أصعد سلم العمارة متثاقلا …..عائدا من عملى فى يوم شديد الحرارة …. سيارتى القديمة كادت تعلن الاستسلام فى الطريق ولكن الله سلم
فجأة وجدته أمامى هتف قائلا
……أين أنت يا رجل
….. أهلا أهلا (رباه دائما انسى اسمه)
…. أنا لا أستطيع أن اعبر لك عن شكرى تامر يقول انك افضل من يدرس اللغة الانجليزيه
ابتسمت بتواضع فأنا ادرس ابنه مجانا بحكم الجيرة ويحضر إلى منزلنا العامر يوميا
….. أبدا أبدا هذا شئ بسيط وأنت جارنا وهذا واجب
…. والله لا ادرى كيف أرد لك الجميل
..... يا سيدى لا داعى نحن جيران
..... أرجوك اقبل دعوتى غدا لحضور الحفل الختامى لمهرجان المسرح التكعيبى تفضل هذه هى الدعوة
أسقط فى يدى فليس لى أى علاقة بما يسمونه الفن ناهيك عن ان يكون تكعيبيا
..... اعذرنى لدى بعض الارتباطات
.... لا يمكن لابد أن تحضر الحفل سيحضره اكبر ناس فى البلد كل الوزراء _ وغمز بعينه_ بما فيهم وزير التعليم
ما اشد غباء البعض وهل حضورى لحفل يحضره وزير التعليم سوف يؤدى الى تعيينى مديرا للمدرسة مثلا
..... حسنا سأحاول
..... أنا مخرج المسرحية التى سوف تمثل بلدنا فى المهرجان وسوف تعرض غدا أيضا دعواتك لنا بالفوز بالجائزة الأولى مسرحيتى اسمها ( صراخ فى الفناشير) لابد أن تشاهدها والحفل منقول على الهواء مباشرة إلى 99 دوله
...... أحاول إن شاء الله
..... مع السلامة
.... مع السلامة
على الغذاء رويت لزوجتى القصة ساخرا من تفاهة الرجل ومسرحيته ومهرجانه
صرخت زوجتى
.... لابد أن تذهب
.... لماذا !!!!
..... فرصه أن تظهر إلى جوار الوزراء وربما تظهر صورك معهم بالصحف
..... وماذا سوف يحدث إذا ظهرت صورى معهم فى الصحف!!
.... هذا سيجعلهم يعملون لك ألف حساب فى المدرسة ولن يعطيك المدير جدول 36 حصة بينما يعطى الآخرين 20 حصة كما سوف يخاف منك ويعجل بالترقية المتأخرة منذ 4 سنوات لابد أن يعرفوا انك مسنود من الناس الكبار
..... ما هذا التخريف أنا افعل هذا !!!!!!! لا يمكن
فى اليوم التالى كنت متوجها إلى الحفل حسب أوامر حرمنا المصون مرتديا بذلتى الجديدة ذات الخمسة عشر ربيعا والتى اقتضى لبسها القيام بحركات بهلوانية عنيفة حيث زاد وزنى 12 كيلو منذ أخر مره لبستها فى زفاف ابنة أخى
وصلت إلى منطقة المسرح وفوجئت بالجمال والنظافة الرائعة للمكان أوقفنى ظابط بإشارة من يده وقال لى
..... ممنوع يا أستاذ
..... أنا من المدعوين
نظر الى سيارتى باشمئزاز واضح ( له حق )
..... ممكن ارى الدعوة
... تفضل
..... حسنا تفضل بالمرور
أفسح جيش الجنود_ المدججين بسلاح يكفى لتحرير فلسطين وكشمير والكنغو_ الطريق لسيارتى
أوقفت السيارة فى ابعد نقطه عن المدخل وتوجهت الى مدخل المبنى بخطوات بطيئة واثقة _ بفعل ضيق البنطلون _ حتى ولجت من البوابة وسرت على سجاد لابد انه من شيراز او اصفهان وتمنيت لو تتاح لى الفرصة للاستلقاء عليه والتمرغ فوقه
قادنى أحد المنظمين إلى مكانى
يا للهول ما هذه الفخامة
