غلاف الكتاب يجذب القراء ويسهم في عملية التسويق
يعتبر فن التصميم في الوقت الراهن من أهم الفنون التي تطال مختلف الاشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية من اضخم الصناعات الى ابسطها، اذ لا يخفى على احد ان هذا الفن يعتمد عليه وبشكل اساسي في كل المطبوعات والمنشورات، طالما دخلت هذه المطبوعات بعملية البيع والشراء، وبالتالي يجب لفت نظر الناس اليها.
والكتاب بغض النظر عن مضمونه ومؤلفه يختزل في غلافه فكرة الكتاب، ويختزل طريقة دار النشر في تقديمه لجمهور القراءة، كما يقدم ثقافة بصرية للناس.
فهل تعتمد دور النشر «مصمما» يقوم بهذا الدور ام تتركها للصدفة وبالتالي كيف تطورت عملية تقديم الاغلفة في بعض الدور والسؤال الاهم: هل يؤثر غلاف الكتاب على بيعه؟
ومن خلال هذه التساؤلات تبين ان لكل دار نشر تجربتها الخاصة في هذا المجال.
يقول علي بحسون من دار «الفارابي» في بيروت:
«مما لاشك فيه ان الغلاف يساهم بأكثر من 25% في عملية بيع الكتاب فالذي يجذب القاريء الغلاف، والمحتوى، ودور النشر الحديثة الاوروبية مثلا تولي الغلاف عناية خاصة اما بعض الدور العربية التي نحن منها فتخصص فنانا لتصميم الاغلفة فقط، وبالنسبة لنا في دار الفارابي فاننا نعتمد تصاميم الفنان فارس غصوب منذ 5 سنوات».
ويشير بحسون الى ان «الغلاف لم يكتسب هذه الاهمية في فترات سابقة، ولكن الكتاب واكب عملية التطور بكل شيء فان لم يكن الكتاب انيقا لا يمكن ان يسوق بشكل جيد، ومثال ذلك كان لدينا سلسلة فلسفية لم تبع بشكل جيد لكن بعد اعادة طباعتها بدأت تباع بشكل افضل بكثير، فالغلاف يشد القاريء بنسبة مئوية عالية ويساهم بالتالي في ترويجه وبيعه. وبالرغم من وضع تصاميم اغلفتنا الجيد لكننا سنغيرها في خطة جديدة من اجل الاستغناء عن اللون الابيض الذي يعتبر لونا انيقا لكنه ليس عمليا عند الاستعمال الكثير».
اما فالح العنزي من مركز الخليج للأبحاث فيقول بداية انا من الاشخاص الذين قد يشترون كتبا عندما تجذبه اغلفتها اذ ان الغلاف يكون حاسما عندما اتردد في شراء كتاب معين اما عن تجربة المركز بالأغلفة فيقول العنزي: «مواضيع المركز تتعلق بالعلوم والسياسة، ولهذا نبتعد عن الالوان الغامقة، ونلجأ الى الالوان الداكنة، ان طبيعة الموضوع تفرض اللون والتصميم، حتى ان اعتمدنا الوانا فاتحة تأتي ضمن درجات اللون الذي اعتمد كأرضية للغلاف».
ويتحدث قتيبة شيخاني من دار «قتيبة» قائلا: «كانت بداية تجربتنا مع عملية تصميم الاغلفة بدائيا لان التطور التكنولوجي كان بسيطا، وسوق الكتاب كان افضل في الوقت الراهن، فالغلاف لايعار اهتماماً كبيراً الارضية لون واحد، والعنوان لون آخر، اما الآن مع ازدياد عدد الناشرين. والكتب المطبوعة اصبح هناك ضرورة للاهتمام بالغلاف الذي يلعب دورا كبيرا في بيع الكتب اي يساهم بالعملية التسويقية حتى اننا نعتمد في المعارض على بعض «الملصقات» التي تلعب دورا في جذب انتباه الجمهور لرؤية مضمون هذا الكتاب وبالتالي بشرائه فمع الكم الهائل من الكتب اصبح هناك حاجة ماسة للبوسترات».
ويرى شيخاني بأن الغلاف الجيد يتحقق بوجود عناصر مثل العنوان والموضوع واستطرادا مضمون الكتاب، في السابق كان مضمون الكتاب اهم من اي شيء اما الآن فالغلاف والعنوان يلعبان دورا كبيرا في عملية البيع».
ويعتبر احمد غسان سبانو من اتحاد الكتاب والناشرين العرب في بريطانيا : ان الكتاب كل متكامل من المحتوى الذي يعود للمؤلف سواء أكان تأليفا او ترجمة او تحقيقا، ثم الشكل اي شكل اخراج الكتاب، مؤكدا ان شكل اخراج الكتاب يكتسب اهمية كبرى بكونه يجذب القاريء او العكس..
ومن البديهي ان نجد رابطة ما بين اسم الكتاب وشكل الغلاف، وبغيابها نضعف من اهمية الكتاب مثال ذلك كتاب طبع لي بعنوان: «المئة الاوائل» لما اخرج بعد اول طبعة بطريقة مختلفة طبع منه الى الآن 30 طبعة.
ومثال آخر لدينا في الجناح موسوعة «الحصان» التي طبعناها ثلاث مرات بثلاث طرق الاولى من الجلد الخالص والثانية من المخمل والثالثة عادية، لكننا وجدنا ان اقبال الناس كان على الطبعة الفخمة رغم غلاء ثمنها، وهي من الجلد الخالص».
واشار سبانو الى «ان دور النشر في لندن تعتمد على فنانين، ولهذا تأتي النتائج اعظم بكثير، وبالمحصلة نجد مسألة تصميم الغلاف ورواجه بين الناس يعود الى ذوق الناس وثقافتهم البصرية».
وتؤكد منى هينغ من دار منى في السويد ان مؤسستها تولي الاهتمام للكتب التي تخص الاطفال، مشيرة الى اهمية ان تكون الاغلفة جذابة من اجل اثارة رغبة الاطفال في القراءة.
فالغلاف قراءة ابداعية اخرى للكتاب ومدخل مهم لعالم الكتاب، ونحن كدار نشتري الكتاب ونترجمه كما نشتري الرسوم الموجودة في هذا الكتاب باعتبار ان اوروبا سبقت العالم العربي بالتعامل مع الطفل ودراسة نفسيته، ولهذا يقدمون رسوما تحرك النص، وهذا اكثر ما يحرص عليه الاوروبيون بشكل عام.
انتهى
تعليق