Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلتي من العريّ إلى النقاب :: قصة واقعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلتي من العريّ إلى النقاب :: قصة واقعية

    عبر بريد الرياض الإلكتروني وصلت الينا رسالة الاخت سارة بوكر وهي أمريكية الجنسية اعتنقت الإسلام بعد ان عاشت صخب الحياة والانفتاح المعروف في سائر المدن الأمريكية.. وتروي الاخت سارة من خلال هذه الرسالة قصة التحول الجميل في شخصيتها بعد ان كانت عارضة ازياء ومتسابقة في كمال الاجسام وهي حالياً تقوم بدورها كناشطة مسلمة تتنقل بين الدول العربية والغربية واكد زوجها من خلال اتصال هاتفي ان زوجته سعيدة بوضعها الحالي ولا تمانع من تقديم تجربتها وتفاصيلها للقراء ولكن البداية من خلال هذه الرسالة التي أصرت على نشرها في جريدة الرياض:


    كأي فتاة اخرى لطالما داعبتني أحلام الحياة المثيرة في صخب المدن الامريكية العملاقة. حلم انتظرت حتى سن التاسعة عشرة لابدأ تحقيقه.

    لكم كنت سعيدة عندما نجحت بتحقيق حلمي في الانتقال الى فلوريدا ومن ثم الى قبلة المشاهير والاثرياء في حي ساوث بيتش بمدينة ميامي. كغيري من الفتيات الطموحات ركزت كل اهتمامي على مظهري، حيث انحصر كل اعتقادي بان قيمتي تقتصر على جمالي. واظبت على نظام صارم من تدريبات القوة واللياقة لتنمية رشاقة تضفي المزيد من الرونق على جاذبيتي حتى حصلت على شهادة متخصصة لتدريب الفتيات الحريصات على الحصول على المزيد من الجمال والرشاقة. انتقلت الى شقة فاخرة مطلة على منظر المحيط الخلاب. واظبت على ارتياد الشواطئ والاستمتاع بنظرات الاعجاب وعبارات الاطراء التي طالما دغدغت مسامعي. اخيرا نجحت ان أحيا الحلم الذي طالما راودني بالحياة المرموقة.

    مضت سنوات لاكتشف بعدها ان شعوري بالرضا عن نفسي وسعادتي كانا آخذين بالانحدار كلما ازداد تقدمي بمقياس الجاذبية والجمال. ادركت بعد سنوات باني اصبحت أسيرة للموضة وغدوت رهينة لمظهري.

    عندما أخذت الفجوة بالاتساع بين سعادتي وبين بريق حياتي لجأت الى الهروب من الواقع بتعاطي الخمور وارتياد الحفلات تارة والتأمل واسكتشاف الديانات والمعتقدات السائدة تارة اخرى ومساعدة الآخرين والدفاع عن المستضعفين تارة ثالثة، ولكن سرعان ما اتسعت هذه الفجوة لتبدو واديا سحيق الاعماق. بعد كثير من التأمل تولدت لدي قناعة بان ملاذي لم يكن سوى مسكن للألم وليس علاجا.

    بحلول الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من ردود فعل لفت انتباهي ذلك الهجوم العارم على كل ما هو مسلم والاعلان الشهير باستئناف "الحرب الصليبية الجديدة" أول مرة في حياتي لفت انتباهي شيء يسمى اسلام. حتى تلك اللحظة كل ما عرفته عن الاسلام كان لا يتعدى احتجاب النساء بأغطية تشبه الخيام واضطهاد الرجال للنساء وكثرة "الحريم" وعالم يعج بالتخلف والارهاب.

    كامرأة متحمسة للدفاع عن المرأة وحقوقها وكناشطة مثالية تدافع عن العدالة للجميع وبعد سعي حثيث لشهور عديدة تصادف وان التقيت بناشط امريكي معروف بتصدره في حملات الاصلاح وتحقيق العدالة للجميع وتصديه لحملات الكراهية والحملة ضد الاسلام. انضممت للعمل في بعض حملات هذا الناشط والتي شملت وقتها اصلاح الانتخابات والحقوق المدنية وقضايا تتعلق بالعدالة الاجتماعية.

    تحولت حياتي كناشطة تحولا جذريا، بدلا من دفاعي عن حقوق البعض او فئة من الفئات تعلمت ان مفاهيم العدالة والحرية والاحترام هي مفاهيم لا تقتصر على فئة من البشر بعينها او كائن من الكائنات. تعلمت ان مصلحة الفرد هي جزء مكمل لمصلحة الجماعة. لاول مرة ادركت معنى "أن جميع البشر خلقوا متساوين" الاهم من ذلك كله اني ولأول مرة أيقنت ان الايمان هو الطريق الوحيد لادراك وحدة الكون وتساوي الخلق.

