بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام عاشقي السينما والفيديو والإنتاج الإعلامي
احييكم أجمل تحية فأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأود هنا ان أناقش معكم موضوع أعتقد أنه سيغير أفكارا كثيرة لديكم، وربما يغير مسار بعضكم بالكامل. وهو بالمناسبة موضوع يهتم بالجانب النفسي أساسا لدى الصانع (أنتم) والمشاهد.
أعتقد أن أغلبنا إن لم كلنا من جيل الشباب المتعلم والمتحمس لصناعة السينما والأفلام والمسلسلات وغيرها، بالذات في هذا الزمن الذي أصبح فيه هذا الأمر متاحا وميسورا أكثر من أي وقت مضى ولله الحمد.
ولكني أرى في كتاباتكم سخطا عاما (ومعكم كل الحق في ذلك) على ما يطرح حاليا بل ومنذ أن وعينا، من هبوط وسخافة في الأفلام والمسلسلات التي تنتج في عالمنا العربي. وأنكم متحمسون لتقديم شيء جديد ومميز. ولكن أغلبنا فقط ركز على الأمور التقنية من أنواع الكاميرات المتميزة وجمال الصورة وبرامج الكومبيوتر المتطورة وإلخ.
حسنا، أرجوكم أعيروني إهتمامكم قليلا هنا:
نحن في العالم العربي من وجهة نظري ليست قضيتنا هي وجود سينما أو لا، أو نعمل مسلسل أو فيلم، فالإمكانيات المادية موجودة، ولكن ما ينقصنا هو الفكر-الإنساني-الراقي.
العالم العربي يعيش مأسي سياسية منذ عدة عقود وحتى الآن أثرت على سلامة تفكيره وبعد نظره ورقي إهتماماته.
يتطور الفكر البشري ونتائجه في ظل الأمان النفسي التام والكرامة الإنساية الكاملة. اما والكرامة مهانة ليلا ونهارا والخوف أكثر من الأمان فمن أين يأتي الإبداع؟ هذي وجهة نظري.
لذلك تلاحظوا ان الأمة الإسلامية كانت نجم الحضارات عندما كانت كرامة أفرادها وجماعاتها في السماء، فخرج العلماء المشاهير وأبدعوا في الإختراع وتطوير الفكر والعلم. وهذا هو ماصار عليه الوضع الآن في الغرب.
طبعا أرجوا ألا يفهم من كلامي هذا أني متشاءم او من هذا القبيل، لا أبدا، بل أنا أكثركم تفاؤلا وتحمسا لإعادة الأمة إلى مجدها وعزها ولكني أحببت فقط أن أطرح وجهة نظري في سبب الإنحطاط في كل مجالات حياتنا وليس السينما فقط، والسبب هو - سواء شعرنا به أم لم نشعر - شعورنا الخفي بأن كرامتنا مسلوبة. فقط لا أكثر ولا أقل.
وربما بعضكم الآن يتسائل فيقول: هل تريد منا ان نعيد هذه الكرامة؟ كيف؟ نحن ليس بيدنا شيء، فنحن مجرد ....
خـــــــــطــــــــــــــأ .. وأكبر خطأ.
نحن بالذات لدينا أهم شيء نملكه، وهو ادوات الإعلام، وإيصال الرسالة. ولكن قبلها هناك شيء أهم يجب أن املكه انا وانت وهو وكل واحد فينا، حتى نستطيع بعد ذلك إستخدام أدوات الإعلام هذه الإستخدام الفعال. هذا الأمر المهم جدا والذي هو بيد كل واحد منا هو : فــكــره، عــقــلــه، طريقة تفكيره وفهمه للأمور والحياة.
وبما أن سبب الإنهيار الحالي الذي نراه كل يوم في الإنتاج الإعلامي العربي وفي الحياة عامة هو بسبب الشعور بالعجز و فقدان الكرامة، فيجب ان تعلموا أن هذه المشاعر مكانها في العقل، وهي طريقة من طرق التفكير التي يتبعها العقل ولكنها سلبية وغير نافعه. وبما انها عبارة عن أفكار، فإن حربها و معالجتها يكون أيضا من نفس جنسها أي بالأفكار، أي بأن نتبنى ونزرع في عقولنا الأفكار الجديدة الإيجابية التي تعلي من نظرتنا لأنفسنا وقيمتنا وأن كرامتنا مازالت عالية لم تمس من أي من الأعداء، وإنما الذي مسها فقط ولعب بها هو نحن بما تبنيناه من أفكار سلبية وغير نافعة عن مقدار كرامتنا وعزتنا.
إذا صلح هذا الفكر في عالمنا العربي، فأبشروا بعدها بكل عز وكرامة حقيقية ومجد وريادة بين الأمم وفي كل إنتاجاتنا. لأن العقل فقط يعمل بما يفكر به ويراه طوال الوقت.
