني للغاية. لذا عملنا سويا على نشر هذا الكتاب، من ثم شعرنا أننا بحاجة إلى إعادة نشر هذه الدراسة بالصوت والصورة، وهنا جاءت فكرة الفيلم، لاعتقادنا أن للصورة تأثيرات أكبر على المشاهد والمتلقي."
وأضاف موسى: "لعل أهم المؤسسات التي ساعدتنا ودعمتنا في تنفيذ هذا المشروع ، هي مؤسسة التربية الإعلامية في مدينة ماساتشوسيتس، التي تجري حوارات ونقاشات عديدة في المجال الإعلامي بالولايات المتحدة، كما أنها متخصصة بإنتاج الأفلام التي تتناول هذه القضايا."
من فيلم Kingdom of Heaven
ولم يقتصر كتاب شاهين على الصور السلبية للعرب في الأفلام الأمريكية، بل تطرق لتلك التي أنصفتهم (العرب)، مثل فيلم Kingdom of Heaven، الذي يصور الحروب الصليبية، وكيف تعامل العرب مسلمين ومسيحيين معها. ومما لا شك فيه أن استعانة المخرج ريدلي سكوت بممثلين عرب ساعده على فهم الشخصيات العربية بشكل أفضل وأعمق.
وقد حاز فيلم Reel Bad Arabs على إعجاب العديد من المشاهدين العرب والأجانب. فيقول أحدهم: "أعتقد أن الفيلم يصور بشكل واضح كل ما نراه على شاشة السينما الأمريكية. كما أعتقد أن هذا الفيلم يوجه رسالتين مهمتين، أولهما للأمريكيين، وهي أن عليهم فهم الثقافة والطبيعة العربية قبل تصويرها في أفلامهم، ورسالة أخرى للعرب، مفادها أن عليهم مواجهة هذا السيل الهائل من الأفلام الأمريكية بأعمال عربية قوية."
وحول ما إذا كان من المتوقع أن يجري أي تغيير على حال السينما الأمريكية في المستقبل، يقول مشاهد آخر: " أتمنى أن يعيد كُتاب هوليوود ومنتجوها ومخرجوها النظر في هذا الموضوع.. وأتمنى أن يكون لدى السينمائيين العرب ردود قوية، ممثلة بأعمال سينمائية كبيرة تعكس واقع المجتمعات العربية والإسلامية التي يعيشون فيها، حتى يصبح هناك تقارب في وجهات النظر، وبخاصة عندما نرسل إليهم أفلامنا، كما يرسلون إلينا أفلامهم."
ويذكر أن الدكتور شاهين قام برصد أكثر من 900 فيلم، وتوصل في النهاية إلى أن 12 فيلما أمريكيا فقط أنصف العرب، بينما كان 50 فيلما منهم عادلا.
والمقال هذا من CNN
هل صحيح أن عرب السينما "أشرار"؟
1607 (GMT+04:00) - 07/03/07
تقرير: سامية عايش
ملصق فيلم Reel Bad Arabs
(شاهد التقرير)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتشابه أعمال السينما الأمريكية، وهوليوود بالتحديد، مع أي نمط سينمائي عالمي في نماذج الأفلام التي يشاهدها الناس، وذلك منذ انطلاق السينما في بدايات القرن العشرين.
ففي أي حكاية سينمائية، هناك مواجهة بين قوى الخير والشر، وغالبا ما ينتصر الخير في النهاية.
ولعل البُعد السياسي لأي دولة في العالم ينعكس على إنتاجها السينمائي.
فعلى سبيل المثال، اعتمدت السينما الفلسطينية على الصراع العربي الإسرائيلي كمحور تدور قصصها من حوله. فنجد أن الجانب الفلسطيني هو الطرف الصالح، الذي ينتصر في النهاية على الآخر الشرير، والمقصود به، الجانب الإسرائيلي.
أما حال السينما في الولايات المتحدة فلا يختلف عن غيره.
فقد تم تصوير اليابانيون والروس على أنهم القوى الشريرة التي تواجه الجانب الأمريكي، كما هو الحال في فيلم Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb، الذي يحكي قصة جنرال أمريكي مجنون يقرر إرسال قوات من سلاح المدفعية إلى الاتحاد السوفييتي لتدميره بالكامل، لاعتقاده بأن المخابرات السوفييتية تسعى لتلويث أجساد الأمريكيين.
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 غيّرت جميع موازين القوى في السياسة، وكذلك في السينما.
فالأشرار الآن تغيروا.. فبدلا من اليابانيين أو الروس، أصبحوا هم العرب.
ولم يقتصر هذا الأمر على شاشة السينما، بل امتد ليدخل إلى كل بيت عبر شاشات التلفزيون التي تعرض أعمالا أصبح فيها العرب هم محور الشر.
فها هو مسلسل 24 وحدة مكافحة الإرهاب في لوس أنجلوس، التي يعمل بها جاك باور، تروي قصة مواجهة مجموعة من العملاء الذين يشكلون خطرا على الأمن القومي الأمريكي، مثل الصينيين، والكوريين، وبالطبع، العرب.
ولا يعني هذا الأمر أبدا أن العرب لم يكونوا على قائمة الأشرار في السينما الأمريكية في بدايات الثمانينات والسبعينات. فكانت الأفلام تصور العربي أنه إما إرهابي، او أمير فاسد، او سياسي الذي لا يفقه شيئا.
والمرأة العربية لها حصتها وصورها في الأفلام الأمريكية ايضا. فهي تظهر دائما في الأفلام الأمريكية على أنها إما الجارية، أو الراقصة، أو الإرهابية.