    ذات يوم عثرت بكتاب يسود لدى الكثير من الامريكيين عنه انطباعات بالغة في السلبية وهو القرآن. في البداية وحين بدأت تصفحه لفت انتباهي اسلوبه البين البالغ الوضوح ثم ثار اعجابي ببلاغته بتبيان حقيقة الخلق والوجود وملك نفسي بتفصيله لعلاقة الخالق بالمخلوق. وجدت في القرآن خطاباً مباشراً للقلب والروح دون وسيط او الحاجة لكاهن.

    هنا استيقظت على حقيقة ما يجري. سعادتي والرضا العميق الذي شعرت بهما من خلال دوري وعملي مع هذا الناشط لم يكن الا نتيجة تطبيقي فعلياً لرسالة الاسلام وتجربتي في الحياة عمليا كمسلمة على الرغم من مجرد عدم تفكيري حتى تلك اللحظة باعتناق الاسلام.

    دفعني فضولي الجديد لاقتناء رداء جميل طويل وغطاء للرأس يشبه زي نساء مسلمات رأيت صورهن في إحدى المجلات وتجولت بردائي الجديد في نفس الاحياء والطرقات التي كنت حتى الأمس أختال فيها مرتدية إما البكيني أو الأردية الكاشفة أو سترات العمل الأنيقة.

    على الرغم من ان المارة والوجوه وواجهات المحلات والارصفة كلها بدت تماما كما تعودت رؤيتها، شيئاً ما كان مختلفاً كل الاختلاف، ذلك هو أنا.

    لاول مرة في حياتي شعرت بالوقار كامرأة، أحسست بأن أغلالي كأسيرة لإعجاب الناس قد تحطمت، شعرت بالفرحة العارمة لرؤيتي نظرات الحيرة والاستغراب في وجوه الناس وقد حلت محل نظرات الصائد يترقب فريسته. فجأة أحسست بالجبال قد أزيحت عن كاهلي. لم أعد مجبرة أن أقضي الساعات الطوال مشغولة بالتسوق والمكياج وصفصفة الشعر وتمارين الرشاقة. أخيرا وبعد طول عناء نلت حريتي.

    من بين كل البلاد وجدت إسلامي في قلب الحي الذي غالبا ما يوصف "أكثر بقاع الأرض إباحية وانحلالا" مما أضفى على شعوري بإيماني الجديد المزيد من الإجلال والإكبار.

    على الرغم من سعادتي بارتداء الحجاب شعرت بالفضول تجاه النقاب عند رؤيتي لبعض المسلمات يرتدينه. ذات مرة سألت زوجي المسلم، والذي كنت قد تزوجته بعد إسلامي بشهور، إن كان يجب علي ارتداء النقاب أم الاكتفاء بالحجاب الذي كنت أرتديه.

    أجاب زوجي بأنه، على حد علمه، هناك إجماع بين علماء المسلمين على فرضية الحجاب في حين لا يوجد ذلك الإجماع على فرضية النقاب. كان حجابي، في ذلك الوقت يتكون من عباءة تغطي سائر بدني من العنق حتى أسفل القدم وغطاء يستر كل رأسي عدا مقدمة الوجه.

    بعد مرور نحو سنة ونصف أخبرت زوجي برغبتي في ارتداء النقاب. أما سبب قراري بارتداء النقاب فقد كان إحساسي برغبتي في التقرب إلى الله وزيادة في شعوري بالاطمئنان في ازدياد حشمتي. لقيت من زوجي كل دعم حيث اصطحبني لشراء إسدال وهو رداء من الرأس حتى القدم ونقاب يغطي سائر رأسي وشعري ما عدا فتحة العينين.

