تويت
[تقرير]هل تصنع سوني محركات ألعاب البلاي ستيشن3 ؟ منقول
السلام عليكم
تحدثنا سابقا ومرارا عبر موقعكم جيم ماستر عن الأخبار التي تفيد بأن سوني تنوي صنع محركات ألعاب الجيل القادم على البلاي ستيشن3 بنفسها وبواسطة مصمميها ومهندسيها ثم انتقلنا إلى أن سوني لا تريد تعميم ذلك على جميع الألعاب بل لمن يشاء حتى تكون عملية التطوير أسهل وأسرع ولتظهر الألعاب بجودة عالية ووقفنا حتى الأخبار التي تفيد بأن سوني قد بدأت فعلا في هذه الخطوة. بعد أن تحدثنا عن مثل هذه الأخبار لمسنا رفضا شديدا لهذه الخطوة من قبل محبي سوني وعشاقها وغيرهم أيضا وبرروا رفضهم بأن ذلك قد يساهم في إطلاق الألعاب بنمط واحد وبرتيبة واحدة مما يعني مزيدا من التكرار وغياب المنافسة الواضحة. هذه الآراء ظهرت عند بداية ظهور الأخبار التي تفيد بنية سوني القيام بالخطوة التي ذكرناها, وبعد ظهور الأخبار التي تفيد بأن سوني لا تريد تعميم هذا على جميع الألعاب انقسمت فئة المعارضين إلى قسمين فمنهم من تمسك بعناد شديد برأيه دون أن يبدي تفسيرا منطقيا لذلك, والقسم الآخر أعلن تأييده ولكن بتحفظ شديد أو حذر إن صح التعبير. لذلك دعونا نناقش سويا أبعاد هذه القضية عبر هذا الموضوع المخصص لمنتدى البلاي ستيشن2 في منتديات جيم ماستر.
كاعتقاد شخصي, أرى أن هذه الخطوة إن صحت الأخبار التي تحدثت عنها بمثابة لعبة ذكية من سوني, فجميعنا يعرف أن سوني لا تقوم بأي خطوة من خطواتها إلا بعد دراسات مستفيضة من جميع النواحي, وهنا أتذكر جيدا مقولة كاز هيراي الشهيرة في إحدى المقابلات الصحفية عندما سؤل حول إمكانية تعثر جهاز سوني القادم ال PSP ورد بكل هدوء وحزم: " لو كان تخطيطنا قد أظهر أن نسبة تعثر ال PSP هي 1 % لكنا ألغينا المشروع" ويا له من رد واثق من شخص عرف بثقته الزائدة التي يمكن أن نسميها " غرور مطلق ! ". قد يستهزئ البعض من مقولة كاز هيراي هذه, ويرى أن كلامه ليس له أي دليل ملموس, ولمن لا يعرف حقائق سوني جيدا فإنه لا يعرف أن مهندسي ومصممي سوني في العام 2000 قد عرضوا نسخة مبدئية لجهاز ألعاب محمول تعمل الألعاب عليه بواسطة عصا الذاكرة من سوني الشهيرة Memory Stick إلا أن قسم الأبحاث والتطوير في الشركة رفع بدراساته وتقريره حول المشروع إلى كين كوتراجي الذي أمر فورا بإيقاف العمل عليه والبدء من جديد من نقطة الصفر بعد أن ثبت عدم جدوى المشروع لسوني من جميع النواحي لاسيما النواحي التقنية والتسويقية في تلك الفترة. وبعد هذه السنوات من التطوير لتأتي سوني في الوقت المناسب وبعد دراستها لتقرر إطلاق جهازها المحمول الأول. حتى لا نخرج كثيرا عن قضيتنا الأساسية, فإن تصميم محركات ألعاب البلاي ستيشن الثالث من قبل سوني نفسها تعتبر خطوة جريئة فعلا, وبعد أن ذكرت بعض الأخبار ان هذه المحركات ليست للتعميم وليست لجميع الألعاب بل لمن يريدها ندرك أن سوني أدركت وضع السوق جيدا. فصناعة محركات الألعاب ليست وليدة اللحظة, فعالم ألعاب الحاسب الشخصي وما أدراك ما عالم ألعاب الحاسب الشخصي مازالت تقدم هذه الصناعة, بل الحقائق تقول أن أغلب ألعاب الحاسب الشخصي هي لمحركات متشابهة, فهناك محرك بلايمي Blimy الشهير من شركة كلايمكس الذي صنعت به الكثير من الألعاب, وهناك محرك لعبة أنريل Unreal الأشهر والتي صنعت به أغلب ألعاب التصويب منها رينبو سكس 3 التي استخدمت نسخة تم ترقيتها منه, ولماذا لا نكون أكثر قربا, فلعبة ماكس بين2 على الحاسب الشخصي صنعت بواسطة مكتبات ومحركات شهيرة ونضرب مثلا لذلك المحرك الفيزيائي للعبة هافوك Havok الذي يعتبر الأفضل ( استخدم في لعبة ديوس إكس إنفزيبل وور و ميدل أوف أونور باسيفيك آسولت, سيستخدم أيضا في لعبة هاف لايف 2 وبين كيلر). والقائمة طويلة و لا مجال لذكرها, فوجود محركات ألعاب جاهزة ومكتبات برمجية تطبيقية جاهزة يساعد كثيرا في تسهيل عملية تطوير الألعاب وهذا ما يفسر تفضيل أغلب المبرمجين والشركات للعمل على الحاسب الشخصي إضافة للميزات الكثيرة التي يتمتع بها. ماذا قلنا فبل قليل؟ تسهيل عملية تطوير الألعاب؟ اممم.. مشكلة عويصة لازمت سوني دوما, وقد تكون هي السبب في نية سوني صنع محركات الألعاب لجهاز البلاي ستيشن الثالث بنفسها حسبما أفادت الأخبار الغير رسمية. إن هذه الخطوة في رأيي توفر العديد من المكاسب القيمة لسوني نفسها عبر عدة محاور, وهي:
