اعتناق مبشرة دانماركية لدين الإسلام
والد راندا أرمني أرثوذكسي ووالدتها بوسنية مسلمة لا تعرف من الإسلام سوىاسمه ولم تكن تعرف أنه لا يجوز زواج المسلمة بمسيحي إلا بعد أن اعتنقتابنتها راندا الإسلام.
كانت راندا تدرس في مدرسة خاصة هي المدرسة الكاثوليكية، بدأت تلكالمدرسة توجهها في وقت مبكر لأن تكون مبشرة نظرا لقدرة راندا على تعلماللغات، ولإتقانها بعض اللغات القديمة مثل العبرية والعربية والسريانية،وإن كان ذلك الإتقان في ذلك الوقت يحتاج إلى مزيد من دروس اللغة الخاصةومزيد من الجهد لفهم النصوص الدينية الخاصة بالديانات الثلاث اليهوديةوالمسيحية والإسلام.
تقول "كنت أدرس العربية عند رجل مسلم فاضل كان يعطيني من علوم العربيةوالقرآن ما يفتح آفاق الفضول عندي ولم يحاول الضغط علي في يوم من الأياملكي أكون مسلمة ولكنه كثيرا ما كان يقول لي ( تتحطم السفن عند الشطآن ولايشعر الربان بالأمان إلا عندما يبحر في عرض البحر … فأبحري هداك الله )"
وتضيف "من جهة أخرى كان هناك رجل آخر يقوم بغسل كل ما علق من آثار درسالمسلم بالإضافة إلى إعطائي دروسا أخرى في الفلسفة و السياسة والاجتماعو…. وكان ذلك الرجل من القساوسة الكاثوليك الذين طبع الله على قلوبهمفأصبحت غلفا..كنا نقرأ سويا كتبا عن الإسلام والحركات الإسلامية المعاصرةوعن الملل والنحل وكنا نبحث من خلال ذلك كله عن نقاط التشكيك في الدينالعظيم الإسلام، و أثناء دراستي تلك مع ذلك القس تأثرت قليلا بالديانةالمورمونية التي تحرم المشروبات الروحية والاختلاط في الكنيسة بين الرجالوالنساء .. وكان آخر كتاب أقرأه مع ذلك القس كتاب استعرناه من مكتبةالجامعة اسمه الإسلام بين الشرق والغرب للرئيس البوسني الراحل علي عزتبيكوفيتش ، كان الكتاب باللغة الانكليزية ولكن يبدو أن أحد العرب استعارهقبلي وكتب بقلم رصاص على أحد حواشيه آية ارتعدت لها فرائصي خوفا.. هُوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّأُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِيقُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَالْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُإِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ. خفت كثيرا من تلك الآيةوراجعت ترجمات القرآن بالإنكليزية والفرنسية والدانمركية والبوسنية، فوجدتأن المعنى نفسه.
قلت للقس ألا ندرس القرآن ابتغاء الفتنة؟ .. قال لا نحن ندرسه لننقذ الناس منه؟'
صراع نفسي استمر شهورا أقبلت خلاله راندا على قراءة الكتب الإسلامية والمسيحية وحيدة حتى شعرت بالضياع، وهنا تقول "فقررت أن أذهب إلى الله..
كنت أسكن بعيدة عن أهلي في السكن الجامعي و كانت لي غرفة لا يشاركني فيهاأحد فراودتني فكرة الانتحار لمعرفة الحقيقة، على اعتبار أن الله نلقاه بعدالموت.. فكتبت رسالة ذكرت فيها أسباب الانتحار وقطعت شرايين يدي وذهبت فيغيبوبة كنت أسمع طوال الوقت الآية القائلة ما كان الله ليذر المؤمنين علىما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، و ما كان الله ليطلعكم على الغيبو لكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله و رسله".
و تواصل راندا "أفقت في غرفة الإنعاش و وجدت فوق رأسي القس و أبي و أمي والرجل المسلم الفاضل مدرس العربية فرحوا جدا لإفاقتي من الإغماء و كان أولما قلت لهم أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله، فسقط الأربعةمغشيا عليهم.. إغماؤهم كان واحد و لكن الأسباب شتى و يومها بدأ الإبحار فيعرض المحيط و بدأ الربان يشعر بالأمان.
تعليق