    سرعان ما أخذت الأنباء تتوالى عن تصريحات لسياسيين ورجال الفاتيكان وليبراليين وما يسمى بمدافعين عن حقوق الإنسان والحريات كلهم أجمعوا على إدانة الحجاب في بعض الأحيان والنقاب في أحيان أخرى بدعوى أنهما يعيقان التواصل الاجتماعي حتى بلغ الأمر مؤخرا بأحد المسؤولين المصريين بأن يصف الحجاب بأنه"ردة إلى الوراء"

    في خضم هذا الهجوم المجحف على مظاهر عفة المسلمة إني لأجد هذه الحملة تعبيرا صريحا عن النفاق. خصوصا في الوقت الذي تتسابق فيه الحكومات الغربية وأدعياء حقوق الإنسان في الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها في ظل الأنظمة التي تروج لمظاهر معينة من العفة في حين يتجاهل هؤلاء "المقاتلون من أجل الحرية" عندما تسلب المرأة من حقوقها في العمل والتعليم وغيرها من الحقوق لا لشيء إلا لإصرارها على حقها في اختيار ارتداء الحجاب أو النقاب. إنه من المذهل حقا أن تواجه المنقبات والمحجبات وبشكل متزايد الحرمان من العمل والتعليم ليس فقط في ظل نظم شمولية كتونس والمغرب ومصر بل أيضا في عدد متزايد مما يسمى الديمقراطيات الغربية كفرنسا وهولندا وبريطانيا.

    اليوم أنا ما زلت ناشطة لحقوق المرأة ، ولكنني ناشطة مسلمة، تدعو سائر نساء المسلمين للاضطلاع بواجباتهن لتوفير كل الدعم لأزواجهن وإعانتهم على دينهم.

    أن يحسن تربية أبنائهن كمسلمين ملتزمين حتى يكونوا أشعة هداية ومنارات خير لسائر الإنسانية مرة أخرى. لنصرة الحق أي حق ولدحر الباطل أي باطل. ليقلن حقا وليعلوا صوتهن ضد كل خطيئة. ليتمسكن بثبات بحقهن في ارتداء النقاب أو الحجاب وليتقربن إلى خالقهن بأي القربات يبتغين. ولعله بنفس القدر من الأهمية أن يبلغن تجربتهن الشخصية في الطمأنينة التي جلبها عليهن حجابهن لأخواتهن من النساء اللاتي قد يكن حرمن من لذة هذه الطاعة أو فهم ما يعنيه الحجاب والنقاب لمن يختار أن يرتديه وسبب حبنا الشديد وتمسكنا بهذه الطاعة.

    غالبية النساء المرتديات النقاب اللاتي أعرفهن هن من نساء الغرب. بعض الأخوات المنتقبات عزباوات أما بعضهن الآخر فلا يجدن كامل الدعم من أسرهن أو بيئتهن.

    ولكن ما يجمعنا كلنا على ارتداء النقاب أنه كان خياراً بمحض إرادة كل منا وأن كل منا يجمع على رفض قاطع لأي إنكار لحقنا في ارتدائه.

    شئنا أم أبينا فإن نساء عالمنا اليوم يعشن في خضم محيطات من الإعلام التي تروج أزياء تكشف أكثر مما تستر في كل وسائل الإعلام وفي كل مكان في هذا العالم.

    كامرأة ،غير مسلمة سابقاً، أنا أصر على حق جميع نساء الأرض أن يتعرفن على الحجاب وأن يعرفن فضائله تماماً كما لا يستشرن عندما تروج لهن الإباحية.

    لنساء الأرض، جميعهن، الحق كل الحق أن يعرفن مدى السعادة والطمأنينة التي يضفيها الحجاب على حياة النساء المحجبات كما أضفاها على حياتي.

    بالأمس كان البكيني رمز تحرري في حين أنه لم يحررني سوى من حيائي وعفتي، من روحانيتي وقيمتي كمجرد شخص جدير بالاحترام. واليوم حجابي هو عنوان حريتي لعلي أصلح في هذا الكون بعض ما أفسدت بغير قصد مني.

    لم أفرح قط كفرحتي بهجري للبكيني وبريق حياة "التحرر" في ساوث بيتش لأنعم بحياة ملؤها الأمن والوقار مع خالقي ولأن أحظى بنعمة العبودية له كسائر خلقه. ولنفس السبب ارتدي اليوم نقابي وأعاهد خالقي أن أموت دون حقي في عبادته على الوجه الذي يرضيه عني.

    النقاب اليوم هو عين حرية المرأة لتعرف من هي، ما غايتها، وماهية العلاقة التي ترتضيها مع خالقها.

    لكل النساء اللاتي استسلمن لحملات التشهير بالحجاب والطعن بفضائله أقول: ليس لديكن أدنى فكرة كم تفتقدن.

    أما أنتم أيها المخربون أعداء الحضارة، يا من تسميتم بالصليبيين الجدد، فليس لدي ما أقول سوى: فلتعلنوا الحرب.