1- تسهيل عملية تطوير الألعاب:
نعم, فمثلما ذكرنا أن وجود المحركات الجاهزة يساعد كثيرا ولدرجة كبيرة في تسهيل عملية التطوير, فسوني عانت كثيرا من هذه المشكلة, ونذكر أن في بداية انطلاقة البلاي ستيشن الثاني عانينا نحن وسوني من الألعاب السيئة نظرا للصعوبة التي واجهها المطورون في البرمجة, خصوصا من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة, ومازالت هذه المشكلة قائمة عند هذه الشركات مما يسبب حتى الآن الكثير من الخسائر لسوني, فعندما تقدم سوني محركات جاهزة للألعاب للشركات الراغبة في التطوير بشكل مبسط ومشروح إن صح التعبير للشركات سيساهم هذا في عملية تطوير سهلة ومن غير مشاكل, وبالتالي راحة أكبر في العمل وإتاحة فرص أكبر للإبداع وبالتالي ألعاب ذات جودة جيدة. وإذا ظهرت ألعاب بجودة مقبولة فهذا مكسب لسوني وحلفائها أولا وللاعب ثانيا. الأمر الآخر الذي قد يدعو سوني للتفكير جديا بصنع محركات ألعاب هي كابوس البرمجة المعقدة المتوقعة لجهاز البلاي ستيشن3. فقد أجمع عدد من الخبراء والتقنيين على أن البرمجة على البلاي ستيشن الثالث ستكون أكثر تعقيدا بأضعاف من البرمجة على البلاي ستيشن2 نظرا لنظام الهندسة المعمارية المعقد الذي يقوم عليه الجهاز والذي يحاكي عمل عدة معالجات في معالج واحد أو كما يشبه عمل الخلايا في جسم الإنسان ومن ذلك نعرف سبب تسمية معالج سوني المتطور بالخلية. بعد تأكيدات الخبراء ظهرت بعد التصريحات الصحفية من قبل بعض مطوري الألعاب الذين أبدوا ذهولهم وصعقهم من عملية البرمجة المعقدة هذه. و تسربت بعض الأخبار التي تفيد بأن سوني قامت بشكل سري بجلب بعض مطوري الألعاب من شركاتها وشركات حلفائها لوضع حلول تمكن من تفادي هذه المشكلة وقابل ذلك صمت رهيب من سوني مما يعني صحة هذه الأخبار لحد كبير.
2- ظهور ألعاب أكثر من السابق وبمستوى جيد:
سهولة البرمجة ستؤدي إلى وقت أقصر في عملية التطوير مما يفتح الباب على مصراعيه لرغبة الشركات المتزايدة في تطوير المزيد من الألعاب, ولكن قد تكون الآية مقلوبة هنا, فكثرة المعروض لن تؤثر على المستوى العام كما في السابق, فالشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحدثنا عنها كانت دوما تبحث عن الربح المادي بأقل تكلفة وبأقل جهد ولكنها اصطدمت ببرمجة معقدة ومكلفة على البلاي ستيشن2 وجهد أكبر والنتيجة لعبة سيئة وبائسة من جميع النواحي, التقنية والفنية. إذن كما قلنا سابقا الوضع مختلف, لا حاجة لتطوير محرك جديد يصطدم بصعوبة في البناء ومهارة ليست عالية أو رخيصة بالأصح, بل يوجد محرك بإمكانيات متفوقة ومكتبة برمجية شبه جاهزة ودعم تقني لاستخراج خبايا المحرك التقنية ودفعه لقمة عطائه وبالتالي تكلفة أقل وجهد أقل واهتمام أكثر بأسلوب اللعب لنحصل على لعبة متوسطة في أسوء الحالات, لا أقول أن الألعاب السيئة ستختفي تماما بل ستساهم خطة سوني المزعومة في تقليلها.
3- ظهور ألعاب بتقنيات وإمكانيات متفوقة:
نعم, فسوني إذا ما أرادت تنفيذ هذه الخطوة فلن تقوم بصنع محركات رخيصة أو على الماشي مثلما يقال, بل يبدو واضحا أنها ستكون عالية الجودة, فإمبراطورية سوني تمتلك مجموعة من أفضل صانعي المحركات في العالم ورجاء لا مكان للمتعصبين هنا, فأفضل محرك لعبة سباقات هو محرك لعبة جران توريزمو المذهل خصوصا في الجانب الفيزيائي, وأفضل محرك للعبة بلاتفورم هو محرك لعبة جاك2 بلا منازع, ولا ننسى محركات ألعاب أخرى قوية كآيكو وكيل زون المذهلة على الرغم أننا لم نشاهد منها سوى مقاطع فيديو, وغير ذلك من الألعاب, قد يظهر بعض النقص في إمكانيات سوني في صنع محركات الألعاب فسوني حتى الآن لم تقدم لنا لعبة قتالية على مستوى عالي أو حتى بمحرك قوي أو لعبة تمثيل أدوار قوية " باستثناء ليجند أوف دراجون على البلاي ستيشن ون" لذلك فاستعانة سوني بحلفائها المقربين جدا كسكوير إينكس في صنع محرك لعبة تمثيل أدوار أو نامكو في صنع محرك لعبة قتالية, توقعات مستقبلية قد تكون غريبة خصوصا أننا بنيناها على أخبار لم تتأكد بشكل رسمي حتى الآن!!
