Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هَوَس تأمين المستقبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هَوَس تأمين المستقبل

    من المفاهيم التي يجب تدخل في بوتقة التغيير عند الكثيرين منا اليوم - وبالطبع أنا وأنت منهم - تغيير مفهومنا ونظرتنا للمستقبل. فكثير منا ينشغل بتأمين هذا المستقبل انشغالا لا حدود له , نصرف له جل وقتنا وجهدنا , بل و نستهلك حاضرنا كله لتأمين هذا المستقبل الذي قد لا يأتي , والذي قد لا نصل إليه .

    إن تأمين المستقبل تحول إلى هوس , هوس شغل الناس جميعا , شغل الكبير والصغير, شغل الغني والفقير, شغل العالم والجاهل , شغلنا جميعا ؛ هوس تحول إلى داء , داء تكمن خطورته في كونه عطل أمورا كثيرة عند من ابتلاهم الله به . وأكثر من ابتلاهم الله بهوس تامين هذا المستقبل تجدهم دائما قلقين , حائرين , مضطربين , متسرعين , خائفين . وغالبا ما تجد أكثرهم يتنازلون , يفرطون , يقصرون , يذلون تارة و يداهنون تارة أخرى ؛ باختصار تجدهم ممن يستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير .

    إن هذا المستقبل الذي يشغلنا , ويقلقنا , ونخافه هو ذلك المستقبل الذي قد لا تخرج ملامحه عن صور ذلك اليوم الذي فيه سيداهمنا العمر بإمراضه , وأعراضه , وعدم القدرة فيه على الحركة أو العمل ؛ أو ذلك اليوم الذي سيصدر فيه قرار إحالتنا إلى المعاش , أو إلى التقاعد ؛ أو ذلك اليوم الذي فيه سيتزوج
    (آخر العنقود ) وينصرف - مثل بقية إخوانه- لبيته , و أسرته الجديدة , ويتركنا فيما بين الوحدة و الشيخوخة ؛ أو ذلك اليوم الذي نصبح فيه بالنسبة لأبنائنا أشياءً هامشية خارج حدود الدائرة ؛ أو ذلك اليوم الذي سنفاجئ فيه بوفاة شريك الحياة ويعيش الواحد منا فيه بين تبعات الوحدة وجحود الأبناء . هذه الموروثات - وغيرها - أمور ورثناها وتسربت إلى حياتنا ساهمت بقدر كبير في جعلنا نخشى ذلك المجهول ونهابه , بل ونسعى مبكرين لتأمينه - ليس قدر استطاعتنا فحسب , بل بما هو فوق القدر وفوق الاستطاعة . مما يترتب على هذا من المخاطر ما لا ندرك عواقبه إلا بعد فوات الأوان .

    إن المستقبل الحقيقي الذي يجب أن يشغلنا ليس هو ذلك اليوم الذي نعتقد . إن المستقبل الحقيقي للإنسان يبدأ من لحظة إغلاق قبره عليه , من لحظة مفارقة أهله وأحبابه له , من لحظة عودتهم إلى دورهم وأعمالهم وتركه بلا أنيس ولا رفيق , وحيدا تحت التراب , أنيسه الدود , في وحشة الليل , في ظلمة اللحود , يوم يحال بينه وبين العمل , أو يحال بينه وبين إدراك أو استدراك ما مضى وفات . إن المستقبل الحقيقي الذي يجب أن يشغلنا هو ما بعد الموت: يوم لا ينفع مال , ولا بنون , ولا حسب , ولا نسب , ولا أملاك , ولا ألقاب .( يوم يفر المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه* ). ( عبس 34:37)

    إن تأمين ذلك المستقبل- والذي حتما سنلاقيه- لا يكون إلا بأمور يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد موته - وهي كثيرة- منها : ما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك أن النبي قال: (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته : من عَلّم علماً ، أو أجرى نهراً ، أو حفر بئراً ، أو غرس نخلاً ، أو بنى مسجدا ً، أو ورّث مصحفاً ، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته ( (حسّنه الألباني في صحيح الجامع:3596)

