اللؤلؤة تحفظها المحارة
الأستاذ عمرو خالد
الأستاذ عمرو خالد
هذا زمان فتن!!
في يوم من الأيام كان الإمام أحمد بن حنبل يسير في الطريق، وكانت هناك امرأة محجبة تسير أمامه، وفجأة اشتدت الرياح فرأى كعب المرأة دونما يقصد،، فما كان منه إلا أن أمسك جلبابه وغطى به وجهه وقال: هذا زمان فتن!!
يا الله!! قال ذلك ولم ير إلا كعبها ودون قصد منه، فماذا يقول لو كان بيننا الآن....؟!
اللؤلؤة تحفظها المحارة
حديثنا اليوم بمشيئة الله حديث خاص لذا كانت المقدمة بهذا زمان فتن، لنشعر بمسئوليتنا جميعاً تجاه موضوع اليوم.. فحديثنا بمشيئة الله سيكون عن الحجاب... أحبتي.. المرأة هي الأم، الجدة، الزوجة، الأخت، الابنة، القريبة، الجارة، هي كل المجتمع فهي التي تلد وتربي هذا المجتمع، لذا فباستقامة المرأة يستقيم المجتمع كله ولن تستقيم إلا بالحياء فإن فقدت المرأة حياءها فقل على المجتمع السلام وأعظم نقطة في حياء المرأة هي أن تداري جسدها، إن أعظم حياء المرأة الحجاب، أحبتي.. إننا دائماً نحتفظ بالأشياء الثمينة ونحافظ عليها، وكلماكان الشيء غالياً كان الحفاظ عليه أشد، ألا يستحق أغلى شيء تمتلكه المرأة أن يحافظ عليه وأن يُصان؟ وأغلى شيء تمتلكه المرأة حياؤها وأغلى ما في حياء المرأة حجابها..، ألا يستحق جسدك أن تحافظي عليه؟! ألاترين أن اللؤلؤة بديعة الشكل تحفظها المحارة....!! وأنت لؤلؤتنا التي يحفظها الحجاب
سؤال لطيف جداً....!!
وسنطرح الآن سؤالاً طريفاً جداً وهو: لماذا فُرض الحجاب على المرأة ولم يُفرض على الرجل؟! أراك تضحكين.. أما فكرت في هذا السؤال من قبل؟ هل فَرْض الحجاب على المرأة من باب التضييق عليها أم ماذا؟ إن لم يكن لديك إجابة على السؤال فإليك هذه الإجابة التي تزيدك ثقة في نفسك..، إن مائة رجل لا يستطيعون أن يجعلوا امرأة واحدة تتعلق بهم ولكن امرأة واحدة تستطيع أن تجعل مائة رجل يتعلقون بها.. ما رأيك في هذه الإجابة؟! إجابة مقنعة أليس كذلك؟! إن المرأة هي مصدر التأثير لذا كان الحجاب في حقها فرضاً.
وجاء الإسلام
إن المتأمل في التاريخ يلاحظ الآتي: العرب والرومان والأمم السابقة قبل مجيء الإسلام كانوا يرون أن قيمة المرأة تتمثل في جمال جسدها، فجاء الإسلام ليرتقي بالمشاعر الإنسانية ويعلم الناس جميعاً أنه لابد حتى نتقدم ونرتقي أن تظهر أذواقنا وتسمو نفوسنا، ووضع قاعدة ثابتة ألا وهي: أن قيمة المرأة في جمال مشاعرها وجمال إحساسها، قيمة المرأة في جمال الجوهر، قيمة المرأة في عقلها الناضج.. هذه هي قيمةالمرأة في الإسلام..
تُرى من الذي احترم المرأة وارتقى بها ومن الذي أهانها؟! هل هو الذي جعل قيمة المرأة في جمال جسدها وبدأ يستغل هذا الجسد أم الذي جعل قيمة المرأة في شخصيتها وكرامتها؟
الحجاب فريضة
بعض الأخوات الفضليات يقلن: «من قال إن الإسلام فرض الحجاب؟» وهو سؤال استنكاري تسأله كثيرات من أخواتنا ومن حقهن ذلك.. اسألي وناقشي وابحثي عن الحقيقة فوالله إن إسلامنا جميل يريد من المسلمة أن تفهم دينها ولا يريدها مجرد آلة تنفذ.. أيتها الأخت الفاضلة يجيب على سؤالك كلام الله.. {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.. أرجوكِ.. اقرأي كلام الله بقلبك واستشعري أن الله يكلمك..
أيتها الأخت الفاضلة اعلمي أنك من نساء المؤمنين، فهل بعد ذلك يُقال إن الكلام موجه لزوجات وبنات النبي صلى الله عليه وسلم فقط.. إن الكلام واضح وضوح الشمس.. ارتدي الحجاب حتى يعرف الناس أنك متدينة.. انك مطيعة لله عز وجل فلا يؤذيك أحد، إن الناس لايعلمون إلا الظاهر.