4- تميز لسوني وحفظ لحقوقها وجذب المزيد من الشركات للتطوير على أجهزتها:
إذا استرسلنا في الحديث مجددا, نجد أن صنع محركات ألعاب متفوقة من قبل سوني هي خطوة في قمة الذكاء والخبث, فسوني بهذه الخطوة ستقطع الطريق على الشركات المنافسة من مشاركتها في ألعابها, كيف ذلك؟ الإجابة بسيطة, في الوقت الحالي تقوم بعض شركات تطوير الألعاب بصنع ألعابها عبر محركات تقوم بصنعها هي وبعد أن تصدرها على جهاز سوني نفاجأ بالشركة التي تبحث عن الربح المادي بإصدار اللعبة على أجهزة أخرى, لكن الوضع سينقلب الآن, فإذا تفاجأت تلك الشركات التي تبحث عن الربح المادي بكابوس برمجي لا يمكن الاستيقاظ منه إلا بتوفر مصممين مهرة ستلجأ إلى المحركات التي صنعتها سوني, حينها تكون الكرة في ملعب سوني وبالتأكيد لن تسمح سوني بسرقة جهود مصمميها واستخدامها في إصدار ألعاب لشركات منافسة وبإمكانيات متفوقة, وربما تسمح ولكن ستكون بمقابل إما مادي أو حتى وضع عبارة صنعت اللعبة بواسطة محرك شركة سوني الفلاني وجميع الحقوق محفوظة كما هو مشاهد في ألعاب الحاسب الشخصي مما يعني أن سوني ستستفيد من هذه الخطوة كثيرا. هل أدركت الآن مدى خبث سوني؟
هذه النقاط التي يمكن أن نسميها المحاور الرئيسية, ويمكن أن نلخص فوائدها في سهولة البرمجة وجذب المزيد من الشركات للتطوير والحفاظ على المستوى العام الجيد للألعاب وظهورها بشكل متفوق والتقليل من وجود الألعاب ذات التقنيات السيئة والضعيفة إضافة للمكاسب الأخرى التي قد تتمناها سوني. كالعادة في مواضيع النقاشات المبهمة تظهر الكثير من الأسئلة, وسأحاول قدر الإمكان الإجابة عليها. قد يسأل شخص ما ويقول أن مثل هذه الخطوة قد تضع الخيارات ضيقة جدا أمام مطوري ألعاب الفيديو وتظهر شركة سوني على أنها شركة استغلالية وتمارس مفهوم الابتزاز عبر أسلوب إما أن تطور على محركاتنا أو تقضي شهورا وربما سنوات في تطوير محرك خاص بك لتظهر في النهاية لعبة بائسة وإما أن لا تطور على أجهزتنا مما قد يسبب نفور الشركات من التطوير. الإجابة ستكون كالتالي, بالعكس الخيارات لن تكون ضيقة بل ستزداد, فحسبما سمعنا وأعدنا وها نحن نكرر بأن الباب مفتوح لتطوير محركات خاصة بالشركات, ولن يكون ضروريا استخدام محركات سوني لتطوير الألعاب على البلاي ستيشن الثالث,ولكن هذه الخطوة تستهدف بشكل أكبر الشركات الضعيفة والمتوسطة المستوى بشكل خاص, فمثل هذه الشركات لا تتوفر لها إمكانية صنع محركات جيدة لأسباب عدة منها قلة الموارد المالية الضخمة أو عدم وجود الأيدي الماهرة, فتظهر ألعاب سيئة مما سينعكس سلبا على الجهاز وسمعته, ولذلك ستكون محركات سوني هي الحل الأمثل خصوصا إن وجد دعم فني وتقني من قبل سوني مما سيساعد الكثير من هذه الشركات على مواصلة عملها بكل سهولة. بالنسبة للشركات الضخمة فقد تواجه بعض المشاكل في البداية كما رأينا على البلاي ستيشن الثاني, ولكن مع مرور الأيام ستظهر القدرة على التعامل الجيد مع الجهاز خصوصا أن هذه الشركات تمتلك موظفين على درجة كبيرة من الخبرة والمهارة, فالمسألة يمكن أن نسميها مسألة وقت وستتمكن هذه الشركات من صنع محركاتها دون صعوبة إذا أرادت مزيدا من الاستقلالية وهذا ما أتوقعه. جيسون روبين مؤسس نوتي دوج وصانع سلسلة كراش بانديكوت وجاك أند داكستر ذكر في لقاء صحفي العديد من النقاط المهمة حيث قال: " عندما عملنا على جاك أند داكستر الأولى لم تكن لدينا القدرة على صنع جرافيكس وأنيميشن بنفس الجودة التي ظهرت في الجزء الثاني من اللعبة, ليس السبب قدرات الجهاز المحدودة أو صياغة أفضل من السابق, إنها مسألة معرفة, البلاي ستيشن2 جهاز معقد ولكنه عميق للغاية". نعم, جيسون روبين أصاب كبد الحقيقة, فالذي لا يتابع نشاطات سوني عن كثب لا يعلم أن هذا العام وضمن لقاء مطوري البلاي ستيشن السنوي Playstation Developers Meeting وضمن فعاليات اللقاء قامت سوني الأوروبية بعرض برنامج مصمم من قبل سوني الأوروبية عبر قسم الأبحاث والتطوير سمي بمحلل الأداء Performance Analyzer حيث قامت سوني باختبار أداء أفضل ألعاب البلاي ستيشن2 مظهرا, وهنا كانت المفاجئة, 60 % من الألعاب التي تم اختبارها والتي تعتبر الأفضل مظهرا على البلاي ستيشن2 لم تستخدم قدرات الجهاز بالشكل المطلوب, حيث أظهر محلل الأداء