    إنك إذا ما نظرت إلى هذه الوسائل السبعة - التي تضمنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , و التي تساهم في تامين مستقبل الإنسان الحقيقي بعد موته - ستجد أن جزءا كبيرا من مستقبل الإنسان بعد موته مرهون بتفانيه أثناء حياته في خدمة مجتمعه , لا بالانكباب على همه الشخصي ؛ ستجد أنها تحمل دعوة لكل مسلم بان يتحلى بالايجابية , و يتخلى عن السلبية تجاه أهله ,ومجتمعه , ودائرته التي يعيش فيها ؛ ستجد أنها تحمل دعوة بان يعيد كل إنسان تقييمه إلى فلسفته ونظرته إلى الحياة . فليس من مصلحة الإنسان في المجتمع أن يكسب بمفرده , بل يكسب ويكسب معه الآخرون ؛ وليس من مصلحته أن يأكل بمفرده , بل يأكل ويأكل معه الآخرون ؛ وليس من مصلحته أن يعلم بمفرده , بل يعلم ويعلم معه الآخرون ؛ وليس من مصلحته أن يأمن بمفرده , بل يأمن ويأمن معه الآخرون . هنا يأمن المجتمع على حاضره ومستقبله , وبالتالي يأمن أفراده أيضا على مستقبلهم في الدنيا والآخرة .

    هذا الفهم هو الذي جعل
    عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يلبي نداء الواقع على لسان رسول الله- صلى اله عليه وسلم - لما وقف ينادي في الناس :
    من يشتري لنا بئر معونة , ويجعلها صدقة للمسلمين ,
    سقاه الله يوم القيامة من العطش .

    فعلى الفور قام
    عثمان بن عفان- رضي الله عنه - بشرائها وجعلها صدقة للمسلمين يشربون منها وينتفعون بها . ولما فعل هذا لم يكن - رضي الله عنه - منشغلا بالمستقبل الوهمي الذي يشغلنا اليوم , إنما كان مهموما بتأمين مستقبله الحقيقي . كان مهموما بفعل فعل يعود عليه نفعه ومردوده بعد موته .

    نفس الفهم هو الذي جعل
    أبا هريرة - رضي الله عنه وأرضاه - لما دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم الغنائم على أصحابه يجلس غير مكترث بهذه القسمة , ولا بهذه الغنائم . فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له :
    " يا أبا هريرة , ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟ "
    فرد عليه أبو هريرة رد المهموم بتأمين مستقبله الحقيقي :
    يا رسول الله , أسالك أن تعلمني مما علمك الله.
    يقول أبو هريرة :
    فنزع رسول الله رداءه وفرشه , وجلسنا , وحدثني حتى
    استوعبت حديثه ثم قال لي : "اجمعها فصرها إليك . "
    فما أسمى همتك يا أبا هريرة . فلو طلب المال لحازه , ولو طلب نصيبه من الغنائم لناله , ولو فكر في تأمين مستقبله الوهمي لأمَنه . ولكنه طلب ما يبقي على ما يفنى . فلقد ذهب المال , وذهبت الغنائم , وبقى علم أبي هريرة الذي نقله للأمة تتعلم منه وتنهل حتى قيام الساعة. وهذا مما يصب في رصيده - رضي الله عنه وأرضاه - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

    هذا الفهم – أيضا - هو الذي يجعل العقلاء في الأمة لا يكلون ولا يملون من الحديث عن حسن تربية الأبناء والاهتمام بهم . فحسن تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة أحد أهم مراحل تامين المستقبل الحقيقي للإنسان بعد موته .
    فلقمان الحكيم - ذلك الرجل الصالح الذي خيره الله بين النبوة والحكمة ، فاختار الحكمة على النبوة- لما ذكره الله تعالى بأحسن الذكر، و امتن الله عليه بأنفع العلم , تجلت لنا هذه الحكمة , وهذا العلم من بوابة مواعظه ووصاياه التربوية لابنه , وحرصه الكبير على تنشئة الولد الصالح الذي هو أحد أهم روافد تأمين مستقبل الإنسان , بنص حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والذي قال فيه :
    ( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث:
    صدقة جارية , أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له .) " رواه مسلم ".
    وكان من كرم الله علينا أن قص علينا حكمة ذلك الرجل الصالح - لقمان - ليكون لنا فيها الأسوة والمثل , ولنسير على نهجه في عدم الكلل ولا الملل في نصح أبنائنا , ووعظهم بما يفيدهم , وتربيتهم على القيم النبيلة والفضائل السامية التي تسمو بهم , وبمجتمعاتهم . تربية نحوز بها رضا الله أولاً , ومن ثم الفوز باستحسان المجتمع الذي نعيش فيه. وهذا مما يساهم في تامين مستقبل الإنسان بعد موته .

