حين كانت كل من بريطانيا وفرنسا تعدّان على طاولتهما المشتركة تقسيم تركة الرجل المريض بتقسيم الأرض العربية، ووضع معالم حدودها، كان فجر الملك عبدالعزيز قد بدأ بالظهور لإعداد خارطة هذا الوطن المملكة العربية السعودية، وهي احدى الخطوات التوحيدية الكبرى في التاريخ العربي..
المعجزة أن بلداً تتنازعه القبيلة والواحة، وتجمعات مدن صغيرة، وفقيرة في مواردها، ولا توجد وسائل اتصال أو مواصلات، أو موارد طبيعية كان القائد يدرك المسؤولية الكبيرة، وبالفعل استطاع بزحفه أن يخطو الخطوة الأولى، ولعل الكاريزما التي يتمتع بها كقائد، ورجل مبادرات، متصدراً الوضع الإقليمي، والدولي، والتنازع بين قوى راحلة مثل بريطانيا وفرنسا وأخرى قادمة مثل أمريكا، والاتحاد السوفياتي، وفي هذا الوسط العائم على محيط من المفاجآت كانت خطط الملك عبدالعزيز تسير باتجاهها الصحيح رغم كل المصاعب الهائلة.
من مرحلة البناء الأولى، إلى تأسيس هياكل الدولة، شهدت المملكة دورات متتالية، فقد أعلنت نظام الوزارات، والإمارات، وإصدار القرارات التي تنتقل بهذا الكيان من الأعراف والتشكيلات الصغيرة، إلى الدولة بمؤسساتها المتعددة والمختلفة، وباعتبار المهمة الأولى تقف على الانتقال من الأمية إلى التعليم المنهجي، والمتطور لتدعيم كوادر الدولة بالطاقات البشرية، فقد جاء تسارع بناء المدارس والمعاهد، كتمهيد لبناء الكليات والجامعات، وهي الخطوة الأهم في الاعتماد على القوى البشرية الوطنية..
خلال الخمسين، أو السبعين عاماً الماضية، قطعنا الطرق المختلفة وانتقلنا من سور الطين، إلى معالم المدينة الحديثة، ومن أنصاف الأميين إلى العلماء والأطباء، وأصحاب التخصصات النادرة في هندسة الكمبيوتر والتخاطب مع المؤسسات الاقتصادية، والثقافية، والاتصال بالعالم الخارجي في تأسيس شراكة اقتصادية وصناعية وتربوية حتى إن تصنيف المملكة بين الدول الرئيسية في المنطقة اقتصادياً وبسرعة التطور بين دول عالمية أخرى واستقطاب الاستثمارات الأهم والأكبر في محيطها الإقليمي، يؤكد أننا بدأنا العبور من الخطوط الأولى إلى المتقدمة، وهذا لم يأت عشوائياً، بل بترتيب دقيق، وحتى مع بعض التجاوزات والهفوات التي لا تسلم منها أي دولة فإن عوامل التصحيح تأتي تلقائياً، وتنبع من نفس المكوّن الاجتماعي، والسياسي..
المنجزات كبيرة، وهائلة، وهي خيارنا مع الحاضر والمستقبل البعيد والذي تتضافر فيه الجهود الوطنية بكل تشكيلاتها وأنماطها..
المعجزة أن بلداً تتنازعه القبيلة والواحة، وتجمعات مدن صغيرة، وفقيرة في مواردها، ولا توجد وسائل اتصال أو مواصلات، أو موارد طبيعية كان القائد يدرك المسؤولية الكبيرة، وبالفعل استطاع بزحفه أن يخطو الخطوة الأولى، ولعل الكاريزما التي يتمتع بها كقائد، ورجل مبادرات، متصدراً الوضع الإقليمي، والدولي، والتنازع بين قوى راحلة مثل بريطانيا وفرنسا وأخرى قادمة مثل أمريكا، والاتحاد السوفياتي، وفي هذا الوسط العائم على محيط من المفاجآت كانت خطط الملك عبدالعزيز تسير باتجاهها الصحيح رغم كل المصاعب الهائلة.
من مرحلة البناء الأولى، إلى تأسيس هياكل الدولة، شهدت المملكة دورات متتالية، فقد أعلنت نظام الوزارات، والإمارات، وإصدار القرارات التي تنتقل بهذا الكيان من الأعراف والتشكيلات الصغيرة، إلى الدولة بمؤسساتها المتعددة والمختلفة، وباعتبار المهمة الأولى تقف على الانتقال من الأمية إلى التعليم المنهجي، والمتطور لتدعيم كوادر الدولة بالطاقات البشرية، فقد جاء تسارع بناء المدارس والمعاهد، كتمهيد لبناء الكليات والجامعات، وهي الخطوة الأهم في الاعتماد على القوى البشرية الوطنية..
خلال الخمسين، أو السبعين عاماً الماضية، قطعنا الطرق المختلفة وانتقلنا من سور الطين، إلى معالم المدينة الحديثة، ومن أنصاف الأميين إلى العلماء والأطباء، وأصحاب التخصصات النادرة في هندسة الكمبيوتر والتخاطب مع المؤسسات الاقتصادية، والثقافية، والاتصال بالعالم الخارجي في تأسيس شراكة اقتصادية وصناعية وتربوية حتى إن تصنيف المملكة بين الدول الرئيسية في المنطقة اقتصادياً وبسرعة التطور بين دول عالمية أخرى واستقطاب الاستثمارات الأهم والأكبر في محيطها الإقليمي، يؤكد أننا بدأنا العبور من الخطوط الأولى إلى المتقدمة، وهذا لم يأت عشوائياً، بل بترتيب دقيق، وحتى مع بعض التجاوزات والهفوات التي لا تسلم منها أي دولة فإن عوامل التصحيح تأتي تلقائياً، وتنبع من نفس المكوّن الاجتماعي، والسياسي..
المنجزات كبيرة، وهائلة، وهي خيارنا مع الحاضر والمستقبل البعيد والذي تتضافر فيه الجهود الوطنية بكل تشكيلاتها وأنماطها..
الاحد الموافق 11/9/1428هـ أخوكم السعودي : هيرو مكة
تعليق