أن المطورين استخدموا قدرات الجهاز بشكل سطحي دون النظر أو محاولة اكتشاف مميزات الجهاز وقدراته الفعلية, فقد تبين أن الألعاب المحصورة في النسبة المذكورة لم تستخدم وحدة النقل Vector Unit ( وحدة مساعدة لمعالج البلاي ستيشن2 الرئيسي إيموشن إنجين) مما جعل المطورين يعتقدوا أنهم وصلوا للحد الأعلى من قدرات الجهاز, ولكن المفاجئة الكبرى حين أعلنت سوني عن اللعبة الأفضل أداء في الاختبار ( لم تكشف عنها سوني ولكن هناك أخبار تقول بأنها جاك 2) حيث أظهرت أن اللعبة استخدمت جزءا كبيرا من وحدة النقل Vector Unit مما أدى إلى زيادة قدرة الجهاز على عرض المضلعات أكثر بضعفين من السابق وأسرع بمرتين. هنا تم التأكد من أن قدرات البلاي ستيشن2 الحقيقة لم تظهر حتى الآن وبينت سوني عبر اللقاء كيفية الحصول على مظهر أفضل للألعاب, ومن هذا كله نستنج أن سوني عرفت بدعمها القوي لمطوري الألعاب عبر لقاءات مطوري البلاي ستيشن السنوية, وستواصل دعمها بالتأكيد حين وصول البلاي ستيشن3 الذي يبدو أنه سيسير على خطى أبيه البلاي ستيشن2, والأمر الآخر هو أن قدرات أجهزة سوني دائما ما تتطلب مزيدا من الأيدي الماهرة والخبرات العالية والكثير من الوقت حتى تظهر قدرات الجهاز الحقيقية, فأفضل المطورين فشل غالبيتهم في استخراج قدرات البلاي ستيشن2 الحقيقة فما بالنا بالمطورين من الشركات الصغيرة والمتوسطة؟ هل علمت السبب الحقيقي في تدهور مستوى ألعاب البلاي ستيشن2 الآتية من هذه الشركات؟ لا ضير في أن تبقى الشركات تطور لسنوات محركات الألعاب, فمحرك لعبة جاك أند داكستر تم العمل على صنعه مدة ثلاث سنوات, ولعبة كيل زون استغرق سنتين, ولعبة آيكو 2 ونصف. فالأمر عادي جدا. قد يأتي سؤال آخر ويقول مع الزمن ستصبح هذه المحركات قديمة فهل من المعقول أن تستمر الشركات في تطوير ألعابها على محركات قديمة؟ الإجابة سهلة, بالطبع إذا تم ذلك فمن المحتمل أن تقوم سوني بترقية محركاتها وتحديثها أولا بأول وتزويد الشركات المطورة بآخر التحديثات, الأمر الآخر أنه ليس على سوني وحدها تحمل كل ذلك, فترقية المحرك ورفع مستواه تعتمد على مهارة فريق البرمجة والتطوير, فمثلا لعبة جاك 2 حصلت على ملايين المضلعات الإضافية على الرغم من أن المحرك هو نفسه محرك الجزء الأول وظهرت اللعبة بشكل مغاير تماما وكل ذلك في ظرف سنة ونصف. الأمر ذاته ينطبق على جران توريزمو 4 حيث أكد كازانوري ياماوتشي أن السبب ليس وجود محرك جديد لكامل اللعبة, فقد تم الإبقاء على محرك الرسومات كما هو وتم تغيير المحرك الفيزيائي والتغيير في الجرافيكس يعود لمهارة فريق التصميم.
خلاصة الكلام أني أرى عبر رأيي الشخصي أن سوني ستوفق كثيرا فيما لو أقدمت على هذه الخطوة, لأنها وبكل بساطة ستقدم العديد من الإيجابيات التي ستطغى على السلبيات التي ربما ستظهر, من هذه السلبيات التي من الممكن أن تظهر على السطح أن مصممي سوني ليس لديهم الوقت الكافي لصنع المزيد من المحركات أو حتى تحديثها لو لزم الأمر, فجميعنا يعلم أن فروع سوني تعمل على مدار السنة, بل حتى أن ألعابها غالبا ما تكون تحت فترة تطوير طويلة وهذه سمة غريبة في الشركات التابعة لسوني, فمثلا لعبة آيكو ظلت سنوات عديدة تحت التطوير بعد أن كانت مقررة أصلا لجهاز البلاي ستيشن الأول وتم إلغائها وإعادة بنائها لتقضي 3 سنوات أخرى ومن ثم تصدر على الجهاز الأسود, وإن أردنا مثالا آخر فجران توريزمو وسلسلة تأجيلاتها المستمرة ليست ببعيدة عنا, والقائمة تزداد بذي جيت أواي وجاك أند داكستر و برايمل...الخ. ليس هذا وحسب بل لا ننسى أن سوني حشدت ما يقرب ال 70% من طاقتها لدعم جهازها القادم ال PSP وأن غالبية فرقها دون استثناء قد بدأت في تطوير مشاريع لهذا الجهاز حسبما أشيع.. الشاهد أن صنع المحركات قد يسبب لخبطة في أوراق سوني إن لم يكن هناك تخطيط جيد ومسبق. لحظة.. إلى أين وصلنا؟ يبدو أننا استرسلنا في الحديث كثيرا وتجاهلنا أن هذه الأخبار ليست رسمية بعد ولم يؤكد أي شيء حتى الآن من قبل سوني حول نيتها تصنيع محركات, فهل هي أخبار ترويجية فقط من قبل متابعي ألعاب الفيديو لاستثارة الحماس كما تعودنا دائما قبل إطلاق أي جهاز جديد, هذا ما يقوله العقل حتى الآن, ولكن مازلت أقدم دعمي لهذه الخطوة وأتمنى فعلا من سوني الإقدام عليها.