ولأهمية التحول الذي فرض نفسه جراء أحداث 11 سبتمبر 2001، أجرى الدكتور جاك شاهين دراسة فريدة من نوعها حول صورة العرب قي السينما الأمريكية، ونشرها في كتاب، أطلق عليه اسم Reel Bad Arabs.
ويتضمن الكتاب أسماء أفلام وضعت العرب ضمن إطار معين، ورأي الكاتب في طريقة التطرق للعرب في السينما الأمريكية.
ملصق فيلم The Delta Force
فيرى الدكتور شاهين أن فيلم The Delta Force، الذي أنتج عام 1986، كان من أسوأ الأفلام التي وضعت العرب ضمن إطار الإرهابيين، إذ يظهر مجموعة من الفلسطينيين يقومون باختطاف طائرة متجهة إلى روما، ويطالبون بتغيير مسارها إلى بيروت، حيث يقومون بقتل الركاب، واحدا تلو الآخر، من دون أي رحمة أو شفقة، حتى يتم تلبية جميع مطالبهم.
وبالطبع، يظهر خلال هذا الفيلم، الفريق الأمريكي بقيادة الممثل تشاك نوريس، الذي ينقذ الطائرة وطاقمها وركابها من خطر "الإرهابيين."
وفي فيلم آخر هو The Day After Tomorrow، الذي يعالج مشكلة التغير المناخي في العالم، يظهر في بداية الفيلم رجل عربي يرتدي ملابسه التقليدية، يشارك في أعمال مؤتمر دولي حول البيئة.. ويظهر الفيلممحاولة العربي المشاركة في النقاش الدائر في المؤتمر، بينما هو يردد عبارة لأكثر من مرة خلال بداية الفيلم، وهي "أنا لا أفهم، أنا لا أفهم."
ولم يكتف الدكتور شاهين بنشر هذه الدراسة في كتاب، بل قرر كذلك إعداها لتكون مناسبة لخوض التجربة السينمائية، مستخدما ذات العنوان: Reel Bad Arabs، وبالتالي إدخال الصوت والصورة لعرض النمط الذي أصبح العرب حبيسين فيه بالأفلام الأمريكية.
عدي موسى، أحد الباحثين الذين شاركوا الدكتور شاهين إجراء هذه الدراسة، وتنفيذ الفيلم، تحدث لـ CNN بالعربية، قائلا: "عملت مع الدكتور شاهين عام 2001 على كتابة Reel Bad Arabs، وكنت قد التقيته في السابق بعدة مؤتمرات دولية حول الشرق الأوسط. كما أنني قرأت العديد من الأطروحات التي كتبها، وأعجبتني للغاية. لذا عملنا سويا على نشر هذا الكتاب، من ثم شعرنا أننا بحاجة إلى إعادة نشر هذه الدراسة بالصوت والصورة، وهنا جاءت فكرة الفيلم، لاعتقادنا أن للصورة تأثيرات أكبر على المشاهد والمتلقي."
وأضاف موسى: "لعل أهم المؤسسات التي ساعدتنا ودعمتنا في تنفيذ هذا المشروع ، هي مؤسسة التربية الإعلامية في مدينة ماساتشوسيتس، التي تجري حوارات ونقاشات عديدة في المجال الإعلامي بالولايات المتحدة، كما أنها متخصصة بإنتاج الأفلام التي تتناول هذه القضايا."
من فيلم Kingdom of Heaven
ولم يقتصر كتاب شاهين على الصور السلبية للعرب في الأفلام الأمريكية، بل تطرق لتلك التي أنصفتهم (العرب)، مثل فيلم Kingdom of Heaven، الذي يصور الحروب الصليبية، وكيف تعامل العرب مسلمين ومسيحيين معها. ومما لا شك فيه أن استعانة المخرج ريدلي سكوت بممثلين عرب ساعده على فهم الشخصيات العربية بشكل أفضل وأعمق.
وقد حاز فيلم Reel Bad Arabs على إعجاب العديد من المشاهدين العرب والأجانب. فيقول أحدهم: "أعتقد أن الفيلم يصور بشكل واضح كل ما نراه على شاشة السينما الأمريكية. كما أعتقد أن هذا الفيلم يوجه رسالتين مهمتين، أولهما للأمريكيين، وهي أن عليهم فهم الثقافة والطبيعة العربية قبل تصويرها في أفلامهم، ورسالة أخرى للعرب، مفادها أن عليهم مواجهة هذا السيل الهائل من الأفلام الأمريكية بأعمال عربية قوية."
وحول ما إذا كان من المتوقع أن يجري أي تغيير على حال السينما الأمريكية في المستقبل، يقول مشاهد آخر: " أتمنى أن يعيد كُتاب هوليوود ومنتجوها ومخرجوها النظر في هذا الموضوع.. وأتمنى أن يكون لدى السينمائيين العرب ردود قوية، ممثلة بأعمال سينمائية كبيرة تعكس واقع المجتمعات العربية والإسلامية التي يعيشون فيها، حتى يصبح هناك تقارب في وجهات النظر، وبخاصة عندما نرسل إليهم أفلامنا، كما يرسلون إلينا أفلامهم."
ويذكر أن الدكتور شاهين قام برصد أكثر من 900 فيلم، وتوصل في النهاية إلى أن 12 فيلما أمريكيا فقط أنصف العرب، بينما كان 50 فيلما منهم عادلا.
تعليق