    جريدة الرياض/ العدد 14080
    الخميس 22 ذي الحجة 1427هـ - 11 يناير 2007م



    طريق الاسلام



    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)







  • #2
    مشكور اخي سعد
    شيء يثلج الصدر حيمنا تسمع ان الله شرح صدر انسان من اكثر بقع الارض انحلالا

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ZIZO مشاهدة المشاركة
      مشكور اخي سعد
      شيء يثلج الصدر حيمنا تسمع ان الله شرح صدر انسان من اكثر بقع الارض انحلالا
      العفو أخي عبد العزيز ... نورت الموضوع.

      والله إنه لكذلك ... فالحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة.


      عن أنس رضي الله عنه قال
      : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






      تعليق


      • #4
        وهنا راسلتها الجريدة وعملت هذا اللقاء..

        http://www.alriyadh.com/2007/02/01/article221317.html
        _____________________________________

        حوار - أحمد المصيبيح:
        قبل أسبوعين تقريباً نشرنا مقالة (للأمريكية) سارة بوكر بناء على طلبها ووجدت تلك المقالة ردود فعل واسعة، ولذلك رأينا ضرورة الابحار في شخصية سارة ومعرفة خفايا مشوارها الجميل الذي بدأ في شهر يناير من عام .2003.وفور اتصالنا بالأخت سارة بادرت بشكر "الرياض" على نشرها المقالة

        ورحبت بالتواصل وإجراء حوار يحكي قصتها مع الإسلام واعتذرت بأدب عن نشر صورها قبل اعتناقها الإسلام وشددت على ضرورة نشر صورها بالنقاب والحجاب الإسلامي كرسالة واضحة من أمريكية كانت يوماً من الأيام عارضة أزياء

        وتعيش الآن متعة الإسلام وتؤدي دور الناشطة بدعم مباشر من زوجها الذي تراه المعلم والقدوة..

        سارة تحدثت عن أشياء كثيرة عبر الحوار التالي:

        @ أخت سارة.. نريد معرفة نقطة التحول الحقيقية في شخصيتك وبداية المؤشرات التي دفعتك لاتخاذ قرار اعتناق الإسلام.. وفي أي عام؟

        - لقد كانت هنالك عدد من نقاط التحول في حياتي، على مستوى الوعي كانت نقطة التحول عندما تعرفت على سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال دراستي للعلاقات الدولية في الكلية ثم جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001.أما بالنسبة لاعتناقي الإسلام فقد كان التحول من النصرانية (الكنيسة البروتستانية اللوثرية) التي لم أكن ملتزمة بأداء شعائرها. من خلال عملي في "مسيرة العدالة" التزمت بتطبيق الإسلام عملياً لأشهر وكنت سعيدة بذلك للغاية غير أني لم أنطق بالشهادة وأمارس الإسلام كأسلوب حياة إلا بعد مضي ثلاثة أشهر من اعتناقي للإسلام. وقد نطقت بالشهادة في 25يناير

        2003.@ تعملين مسؤولة عن الاتصالات في مؤسسة (مسيرة من أجل العدالة).. فما هي طبيعة عمل هذه المؤسسة؟

        - تعتبر وظيفة مدير الاتصالات في مسيرة العدالة وظيفة تنفيذية رئيسية بعد منصب الرئيس، قبل تعييني في هذه الوظيفة خضعت لتدريب مكثف في التفكير الاستراتيجي والتخطيط وتنسيق الحملات وإعداد الجداول الزمنية وإنتاج المواد الفنية إلى جانب مختلف النشاطات الأخرى المتعلقة بعملي. وتوليت المهام في جميع هذه المجالات خاصة الإشراف وتنسيق جميع المسائل التي يقرر بشأنها أو يجيزها الرئيس أولاً. ليس لمسيرة العدالة جدول أعمال مكثف للشرق الأوسط والدول الإسلامية. لدينا حملات جارية الآن لإصلاح التعليم وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والوعي العام. وسنقوم قريباً بإذن الله باطلاق "عدالة" وهو قسم من موقع مسيرة العدالة وسيكون عبارة عن النسخة العربية ل "مسيرة العدالة" باللغتين العربية والإنجليزية (www.adaallah.com).

