Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أما من نهاية لهذا التشرذم العربي؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أما من نهاية لهذا التشرذم العربي؟!

    وها قد رحل الضيف العزيز سريعا، مر كسِنَةٍ حلوة، كلذة خلس، دون أن نشعر بأيامه ولياليه، رحل حاملا معه اعمال العباد، فطوبى لمن كان شاهدا له، وويل لمن رحل شاهدا عليه.
    جاء ورحل، ومازالت الامة العربية على حالها من التشرذم والتفكك، مازالت على حالها من الضعف والتخاذل، من الخنوع والاستسلام واستمراء الذل والهوان.
    رحل الشهر الفضيل حاملا معه مأساة أمة، كانت ذات يوم منارة تشع حضارة وعلما يكفي العالم كله، ونورا يضيء انحاءه.
    لقد كرت مسبحة الأيام العظيمة والليالي الفاضلة، ومرقت كالسهام، وتركتنا كما وجدتنا أمة ضعيفة، مشرذمة، متفرقة، مختلفة .. وهذا هو أس البلاء .. الاختلاف.
    قال الامام محمد عبده .. «إن شر ادواء الشرق داء انقسام أهله، واختلافهم على الاتفاق، واتفاقهم على الاختلاف، فقد اتفقوا على ألا يتفقوا».
    وبعد ما يقرب من قرن ونصف القرن على تلك المقولة، مازالت هي أدق الاوصاف التي تعبر عن حال الأمة العربية.
    فمنذ تلك الأيام .. وقبلها بعهود طويلة، والأمة العربية تعاني من التشرذم والضياع، ولا اكاد ارى العرب قد اتفقوا على قضية من القضايا التي تتصل بمستقبل أمتهم، فها هي القضية الفلسطينية .. مازالت مجالا خصبا للاختلاف، بين الزعماء العرب، بل بين اصحابها انفسهم، ومازالت فتح تصر على الاستئثار بالقرار، وزعماؤها يستظلون بمظلة أولمرت - كوندواليزا رايس ومن وراءهما، ويرفضون الحوار مع حماس إلا بعد ان تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه في شهر يونيو قبل اقتحام حماس لغزة واستيلائها على مقار الفتحاويين.
    ومازالت حماس تصر على موقفها من فتح، وتتمسك بشرعية حكومتها (المقالة) - ولها الحق في ذلك - ومع ذلك فهي تبدي استعدادها للحوار وتصفية الخلافات مع فتح. ومازال زعماء العرب من «معتدلين» و«متطرفين» و«متهاونين»، يتفرجون ويستمتعون بمشاهدة صراع «الإخوة الأعداء».
    فإذا انتقلنا إلى ساحة أخرى على المحيط العربي، واجهتنا قضية لبنان، وما يعج به من خلافات بين قوى 14 آذار و8 آذار و14 نوفمبر وشيعة وسنة ومسيحيين، موارنة ودروز، وأكثرية ومعارضة وما اكثر الطوائف والجماعات، وما اكثر ما يشيع بينها من خلافات في مرحلة فاصلة من تاريخه، يحتاج فيها، أكثر مايحتاج، إلى الوحدة والتماسك والاتفاق، للخروج منها بدون خسائر، حتى يرسو على الشاطئ باختيار رئيس قادر على قيادة السفينة والوصول بها إلى بر الأمان من خلال الاستحقاق الرئاسي.
    ومازال الخلاف قائما، هل يتم انتخاب الرئيس بنصاب الثلثين، أم بنصاب النصف زائدا واحدا ويتمسك كل فريق بموقفه، وإن كانت الخطوة التي قام بها نبيه بري مؤخرا قد تبشر بالخير، إلا أن الاختلاف مازال قائما.
    وإذا تركنا لبنان، واتجهنا إلى ساحة اخرى على المستوى العربي، فسنجد العراق، وما أدراك ما العراق، ومايجرى فيه من تشتت وتشرذم بين أهله الذين عاشوا فيه قرونا من الزمن تحت مظلة الدولة الواحدة من سُنة وشيعة وأكراد، وها هم، بعد أربع سنوات وأكثر من الاحتلال الأميركي، مازالت الصراعات بينهم قائمة، ومازال العراقي يقتل اخاه وينتهك حرمته بأبشع الأساليب، وأفظع الطرق، حتى وصلنا إلى «الحل الحاسم» عن طريق «الأم الرؤوم» أميركا، و«كونغرسها».. بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، فإذا كان ابناء العراق وهم تحت مظلة دولة واحدة تثور بينهم هذه الصراعات.. فكيف الحال بهم عندما يصبحون في ثلاث دويلات متجاورة متعادية؟!.