    إن تأمين مستقبلنا الحقيقي مهمة تتطلب منا إنفاذ كل الجهد , و بذل كل الوسع في كل ما نستجمعه من طاقات, ومواهب , ورغبات , ورؤى , وقدرات . إنها مهمة يجب أن تبرز إلى بؤرة اهتمامنا و تحظى بعنايتنا , ووقتنا , وتفكيرنا , وتخطيطنا . فيجب أن نقدر لهذا الأمر قدره . وليس معنى هذا إغفال تامين مستقبلنا القريب- والذي ذكرنا بعضا من صوره - بل نقدر لكل أمر قدره , ولا ننشغل بالذي هو أدنى عن الذي هو خير . ولا ينسينا هوس تأمين مستقبلنا الوهمي تأمين مستقبلنا الحقيقي , وليكن ذلك بفعل كل ما يرضي الله ورسوله , وفعل ما يعود نفعه على الناس في مجتمعاتنا التي نعيش فيها .

    الرياض : 4/ شوال / 1428هـ
    16/ أكتوبر /2007م
    طارق حسن السقا
    alsaqa22@hotmail.com


    هَوَس تأمين المستقبل
    طارق حسن السقا


    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)







  • #2
    موضوع جميل و محترم كصاحبه

    سؤال:هل ربنا فعلا خير سيدنا لقمان بين النبوه و الحكمه

    هوه مش من صفات النبوه الحكمه ؟مش فاهم النقطه دي الحقيقه
    Junior Architect-Ahmed Abdel Aziz
    Mansy

    إن من يختلف معك فكريًا في العالم العربي هو على الأرجح ملحد أو عميل أو شاذ جنسيًا،



    تعليق


    • #3
      شكرا على المقال اخي سعد
      ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون,
      إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار,
      مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء.


      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة mansy1985 مشاهدة المشاركة
        موضوع جميل و محترم كصاحبه

        سؤال:هل ربنا فعلا خير سيدنا لقمان بين النبوه و الحكمه

        هوه مش من صفات النبوه الحكمه ؟مش فاهم النقطه دي الحقيقه
        مرورك أجمل أخي الكريم .

        تفضل و اقرأ ... رغم أنه طويل إلا أنه رائع ... نقلا عن كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور .

        أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولقد آتينا لقمان الحكمة‏}‏ قال‏:‏ يعني العقل، والفهم، والفطنة‏.‏ من غير نبوة‏.‏
        وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان لقمان كان عبدا كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام، فقيل له‏:‏ يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق‏؟‏ قال لقمان‏:‏ ان أجبرني ربي عز وجل قبلت، فاني أعلم أنه ان فعل ذلك أعانني‏.‏ وعلمني‏.‏ وعصمني‏.‏ وإن خيرني ربي قبلت العافية، ولم أسأل البلاء، فقالت الملائكة‏:‏ يا لقمان لم‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري ان ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا ضائعا، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة‏.‏ فعجب الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها، ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة، فقبلها ولم يشترط شرط لقمان، فأهوى في الخطيئة، فصفح عنه وتجاوز‏.‏ وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته فقال داود عليه السلام‏:‏ طوبى لك يا لقمان، أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية، وأوتي داود الخلافة فابتلى بالذنب والفتنة‏"‏‏.‏
        وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولقد آتينا لقمان الحكمة‏}‏ قال‏:‏ العقل‏.‏ والفقه‏.‏ والاصابة في القول في نبوة‏.‏
        وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولقد آتينا لقمان الحكمة‏}‏ قال‏:‏ الفقه في الإسلام، ولم يكن نبيا، ولم يوح اليه‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوة‏.‏ فاختار الحكمة على النبوة، فأتاه جبريل عليه السلام وهو نائم، فذر عليه الحكمة، فاصبح ينطق بها فقيل له‏:‏ كيف اخترت الحكمة على النبوة، وقد خيرك ربك‏؟‏ فقال‏:‏ لو أنه أرسل الي بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه، ولكنت أرجو أن أقوم بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة، فكانت الحكمة أحب الي‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه انه سئل أكان لقمان عليه السلام نبيا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ لم يوح اليه، وكان رجلا صالحا‏.‏
        وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ كان لقمان عليه السلام نبيا‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة‏.‏
        وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ كان لقمان عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا‏.‏
        وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني عليك بمجالس العلماء، واستمع كلام الحكماء، فإن الله يحي القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر‏"‏‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال‏:‏ ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال‏.‏ ولا حسب‏.‏ ولا خصال‏.‏ ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا، طويل التفكر، عميق النظر، لم ينم نهارا قط، ولم يره أحد يبزق، ولا يتنحخ، ولا يبول، ولا يتغوط، ولا يغتسل، ولا يعبث، ولا يضحك، كان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول‏:‏ حكمة يستعيدها اياه، وكان قد تزوج وولد له أولاد، فماتوا فلم يبك عليهم، وكان يغشى السلطان ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر‏.‏ فبذلك أوتي ما أوتي‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال‏:‏ مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال‏:‏ ألست عبد بني فلان‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فما الذي بلغ بك ما أرى‏؟‏ قال‏:‏ تقوى الله، وصدق الحديث، واداء الامانة، وطول السكوت عما لا يعنيني‏.‏
        وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏
        وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ان لقمان الحكيم كان يقول‏:‏ ان الله إذا استودع شيئا حفظه‏"‏‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال‏:‏ ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال‏:‏ وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه، وجعل يعظ ابنه موعظة ويخرج خردلة، فنفذ الخردل فقال‏:‏ يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر‏.‏ فتفطر ابنه‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏قال لقمان لابنه وهو يعظه‏:‏ يا بني إياك والتقنع فإنها مخوفة بالليل، ومذلة بالنهار‏"‏‏.‏
        وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس‏.‏ أن لقمان عليه السلام كان عبدا لداود، وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال‏:‏ نعم درع الحرب هذه‏.‏ فقال لقمان‏:‏ الصمت من الحكمة وقليل فاعله، كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني‏.‏
        وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره، وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته، فقال‏:‏ يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد‏؟‏ قال‏:‏ المؤمن كذا له قلبان‏.‏ قلب يرجو به‏.‏ وقلب يخاف به‏.‏
        وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني أكثر من قول‏:‏ رب اغفر لي‏.‏ فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل‏.‏