        @ من الطبيعي أن يسلك الإنسان الطريق الصحيح.. ولكن الغرابة أن تحملين الجنسية الأمريكية واعتناقك للإسلام جاء بعد أحداث 11سبتمبر وفي مرحلة حساسة وشهدت حملة شرسة على الإسلام.. فبماذا تفسرين ذلك؟

        - لقد أخذت في الابتعاد عن "الأمريكانية" (المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها الثقافة الأمريكية) قبل عام من أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد قربتني رد الفعل المعادي للإسلام إلى الإسلام غير أن رد فعل المسلمين والمسلمين الأمريكيين لم يشجعني على اعتناق الإسلام. ولم أتعرف على الإسلام عن قرب إلا بعد تطوعي للعمل في مسيرة العدالة. وقد اعتنقت الإسلام بعد أسبوع واحد من تفرغي للعمل بمسيرة العدالة. باختصار، لم تترك لي عالمية وشمولية الحلول الإسلامية خياراً سوى اعتناق الإسلام كأسلوب حياة قابل للتطبيق.

        @ كامرأة أمريكية ولك أنشطة مختلفة في الرياضة والأزياء.. فهل انعكس قرارك على من حولك في هذين المجالين؟

        - العلاقات الاجتماعية في الولايات المتحدة في غالبها سطحية أو قائمة على المصالح. قبل اعتناقي للإسلام كانت لي حياة اجتماعية نشطة ولكن كان واضحاً بالنسبة لي أنه متى ما غبت عن "المشهد" فإن الكثير من علاقاتي الاجتماعية سوف تنتهي. كجزء من قراري باعتناق الإسلام كان الاختيار إما بين تحقيق سعادتي الحقيقية أو ارضاء الذين من حولي. الحمد لله وجدت أن الإجابة واضحة بالنسبة للاختيار بين مرضاة الله ومرضاة الخلق. وقد اعتنقت الإسلام وشعرت بالسعادة الحقيقية لأول مرة.

        @ من تدين بالفضل بعد الله في الأخذ بيدك وتقوية عزيمتك في البداية.. وما هي المعوقات التي واجهتها؟

        - لقد أسرتني قصة سلمان الفارسي وكان لها تأثير في نفسي. ورغم أنني لست كثيرة الاطلاع إلا أنني تأثرت بالتجارب الروحية والعاطفية لقصة هذا الصحابي الجليل. لم يكن الإسلام هو الدين الأول الذي تعرفت عليه بعد هروبي من الديانة التي ولدت عليها. اعتقد بأن قصة هذا الصحابي قد ساعدتني على التعرف على عظمة الدين الإسلامي وقوت من عزيمتي وإرادتي. أما بالنسبة للعوائق والصعوبات التي واجهتها بعد إسلامي فلم اشعر بشيء من ذلك. احمد الله أن هداني إلى الإسلام. لقد تدربت على مواجهة الصعاب والسلبيات كتحديات يجب التغلب عليها. اسأل الله التثبيت لي ولجميع المسلمين على الصراط المستقيم وأن يبارك لنا في حياتنا تحت راية الإسلام وأن يثبت قلوبنا على دينه.

        @ كيف تعرفتي على زوجك الحالي وما مدى تأثيره على شخصيتك وبالذات في المرحلة الانتقالية من حياتك؟

        - زوجي داعية حقوق إنسان ومصلح رغم أنه يصر على تسمية نفسه بناشط فقط، ولقد عملت متطوعة في مسيرة العدالة التي يرأسها وأخيراً التحقت بها، وهو ما يزال رئيسي ومعلمي وأهم من ذلك النموذج الذي احتذي به الذي قرأت عنه في كتب التاريخ من حيث الصفات القيادية والرؤية والإخلاص.

        @ هل تفكرين بالاستقرار في إحدى البلاد العربية أم ترين ضرورة وجودك في بلادك لجزء من أهدافك كناشطة إسلامية؟

        - أنا مسلمة وقد جعلت الأرض كلها لي مسجداً، وطني حيث يوجد المسلمون، بالنسبة لنا كناشطين في مسيرة العدالة لا نرى تعارضاً في الاستمرار في جدول أعمالنا، مسيرة العدالة حركة واسعة الانتشار ولديها أفرع ونشاطات في كافة أنحاء العالم. وننوي إن شاء الله افتتاح مكتب إقليمي لنا في المنطقة، على المستوى الشخصي ليس هنالك شيء أكثر أماناً من سماع لا إله إلا الله تتردد خمس مرات في اليوم من مسجد قريب منك. لسوء الحظ لا يمكن أن يحدث هذا إلا في دولة مسلمة ولكن إن شاء الله يحدث هذا في الولايات المتحدة وفي كل مكان.

