Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وما ذنب الذي لم يصله قرآن !!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وما ذنب الذي لم يصله قرآن !!!

    وما ذنب الذي لم يصله قرآن


    هرش صاحبنا الدكتور رأسه ..
    كان من الواضح أنه يبحث لي في الدكتوراه عن حفرة أو مطب يدق عنقي فيه
    .. ثم قال في هدوء وهو يرتب كلماته:
    - حسنا .. وما رأيك في هذا الإنسان الذي لم يصله قرآن ولم ينزل عليه كتاب .. ولم يأته نبي .. ما ذنبه .. وما مصيره
    عندكم يوم الحساب .. مثل اسكيمو في أقاصي القطبين .. أو زنجي...... في الغابات .. ماذا يكون حظه بين يدي إلهكم يوم
    القيامة

    - قلت له:
    - دعني أصحح معلوماتك أولا .. فقد بنيت أسئلتك على مقدمة خاطئة .. فالله أخبرنا بأنه لم يحرم أحدا من رحمته ووحيه
    وكلماته وآياته

    “ وإِن من ُأمةٍ إِلا خلا فِيها نذِير “ 24 ” “ فاطر.
    “ ولَقَد بعثْنا فِي ُ كلِّ ُأمةٍ ر سولاً “ 36 ” “ النحل

    والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن ليسوا كل الرسل..
    وإنما هناك آلاف غيرهم لا نعلم عنهم شيئًا .. والله يقول لنبيه عن الرسل

    "مِنهم من قَصصنا علَيك ومِنهم من لَّم نقْصص علَيك) “ 78 غافر

    والله يوحي إلى كل شيء حتى النحل

    وأَوحى ربك إِلَى النحلِ أَنِ اتخِذِي مِن الْجِبالِ بيوتا ومِن الشجرِ ومِما يعرشونَ “ 68 ” “ النحل

    وقد يكون الوحي كتابا يلقيه جبريل .. وقد يكون نورا يلقيه الله في قلب العبد .. وقد يكون انشراحا في الصدر .. وقد
    يكون حكمة وقد يكون حقيقة وقد يكون فهما وقد يكون خشوعا ورهبة وتقوى

    وما من أحد يرهف قلبه ويرهف سمعه إلا ويتلقى من الله فضلاً

    أما الذين يصمون آذانهم وقلوبهم فلا تنفعهم كتب ولا رسل ولا معجزات ولو كثرت.

    والله قال أنه يختص برحمته من يشاء .. وأنه لا يسأل عما يفعل

    وقد يريد الله لحكمة أن ينذر أحدا وأن يعذر آخر فيقبل منه أهون الإيمان

    ومن يدرينا .. ربما كانت مجرد لفته من ذلك الزنجي البدائي إلى السماء في رهبة هي عند الله منجية ومقبولة أكثر من صلاتنا

    على أن القراءة المتأملة لأديان هؤلاء الزنوج البدائيين تدل على أنه كان لهم رسل ورسالات سماوية مثل رسالاتنا

    في قبيلة الماو ماو مثلاً نقرأ أنهم يؤمنون بإله يسمونه " موجايى " ويصفونه بأنه واحد أحد لم يلد ولم يولد وليس له كفو ولا
    شبيه .. وأنه لا يرى ولا يعرف إلا من آثاره وأفعاله .. وأنه خالق رازق وهاب رحيم يشفي المريض وينجد المأزوم ويترل
    المطر ويسمع الدعاء ويصفونه بأن البرق خنجره والرعد وقع خطاه

    أليس هذا ال "موجايى " هو إلهنا بعينه .. ومن أين جاءهم هذا العلم إلا أن يكون في تاريخهم رسول ومبلغ جاء به .. ثم
    تقادم عليه العهد كالمعتاد فدخلت الخرافات والشعوذات فشوهت هذا النقاء الديني

    وفي قبيلة نيام نيام نقرأ أنهم يؤمنون بإله واحد يسمونه " مبولي" ويقولون أن كل شيء في الغابة يتحرك بإرادة " مبولي " وأنه
    يسلط الصواعق على الأشرار من البشر .. ويكافيء الأخيار بالرزق والبركة والأمان

    وفي قبيلة الشيلوك يؤمنون بإله واحد يسمونه " جوك " ويصفونه بأنه خفي وظاهر .. وأنه في السماء وفي كل مكان وأنه
    خالق كل شيء