تحياتي.... وبانتظار مشاركاتكم وتفاعلكم ...
منقول للأمانة
تحدثنا سابقا ومرارا عبر موقعكم جيم ماستر عن الأخبار التي تفيد بأن سوني تنوي صنع محركات ألعاب الجيل القادم على البلاي ستيشن3 بنفسها وبواسطة مصمميها ومهندسيها ثم انتقلنا إلى أن سوني لا تريد تعميم ذلك على جميع الألعاب بل لمن يشاء حتى تكون عملية التطوير أسهل وأسرع ولتظهر الألعاب بجودة عالية ووقفنا حتى الأخبار التي تفيد بأن سوني قد بدأت فعلا في هذه الخطوة. بعد أن تحدثنا عن مثل هذه الأخبار لمسنا رفضا شديدا لهذه الخطوة من قبل محبي سوني وعشاقها وغيرهم أيضا وبرروا رفضهم بأن ذلك قد يساهم في إطلاق الألعاب بنمط واحد وبرتيبة واحدة مما يعني مزيدا من التكرار وغياب المنافسة الواضحة. هذه الآراء ظهرت عند بداية ظهور الأخبار التي تفيد بنية سوني القيام بالخطوة التي ذكرناها, وبعد ظهور الأخبار التي تفيد بأن سوني لا تريد تعميم هذا على جميع الألعاب انقسمت فئة المعارضين إلى قسمين فمنهم من تمسك بعناد شديد برأيه دون أن يبدي تفسيرا منطقيا لذلك, والقسم الآخر أعلن تأييده ولكن بتحفظ شديد أو حذر إن صح التعبير. لذلك دعونا نناقش سويا أبعاد هذه القضية عبر هذا الموضوع المخصص لمنتدى البلاي ستيشن2 في منتديات جيم ماستر.
كاعتقاد شخصي, أرى أن هذه الخطوة إن صحت الأخبار التي تحدثت عنها بمثابة لعبة ذكية من سوني, فجميعنا يعرف أن سوني لا تقوم بأي خطوة من خطواتها إلا بعد دراسات مستفيضة من جميع النواحي, وهنا أتذكر جيدا مقولة كاز هيراي الشهيرة في إحدى المقابلات الصحفية عندما سؤل حول إمكانية تعثر جهاز سوني القادم ال PSP ورد بكل هدوء وحزم: " لو كان تخطيطنا قد أظهر أن نسبة تعثر ال PSP هي 1 % لكنا ألغينا المشروع" ويا له من رد واثق من شخص عرف بثقته الزائدة التي يمكن أن نسميها " غرور مطلق ! ". قد يستهزئ البعض من مقولة كاز هيراي هذه, ويرى أن كلامه ليس له أي دليل ملموس, ولمن لا يعرف حقائق سوني جيدا فإنه لا يعرف أن مهندسي ومصممي سوني في العام 2000 قد عرضوا نسخة مبدئية لجهاز ألعاب محمول تعمل الألعاب عليه بواسطة عصا الذاكرة من سوني الشهيرة Memory Stick إلا أن قسم الأبحاث والتطوير في الشركة رفع بدراساته وتقريره حول المشروع إلى كين كوتراجي الذي أمر فورا بإيقاف العمل عليه والبدء من جديد من نقطة الصفر بعد أن ثبت عدم جدوى المشروع لسوني من جميع النواحي لاسيما النواحي التقنية والتسويقية في تلك الفترة. وبعد هذه السنوات من التطوير لتأتي سوني في الوقت المناسب وبعد دراستها لتقرر إطلاق جهازها المحمول الأول. حتى لا نخرج كثيرا عن قضيتنا الأساسية, فإن تصميم محركات ألعاب البلاي ستيشن الثالث من قبل سوني نفسها تعتبر خطوة جريئة فعلا, وبعد أن ذكرت بعض الأخبار ان هذه المحركات ليست للتعميم وليست لجميع الألعاب بل لمن يريدها ندرك أن سوني أدركت وضع السوق جيدا. فصناعة محركات الألعاب ليست وليدة اللحظة, فعالم ألعاب الحاسب الشخصي وما أدراك ما عالم ألعاب الحاسب الشخصي مازالت تقدم هذه الصناعة, بل الحقائق تقول أن أغلب ألعاب الحاسب الشخصي هي لمحركات متشابهة, فهناك محرك بلايمي Blimy الشهير من شركة كلايمكس الذي صنعت به الكثير من الألعاب, وهناك محرك لعبة أنريل Unreal الأشهر والتي صنعت به أغلب ألعاب التصويب منها رينبو سكس 3 التي استخدمت نسخة تم ترقيتها منه, ولماذا لا نكون أكثر قربا, فلعبة ماكس بين2 على الحاسب الشخصي صنعت بواسطة مكتبات ومحركات شهيرة ونضرب مثلا لذلك المحرك الفيزيائي للعبة هافوك Havok الذي يعتبر الأفضل ( استخدم في لعبة ديوس إكس إنفزيبل وور و ميدل أوف أونور باسيفيك آسولت, سيستخدم أيضا في لعبة هاف لايف 2 وبين كيلر). والقائمة طويلة و لا مجال لذكرها, فوجود محركات ألعاب جاهزة ومكتبات برمجية تطبيقية جاهزة يساعد كثيرا في تسهيل عملية تطوير الألعاب وهذا ما يفسر تفضيل أغلب المبرمجين والشركات للعمل على الحاسب الشخصي إضافة للميزات الكثيرة التي يتمتع بها. ماذا قلنا فبل قليل؟ تسهيل عملية تطوير الألعاب؟ اممم.. مشكلة عويصة لازمت سوني دوما, وقد تكون هي السبب في نية سوني صنع محركات الألعاب لجهاز البلاي ستيشن الثالث بنفسها حسبما أفادت الأخبار الغير رسمية. إن هذه الخطوة في رأيي توفر العديد من المكاسب القيمة لسوني نفسها عبر عدة محاور, وهي:
