بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.islamweb.net/ver2/istisha...p?reqid=279602#
******************
السلام عليكم
هل أنا مسؤول عن رعاية جدي مالياً بعد وفاة والدي؟ هل يوجد حرج لو القته بحدار المسنين !
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن مما يُعينك على فهم واجبك تجاه جدك - حفظه الله تعالى ورعاه – هو أن تعلم - يا أخي - أنك مأمور ببر والديك، ومأمور بصلة رحمك، وإذا أُطلق لفظ الوالدين فإنه يعمُّ الآباء وإن علو – أي يعم الأجداد – فيجب عليك بر أمك التي ولدتك، وبر والدتها لأنها أمك أيضًا، فالجدة أم، كما أن الجد أب، وبهذا نطق القرآن الكريم وزادت عليه أحاديث النبي - صلوات الله وسلامه عليه – فبر والديك ليس مقصورًا على بر الوالدين القريبين اللذين هم والداك، وإنما يشمل البر بر الأجداد والجدات، وكما يكون العقوق في حق الوالدين القريبين، فكذلك العقوق يكون في حق الأجداد أيضًا، فكلهم في الحكم آباء وأمهات.
إذا علم هذا فإن إنفاقك على جدك واجب شرعًا عند جمهور الأئمة الفقهاء - عليهم جميعًا رحمة الله تعالى - ولكن بشرط أن يكون فقيرًا، أي أن يكون لا مال له أو كان له بعض المال ولكن لا يكفيه الكفاية العادية من مأكل وملبس ومشرب، فمتى ما كان محتاجًا للإنفاق عليه ولا يكفيه المال الذي لديه فيجب عليك حينئذ الإنفاق عليه؛ فإن النفقة على الوالدين واجبة، أما النفقة على الجد فهي واجبة عند جمهور الأئمة رضوان الله عليهم – وهذا هو الذي دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – فأنت عندما تقوم بأداء واجب شرعي وليس سنة مستحبة فقط، فلك الأجر العظيم ولك فيه أيضًا بر والديك فإنك ببرك لجدك تبر والدك، هذا إذا كان ليس لجدك أي مال يستطيع أن ينفق فيه على نفسه، ومحل وجوب الإنفاق على الجد إذا لم يكن له مال يكفيه كما بيَّنا في أول الكلام.
فتوكل على الله جل وعلا وأحسن نيتك في هذا الأمر، وستجد - بإذنِ الله - أن الله - عز وجل - قد منَّ عليك بالخير الكثير، فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، فهذا في حق جدك الذي هو والدك، ويندب لك أن تبر كل من له صلة بوالديك حتى ولو كان ليس من أرحامك، ولكنَّ هذه الصلة وهذا الإكرام يقصد به مجرد المعاملة الحسنة، ولا يجب حينئذ الإنفاق على من ليسوا من أقارب الوالدين كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه) أخرجه مسلم في صحيحه. وقد خرّج أبو داود في السنن أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: (نعم: الصلاة عليهما – أي الدعاء لهما – والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما).
فهذا في شأن من لا تجب النفقة عليه لكونه ليس من أرحامك فكيف بالجد؟! فاعرف ذلك - يا أخي - واحرص عليه، وتوكل على ربك، واسأله - عز وجل - فإنه هو الفتاح العليم.
أما بخصوص سؤالك حول إلحاق جدك بدار المسنين، فهذه حالات لها وضعها الخاص، ولا نعلم بالضبط وضعك أنت فهذا بحاجة إلى مزيد من البيان والتوضيح.
ونسأل اللهَ أن يمنَّ عليك بكرمه وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته وأن يجعلك من عباد الله الصالحين البارين بوالديهم، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
تعليق