    وفي قبيلة الدنكا يؤمنون بإله واحد يسمونه " نيالاك " وهي كلمة ترجمتها الحرفية .. الذي في السماء .. أو الأعلى.
    ماذا نسمي هذه العقائد إلا أنها إسلام

    وماذا تكون إلا رسالات كان لها في تاريخ هؤلاء الأقوام رسل

    إن الدين لواحد

    “ إِنَّ الَّذِين آمنواْ والَّذِين هادواْ والنصارى والصابِئِين من آمن بِاللَّهِ والْيومِ الآخِرِ وعمِلَ صالِحاً فَلَهم أَجرهم عِند ربهِم ولاَ
    خوف علَيهِم ولاَ هم يحزنونَ “ 62 ” “ البقرة

    حتى الصابئين الذين عبدوا الشمس على أنها آية من آيات الله وآمنوا بالله الواحد وبالآخرة والبعث والحساب وعملوا
    الصالحات فلهم أجرهم عند ربهم

    ومعلوم أن رحمة الله تتفاوت

    وهناك من يولد أعمى وهناك من يولد مبصرا وهناك من عاش أيام موسى ورآه رأي العين وهو يشق البحر بعصاه .. وهناك
    من عاش أيام المسيح ورآه يحيى الموتى .. أما نحن فلا نعلم عن هذه الآيات إلا سمعا .. وليس الخبر كالعيان .. وليس من رأى
    كمن سمع

    ومع ذلك فالإيمان وعدمه ليس رهنا بالمعجزات

    والمكابرون المعاندون يرون العجب من أنبيائهم فلا يزيد قولهم على أن هذا " سحر مفترى".

    ولا شك أن صاحبنا الدكتور القادم من فرنسا قد بلغه من الكتب ثلاثة .. توراة وإنجيل وقرآن وبلغته .. فلم تزده هذه
    الكتب إلا إغراقًا في الجدل .. وحتى يهرب من الموقف كله أحاله على شخص مجهول في الغابات لم يترل عليه كتاب ..
    وراح يسألنا .. وما بالكم بهذا الرجل الذي لم يصله قرآن ولم يترل عليه كتاب .. ملتمسا بذلك ثغرة في العدل الإلهي أو
    موهمًا نفسه بأن المسألة كلها عبث

    .وهو لذلك يسألنا " ولماذا تتفاوت رحمة الله " .. لماذا يشهد الله واحدا على آياته .. ولا يدري آخر بتلك الآيات إلا سمعا

    ونحن نقول أنها قد لا تكون رحمة بل نقمة ألم يقل الله لأتباع المسيح الذين طلبوا نزول مائدة من السماء محذرا
    :
    إِني منزُلها علَيكم فَمن يكُْفر بعد مِنكم فَإِني ُأعذِّبه عذَابا لاَّ ُأعذِّبه أَحدا من الْعالَمِين 115 المائدة

    ذلك لأنه مع نزول المعجزات يأتي دائما تشديد العذاب لمن يكفر

    وطوبى لمن آمن بالسماع ودون أن يرى معجزة.
    والويل للذين شاهدوا ولم يؤمنوا

    فالقرآن في يدك حجة عليك ونذير .. ويوم الحساب يصبح نقمة لا رحمة

    وعدم إقامة هذه الحجة البينة على الاسكيمو ساكن القطبين قد يكون إعفاء وتخفيفًا ورحمة ومغفرة يوم الحساب .. وقد
    تكون لفتة إلى السماء من هذا الاسكيمو الجاهل ذات ساعة في عمره .. عند الله كافية لقبوله مؤمنا مخلصا.
    أما لماذا يرحم الله واحدا أكثر مما يرحم آخر فهو أمر يؤسسه الله على علمه بالقلوب

    فَعلِم ما فِي ُقُلوبِهِم فَأَنزلَ السكِينةَ ”علَيهِموأَثَاب هم فَتحا قَرِيبا “ 18 “ الفتح
    .
    وعلم الله بنا وبقلوبنا يمتد إلى ما قبل نزولنا في الأرحام حينما كنا عنده أرواحا حول عرشه .. فمنا من التف حول نوره ..
    ومنا من انصرف عنه مستمتعا بالملكوت وغافلاً عن جمال خالقه .. فاستحق الرتبة الدنيا من ذلك اليوم وسبق عليه القول ..
    هذا كلام أهل المشاهدة

    وما نراه من تاريخنا القصير في الدنيا ليس كل شيء..

