الموضوع منقول
عادل إمام قاد قبل سنوات مظاهرات إعلامية صاخبة دفاعا عن حرية الإبداع ورفضا لوصاية "رجال الدين" على الفن ونحو ذلك من الشعارات .. ، كما أطلق العديد من الأفلام التي تحمل إهانة للمتدين ولرجل الدين "الإسلامي" دون أن تطرف له عين ، هذا بالإضافة إلى خوضه في الزفة الحكومية المسماة "الحرب ضد الإرهاب"
وعادل إمام تجده دائما في الموقع والزمان الذي تحتاجه السلطة ، في نفس خندقها ، ويستحيل أن ترى عادل إمام في موقف "ضد الحكومة" إلا إذا كان مشهدا تمثيليا اضطرارايا في فيلم من الأفلام ..
وفي العامين الأخيرين عندما احتشد الصف الوطني دفاعا عن الحرية واستقلال القضاء وضد التزوير كان عادل إمام في المعسكر المواجه للصف الوطني ، ولا يجد أي حرج في الدفاع عن السلطة وعن التوريث وعن أي شيئ "يستشف" مجرد استشفاف أنه يرضي السلطة ..
المهم أن عادل إمام يجهز فيلما جديدا بعنوان " حسن ومرقص" والفيلم سوف يتعرض لشخصية رجل دين مسيحي ، مما أصاب عادل إمام بالهلع ، فحمل أوراقه وسيناريو الفيلم وذهب إلى البابا شنودة لكي يأخذ "تصريحا" منه بالبدء في انتاج الفيلم ، وجلس عادل إمام أمام البابا شنودة عدة ساعات يشرح له بالتفصيل السيناريو ويؤكد له أنه لا يمس "العقيدة" المسيحية في شيئ ، كما أنه يحترم رجل الدين المسيحي ولا يسيئ إليه في شيء ،
وبعد استيضاحات كثيرة من البابا شنودة وجهد كبير من عادل إمام أصدر البابا له موافقة بالمضي في إنجاز الفيلم فخرج عادل إمام وكله حبور وسعادة بمباركة "رجل الدين" لعمله الفني الجديد ..
أنا من هؤلاء الذين لا يحبون أبدا المتاجرة بالقضايا الدينية ولا استفزاز علماء الدين أو شخوصه ذات الاحترام والهيبة من أجل الشهرة أو الكسب الرخيص ، ولذلك فتعجبي من موقف عادل إمام ليس لأنه حريص على عدم استفزاز رجال الدين ، ولكن تعجبي من ازدواجية موقفه ، من أين كنت تهاجم رجال الدين وتدخلهم في الفن وتقود تظاهرات إعلامية صاخبة هجوما على الكهنوت الديني وهيمنة رجال الدين على الفن والإبداع ورفضا لوصاية رجال الدين على الفن عندما كان رجل الدين المقصود هو الأزهر أو علماء الدين الإسلامي أو الدعاة المسلمون (الحيطة المايلة) ، بينما "تلحس" كل كلامك ومواقفك وترتعد فرائصك عندما يكون رجل الدين المقصود هو رجل الدين المسيحي ، ما الذي تغير ؟ ولماذا كانت الشجاعة والفروسية والبطولة هناك والخناعة والذلة والانبطاح هنا ..
أنا في تقديري أن المسألة متصلة مع عادل إمام في رصده لموقف السلطة ، والسلطة تتحسس غاية التحسس إذا كان الأمر يتعلق بالكنيسة أو رجال الدين الأقباط ، وعادل إمام لا يجرؤ على اتخاذ أي موقف يستفز السلطة ، أو يثير سخطها ، فاشترى دماغه ، ولحس مواقفه وادعاءات البطولة السابقة وذهب إلى رجل الدين "المسيحي" لكي يأخذ مباركته للعمل ويستمد منه الغفران والسماح والعفو في عمله الجديد مقدما خالص آيات الطاعة الفنية مؤكدا على أنه لن يقدم على شيئ يستفز الكنيسة أو يسبب لها إزعاجا
المقال بتصرف يسير
==============
*جمال سلطان .. نائب تحرير جريدة المصريون
توبة عادل إمام !