    ثم لنذهب إلى سوريا ـ في جولة سريعة ـ لنستطلع أحوال وحدتها مع جيرانها، لنجد الخلافات القائمة والتي ملَّ منها طول الزمن، بينها وبين المملكة العربية السعودية، وبين قوى الأكثرية اللبنانية التي إن اصيب أحد أعضائها بنزلة برد قال إن سوريا هي السبب، وبينها وبين دول «الاعتدال» العربية بعد الشرخ الذي حدث بينها وبين زعماء هذه الدول في اعقاب حرب إسرائيل على لبنان في الصيف الماضي عندما وصفهم الرئيس السوري بشار الأسد بـ «اشباه الرجال»، ورغم ما ظهر على السطح من تسويات ومصالحات و«جبر للخواطر» إلا أن آثار هجومه مازالت كامنة في أعماقهم مما جعلهم يتركون سوريا فيما يشبه العزلة لتواجه بمفردها خلافاتها مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة ومع قوى الاكثرية اللبنانية الأمر الذي دفع سوريا ـ ولها الحق في ذلك ـ إلى تكوين حلف سوري ـ إيراني، وتشرك فيه جماعة حزب الله اللبنانية، لتقول: «إذا كان إخواني من العرب قد تخلوا عني وعن نصرة قضيتي في استرداد حقي من الأرض المسلوبة ـ والمتمثلة في الجولان ـ فإن هناك من هو مازال على استعداد للتحالف معي.
    أما الجماهيرية الليبية .. فحدث ولا حرج، لا نكاد نلمس لها وجودا على الساحة منذ انتهاء قضيتها التي شغلت الرأي العام العالمي، قضية ممرضات الايدز، في صفقة مشبوهة، لقد نفضت ليبيا منذ زمن طويل يدها من القضايا العربية، وأعلن زعيمها، قائد الثورة العقيد معمر القذافي، انه انسحب من الجامعة العربية، وأنه تبرأ من الأمة العربية، وراح يبحث لنفسه ولبلده عن دور في الجنوب الافريقي، ثم ما لبث ان عاد خائب الرجاء، فآثر الانغلاق على نفسه في خيمته المتنقلة، مريحا نفسه من كل ما يتقاذف الأمة العربية من خلافات ونزاعات.
    أما بقية الدول العربية، فلم تخل أوضاعها من الخلافات بينها وبين بعضها البعض، أو بين أبنائها داخليا ولكن المساحة لا تكفي لعرضها كلها، فيكفي ان نشير إشارة سريعة الى ما في السودان من صراع بين الشمال والجنوب وفي الأردن بين الحكومة والمعارضة من اخوان مسلمين وحركات معارضة أخرى، وفي مصر المحروسة، التي لا تهدأ فيها قضية خلاف حتى تثور قضية أخرى، من خلاف بين الحكومة والقضاء بسبب تزوير الانتخابات الى خلاف بينها وبين الصحفيين بسبب حرية الرأي والتعبير وقانون حبس الصحفيين الى خلاف بنيها وبين أحزاب المعارضة حول قضية التوريث الى آخره.
    هكذا وجَدَنا شهر رمضان عندما جاءنا، وهكذا تركنا، ولا أشك أنه عندما سيأتينا في العام القادم -إن قدر الله لنا البقاء -، سيجدنا على ما نحن عليه، هذا ان لم نكن أسوأ.
    فما دامت المصالح الشخصية تغلب على تفكير حكام العرب، وما دامت اهدافهم وغاياتهم المحورية صارت هي كيفية الحفاظ على «الكرسي» فلن ينصلح حال أمة العرب، ولن ترى الوحدة التي أمرها الله بها وسيأتي رمضان، ورمضانان، وثلاثة، وعشرة .. والأمة العربية تبحث عن أسباب ضعفها!
    ولا عزاء للوحدة العربية
    وقفة:
    «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

    المصدر : الوطن القطرية



  • #2
    لا نهاية ..
    مــن كثــر كلامه كثــر خطــأه
    ومـن كثــر خطـأه قــــل حيــاه
    ومـن قــــل حياـه قـــل ورعــه
    ومـن قـــل ورعه مات قلبـــــه

    تعليق

    يعمل...
    X