فأتمنى من كل واحد فيكم هنا إخوتي المخرجين والمصورين وأنا أحدكم، أن نركز جميعنا في كل إنتاج نعمله ليس على جمال الصورة أو الصوت والأمور الفنية الأخرى، بل نركز على رفع منسوب ومستوى الثقة في النفس للإنسان العربي وأن يشعر بأنه عالي الكرامة مهما صعبت الظروف من حوله، وبتكرار هذه الأمور في إنتاجاتنا فإننا سوف نقدم بالفعل ما يريده الناس في وطننا الكبير، وعندها ستحبكم الجماهير، وستكونون فعلا قد قدمتم شيء يحبه الله عز وجل، وتشكركم عليه أجيال المستقبل.
أما كيف يتم ذلك فهذا متروك لإبداعكم، ولكني أرجوا ألا تكون على طريقة الأغاني والموسيقى الحماسية ومن هذا القبيل لأنها لا تجدي ومحرمة، ولكني أقترح أن تكون عن طريق القصص الهادفة والنماذج الإيجابية التي يراها أجيالنا ليلا ونهارا فيتشربون منها قيمهم وطريقة نظرتهم الراقية لأنفسهم وللحياة.
وعني أنا فإنني بإذن الله تعالى قد نويت وعزمت على عمل مسلسلات وأفلام تحوي قدر ما نستطيع من عناصر الإثارة والتشويق والفكاهة الراقية، ولكنها كلها سوف تكون موجهة لخدمة غرض واحد: إعادة ثقة المسلمين في أنفسهم وشعورهم بالقدر العالي من الكرامة، لأنه من دون هذا الشعور فلن يعمل أحد شيئا ولن نتقدم أبد الدهر.
اما أفلام ومسلسلات الهبوط الأخلاقي والقيمي والسخافة التي نشاهدها منذ عقود بكل ألوانها فما هي أصلا إلا إفرازات ما ذكرت من شعور بالإهانة عام، وللأسف هي أيضا تعزز وتزيد من هذا الشعور بالإنحطاط لمن يشاهد إنتاجاتهم.
أرجوا ان تكون قد وصلت رسالتي لكم.
ولمن يريد الإستزادة فأنا حاضر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / ماجد الحربي
إخواني الكرام عاشقي السينما والفيديو والإنتاج الإعلامي
احييكم أجمل تحية فأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأود هنا ان أناقش معكم موضوع أعتقد أنه سيغير أفكارا كثيرة لديكم، وربما يغير مسار بعضكم بالكامل. وهو بالمناسبة موضوع يهتم بالجانب النفسي أساسا لدى الصانع (أنتم) والمشاهد.
أعتقد أن أغلبنا إن لم كلنا من جيل الشباب المتعلم والمتحمس لصناعة السينما والأفلام والمسلسلات وغيرها، بالذات في هذا الزمن الذي أصبح فيه هذا الأمر متاحا وميسورا أكثر من أي وقت مضى ولله الحمد.
ولكني أرى في كتاباتكم سخطا عاما (ومعكم كل الحق في ذلك) على ما يطرح حاليا بل ومنذ أن وعينا، من هبوط وسخافة في الأفلام والمسلسلات التي تنتج في عالمنا العربي. وأنكم متحمسون لتقديم شيء جديد ومميز. ولكن أغلبنا فقط ركز على الأمور التقنية من أنواع الكاميرات المتميزة وجمال الصورة وبرامج الكومبيوتر المتطورة وإلخ.
حسنا، أرجوكم أعيروني إهتمامكم قليلا هنا:
نحن في العالم العربي من وجهة نظري ليست قضيتنا هي وجود سينما أو لا، أو نعمل مسلسل أو فيلم، فالإمكانيات المادية موجودة، ولكن ما ينقصنا هو الفكر-الإنساني-الراقي.
العالم العربي يعيش مأسي سياسية منذ عدة عقود وحتى الآن أثرت على سلامة تفكيره وبعد نظره ورقي إهتماماته.
يتطور الفكر البشري ونتائجه في ظل الأمان النفسي التام والكرامة الإنساية الكاملة. اما والكرامة مهانة ليلا ونهارا والخوف أكثر من الأمان فمن أين يأتي الإبداع؟ هذي وجهة نظري.
لذلك تلاحظوا ان الأمة الإسلامية كانت نجم الحضارات عندما كانت كرامة أفرادها وجماعاتها في السماء، فخرج العلماء المشاهير وأبدعوا في الإختراع وتطوير الفكر والعلم. وهذا هو ماصار عليه الوضع الآن في الغرب.