    ومعرفة الحكمة من كل ألم وحرمان أمر لا يعلمه إلا العليم

    والذي يسألني .. لماذا خلق الله الخترير ختريرا .. لا أملك إلا أن أجيبه بأن الله اختار له ثوبا ختريريا لأن نفسه ختريرية وأن
    خلقه هكذا حق وعدل

    وكل ما نرى حولنا من استحقاقات هي عدل لكن معرفة الحكمة الكلية وإماطة اللثام عن هذا العدل أمر ليس في مقدور كل
    واحد

    ولعل لهذا السبب هناك آخرة .. ويوم تنصب فيه الموازين وينبئنا العليم بكل ما اختلفنا فيه

    ومع هذا فسوف أريحك بالكلمة الفصل .. فقد قال الله في كتابه أنه لن يعذب إلا من أنذرهم بالرسل

    “وما ُ كنا معذِّبِين حتى نبعثَ ر سولاً “ 15” “ الإسراء

    هل أرحت واسترحت

    ثم دعني أقول لك يا ..صاحبي

    إن أعجب ما في سؤالك أن ظاهره يوهم بالإيمان والإشفاق على الزنجي المسكين الذي فاته ما في القرآن من نور ورحمة
    وهدى .. مع أن حقيقتك هي الكفر بالقرآن وبنوره ورحمته وهداه .. فسؤالك أقرب ما يكون إلى الاستدراج والمخادعة وفيه مناقضة للنفس هي " اللكاعة " بعينها .. فأنت تحاول أن تقيم علينا حجة هي عندك ليس لها أي حجة

    ألا ترى معي يا صاحبي أن جهاز المنطق عندك في حاجة إلى إصلاح

    د .مصطفى محمود

    حوار مع صديقى الملحد

  • #2
    رحمه الله ...انسان عالم ... رحمه الله

    لقد الجم الملحد لجامه

    تعليق


    • #3
      قرأت هذه القطعة فى كتاب حوار مع صديقى الملحد

      شعرت بأن هذا الرجل قد فهم هذا الدين فهم عميق ...
      رحمه الله رحمة واسعة

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة إبن يس مشاهدة المشاركة

        شعرت بأن هذا الرجل قد فهم هذا الدين فهم عميق ...
        رحمه الله رحمة واسعة
        مصطفى محمود عانى كثيرا حتى هداه الله لهذا الدين الحق ومن مقولاته رحمه الله :
        "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين"
        انصح الجميع بقراة الكتاب كاملا ..

        تعليق


        • #5
          انه رجل حقيقي رحمه الله و اسكنه فسيح جناته ..
          و ان شاء الله نستفيد من علمه و معرفته
          لتحميل درس نمذجة الأناناس ,,,
          لتحميل كتاب تعليم برنامجBricks'n'Tiles لصناعة الإكساء
          لتحميل برنامجBricks'n'Tiles
          http://rappelz.gamepower7.com/registeruser?ref=211058

          تعليق


          • #6
            رحمه الله رحمة واسعة

            ألم يسمع بأهل الفترة ؟؟

            جواب لأحد الأسئلة عنهم من موقع الإسلام سؤال و جواب :