رجال ونساء فى افخر أنواع الثياب ومجوهرات النساء تلمع تحت الأضواء ومباريات فى المساحات المكشوفة لكل فستان
جلست على مقعدى وهو بالصف الأول مباشرة ويبعد عشر كراسى فقط عن كرسى وزير التعليم شخصيا والى جواره ( لفيف من الوزراء والمثقفين والفنانين )
والى جوارى جلس جارى المخرج والذى شد على يدى وشكرنى لوجودى إلى جانبه فى أهم لحظات حياته
أظلمت القاعة وتركزت الإضاءة على خشبة المسرح وظهرت مقدمة الحفل _ بفستان أثار همهمات النساء وتأوهات الرجال_ وأعلنت عن ان المسرحية من 3 فصول
مسرحية ( صرخة فى الفناشير )
الفصل الأول
أزيح الستار وكان الديكور عبارة عن كرسيين خشبيين متهالكين وبينهما مجسم لشجره ليس بها سوى فروع جرداء
دخلت عجوز تتوكأ على عصاها وجلست على أحد الكرسيين ووضعت يدها تحت ذقنها وأخذت تحملق فى الشجرة بدون أن تأتى بأى حركه
مرت دقيقه.. دقيقتين ..خمس دقائق ولا حركه ..... مرت ربع ساعة ولا جديد
ما هذا ماذا يحدث هل فقدت الإحساس بالزمن؟ هل غبت عن الوعى؟ هل أنا نائم؟
هل الجميع مشترك فى مسرحيه عبثية مجنونة؟
بعد نصف ساعة اغلق الستار على نفس المشهد و أضيئت أنوار القاعة وصفق الحضور بحماس منقطع النظير
مال على صاحبى وقال لى
…. ما رأيك
كدت أن اخلع حذائى لانهال عليه ضربا …. ولكن قلت
….. الحقيقة الفكرة جديده لكن لن تتضح وتتكامل إلا فى النهاية
….. طبعا طبعا
نظرت حولى لأرى انطباع المحيطين بى وذهلت إن الجميع منهمك فى مناقشة المسرحية ……........ هل أنا أحلم؟ هل أنا جاهل؟
مرة أخرى أطفأت الأنوار
فجأة وجدته أمامى هتف قائلا
……أين أنت يا رجل
….. أهلا أهلا (رباه دائما انسى اسمه)
…. أنا لا أستطيع أن اعبر لك عن شكرى تامر يقول انك افضل من يدرس اللغة الانجليزيه
ابتسمت بتواضع فأنا ادرس ابنه مجانا بحكم الجيرة ويحضر إلى منزلنا العامر يوميا
….. أبدا أبدا هذا شئ بسيط وأنت جارنا وهذا واجب
…. والله لا ادرى كيف أرد لك الجميل
..... يا سيدى لا داعى نحن جيران
..... أرجوك اقبل دعوتى غدا لحضور الحفل الختامى لمهرجان المسرح التكعيبى تفضل هذه هى الدعوة
أسقط فى يدى فليس لى أى علاقة بما يسمونه الفن ناهيك عن ان يكون تكعيبيا
..... اعذرنى لدى بعض الارتباطات
.... لا يمكن لابد أن تحضر الحفل سيحضره اكبر ناس فى البلد كل الوزراء _ وغمز بعينه_ بما فيهم وزير التعليم
ما اشد غباء البعض وهل حضورى لحفل يحضره وزير التعليم سوف يؤدى الى تعيينى مديرا للمدرسة مثلا
..... حسنا سأحاول
..... أنا مخرج المسرحية التى سوف تمثل بلدنا فى المهرجان وسوف تعرض غدا أيضا دعواتك لنا بالفوز بالجائزة الأولى مسرحيتى اسمها ( صراخ فى الفناشير) لابد أن تشاهدها والحفل منقول على الهواء مباشرة إلى 99 دوله
...... أحاول إن شاء الله
..... مع السلامة
.... مع السلامة
على الغذاء رويت لزوجتى القصة ساخرا من تفاهة الرجل ومسرحيته ومهرجانه
صرخت زوجتى
.... لابد أن تذهب
.... لماذا !!!!
