اكره الاشاره الحمراء والوقوف لديها لانها تاسرني وتجبرني على الوقوف رغما عن انفى الصغير لذالك انا احسها تاسر حريتي
انتصفت الدقيقة وما زالت الإشارة الملعونة تحملق في وجهي المكفهر، وبطرفة عين من أعيني الثلاثة، لمحت صديقاً، وهو يقوم بتمسيط او تسريح شعره الكثيف وكان يتأمل وجهه القميء في مرآة سيارته، وبين الحين والآخر يفتح فمه وكأنه يريد أن يتأكد من نظافة أسنانه.. وبدون تفكير ـ كعادتي دائماً ـ اتصلت به هاتفياً من جوالي اليتيم، قلت له بكل خفة: هاي، فقال لي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قلت له (متتريقاً) وكاذبا إلى أبعد الحدود: وحشتنا، فقال لي: وأنت أكثر. فعرفت انه قد تجاوزني بمراحل من ناحية الكذب.
سألته بدون نفس قائلا: أين أراضيك يا رجل؟!، فقال لي: أنا الآن أقف أمام إشارة المرور في شارع المكرونه في جده.. وما ان انتهى من جملته هذه حتى انطفأت الإشارة الحمراء في شارع العليا في الرياض، وولعت الخضراء، وانطلق هو بسيارته، وأنا سائر خلفه، وسولت لي نفسي في حينها أن أصدمه من الخلف، غير أنني خفت أن تتأثر من جراء تلك الصدمة سيارتي حبيبة عمري، التي أحافظ عليها مثلما يحافظ العرب على قضية فلسطين، بل انني قد كتبت وصيتي قبل خمسة أيام، وقلت فيها: انني إذا انتقلت إلى رحمته تعالى بعد ثمانية قرون من الآن، أن يكفنوني بكل شياكة، ثم يسدحوني في مرتبتها الخلفية بكل هدوء وتقدير وبدون أي زعل، ثم يدفنوها هي ـ أي سيارتي ـ وأنا ممدد في داخلها كأي خشبة محترمة تحمل أرق المشاعر لكل بني البشر . اندفعت بسيارتي في شارع العليا في الرياض خلف صديقي (الكاذب)، الذي ادعى انه في شارع المكرونه في جده، وانحرفت قليلاً محاولاً تجاوزه، وعندما أصبحت ]بجانبه ضربت له (الكلاكس) ـ أي البوري ـ وعندما التفت ناحيتي مددت له لساني كأي مراهق تعبان مشعل السديري
انتصفت الدقيقة وما زالت الإشارة الملعونة تحملق في وجهي المكفهر، وبطرفة عين من أعيني الثلاثة، لمحت صديقاً، وهو يقوم بتمسيط او تسريح شعره الكثيف وكان يتأمل وجهه القميء في مرآة سيارته، وبين الحين والآخر يفتح فمه وكأنه يريد أن يتأكد من نظافة أسنانه.. وبدون تفكير ـ كعادتي دائماً ـ اتصلت به هاتفياً من جوالي اليتيم، قلت له بكل خفة: هاي، فقال لي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قلت له (متتريقاً) وكاذبا إلى أبعد الحدود: وحشتنا، فقال لي: وأنت أكثر. فعرفت انه قد تجاوزني بمراحل من ناحية الكذب.
سألته بدون نفس قائلا: أين أراضيك يا رجل؟!، فقال لي: أنا الآن أقف أمام إشارة المرور في شارع المكرونه في جده.. وما ان انتهى من جملته هذه حتى انطفأت الإشارة الحمراء في شارع العليا في الرياض، وولعت الخضراء، وانطلق هو بسيارته، وأنا سائر خلفه، وسولت لي نفسي في حينها أن أصدمه من الخلف، غير أنني خفت أن تتأثر من جراء تلك الصدمة سيارتي حبيبة عمري، التي أحافظ عليها مثلما يحافظ العرب على قضية فلسطين، بل انني قد كتبت وصيتي قبل خمسة أيام، وقلت فيها: انني إذا انتقلت إلى رحمته تعالى بعد ثمانية قرون من الآن، أن يكفنوني بكل شياكة، ثم يسدحوني في مرتبتها الخلفية بكل هدوء وتقدير وبدون أي زعل، ثم يدفنوها هي ـ أي سيارتي ـ وأنا ممدد في داخلها كأي خشبة محترمة تحمل أرق المشاعر لكل بني البشر . اندفعت بسيارتي في شارع العليا في الرياض خلف صديقي (الكاذب)، الذي ادعى انه في شارع المكرونه في جده، وانحرفت قليلاً محاولاً تجاوزه، وعندما أصبحت ]بجانبه ضربت له (الكلاكس) ـ أي البوري ـ وعندما التفت ناحيتي مددت له لساني كأي مراهق تعبان مشعل السديري
تعليق