أيتها الأخت الفاضلة.. ألا تحبين الله؟!.. تقولين: بلى، وأقول لك إنه يأمرك بالحجاب فهل تنفذين أمره؟ إن الحجاب فريضة وليس نافلة.
يا الله!! أي توضيح بعد هذا!!؟
يقول الله عز وجل {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} إنك تقرأين هذه الآيات كثيراً.. أليس كذلك؟! ولكن وآه من لكن!! بداية نتفق على أن هذه الآيات ليست موجهة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقط ولكنها موجهة إلى كل المؤمنات {وقل للمؤمنات} وفي سياحة قصيرة مع الآية نرى الآتي:
{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} كلمة الخمار في حد ذاتها مقصود بها أن تضرب المرأة بالخمار على «الجيب» الصدر وفتحة العنق - إذاً لا يصح أن تضع المرأة «إيشارب داخل الرقبة.. سبحان الله!! الموضوع الوحيد الذي فصل تفصيلاً في القرآن هو لباس المرأة، إنها والله لإشارة بليغة..
ويا له من ختام خُتمت به الآية {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} توبي إلى الله أيتها الأخت الفاضلة وارتدي الحجاب، تب إلى الله أيها الزوج وأعن زوجتك على الحجاب، تب إلى الله أيها الأب وأعن ابنتك على الحجاب تب إلى الله أيها الأخ وأعن أختك على الحجاب، والله ستحاسبون عليهن، لا أقول اغصبوهن غصباً على ارتداء الحجاب ولكن أعينوهن ووفروا لهن المناخ الذي يعينهن على ارتداء الحجاب فلتكن معاملتكم لهن معاملة راقية ولتستخدموا أرق وألطف الأساليب {اجعلها تحب الله فبحبه ترتدي الحجاب} {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المومنون لعلكم تفلحون}.
صمام أمان للبشرية
إننا في هذه الأيام في أشد الحاجة لحياء المرأة المسلمة لينضبط حياء المجتمع.. أنها قضية جوهرية ولابد أيتها الأخت الفاضلة أن تحسميها وتأخذيها مأخذ الجد لأنك تحبين الله أليس كذلك؟! لقد أضحى حجابك صمام أمان للمجتمع فحجابك هو أول خطوة لصلاح هذا المجتمع، إنه والله أمر عظيم ألاتشعرين به؟ هيا ابدئي بنفسك وتدرجي ثم ابدئي بمن حولك، واعلمي أن ربك الذي خلقك هو الذي أمرك بالحجاب ليس أحد آخر.. ألا يستحق الله أن تنفذي أمره؟!
شبهات وردود
أحياناً تكون هناك بعض العقبات أو المعوقات التي تحول بين المرأة وارتداء الحجاب وسنحاول عرض هذه العقبات أو الموانع التي تمنعك من ارتداء الحجاب وهي في حقيقة الأمر شبهات!! وسنحاول الرد عليها بمشيئة الله وبتوفيقه، وقبل عرض الشبهات والردود عليها يهتف القلب ويلهج اللسان بهذا الدعاء «اللهم ارزقنا قلوباً تحبك».
الشبهة الأولى:
«أنا لا أقتنع بالحجاب»
وأولى الشبهات التي تمنع المرأة من ارتداء الحجاب هو عدم الاقتناع والرد على هذه الشبهة هو الآتي: إلى الأخت الفاضلة التي تقول إنها لا تقتنع بالحجاب أتوجه إليها بسؤال وهو: ما دينك؟ تقولين: أنا مسلمة، وأقول لك: هل تعرفين معنى كلمة الإسلام؟ أراك حائرة في إجابة هذا السؤال، إن كلمة الإسلام أيتها الأخت الفاضلة معناها الاستسلام والأنقياد لله عز وجل القائل {وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.. أيتها الأخت الفاضلة.. إن الله قد أمرك بالحجاب، أي انه لا خيار لك في ذلك، لقد انتهى الأمر وحسم بقرآن يُتلى ليوم الدين، فهل لك أن تقتنعي أو لا تقتنعي بأمر قد فرضه الله، ألا تعلمين أن الأصل في العبادات التعبد وتنفيذ أمر الله دون النظر إلى أي شيء آخر!!
إننا عند الوضوء نمسح على الخف أما كان المسح أسفل الخف أولى؟!!..
أين الاستسلام المطلق لله عز وجل؟! أيتها الأخت الفاضلة.. أنت مسلمة فهل أنت مستسلمة لخالقك؟ هل أنت مستسلمة لأوامره؟
تعليق