        @ ما هي الكتب التي كان لها تأثير عليك وهل تطمحين في تأليف كتاب يحكي قصة اعتناقك للإسلام؟

        - لدي مكتبة صغيرة ولدي مثال حي يوجهني إلى العيش وفقاً للنموذج الإسلامي. وأمارس شعائري الإسلامية وقد تعرفت على المثال الذي ضربه لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته لمدة ثلاثة أشهر قبل إسلامي. العودة للإسلام جاءت بصورة طبيعية بعد قراءتي للقرآن الكريم، أيضاً استمتعت بقراءة كتاب في ظلال الإسلام لمؤلفه سيد قطب وكذلك احياء علوم الدين للشيخ الغزالي. ليس لدي نية لتأليف كتاب عن حياتي بخلاف المقالات التي نقوم بنشرها أحياناً غير أن مسيرة العدالة تعد لنشر كتاب عن قصص اعتناق الإسلام المميزة وكتاب عن عظماء النساء في التاريخ إن شاء الله.

        @ كيف كانت نظرتك للإسلام والمسلمين قبل اعتناقك الإسلام.. وكيف هي الآن؟

        - لقد كنت أكن احتراماً كبيراً للمسلمين قبل الحادي عشر من سبتمبر ولكني انزعجت كثيراً للروح الانهزامية التي انتابت المسلمين الأمريكيين بعد الأحداث وسعيهم لارضاء أعدائهم. ولكن ولله الحمد والمنة لم يمض وقت طويل قبل أن التقي بالمسلم الأمريكي الذي أعاد جميع الأمور إلِى نصابها بالنسبة لي وجعلني أتعرف على الإسلام وافهمه على ضوء جديد تماماً. لا بد من القول ان تكون مسلماً هو التحدي الكبير وأرى أن هذا التحدي على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمع العريض. ولقد تقبلت هذا التحدي بكل رحابة صدر وسعادة لأنني لا أسعى للجنة بدون أن أدفع الثمن.

        @ ماذا ينقص المسلمين لكي يقفوا في وجه أعدائهم.. حتى يصلوا إلى مكانتهم الطبيعية؟

        - المسلمون يفتقرون إلى الإسلام ولروح الإسلام للوقوف في وجه أعدائهم. لا أعني بذلك أنهم ليسوا بمسلمين فكل من ينطق بشهادة لا إله إلا الله فهو مسلم إلا أنهم لا يعيشون الإسلام وإلا كيف نفسر سيطرة الذين لا يملكون شيئاً سوى المادة على مليار ونصف مليار مسلم.

        @ هل تطمحين بزيارة إلى المملكة.. وتحديداً للأراضي المقدسة؟

        - زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة والسير على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حلم أدعو الله أن يحققه. وكذلك أحلم بأن أصلي مع جموع المسلمين من سائر أنحاء العالم في الأقصى، اسأل الله أن يسبغ الأمن والسلام على المسلمين.

        @ المراكز الإسلامية في أمريكا هل أدت الدور المطلوب منها؟

        - معظم المراكز الإسلامية الأمريكية تقيم صلاة الجمعة وعقد الزيجات وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المسلمون، ولولا هذه المراكز والمنظمات الإسلامية لما اهتدى الكثيرون من أمثالي إلى الإسلام. غير أن جميع المنظمات الإسلامية الأمريكية التي رأيتها لا تعكس الصورة الحقيقية للإسلام من حيث تعاملها مع غير المسلمين أو في السياسة. الاعتذار ومحاولات ارضاء أعداء الإسلام في كل مناسبة من أجل نيل القبول ليس من الإسلام في شيء وهي طريقة خاطئة. الحمد لله نحن في مسيرة العدالة نقدم النموذج المغاير. فنحن نقول الحقيقة وليس هنالك خيار أمام الآخرين سوى الاستماع للرسالة الواضحة التي ندعو لها. ولكن من الإنصاف القول بأن هنالك مسلمين يدافعون بكل قوة عن دينهم وتعاليمه.

        الاسم: سارة راي بوكر

        العمر: 33عاماً

        العمل: أم وزوجة ومدير الاتصالات بمسيرة العدالة

        الحالة الاجتماعية: متزوجة ولي طفل في عامه الثان
        مازلت اتعلم ..
        ..........................
        الفشل طريق النجاح (اقرأها عشرين مره بتمعن)
        ...........................

        It is the slightest details that make the difference.


        Mercedes CLS

        تعليق


        • #5
          شكر الله لك على الاضافة أخي الكريم.


          عن أنس رضي الله عنه قال
          : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






          تعليق

          يعمل...
          X