عادل إمام قاد قبل سنوات مظاهرات إعلامية صاخبة دفاعا عن حرية الإبداع ورفضا لوصاية "رجال الدين" على الفن ونحو ذلك من الشعارات .. ، كما أطلق العديد من الأفلام التي تحمل إهانة للمتدين ولرجل الدين "الإسلامي" دون أن تطرف له عين ، هذا بالإضافة إلى خوضه في الزفة الحكومية المسماة "الحرب ضد الإرهاب"
وعادل إمام تجده دائما في الموقع والزمان الذي تحتاجه السلطة ، في نفس خندقها ، ويستحيل أن ترى عادل إمام في موقف "ضد الحكومة" إلا إذا كان مشهدا تمثيليا اضطرارايا في فيلم من الأفلام ..
وفي العامين الأخيرين عندما احتشد الصف الوطني دفاعا عن الحرية واستقلال القضاء وضد التزوير كان عادل إمام في المعسكر المواجه للصف الوطني ، ولا يجد أي حرج في الدفاع عن السلطة وعن التوريث وعن أي شيئ "يستشف" مجرد استشفاف أنه يرضي السلطة ..
المهم أن عادل إمام يجهز فيلما جديدا بعنوان " حسن ومرقص" والفيلم سوف يتعرض لشخصية رجل دين مسيحي ، مما أصاب عادل إمام بالهلع ، فحمل أوراقه وسيناريو الفيلم وذهب إلى البابا شنودة لكي يأخذ "تصريحا" منه بالبدء في انتاج الفيلم ، وجلس عادل إمام أمام البابا شنودة عدة ساعات يشرح له بالتفصيل السيناريو ويؤكد له أنه لا يمس "العقيدة" المسيحية في شيئ ، كما أنه يحترم رجل الدين المسيحي ولا يسيئ إليه في شيء ،
وبعد استيضاحات كثيرة من البابا شنودة وجهد كبير من عادل إمام أصدر البابا له موافقة بالمضي في إنجاز الفيلم فخرج عادل إمام وكله حبور وسعادة بمباركة "رجل الدين" لعمله الفني الجديد ..
أنا من هؤلاء الذين لا يحبون أبدا المتاجرة بالقضايا الدينية ولا استفزاز علماء الدين أو شخوصه ذات الاحترام والهيبة من أجل الشهرة أو الكسب الرخيص ، ولذلك فتعجبي من موقف عادل إمام ليس لأنه حريص على عدم استفزاز رجال الدين ، ولكن تعجبي من ازدواجية موقفه ، من أين كنت تهاجم رجال الدين وتدخلهم في الفن وتقود تظاهرات إعلامية صاخبة هجوما على الكهنوت الديني وهيمنة رجال الدين على الفن والإبداع ورفضا لوصاية رجال الدين على الفن عندما كان رجل الدين المقصود هو الأزهر أو علماء الدين الإسلامي أو الدعاة المسلمون (الحيطة المايلة) ، بينما "تلحس" كل كلامك ومواقفك وترتعد فرائصك عندما يكون رجل الدين المقصود هو رجل الدين المسيحي ، ما الذي تغير ؟ ولماذا كانت الشجاعة والفروسية والبطولة هناك والخناعة والذلة والانبطاح هنا ..
أنا في تقديري أن المسألة متصلة مع عادل إمام في رصده لموقف السلطة ، والسلطة تتحسس غاية التحسس إذا كان الأمر يتعلق بالكنيسة أو رجال الدين الأقباط ، وعادل إمام لا يجرؤ على اتخاذ أي موقف يستفز السلطة ، أو يثير سخطها ، فاشترى دماغه ، ولحس مواقفه وادعاءات البطولة السابقة وذهب إلى رجل الدين "المسيحي" لكي يأخذ مباركته للعمل ويستمد منه الغفران والسماح والعفو في عمله الجديد مقدما خالص آيات الطاعة الفنية مؤكدا على أنه لن يقدم على شيئ يستفز الكنيسة أو يسبب لها إزعاجا
المقال بتصرف يسير
==============
*جمال سلطان .. نائب تحرير جريدة المصريون
تعليق