..... فرصه أن تظهر إلى جوار الوزراء وربما تظهر صورك معهم بالصحف
..... وماذا سوف يحدث إذا ظهرت صورى معهم فى الصحف!!
.... هذا سيجعلهم يعملون لك ألف حساب فى المدرسة ولن يعطيك المدير جدول 36 حصة بينما يعطى الآخرين 20 حصة كما سوف يخاف منك ويعجل بالترقية المتأخرة منذ 4 سنوات لابد أن يعرفوا انك مسنود من الناس الكبار
..... ما هذا التخريف أنا افعل هذا !!!!!!! لا يمكن
فى اليوم التالى كنت متوجها إلى الحفل حسب أوامر حرمنا المصون مرتديا بذلتى الجديدة ذات الخمسة عشر ربيعا والتى اقتضى لبسها القيام بحركات بهلوانية عنيفة حيث زاد وزنى 12 كيلو منذ أخر مره لبستها فى زفاف ابنة أخى
وصلت إلى منطقة المسرح وفوجئت بالجمال والنظافة الرائعة للمكان أوقفنى ظابط بإشارة من يده وقال لى
..... ممنوع يا أستاذ
..... أنا من المدعوين
نظر الى سيارتى باشمئزاز واضح ( له حق )
..... ممكن ارى الدعوة
... تفضل
..... حسنا تفضل بالمرور
أفسح جيش الجنود_ المدججين بسلاح يكفى لتحرير فلسطين وكشمير والكنغو_ الطريق لسيارتى
أوقفت السيارة فى ابعد نقطه عن المدخل وتوجهت الى مدخل المبنى بخطوات بطيئة واثقة _ بفعل ضيق البنطلون _ حتى ولجت من البوابة وسرت على سجاد لابد انه من شيراز او اصفهان وتمنيت لو تتاح لى الفرصة للاستلقاء عليه والتمرغ فوقه
قادنى أحد المنظمين إلى مكانى
يا للهول ما هذه الفخامة
رجال ونساء فى افخر أنواع الثياب ومجوهرات النساء تلمع تحت الأضواء ومباريات فى المساحات المكشوفة لكل فستان
جلست على مقعدى وهو بالصف الأول مباشرة ويبعد عشر كراسى فقط عن كرسى وزير التعليم شخصيا والى جواره ( لفيف من الوزراء والمثقفين والفنانين )
والى جوارى جلس جارى المخرج والذى شد على يدى وشكرنى لوجودى إلى جانبه فى أهم لحظات حياته
أظلمت القاعة وتركزت الإضاءة على خشبة المسرح وظهرت مقدمة الحفل _ بفستان أثار همهمات النساء وتأوهات الرجال_ وأعلنت عن ان المسرحية من 3 فصول
مسرحية ( صرخة فى الفناشير )
الفصل الأول
أزيح الستار وكان الديكور عبارة عن كرسيين خشبيين متهالكين وبينهما مجسم لشجره ليس بها سوى فروع جرداء
دخلت عجوز تتوكأ على عصاها وجلست على أحد الكرسيين ووضعت يدها تحت ذقنها وأخذت تحملق فى الشجرة بدون أن تأتى بأى حركه
مرت دقيقه.. دقيقتين ..خمس دقائق ولا حركه ..... مرت ربع ساعة ولا جديد
ما هذا ماذا يحدث هل فقدت الإحساس بالزمن؟ هل غبت عن الوعى؟ هل أنا نائم؟
هل الجميع مشترك فى مسرحيه عبثية مجنونة؟
بعد نصف ساعة اغلق الستار على نفس المشهد و أضيئت أنوار القاعة وصفق الحضور بحماس منقطع النظير
مال على صاحبى وقال لى
…. ما رأيك
كدت أن اخلع حذائى لانهال عليه ضربا …. ولكن قلت
….. الحقيقة الفكرة جديده لكن لن تتضح وتتكامل إلا فى النهاية
….. طبعا طبعا
نظرت حولى لأرى انطباع المحيطين بى وذهلت إن الجميع منهمك فى مناقشة المسرحية ……........ هل أنا أحلم؟ هل أنا جاهل؟
مرة أخرى أطفأت الأنوار
تعليق