ساركوزي ورئيس الإمارات يحضران التوقيع
أبو ظبي - وقعت فرنسا والإمارات اليوم الثلاثاء خلال زيارة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أبو ظبي باتفاقية عسكرية، تحظى باريس بموجبها بقاعدة دائمة على الأراضي الإماراتية هي الأولى لها في منطقة الخليج والمواجهة لإيران، كما وقع البلدان اتفاقية للتعاون في المجال النووي السلمي.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية للصحفيين أن باريس ستحظى "بموجب اتفاق لتواجد القوات الفرنسية على الأراضي الإماراتية بقاعدة دائمة لقواتها المتعددة قوامها ما بين 400 و500 عسكري".وستقام القاعدة في إمارة أبو ظبي كبرى الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة وأغناها.
وذكرت الرئاسة أن "القاعدة ستكون دائمة وهي أول قاعدة فرنسية في الخليج. أنها تقع قبالة مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره 40% من النفط في العالم".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأميرال الفرنسي جاك مازار الذي كان مكلفًا التفاوض حول هذه القاعدة قوله: "إن عدد العسكريين في هذه القاعدة ما زال غير معروف، إلا أنه من المتوقع أن يتراوح بين 400 و500 عسكري من القوات المتعددة، أي من سلاح البر وسلاحي الجو والبحرية".
الوجود العسكري الفرنسي
وستناط بعسكريي القاعدة الفرنسية المزمع إنشاؤها مهمة "المشاركة في عمليات الدعم العام للتعاون العسكري الفرنسي مع الإمارات ومع القوات الفرنسية العابرة".من جهته قال إدوار غيو رئيس الأركان الملحق بالرئيس الفرنسي والمكلف بإنجاز هذا المشروع: "إن القاعدة سيتم العمل بها اعتبارًا من العام 2009 وجميع المواقع ستكون في إمارة أبو ظبي".
وتسجل فرنسا حضورًا عسكريًّا مهمًّا في الإمارات علمًا أن البلدين مرتبطان بمعاهدة عسكرية منذ 1995، وتتوقف القوات الفرنسية بشكل دوري في الأراضي الإماراتية. وغالبًا ما تنشر فرنسا في الإمارات بعض العناصر من قوات البر أو الجو.
وقال ساركوزي -الذي يزور الإمارات-: "في إطار امتداد هذا الاتفاق طلب أصدقاؤنا في الإمارات العربية المتحدة منا فتح قاعدة.. وهو ما يظهر صداقتنا وشراكتنا الإستراتيجية مع الإمارات العربية المتحدة وهي مؤشر للجميع على أن فرنسا تسهم في استقرار هذه المنطقة".
إلى ذلك وقعت الدولتان اتفاقًا للتعاون في المجال النووي المدني، وذلك بشخص وزيري خارجيتهما برنار كوشنير والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
تعاون نووي
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية: إن اتفاقية التعاون النووي هي "إطار للتعاون الثنائي بين البلدين في ما يخص تقييم وإمكانية استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية".وأضافت الوكالة أنه بموجب هذه الاتفاقية "ستقوم كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا بتشكيل لجنة مشتركة رفيعة المستوى؛ لمراقبة تنفيذ التعاون في مجالات توليد الطاقة النووية وتحلية المياه والبحوث الأساسية والتطبيقية، فضلاً عن التعاون في مجالات العلوم الزراعية وعلوم الأرض والطب والصناعة".
ومن جهته قال الشيخ عبد الله: "إن هذا الاتفاق لا يتعارض مع التزام دولة الإمارات بالعمل مع بقية دول مجلس التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في دول" مجلس التعاون الخليجي التي قررت إطلاق برنامج مشترك للطاقة النووية المدنية.
وفي هذا السياق أعلنت مجموعتا "أريفا" النووية و"سويز" الكهربائية الفرنسيتان الإثنين 14-1-2007 عن تحالف لا سابق له مع المجموعة النفطية "توتال"، لبيع الإمارات مفاعلين نوويين أوروبيين بالماء المضغوط "آي بي آر".
وأجرى ساركوزي محادثات مع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي أعرب بحسب وكالة الأنباء الإماراتية عن "ارتياحه لما وصلت إليه علاقات التعاون والشراكة التي تربط فرنسا ودولة الإمارات".
سياسة ساركوزي
كما تم التوقيع كذلك على 3 اتفاقيات للتعاون، إحداها في مجال النقل كما تطرق الوفدان إلى مشاريع عقود ممكنة قيمتها 14 مليار يورو بحسب الرئاسة الفرنسية.وأبو ظبي كانت آخر محطة من جولة ساركوزي الخليجية التي بدأها الأحد 13-1-2008 وشملت السعودية وقطر، علمًا أنها الجولة الأولى للرئيس الفرنسي في الخليج منذ انتخابه في مايو الماضي.
وتملك فرنسا في جيبوتي التي تطل على خليج عدن قاعدة إستراتيجية قوامها 2800 عسكري؛ وهي تلعب دورًا مهمًّا في حماية الإمدادات النفطية التي تمر في المنطقة.
وكان تغيير السياسة الفرنسية محور ساركوزي إلى قصر الإليزيه في مايو الماضي، ويتمتع بصداقة قوية مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، وذلك بخلاف سلفه جاك شيراك.
وتعرض ساركوزي لبعض الانتقادات؛ بسبب اقترابه من السياسة الأمريكية وتشبهه برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي كانت تصفه الصحف الغربية بـ"كلب بوش المدلل"، ولكنه رد خلال زيارته للسعودية على ذلك، وقال: "صديق لأمريكا، ولكن صديق حر واقف على قدميه".
ويرى مراقبون أن ساركوزي يسعى من خلال جولته أن يأخذ نصيبًا كبيرًا من الكعكة الخليجية باستغلال المخاوف من إيران؛ ليضع باريس في خط تنافسي مع واشنطن، ويستدلون على ذلك بتزامن الزيارة التي يقوم بها الرئيسان الأمريكي والفرنسي المنطقة في نفس الوقت تقريبًا، ويتدارسان وباستثناءات قليلة نفس الملفات.
المصدر
http://www.islamonline.net/servlet/S...ws%2FNWALayout
تعليق