        وأخرج البيهقي والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني حملت الحجارة، والحديد، والحمل الثقيل، فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء، يا بني اني قد ذقت المر كله فلم أذق شيئا أمر من الفقر‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني ان العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله، يا بني إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والنصيحة، واذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة، واذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فاخبره أن الدنيا مفارقة متروكة‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة‏.‏
        وأخرج ابن أبي الدنيا في الرضا عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك ان ذلك خير لك‏.‏ قال‏:‏ أهذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت، قال‏:‏ يا بني فإن الله قد بعث نبيا‏.‏ هلم حتى تأتيه فصدقة‏.‏ قال‏:‏ اذهب يا أبت‏.‏ فخرج على حمار وابنه على حمار، وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة، فأخذا أهبتهما لها فدخلاها، فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعإلى النهار، واشتد الحر، ونفد الماء والزاد، واستبطاآ حماريهما، فنزلا فجعلا يشتدان على سوقهما، فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان أمامه فإذا هم بسواد ودخان، فقال في نفسه‏:‏ السواد‏:‏ الشجر‏.‏ والدخان‏:‏ العمران والناس‏.‏
        فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم في الطريق، فخر مغشيا عليه، فوثب اليه لقمان عليه السلام، فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه، ثم نظر اليه فذرفت عيناه فقال‏:‏ يا أبت أنت تبكي وأنت تقول‏:‏ هذا خير لي، كيف يكون هذا خير لي‏؟‏ وقد نفذ الطعام والماء، وبقيت أنا وأنت في هذا المكان، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت، وإن أقمت معي متنا جميعا فقال‏:‏ يا بني‏.‏ أما بكائي فرقة الوالدين، وأما ما قلت كيف يكون هذا خير لي‏؟‏ فلعل ما صرف عنك أعظم مما ابتليت به، ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك، ثم نظر لقمان أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد‏.‏
        واذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض، وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا، فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا قتوارى عنه، ثم صاح به‏:‏ أنت لقمان‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ أنت الحكيم‏؟‏ قال‏:‏ كذلك‏.‏ فقال‏:‏ ما قال لك ابنك‏؟‏ قال‏:‏ يا عبد الله من أنت‏؟‏‏!‏ اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال‏:‏ أنا جبريل‏.‏ أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها، فاخبرت انكما تريدانها، فدعوت ربي ان يحبسكما عنها بما شاء، فحبسكما بما ابتلى به ابنك، ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت، ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائمان ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما، وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء، ثم حملها وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير، فإذا هما في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي‏.‏ انه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه قال‏:‏ ‏{‏انه ان تك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك، فألقاها في عرضه، ثم مكث ما شاء الله، ثم ذكرها وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته‏.‏
        وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني أن لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ ليس غنى كصحة، ولا نعيم كطيب نفس‏.‏
        وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمه، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم‏.‏
        وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه ان لقمان قال لابنه‏:‏ يا بني حملت الجندل‏.‏ والحديد‏.‏ وكل شيء ثقيل‏.‏ فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء، وذقت المر فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر، يا بني لا ترسل رسولك جاهلا، فإن لم تجد حكيما فكن رسول نفسك، يا بني إياك والكذب فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلي صاحبه، يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس، فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا، يا بني لا تأكل شبعا على شبع، فانك ان تلقه للكلب خير من أن تأكله، يا بني لا تكن حلوا فتبلع، ولا مرا فتلفظ‏.‏
        وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوت بالاسحار، وأنت نائم على فراشك‏.‏
        ‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏
        ‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ - قوله تعالى‏:‏ ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏
        وأخرج عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني لا تؤخر التوبة، فإن الموت يأتي بغتة‏.‏
        وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال‏:‏ قيل للقمان عليه السلام‏:‏ ما حكمتك‏؟‏ قال‏:‏ لا أسأل عما قد كفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني‏.‏
        وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي رجل من أهل البصرة قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك‏.‏
        وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام قال‏:‏ لا تنكح أمة غيرك، فتورث بنيك حزنا طويلا‏.‏
        وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال‏:‏ كان لقمان عليه السلام يقول لابنه‏:‏ يا بني اتق الله، ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر‏.‏


