تويت
بقلم د. فايز بن عبد الله الشهري
هل أنا مجرم معلوماتي؟
د. فايز بن عبد الله الشهري
عزيزي الشاب: هل سمحت لنفسك بأخذ بعض الصور التي أعجبتك من موقع الكتروني آخر ووظفتها لتزيين موقعك دون إذن صاحبها ؟ ربما فعلت وكثيرون مثلك يفعلون. ماذا لو أعجبك موضوع مثير عنوانه"كيفيّة سرقة حسابات البريد الالكتروني" ثم توّجت إعجابك بهذا الموضوع بأن أعدت نشره أو احتفظت بنسخة منه أو جرّبت برنامج الاختراق الخاص الذي يعرضه صاحب الموضوع ولو من باب الفضول؟ لا بأس إن جهلت آثار وعواقب عملك فهذه مغامرة مثيرة على كل حال. و لكن هل لي أن أسألك أيضا كم هي المواقف التي دفعك فيها حماسك أو قلّة معلوماتك إلى إرسال رسالة الكترونيّة إلى شخص أو مؤسسة يُفهم منها أي معنى من معاني التهديد أو الابتزاز أو حتى التشهير؟. ماذا عن آثار عملك بعد أن توسّعت دائرة رسالتك لتتنقل جماهيرياً عبر المنتديات أو رسائل الهاتف المحمول إلى كل مكان؟
يا صاحبي كثيرا ما نقول ونحن ندور حول خطايانا "عفا الله عمّا سلف" آملين أن يوفر لنا ذلك بعض الراحة والتخفيف من وطأة وخز الضمير... ولكن إن كنت لازلت ممن يمارسون مثل هذه الأعمال اليوم فأرجو ألا تطمئن كثيرا لما اعتدت عمله، فعالم الانترنت والاتصالات الالكترونيّة يستظل اليوم تحت مظلة النظام الصادر حديثا باسم" نظام مكافحة جرائم المعلوماتيّة". نعم بكل وضوح وبعد قراءة النظام بمواده الست عشرة يمكن القول إن كثيرا من الممارسات التي يستسهل بعضنا القيام بها عبر وسائل التقنيّة الحديثة ما هي إلا "جرائم" يحددها نظام، وتتابعها جهات، ويقع فيها كثيرون، بجهل أو قلة حساب للعواقب.
في أحايين كثيرة تصلك النداءات الالكترونيّة "الحسنة الظن" للمشاركة في تعطيل وصول الخدمة عن موقع لسبب أو لآخر، في حين يقول النظام في عقوبة مثل هذا العمل ما نصه" يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على أربع سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين" من تسبب في"إعاقة الوصول إلى الخدمة، أو تشويشها، أو تعطيلها، بأي وسيلة كانت" وهذا ما سيحصل عندما يتقدّم المتضرر محليّا كان أم دوليّاً بدعواه ضد من حرّض أو قام بهذا العمل.
هل سأل بعض شبابنا من مستخدمي الانترنت كيف سيكون حالهم مع النشر الحر على شبكة الانترنت إذا استطاع صاحب دعوى إثبات أن عملا ما يدخل تحت طائلة مادة صريحة تجرّم كل من يقوم على"إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينيّة، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتيّة، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي" والأهم هل يعلم من يحوم حول هذه الدوائر أن عقوبة السجن في هذه الحالة قد تصل إلى خمس سنوات وقد تجتمع معها غرامة ماليّة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال.
نعم قد تكون - بحسب النظام الجديد - مجرما معلوماتيا فأخذ صورة صغيرة من موقع قد يحسب عليك انتهاكا لحقوق الملكيّة الفكريّة، وحماسك الالكتروني قد يعد تحريضا يجرّمه النظام، وكذا سيكون حالك إن استسهلت إنشاء موقع للتشهير بمن لا يعجبك قوله أو فعله. كل ما عليك أن تقرأ النظام لتعرف موقفك؟
* نقلاً عن صحيفة الرياض السعودية
المصدر : البوابة العربية
Mansy
تعليق