            اختلف العلماء رحمهم الله في أهل الفترة – وهم من عاش في زمن لم يأتهم فيه رسول ، أو كانوا في مكان لم تصلهم فيه الدعوة – ومن في حكمهم – كأطفال المشركين - على أقوال ، وأرجح هذه الأقوال : أنهم يُمتحنون يوم القيامة ، فمن أطاع أمر الله نجا ، ومن عصاه هلك ، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة يترجح هذا القول بها ، ومنها ما ذكره الأخ السائل في سؤاله ، وقد استوفاها الإمام ابن كثير في تفسيره ، عند قوله تعالى ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/من الآية 15 ، فلتنظر هناك لمن أراد الاستزادة والاستفادة ، ومجموع هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً ، ويشهد أن لهذا القول ما يؤيده من السنَّة النبوية ، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة .
            قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
            أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح ، كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء ، ومنها ما هو حسن ، ومنها ما هو ضعيف يقوَى بالصحيح والحسن ، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة على هذا النمط : أفادت الحجة عند الناظر فيها .
            " تفسير ابن كثير " ( 5 / 58 ) .
            وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في سياق بيان الأقوال في المسألة - :
            سابعها : أنهم يُمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار ، فمن دخلها : كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن أَبَى : عُذِّب ، أخرجه البزار من حديث أنس ، وأبي سعيد ، وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل ، وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون ، ومن مات في الفترة من طرق صحيحة ، وحكى البيهقي في " كتاب الاعتقاد " أنه المذهب الصحيح .
            " فتح الباري " ( 3 / 246 ) .
            ثانياً:
            وقد ردَّ هذا القول بعض أهل العلم – كالإمام ابن عبد البر – وقالوا : إن الآخرة دار جزاء ، وليست دار تكليف ، وليس ثمة أوامر ونواهي في الآخرة ، وأُجيب عن هذا الاعتراض بردود مجملة ، ومفصَّلة ، وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية ، والإمام ابن كثير – وغيرهما – ردوداً مجملة ، وردَّ الإمام ابن القيم ردّاً مفصلاً أوصل وجوه الرد إلى تسعة عشر وجهاً .
            أ. أما الردود المجملة : فملخصها : وجود امتحان في القبر ، وفي عرصات القيامة ، وأما كون الآخرة ليست دار تكليف فنعم ، لكن بعد استقرار أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار .
            1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
            والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار ، وأما عَرَصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ ، فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ : مَنْ رَبُّك ؟ وَمَا دِينُك ؟ وَمَنْ نَبِيُّك ؟ ، وقال تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) الْآيَةَ ، وقد ثبت في الصحاح من غير وجه حديث تجلي الله لعباده في الموقف إذا قيل : ( لِيَتَّبِعْ كُلُّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ؛ فَيَتَّبِعُ الْمُشْرِكُونَ آلِهَتَهُمْ وَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ الرَّبُّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيُنْكِرُونَهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَهَا فَيَسْجُدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَتَبْقَى ظُهُورُ الْمُنَافِقِينَ كَقُرُونِ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، وذكر قوله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) الْآيَةَ .
            " مجموع الفتاوى " ( 4 / 303 ، 304 ) .
            2. وقال الإمام ابن كثير – رحمه الله -
            وقد ذكر الشيخ أبو عمر بن عبد البر النَّمَري بعض ما تقدم من أحاديث الامتحان ، ثم قال : وأحاديث هذا الباب ليست قوية ، ولا تقوم بها حجة ، وأهل العلم ينكرونها ؛ لأن الآخرة دار جزاء ، وليست دار عمل ، ولا ابتلاء ، فكيف يكلَّفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين ، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ؟! .
            وأجاب عن ذلك ببيان قوة الأحاديث الواردة في الباب ، كما نقلناه عنه سابقا ، ثم قال : وأما قوله : " إن الآخرة دار جزاء " : فلا شك أنها دار جزاء ، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار ، كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة مِن امتحان الأطفال ، وقد قال الله تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ) ن/42 ، وقد ثبتت السنَّة في الصحاح وغيرها : أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة ، وأما المنافق : فلا يستطيع ذلك ، ويعود ظهره طبقاً واحداً ، كلما أراد السجود : خَرَّ لقفاه .
            وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها : أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه ، ويتكرر ذلك مراراً ، ويقول الله تعالى : ( يا ابن آدم ، ما أغدرك ! ) ثم يأذن له في دخول الجنة .
            وأما قوله : " وكيف يكلفهم دخول النار وليس ذلك في وسعهم ؟ " : فليس هذا بمانع من صحة الحديث ؛ فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط ، وهو جسر على جهنم أحدّ من السيف ، وأدق من الشعرة ، ويمرُّ المؤمنون عليه بحسب أعمالهم ، كالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل والرِّكاب ، ومنهم الساعي ، ومنهم الماشي ، ومنهم من يحبو حبواً ، ومنهم المكدوش على وجهه في النار ، وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا ، بل هذا أطم ، وأعظم .
            وأيضاً : فقد ثبتت السنَّة بأن الدجال يكون معه جنَّة ونار ، وقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار ، فإنه يكون عليه برداً وسلاماً ، فهذا نظير ذلك .
            وأيضاً : فإن الله تعالى قد أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ، فقتل بعضهم بعضاً ، حتى قتلوا ـ فيما قيل ـ في غداة واحدة : سبعين ألفاً ، يقتل الرجل أباه ، وأخاه ، وهم في عمايةِ غمامةٍ أرسلها الله عليهم ، وذلك عقوبة لهم على عبادتهم العجل ، وهذا أيضاً شاق على النفوس جدّاً ، لا يتقاصر عما ورد في الحديث المذكور ، والله أعلم . " تفسير ابن كثير " ( 5 / 58 ) .
            ب. وقد فصل ابن القيم رحمه الله وجوه الجواب السابقة ، كما أشرنا إليه ، وزاد فيها وجوها أخرى ، منها :
            * أن موجب هذه الأحاديث هو الموافق للقرآن وقواعد الشرع ؛ فهي تفصيل لمَا أخبر به القرآن أنه لا يعذَّب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه ، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا ، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم ، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة : يوم يقوم الأشهاد ، وتُسمع الدعاوى ، وتُقام البينات ، ويَختصم الناس بين يدي الرب ، وينطق كلُّ أحدٍ بحجته ومعذرته ، فلا تنفع الظالمين معذرتهم ، وتنفع غيرهم .
            * أنه قد صحَّ بذلك القول بها عن جماعة من الصحابة ، ولم يصح عنهم إلا هذا القول ، والقول بأنهم خدَم أهل الجنة : صح عن سلمان ، وفيه حديث مرفوع ، وأحاديث الامتحان : أكثر ، وأصح ، وأشهر .
            * أن أمرهم بدخول النار ليس عقوبة لهم ، وكيف يعاقبهم على غير ذنب ؟ وإنما هو امتحان واختبار لهم ، هل يطيعونه أو يعصونه ، فلو أطاعوه ودخلوها : لم تضرهم ، وكانت عليهم برداً وسلاماً ، فلما عصوه وامتنعوا من دخولها : استوجبوا عقوبةَ مخالفةِ أمرِه ، والملوك قد تمتحن مَن يُظهر طاعتهم هل هو منطوٍ عليها بباطنه ، فيأمرونه بأمرٍ شاقٍّ عليه في الظاهر ، هل يوطِّن نفسه عليه أم لا ، فإن أقدم عليه ووطن نفسه على فعله : أعفوه منه ، وإن امتنع وعصى : ألزموه به ، أو عاقبوه بما هو أشد منه .
            وقد أمر الله سبحانه الخليل بذبح ولده ، ولم يكن مراده سوى توطين نفسه على الامتثال والتسليم ، وتقديم محبة الله على محبة الولد ، فلما فعل ذلك : رَفع عنه الأمر بالذبح .
            وأما أن ذلك "ليس ذلك في وسع المخلوقين " فقد أجاب عنه ابن القيم من وجهين :
            أحدهما : أنه في وسعهم ، وإن كان يشق عليهم ، وهؤلاء عبَّاد النار ، يتهافتون فيها ، ويُلقون أنفسهم فيها ؛ طاعةً للشيطان ، ولم يقولوا " ليس في وسعنا " ، مع تألمهم بها غاية الألم ، فعبَاد الرحمن إذا أمرهم أرحم الراحمين بطاعته باقتحامهم النار : كيف لا يكون في وسعهم ، وهو إنما يأمرهم بذلك لمصلحتهم ومنفعتهم ؟ .
            الثاني : أنهم لو وطَّنوا أنفسهم على اتباع طاعته ومرضاته : لكانت عين نعيمهم ، ولم تضرَّهم شيئاً .
            قال رحمه الله :
            " فالسنَّة ، وأقوال الصحابة ، وموجب قواعد الشرع وأصوله : لا تُردُّ بمثل ذلك ، والله أعلم "
            انظر : " أحكام أهل الذمة " ( 2 / 1148 – 1158 ) .
            وهذا كلام متين ، فيه بيان المسألة وتجليتها ، ونسأل الله أن يرزقنا العلم النافع ، والعمل الصالح ، وأن يتوفانا على الإيمان .
            والله أعلم
            قال نبينا صلى الله عليه و سلم (إن محقرات الذنوب،متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) رواه أحمد
            /
            "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا " رواه البخاري من كلام ابن مسعود رضي الله عنه
            /
            روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : " لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الإستغفار"

            أستغفر الله العظيم

            تعليق

            يعمل...
            X