Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تسبوا الدهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تسبوا الدهر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ... أما بعد:
    مما لاشك فيه أن الله سبحانه وتعالى هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لا معبود بحق إلا هو ...سبحانه جل في علاه له صفات الحمد كاملة ، المنزه من كل نقص وعيب وغيره معيب وناقص.
    باختصار: أحب أن أورد لك أخي الفاضل في هذا البيان. "بيان معنى الدهر" الذي شرحه لنا العلماء الربانيين الذين هم سراجٌ لنا في ظلمة الشبهات.

    *****
    قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (( قال الله – تعالى – يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل، والنهار )).
    قال ابن كثير: (( معناه أنهم يقولون: يا خيبة الدهر، فعل كذا وكذا. فيسندون أفعال الله – تعالى – إلى الدهر، ويسبونه، وإنما الفاعـل هو الله – عز وجـل -، فنهى عن ذلك، هكذا قرره الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما من العلماء )) (2).
    وقال شيخ الإسلام: (( للناس في هذا الحديث قولان:
    أحدهما: قول أبي عبيد وأكثر العلماء: إنه خرج الكلام فيه لرد ما يقوله أهل الجاهلية، ومن أشبههم: فإنهم إذا أصابتهم مصيبة، أو منعوا أغراضهم، أخذوا يسبون الدهر، والزمان، يقول أحدهم: قبح الله الدهر الذي شتت شملنا، ولعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا، وما يقع كثيرا من الشعراء، وأمثالهم، كقولهم: يا دهر، فعلت كذا، وهم يقصدون سب من فعل تلك الأمور ويضيفونها إلى الدهر، فيقع السب على الله – تعالى وتقدس -؛ لأنه هو الذي فعل تلك الأمور، وأحدثها، والدهر مخلوق له، هو الذي يصرفه، ويقلبه.
    والتقدير: أن ابن آدم يسب من فعل هذه الأمور، وأنا فعلتها، فإذا سب الدهر فمقصوده سب الفاعل، وإن أضاف الفعل إلى الدهر، فالدهر لا فعل له، وإنما الفاعل هو الله وحده.
    وهذا كرجل قضى عليه قاض بحق، أو أفتاه مفت بحق، فجعل يقول: لعن الله من قضى بهذا، أو أفتى بهذا، ويكون ذلك من قضاء النبي – صلى الله عليه وسلم – وفتياه، فيقع السب عليه، وإن كان الساب لجهله أضاف الأمر إلى المبلغ، وهو ليس له إلا فعل التبليغ.
    وأما الزمان، فلا فعل له، وإنما الله هو الذي يقلبه ويصرفه.
    والقول الثاني: قول نعيم بن حماد، وطائفة معه: أن الدهر من أسماء الله، ومعناه: القديم الأزلي.
    وهذا المعنى صحيح؛ لأن الله – تعالى – هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، ولكن لا يسمى بالدهر، الذي هو الزمان، أو ما يجري مجرى الزمان )) (3).
    وقال ابن قتيبة: (( معناه: أن العرب في الجاهلية يقولون: أصابني الدهر في مالي، ونالتني قوارع الدهر، وبوائقه، ويقول الهرم: حناني الدهر. فينسبون كل شيء تجري به أقدار الله – عز وجل – عليهم من موت، أو سقم، أو ثكل، أو هرم إلى الدهر، ويلعنونه، ويسمونه: المنون، كما ذكر الله عنهم: أَم يَقُولُونَ شَاعِرُ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ والمنون: المنية، قال أبو ذؤيب:
    أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع

    فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( لا تسبوا الدهر، إذا أصابتكم المصائب ولا تنسبوها إليه، فإن الله – عز وجل – هو الذي أصابكم بذلك، لا الدهر )) (1).
    وهذا هو ما ذكره شيخ الإسلام عن جمهور العلماء.
    وكثير من الناس واقعون في هذا المنكر. وتقدم الكلام فيه.
    والمقصود هنا: قوله: (( قال الله: يؤذيني ابن آدم )). وهذا خبر يتضمن النهي، والله – تعالى – يتأذى من فعل بني آدم، ولكن لا يضره شيء تعالى وتقدس، ووجه الشاهد منه أن هذا القول صدر من الله فيه إخباره – تعالى – عما يقع له من بني آدم، وهو بمعنى النهي والزجر، ومعلوم أنه لا يقع شيء إلا بإذنه وإرادته، ومن يسب الدهر كأنه يريد تبديل حكم الله وأمره الذي وجدت به الكائنات.
    وقولـه: (( وأنا الدهر )) لا يدل على أنه تعالى اسمه الدهر؛ لأنه فسره بقوله: (( بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )) فكونه تعالى بيده الأمر يقلب الليل والنهار، هو معنى قوله: (( أنا الدهر )).

    المرجع: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري الجزء الثاني.
    تأليف: عبدالله بن محمد الغنيمان ... رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

    (2) (( تفسير ابن كثير )) (3/517).

    (3) (( مجموع الفتاوى )) (2/493-494).

    (1) (( تأويل مختلف الحديث )) (ص151).


    -------------------------------------------------------------

    منقول
    إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ فأنت ومالك الدنيـا سـواء

  • #2
    جزاك الله خير على هذا الموضوع الرائع
    لاتـدع الـيأس يسـيطر عليـك
    فابنـي في جـدرانه حبـــل

    يوصــلك الى بصيــص ضوء

    ستعــرف حينها ان الامــل موجود
    فتمــسك به ولاتدع اليأس يقتلك

    تعليق


    • #3
      موضوع مهم و مفيد .
      شكرا لك اخى الكريم.

      تعليق


      • #4
        أشكركم أخوتي على المرور
        إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ فأنت ومالك الدنيـا سـواء

        تعليق

        يعمل...
        X