        عن أنس رضي الله عنه قال
        : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






        تعليق


        • #5
          وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وابن جرير عن خالد الربعي رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده‏:‏ اذبح لي شاة‏.‏ فذبح له شاة فقال له‏:‏ ائتني بأطيب مضغتين فيها‏.‏ فأتاه باللسان والقلب فقال‏:‏ أما كان شيء أطيب من هذين‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فسكت عنه ما سكت، ثم قال له‏:‏ اذبح لي شاة‏.‏ فذبح له شاة فقال له‏:‏ ألق أخبثها مضغتين‏.‏ فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بأن تأتي بأطيبها مضغتين فأتيني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فالقيت اللسان والقلب، فقال‏:‏ انه ليس شيء بأطيب منها إذا طابا، ولا بأخبث منهما إذا خبثا‏.‏
          وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام‏:‏ ألا أن يد الله على أفواه الحكماء‏.‏ لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له‏.‏
          وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني ما ندمت على الصمت قط وإن كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب‏.‏
          وأخرج أحمد عن قتادة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني اعتزل الشر كيما يعتزلك، فإن الشر للشر خلق‏.‏
          وأخرج عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان عليه السلام - يا بني إياك والرغب كل الرغب، فإن الرغب كل الرغب ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ ينفذ القرب من القرب، ويترك الحلم مثل ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ الرطب، يا بني إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم‏.‏
          وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه‏:‏ يا بني اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم، فانك ان تك عالما ينفعك علمك، وإن تك غبيا يعلموك، وإن يطلع الله عز وجل اليهم برحمة تصبك معهم، يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله، فانك ان تك عالما لا ينفعك علمك، وإن تك عييا يزيدوك عيا، وإن يطلع الله اليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم، ويا بني لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين، فإن له عند الله قاتلا لا يموت‏.‏
          وأخرج عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك العلماء‏.‏
          وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ مكتوب في الحكمة - يعني حكمة لقمان - لتكن كلمتك طيبة، وليكن وهجك بسيطا، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال‏:‏ مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون‏.‏ وقال‏:‏ مكتوب في الحكمة‏:‏ كما تزرعون تحصدون‏.‏ وقال‏:‏ مكتوب في الحكمة‏:‏ أحب خليلك وخليل أبيك‏.‏
          وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال‏:‏ قيل للقمان عليه السلام‏:‏ أي الناس اصبر‏؟‏ قال‏:‏ صبر لا معه أذى‏.‏ قيل‏:‏ فأي الناس أعلم‏؟‏ قال‏:‏ من ازداد من علم الناس إلى علمه‏.‏ قيل فأي الناس خير‏؟‏ قال‏:‏ الغني‏.‏ قيل‏:‏ الغني من المال‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ ولكن الغني إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس‏.‏
          وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال‏:‏ قيل للقمان عليه السلام‏:‏ أي الناس شر‏؟‏ قال‏:‏ الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا‏.‏
          وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال‏:‏ وجدت في بعض الحكمة‏.‏ يبرد الله عظام الذين يتكلمون باهواء الناس، ووجدت في الحكمة‏:‏ لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت، فإن مثل ذلك رجل احتطب حطبا فحمل حزمة، فذهب يحملها، فعجز عنها فضم اليها أخرى‏.‏
          وأخرج أحمد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام‏:‏ يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم‏.‏
          وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ أي بني أن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثير، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان بالله، وشراعها التوكل على الله، لعلك ان تنجو، ولا أراك ناجيا‏.‏
          وأخرج عبد الله في زوائده عن عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني اني حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء، وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر‏.‏
          وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه ان لقمان قال‏:‏ أقصر من اللجاجة، ولا أنطق فيما لا يعنيني، ولا أكون مضحاكا من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب‏.‏
          وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال‏:‏ قرأت في الحكمة‏:‏ من كان له من نفسه واعظا كان له من الله حافظا، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا، والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية‏.‏
          وأخرج أحمد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني أنزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك، و لا بد لك منه، يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة‏.‏
          وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ أي بني ان الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك‏.‏
          وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني جالس الصالحين من عباد الله فانك تصيب بمجالستهم خيرا، ولعله أن يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم، يا بني لا تجالس الأشرار فانك لا يصيبك من مجالستهم خير، ولعله أن يكوه في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم‏.‏
          وأخرج أحمد عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام‏:‏ الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضي الله عنه‏:‏ أي أبا نجيح من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله‏.‏
          وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني إذا انتهيت إلى نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام، ثم أجلس في ناحيتهم، فإن افاضوا في ذكر الله فاجلس معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم‏.‏
          وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضي الله تعالى عنه‏:‏ ان لقمان قدم من سفر فلقيه غلام في الطريق فقال‏:‏ ما فعل أبي‏؟‏ قال‏:‏ مات‏.‏ قال‏:‏ الحمد لله ملكت أمري قال‏:‏ ما فعلت أمي‏؟‏ قال‏:‏ ماتت‏.‏ قال‏:‏ ذهب همي قال‏:‏ ما فعلت امرأتي‏؟‏ قال‏:‏ ماتت قال‏:‏ جدد فراشي قال‏:‏ ما فعلت أختي‏؟‏ قال‏:‏ ماتت قال‏:‏ سترت عورتي قال‏:‏ ما فعل أخي‏؟‏ قال‏:‏ مات قال‏:‏ انقطع ظهري‏.‏
          وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء‏.‏
          وأخرج عن عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني امتنع مما يخرج من فيك فانك ما سكت سالم، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك‏.‏
          وأخرج أحمد عن محمد بن واسع رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم‏.‏
          وأخرج أحمد عن بكر المزني رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام‏:‏ ضرب الوالد لولده كالماء للزرع‏.‏
          وأخرج القالي في أماليه عن العتبي قال‏:‏ بلغني ان لقمان عليه السلام كان يقول‏:‏ ثلاثة لا يعرفون إلا ثلاثة مواطن‏.‏ الحليم عند الغضب‏.‏ والشجاع عند الحرب‏.‏ وأخوك عند حاجتك اليه‏.‏
          وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه، وإلا فاحذره‏.‏
          وأخرج الدار قطني عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى، فدار أنت اليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد‏.‏
          وأخرج ابن المبارك عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام كان يقول‏:‏ اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين‏.‏ إذا ذكرتك لم يعينوني، واذا نسيتك لم يذكروني، واذا أمرت لم يطيعوني، وإن صمت أحزنوني‏.‏
          وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان عليه السلام قال لابنه‏:‏ يا بني عود لسانك ان يقول‏:‏ اللهم اغفر لي‏.‏ فإن لله ساعة لا يرد فيها الدعاء‏.‏
          وأخرج الخطيب عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام لابنه‏:‏ يا بني إياك والدين فإنه ذل النهار هم الليل‏.‏
          وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان لابنه‏:‏ يا بني ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته، وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته‏.‏
          وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال‏:‏ قال لقمان عليه السلام‏:‏ إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال‏:‏ يقول لعله أن يأتي وقد نزع أربعة أعين‏.‏
          وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال الله عز وجل‏"‏يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري، وتدعو الي وتفر مني، وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض‏"‏ ثم يتلو الحسن {‏ان الشرك لظلم عظيم‏}‏‏.