1- تسهيل عملية تطوير الألعاب:
نعم, فمثلما ذكرنا أن وجود المحركات الجاهزة يساعد كثيرا ولدرجة كبيرة في تسهيل عملية التطوير, فسوني عانت كثيرا من هذه المشكلة, ونذكر أن في بداية انطلاقة البلاي ستيشن الثاني عانينا نحن وسوني من الألعاب السيئة نظرا للصعوبة التي واجهها المطورون في البرمجة, خصوصا من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة, ومازالت هذه المشكلة قائمة عند هذه الشركات مما يسبب حتى الآن الكثير من الخسائر لسوني, فعندما تقدم سوني محركات جاهزة للألعاب للشركات الراغبة في التطوير بشكل مبسط ومشروح إن صح التعبير للشركات سيساهم هذا في عملية تطوير سهلة ومن غير مشاكل, وبالتالي راحة أكبر في العمل وإتاحة فرص أكبر للإبداع وبالتالي ألعاب ذات جودة جيدة. وإذا ظهرت ألعاب بجودة مقبولة فهذا مكسب لسوني وحلفائها أولا وللاعب ثانيا. الأمر الآخر الذي قد يدعو سوني للتفكير جديا بصنع محركات ألعاب هي كابوس البرمجة المعقدة المتوقعة لجهاز البلاي ستيشن3. فقد أجمع عدد من الخبراء والتقنيين على أن البرمجة على البلاي ستيشن الثالث ستكون أكثر تعقيدا بأضعاف من البرمجة على البلاي ستيشن2 نظرا لنظام الهندسة المعمارية المعقد الذي يقوم عليه الجهاز والذي يحاكي عمل عدة معالجات في معالج واحد أو كما يشبه عمل الخلايا في جسم الإنسان ومن ذلك نعرف سبب تسمية معالج سوني المتطور بالخلية. بعد تأكيدات الخبراء ظهرت بعد التصريحات الصحفية من قبل بعض مطوري الألعاب الذين أبدوا ذهولهم وصعقهم من عملية البرمجة المعقدة هذه. و تسربت بعض الأخبار التي تفيد بأن سوني قامت بشكل سري بجلب بعض مطوري الألعاب من شركاتها وشركات حلفائها لوضع حلول تمكن من تفادي هذه المشكلة وقابل ذلك صمت رهيب من سوني مما يعني صحة هذه الأخبار لحد كبير.
2- ظهور ألعاب أكثر من السابق وبمستوى جيد:
سهولة البرمجة ستؤدي إلى وقت أقصر في عملية التطوير مما يفتح الباب على مصراعيه لرغبة الشركات المتزايدة في تطوير المزيد من الألعاب, ولكن قد تكون الآية مقلوبة هنا, فكثرة المعروض لن تؤثر على المستوى العام كما في السابق, فالشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحدثنا عنها كانت دوما تبحث عن الربح المادي بأقل تكلفة وبأقل جهد ولكنها اصطدمت ببرمجة معقدة ومكلفة على البلاي ستيشن2 وجهد أكبر والنتيجة لعبة سيئة وبائسة من جميع النواحي, التقنية والفنية. إذن كما قلنا سابقا الوضع مختلف, لا حاجة لتطوير محرك جديد يصطدم بصعوبة في البناء ومهارة ليست عالية أو رخيصة بالأصح, بل يوجد محرك بإمكانيات متفوقة ومكتبة برمجية شبه جاهزة ودعم تقني لاستخراج خبايا المحرك التقنية ودفعه لقمة عطائه وبالتالي تكلفة أقل وجهد أقل واهتمام أكثر بأسلوب اللعب لنحصل على لعبة متوسطة في أسوء الحالات, لا أقول أن الألعاب السيئة ستختفي تماما بل ستساهم خطة سوني المزعومة في تقليلها.
3- ظهور ألعاب بتقنيات وإمكانيات متفوقة:
نعم, فسوني إذا ما أرادت تنفيذ هذه الخطوة فلن تقوم بصنع محركات رخيصة أو على الماشي مثلما يقال, بل يبدو واضحا أنها ستكون عالية الجودة, فإمبراطورية سوني تمتلك مجموعة من أفضل صانعي المحركات في العالم ورجاء لا مكان للمتعصبين هنا, فأفضل محرك لعبة سباقات هو محرك لعبة جران توريزمو المذهل خصوصا في الجانب الفيزيائي, وأفضل محرك للعبة بلاتفورم هو محرك لعبة جاك2 بلا منازع, ولا ننسى محركات ألعاب أخرى قوية كآيكو وكيل زون المذهلة على الرغم أننا لم نشاهد منها سوى مقاطع فيديو, وغير ذلك من الألعاب, قد يظهر بعض النقص في إمكانيات سوني في صنع محركات الألعاب فسوني حتى الآن لم تقدم لنا لعبة قتالية على مستوى عالي أو حتى بمحرك قوي أو لعبة تمثيل أدوار قوية " باستثناء ليجند أوف دراجون على البلاي ستيشن ون" لذلك فاستعانة سوني بحلفائها المقربين جدا كسكوير إينكس في صنع محرك لعبة تمثيل أدوار أو نامكو في صنع محرك لعبة قتالية, توقعات مستقبلية قد تكون غريبة خصوصا أننا بنيناها على أخبار لم تتأكد بشكل رسمي حتى الآن!!
