بسم الله الرحمن الرحيم
كثير ما يذكر هذين الإسمين في مجالسنا وأغلب تلك الأذكار يكون في باب الفكاهة والقصص التي انتشرت عنهما، ولكني قرأت اليوم موضوعا عن هذين الرجلين فأحببت أن أنقله لكم بتصرف يسير لأنه يحمل حقائق قد تغير نظرتنا إلى تلك الأسماء
( جحا ) ليست شخصية خيالية أو أسطورة ، بل هو حقيقة ، واسمه ( دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - )، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.
قال الشيرازي: جُحا لقب له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).
وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه - .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون .
وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم .
أما (أشعب) هو أشعب بن جبير أبو العلاء، ويقال أبو اسحاق المدني ويقال له أبو حميدة، وكان أبوه مولى لآل الزبير قتله المختار وهو خال الواقدي . وكان ظريفا ماجنا يحبه أهل زمانه لخلاعته وطمعه (البداية والنهاية للمؤرخ المفسر ابن كثير رحمه الله م10 ص 112 )
قال الحافظ ابن عبد البر القرطبي رحمه الله وكان سالم ناسكا يلبس الصوف وكان فقيها جليلا أحد الفقهاء العشرة من التابعين بالمدينة وكان حسن الخلق مداعبا له أخبار ظريفة مع أشعب الطماع) (التمهيد للحافظ ابن عبد البر القرطبي رحمه الله م 9 ص 207 )
قال الشافعي رحمه الله: عبث الولدان يوما بأشعب ، فقال لهم : إن ههنا أناسا يفرقون الجوز !! ليطردهم عنه فتسارع الصبيان إلى ذلك فلما رآهم مسرعين ، قال لعله حق ! ، فتبعهم .!!
وفي رواية
فقال : ويحكم سالم جوزا فعدوا مسرعين فعدا معهم !!.
وسالم رحمه الله هو سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو أحد الفقهاء العشرة من التابعين بالمدينة
أخبر المؤرخ ابن كثير رحمه الله عن علاقة سالم بأشعب فقال كان سالم بن عبد الله ابن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إلى الغابة وكذلك كان غيره من أكابر الناس
توفي أشعب رحمه الله سنة أربع وخمسين ومائة وهي السنة التي دخل المنصور بلاد الشام وزار بيت المقدس
والآن إن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير ، وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه، والكذب عليه، وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي .
وكذلك الأمر يقال في أشعث.
وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال، وفي الحديث: " كفى بالمرء كذباً (وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع"
( جحا ) ليست شخصية خيالية أو أسطورة ، بل هو حقيقة ، واسمه ( دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله - )، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.
قال الشيرازي: جُحا لقب له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).
وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه - .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون .
وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم .
أما (أشعب) هو أشعب بن جبير أبو العلاء، ويقال أبو اسحاق المدني ويقال له أبو حميدة، وكان أبوه مولى لآل الزبير قتله المختار وهو خال الواقدي . وكان ظريفا ماجنا يحبه أهل زمانه لخلاعته وطمعه (البداية والنهاية للمؤرخ المفسر ابن كثير رحمه الله م10 ص 112 )
قال الحافظ ابن عبد البر القرطبي رحمه الله وكان سالم ناسكا يلبس الصوف وكان فقيها جليلا أحد الفقهاء العشرة من التابعين بالمدينة وكان حسن الخلق مداعبا له أخبار ظريفة مع أشعب الطماع) (التمهيد للحافظ ابن عبد البر القرطبي رحمه الله م 9 ص 207 )
قال الشافعي رحمه الله: عبث الولدان يوما بأشعب ، فقال لهم : إن ههنا أناسا يفرقون الجوز !! ليطردهم عنه فتسارع الصبيان إلى ذلك فلما رآهم مسرعين ، قال لعله حق ! ، فتبعهم .!!
وفي رواية
فقال : ويحكم سالم جوزا فعدوا مسرعين فعدا معهم !!.
وسالم رحمه الله هو سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو أحد الفقهاء العشرة من التابعين بالمدينة
أخبر المؤرخ ابن كثير رحمه الله عن علاقة سالم بأشعب فقال كان سالم بن عبد الله ابن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إلى الغابة وكذلك كان غيره من أكابر الناس
توفي أشعب رحمه الله سنة أربع وخمسين ومائة وهي السنة التي دخل المنصور بلاد الشام وزار بيت المقدس
والآن إن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير ، وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه، والكذب عليه، وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي .
وكذلك الأمر يقال في أشعث.
وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال، وفي الحديث: " كفى بالمرء كذباً (وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع"
تعليق