          عن أنس رضي الله عنه قال
          : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة khaliiiiid مشاهدة المشاركة
            شكرا على المقال اخي سعد
            العفو أخي خالد ... شكرا على المرور .


            عن أنس رضي الله عنه قال
            : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






            تعليق


            • #7
              ملاحضه
              ان تامين الحياة له معنى اخر غير ما يفهمه البعض
              هو تامين عادي وضيفته انه يغطي سواء ان اكانت اصابه سطحيه او كبيرة او حتى الممات (حسب ما يتفق عليه ) فمنه للعمل تغطيه شامله ومنه تغطيه اكثر شموله للعمل وغير العمل
              والفارق بين التمين العادي وتامين الحياة انه يساهم ماديا اكثر

              في فلسطين 48 اي تحت الحكم الصهيوني التامين اجباري ( التامين العادي )
              يعني اي شخص مغطى من تكاليف المستشفى وله تخفيض بالادويه والصراحه هذا مفيد جدا
              لانه من قبل سنين كان الاب يوخذنا ويحكمنا على حسابو الخاص ويا عالم مين يقدر يدفع ومين لا والادويه انتو خير العارفين انها غاليه بشكل عام
              وايضا لو اصيب عامل فانه يعوض بمبلغ مادي عن الايام اللي ما اشتغل فيها (يعني حسب ما يقرر الطبيب )
              وتكاليف المستشفى مدفوعه من التامين
              وطبعا هم يقبضون شهريا مبلغ بسيط حيث لا يذكر امام هذه الخدمات والجيد في هذا انك لا تدفع بل ان صاحب العمل هو يدفعها بموجب القانون

              الان اندرج ايضا خصوصا في نطاق العمل ما يسمى تامين الحياة وهذا اختياري
              من حسناته انه لو اصيب ايا كان باصابه عمل وكان مامن تامين حياة فانه يقبض اصابه كامله
              يعني التامين العادي يعطيك حسب التقدير ويعطوك على نصف اليوم يعني نص عليهم ونص عليك
              اما تامين الحياة فان في حال التامين العادي اعترف باصابتك فغير اللي تقبضو من التامين العادي فانه يدفع على كل يوم بيومه يعني لو انت باليوم بتقبض 50 دولار فهو يدفع لك على كل يوم تجلسه 50 دولار
              هذا بحال اصابه عمل وطبعا في ناس يصيبهم عاهة مستديمه مما لا يمكنهم العمل ابدا فتامين الحياة يبقى يدفع لهم وفق الشروط التي تتفق فيها معهم
              ايضا من حسناته
              فرضا اب عنده خمس اولاد توفى في العمل او بغير العمل
              شو تسوي زوجته بالعربي الناس تعبانه ولو حتاخذ من هون وهون فما راح يعيشو الاولاد بحال افضل من حال ما كان ابوهم يصرف عليهم وانتو خير من يعرف
              فتامين الحياة بموجب شهريه المتوفي يكمل يدفع لزوجه المتوفي طوال الوقت

              هذا يساعد حيث ان الزوجه يمكنها اعاله اولادها وان تبقيهم بحال جيده وتصرف عليهم
              كما ايضا ان المبلغ الذي تقبضه يمكنها من توفير مبلغ منه لان تبني لاولادها مستقبلا وكما ايضا فان البنك يعطيها تخصيصات مثل قرض دون فائده ومن هذا القبيل

              عن نفسي لم اؤمن نفسي تامين حياة لكن بشكل عام اجده جيد بل وممتاز

              لكن التامين العادي مغطيني لو اصبت اقبض وما ادفع تكاليف المستشفى وبنفس لو عطلت ايام عمل التامين العادي يعوضني فيها
              وخصوصا بايام الشتاء العمل يقل عنا
              فاروح لمكتب العمل واقدم فيه على اني عاطل عن العمل وبموجبهم يقومون بدفع لي شهري

              فالسؤال لماذا هذه الشركات ليست مسلمه

              تعليق

              يعمل...
              X