4- تميز لسوني وحفظ لحقوقها وجذب المزيد من الشركات للتطوير على أجهزتها:
إذا استرسلنا في الحديث مجددا, نجد أن صنع محركات ألعاب متفوقة من قبل سوني هي خطوة في قمة الذكاء والخبث, فسوني بهذه الخطوة ستقطع الطريق على الشركات المنافسة من مشاركتها في ألعابها, كيف ذلك؟ الإجابة بسيطة, في الوقت الحالي تقوم بعض شركات تطوير الألعاب بصنع ألعابها عبر محركات تقوم بصنعها هي وبعد أن تصدرها على جهاز سوني نفاجأ بالشركة التي تبحث عن الربح المادي بإصدار اللعبة على أجهزة أخرى, لكن الوضع سينقلب الآن, فإذا تفاجأت تلك الشركات التي تبحث عن الربح المادي بكابوس برمجي لا يمكن الاستيقاظ منه إلا بتوفر مصممين مهرة ستلجأ إلى المحركات التي صنعتها سوني, حينها تكون الكرة في ملعب سوني وبالتأكيد لن تسمح سوني بسرقة جهود مصمميها واستخدامها في إصدار ألعاب لشركات منافسة وبإمكانيات متفوقة, وربما تسمح ولكن ستكون بمقابل إما مادي أو حتى وضع عبارة صنعت اللعبة بواسطة محرك شركة سوني الفلاني وجميع الحقوق محفوظة كما هو مشاهد في ألعاب الحاسب الشخصي مما يعني أن سوني ستستفيد من هذه الخطوة كثيرا. هل أدركت الآن مدى خبث سوني؟
هذه النقاط التي يمكن أن نسميها المحاور الرئيسية, ويمكن أن نلخص فوائدها في سهولة البرمجة وجذب المزيد من الشركات للتطوير والحفاظ على المستوى العام الجيد للألعاب وظهورها بشكل متفوق والتقليل من وجود الألعاب ذات التقنيات السيئة والضعيفة إضافة للمكاسب الأخرى التي قد تتمناها سوني. كالعادة في مواضيع النقاشات المبهمة تظهر الكثير من الأسئلة, وسأحاول قدر الإمكان الإجابة عليها. قد يسأل شخص ما ويقول أن مثل هذه الخطوة قد تضع الخيارات ضيقة جدا أمام مطوري ألعاب الفيديو وتظهر شركة سوني على أنها شركة استغلالية وتمارس مفهوم الابتزاز عبر أسلوب إما أن تطور على محركاتنا أو تقضي شهورا وربما سنوات في تطوير محرك خاص بك لتظهر في النهاية لعبة بائسة وإما أن لا تطور على أجهزتنا مما قد يسبب نفور الشركات من التطوير. الإجابة ستكون كالتالي, بالعكس الخيارات لن تكون ضيقة بل ستزداد, فحسبما سمعنا وأعدنا وها نحن نكرر بأن الباب مفتوح لتطوير محركات خاصة بالشركات, ولن يكون ضروريا استخدام محركات سوني لتطوير الألعاب على البلاي ستيشن الثالث,ولكن هذه الخطوة تستهدف بشكل أكبر الشركات الضعيفة والمتوسطة المستوى بشكل خاص, فمثل هذه الشركات لا تتوفر لها إمكانية صنع محركات جيدة لأسباب عدة منها قلة الموارد المالية الضخمة أو عدم وجود الأيدي الماهرة, فتظهر ألعاب سيئة مما سينعكس سلبا على الجهاز وسمعته, ولذلك ستكون محركات سوني هي الحل الأمثل خصوصا إن وجد دعم فني وتقني من قبل سوني مما سيساعد الكثير من هذه الشركات على مواصلة عملها بكل سهولة. بالنسبة للشركات الضخمة فقد تواجه بعض المشاكل في البداية كما رأينا على البلاي ستيشن الثاني, ولكن مع مرور الأيام ستظهر القدرة على التعامل الجيد مع الجهاز خصوصا أن هذه الشركات تمتلك موظفين على درجة كبيرة من الخبرة والمهارة, فالمسألة يمكن أن نسميها مسألة وقت وستتمكن هذه الشركات من صنع محركاتها دون صعوبة إذا أرادت مزيدا من الاستقلالية وهذا ما أتوقعه. جيسون روبين مؤسس نوتي دوج وصانع سلسلة كراش بانديكوت وجاك أند داكستر ذكر في لقاء صحفي العديد من النقاط المهمة حيث قال: " عندما عملنا على جاك أند داكستر الأولى لم تكن لدينا القدرة على صنع جرافيكس وأنيميشن بنفس الجودة التي ظهرت في الجزء الثاني من اللعبة, ليس السبب قدرات الجهاز المحدودة أو صياغة أفضل من السابق, إنها مسألة معرفة, البلاي ستيشن2 جهاز معقد ولكنه عميق للغاية". نعم, جيسون روبين أصاب كبد الحقيقة, فالذي لا يتابع نشاطات سوني عن كثب لا يعلم أن هذا العام وضمن لقاء مطوري البلاي ستيشن السنوي Playstation Developers Meeting وضمن فعاليات اللقاء قامت سوني الأوروبية بعرض برنامج مصمم من قبل سوني الأوروبية عبر قسم الأبحاث والتطوير سمي بمحلل الأداء Performance Analyzer حيث قامت سوني باختبار أداء أفضل ألعاب البلاي ستيشن2 مظهرا, وهنا كانت المفاجئة, 60 % من الألعاب التي تم اختبارها والتي تعتبر الأفضل مظهرا على البلاي ستيشن2 لم تستخدم قدرات الجهاز بالشكل المطلوب, حيث أظهر محلل الأداء أن المطورين استخدموا قدرات الجهاز