طبعا أرجوا ألا يفهم من كلامي هذا أني متشاءم او من هذا القبيل، لا أبدا، بل أنا أكثركم تفاؤلا وتحمسا لإعادة الأمة إلى مجدها وعزها ولكني أحببت فقط أن أطرح وجهة نظري في سبب الإنحطاط في كل مجالات حياتنا وليس السينما فقط، والسبب هو - سواء شعرنا به أم لم نشعر - شعورنا الخفي بأن كرامتنا مسلوبة. فقط لا أكثر ولا أقل.
وربما بعضكم الآن يتسائل فيقول: هل تريد منا ان نعيد هذه الكرامة؟ كيف؟ نحن ليس بيدنا شيء، فنحن مجرد ....
خـــــــــطــــــــــــــأ .. وأكبر خطأ.
نحن بالذات لدينا أهم شيء نملكه، وهو ادوات الإعلام، وإيصال الرسالة. ولكن قبلها هناك شيء أهم يجب أن املكه انا وانت وهو وكل واحد فينا، حتى نستطيع بعد ذلك إستخدام أدوات الإعلام هذه الإستخدام الفعال. هذا الأمر المهم جدا والذي هو بيد كل واحد منا هو : فــكــره، عــقــلــه، طريقة تفكيره وفهمه للأمور والحياة.
وبما أن سبب الإنهيار الحالي الذي نراه كل يوم في الإنتاج الإعلامي العربي وفي الحياة عامة هو بسبب الشعور بالعجز و فقدان الكرامة، فيجب ان تعلموا أن هذه المشاعر مكانها في العقل، وهي طريقة من طرق التفكير التي يتبعها العقل ولكنها سلبية وغير نافعه. وبما انها عبارة عن أفكار، فإن حربها و معالجتها يكون أيضا من نفس جنسها أي بالأفكار، أي بأن نتبنى ونزرع في عقولنا الأفكار الجديدة الإيجابية التي تعلي من نظرتنا لأنفسنا وقيمتنا وأن كرامتنا مازالت عالية لم تمس من أي من الأعداء، وإنما الذي مسها فقط ولعب بها هو نحن بما تبنيناه من أفكار سلبية وغير نافعة عن مقدار كرامتنا وعزتنا.
إذا صلح هذا الفكر في عالمنا العربي، فأبشروا بعدها بكل عز وكرامة حقيقية ومجد وريادة بين الأمم وفي كل إنتاجاتنا. لأن العقل فقط يعمل بما يفكر به ويراه طوال الوقت.
فأتمنى من كل واحد فيكم هنا إخوتي المخرجين والمصورين وأنا أحدكم، أن نركز جميعنا في كل إنتاج نعمله ليس على جمال الصورة أو الصوت والأمور الفنية الأخرى، بل نركز على رفع منسوب ومستوى الثقة في النفس للإنسان العربي وأن يشعر بأنه عالي الكرامة مهما صعبت الظروف من حوله، وبتكرار هذه الأمور في إنتاجاتنا فإننا سوف نقدم بالفعل ما يريده الناس في وطننا الكبير، وعندها ستحبكم الجماهير، وستكونون فعلا قد قدمتم شيء يحبه الله عز وجل، وتشكركم عليه أجيال المستقبل.
أما كيف يتم ذلك فهذا متروك لإبداعكم، ولكني أرجوا ألا تكون على طريقة الأغاني والموسيقى الحماسية ومن هذا القبيل لأنها لا تجدي ومحرمة، ولكني أقترح أن تكون عن طريق القصص الهادفة والنماذج الإيجابية التي يراها أجيالنا ليلا ونهارا فيتشربون منها قيمهم وطريقة نظرتهم الراقية لأنفسهم وللحياة.
وعني أنا فإنني بإذن الله تعالى قد نويت وعزمت على عمل مسلسلات وأفلام تحوي قدر ما نستطيع من عناصر الإثارة والتشويق والفكاهة الراقية، ولكنها كلها سوف تكون موجهة لخدمة غرض واحد: إعادة ثقة المسلمين في أنفسهم وشعورهم بالقدر العالي من الكرامة، لأنه من دون هذا الشعور فلن يعمل أحد شيئا ولن نتقدم أبد الدهر.
اما أفلام ومسلسلات الهبوط الأخلاقي والقيمي والسخافة التي نشاهدها منذ عقود بكل ألوانها فما هي أصلا إلا إفرازات ما ذكرت من شعور بالإهانة عام، وللأسف هي أيضا تعزز وتزيد من هذا الشعور بالإنحطاط لمن يشاهد إنتاجاتهم.
أرجوا ان تكون قد وصلت رسالتي لكم.
ولمن يريد الإستزادة فأنا حاضر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / ماجد الحربي
تعليق