بشكل سطحي دون النظر أو محاولة اكتشاف مميزات الجهاز وقدراته الفعلية, فقد تبين أن الألعاب المحصورة في النسبة المذكورة لم تستخدم وحدة النقل Vector Unit ( وحدة مساعدة لمعالج البلاي ستيشن2 الرئيسي إيموشن إنجين) مما جعل المطورين يعتقدوا أنهم وصلوا للحد الأعلى من قدرات الجهاز, ولكن المفاجئة الكبرى حين أعلنت سوني عن اللعبة الأفضل أداء في الاختبار ( لم تكشف عنها سوني ولكن هناك أخبار تقول بأنها جاك 2) حيث أظهرت أن اللعبة استخدمت جزءا كبيرا من وحدة النقل Vector Unit مما أدى إلى زيادة قدرة الجهاز على عرض المضلعات أكثر بضعفين من السابق وأسرع بمرتين. هنا تم التأكد من أن قدرات البلاي ستيشن2 الحقيقة لم تظهر حتى الآن وبينت سوني عبر اللقاء كيفية الحصول على مظهر أفضل للألعاب, ومن هذا كله نستنج أن سوني عرفت بدعمها القوي لمطوري الألعاب عبر لقاءات مطوري البلاي ستيشن السنوية, وستواصل دعمها بالتأكيد حين وصول البلاي ستيشن3 الذي يبدو أنه سيسير على خطى أبيه البلاي ستيشن2, والأمر الآخر هو أن قدرات أجهزة سوني دائما ما تتطلب مزيدا من الأيدي الماهرة والخبرات العالية والكثير من الوقت حتى تظهر قدرات الجهاز الحقيقية, فأفضل المطورين فشل غالبيتهم في استخراج قدرات البلاي ستيشن2 الحقيقة فما بالنا بالمطورين من الشركات الصغيرة والمتوسطة؟ هل علمت السبب الحقيقي في تدهور مستوى ألعاب البلاي ستيشن2 الآتية من هذه الشركات؟ لا ضير في أن تبقى الشركات تطور لسنوات محركات الألعاب, فمحرك لعبة جاك أند داكستر تم العمل على صنعه مدة ثلاث سنوات, ولعبة كيل زون استغرق سنتين, ولعبة آيكو 2 ونصف. فالأمر عادي جدا. قد يأتي سؤال آخر ويقول مع الزمن ستصبح هذه المحركات قديمة فهل من المعقول أن تستمر الشركات في تطوير ألعابها على محركات قديمة؟ الإجابة سهلة, بالطبع إذا تم ذلك فمن المحتمل أن تقوم سوني بترقية محركاتها وتحديثها أولا بأول وتزويد الشركات المطورة بآخر التحديثات, الأمر الآخر أنه ليس على سوني وحدها تحمل كل ذلك, فترقية المحرك ورفع مستواه تعتمد على مهارة فريق البرمجة والتطوير, فمثلا لعبة جاك 2 حصلت على ملايين المضلعات الإضافية على الرغم من أن المحرك هو نفسه محرك الجزء الأول وظهرت اللعبة بشكل مغاير تماما وكل ذلك في ظرف سنة ونصف. الأمر ذاته ينطبق على جران توريزمو 4 حيث أكد كازانوري ياماوتشي أن السبب ليس وجود محرك جديد لكامل اللعبة, فقد تم الإبقاء على محرك الرسومات كما هو وتم تغيير المحرك الفيزيائي والتغيير في الجرافيكس يعود لمهارة فريق التصميم.
خلاصة الكلام أني أرى عبر رأيي الشخصي أن سوني ستوفق كثيرا فيما لو أقدمت على هذه الخطوة, لأنها وبكل بساطة ستقدم العديد من الإيجابيات التي ستطغى على السلبيات التي ربما ستظهر, من هذه السلبيات التي من الممكن أن تظهر على السطح أن مصممي سوني ليس لديهم الوقت الكافي لصنع المزيد من المحركات أو حتى تحديثها لو لزم الأمر, فجميعنا يعلم أن فروع سوني تعمل على مدار السنة, بل حتى أن ألعابها غالبا ما تكون تحت فترة تطوير طويلة وهذه سمة غريبة في الشركات التابعة لسوني, فمثلا لعبة آيكو ظلت سنوات عديدة تحت التطوير بعد أن كانت مقررة أصلا لجهاز البلاي ستيشن الأول وتم إلغائها وإعادة بنائها لتقضي 3 سنوات أخرى ومن ثم تصدر على الجهاز الأسود, وإن أردنا مثالا آخر فجران توريزمو وسلسلة تأجيلاتها المستمرة ليست ببعيدة عنا, والقائمة تزداد بذي جيت أواي وجاك أند داكستر و برايمل...الخ. ليس هذا وحسب بل لا ننسى أن سوني حشدت ما يقرب ال 70% من طاقتها لدعم جهازها القادم ال PSP وأن غالبية فرقها دون استثناء قد بدأت في تطوير مشاريع لهذا الجهاز حسبما أشيع.. الشاهد أن صنع المحركات قد يسبب لخبطة في أوراق سوني إن لم يكن هناك تخطيط جيد ومسبق. لحظة.. إلى أين وصلنا؟ يبدو أننا استرسلنا في الحديث كثيرا وتجاهلنا أن هذه الأخبار ليست رسمية بعد ولم يؤكد أي شيء حتى الآن من قبل سوني حول نيتها تصنيع محركات, فهل هي أخبار ترويجية فقط من قبل متابعي ألعاب الفيديو لاستثارة الحماس كما تعودنا دائما قبل إطلاق أي جهاز جديد, هذا ما يقوله العقل حتى الآن, ولكن مازلت أقدم دعمي لهذه الخطوة وأتمنى فعلا من سوني الإقدام عليها.
تحياتي.... وبانتظار مشاركاتكم وتفاعلكم ...
منقول للأمانة
تعليق