Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرؤية الصهيونية والرؤية الاسلامية في أسباب فشل العرب في النهوض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرؤية الصهيونية والرؤية الاسلامية في أسباب فشل العرب في النهوض

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    احببت أن أنقل لكم هذين المقالين عن أسباب فشل العرب في النهوض
    المقال الأول يتحدث عن أسباب الفشل برؤية صهيونية والمقال الثاني برؤية إسلامية

    وأحب أن انبه القارئ للمقال الأول ( الرؤية الصهيونية ) أنه ليس كل ما ذكر فيه يعتبر صحيح لذلك ارجوا الحذر .

    السبب في نقلي لهذين المقالين هو ( بعد قراءة المقالين ستعرفون السبب ) .

    الرؤية الصهيونية

    أعد الباحث دان شيفين المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة حيفا وكبير الباحثين بمركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني دراسة هامة للغاية تحت عنوان 'العالم العربي وتحديات القرن الحادي والعشرين'، صدرت عن مركز بيجين-السادات للدراسات والبحوث الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب واستهل دراسته بالحديث أنه ومن خلال إمعان النظر قليلاً إلى الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة (العربي اليوم) الأردنية ويظهر فيه لوحة كتب عليها القرن 21 وشخص أجنبي يصعد إلي أعلى بينما عربي بزيه المعروف يهبط فوق درجات السلم، سنجد أنه يعكس بوضوح ما آلت إليه أوضاع العالم العربي، بل يمكن القول أن هذا الرسم يعكس حال العرب.

    -------------------------------

    الفشل والإرهاب والغباء والراديكالية والتطرف والتخلف وعدم القدرة على الاندماج في عصر العولمة، جميعها مفردات دوماً ما يرددها خبراء المراكز البحثية الصهيونية عن العرب، يحاولون كلما سنحت لهم الفرصة النيل من الشعوب العربية وإضعاف قواها، وليس غريباً عن تلك المراكز ما تقوم به في تلك المرحلة الحرجة التي بدأت تظهر فيها نقاط ضعف الكيان الصهيوني وبقوة، فكان من الأفضل القيام بهجوم مضاد قبل أن ينال العرب منهم ويكشفوا عيوبهم.

    حيث أعد الباحث دان شيفين المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة حيفا وكبير الباحثين بمركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني دراسة هامة للغاية تحت عنوان 'العالم العربي وتحديات القرن الحادي والعشرين'، صدرت عن مركز بيجين-السادات للدراسات والبحوث الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب واستهل دراسته بالحديث أنه ومن خلال إمعان النظر قليلاً إلى الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة (العربي اليوم) الأردنية ويظهر فيه لوحة كتب عليها القرن 21 وشخص أجنبي يصعد إلي أعلى بينما عربي بزيه المعروف يهبط فوق درجات السلم، سنجد أنه يعكس بوضوح ما آلت إليه أوضاع العالم العربي، بل يمكن القول أن هذا الرسم يعكس حال العرب.

    العرب 200 عام من الفشل!

    تحت عنوان فشل العالم العربي في مسايرة العالم الحديث: يقول الباحث الصهيوني أن العالم العربي يواجه مأزقاً وأزمة كبيرة، نتيجة فشله في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ، فالفشل المورث التي مُني به في الماضي أظهرت احتمالية الفشل في المستقبل أيضا وزادت من الصعوبات الجوهرية التي يواجهها العرب ، فالعالم العربي غير مُهيأ لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ، ويواجه صعوبة في التأقلم مع العالم الحديث، قائلاً' نحن لن نقوم هنا بالتطرق إلى التفاصيل المميزة للحداثة، لكن من المهم أن نوضح العناصر المطلوبة لكي يتمكن بها مجتمع ما من مسايرة الحداثة ، والعالم العربي-رغم الفروق الواضحة بين أنظمة حكمه-يفتقر إلى وجود هذه العناصر ، وهذا الأمر لا يُعد بمثابة أزمة مؤقتة أو عائقاً ثانوياً ولكنه يشكل مشكلة جوهرية.

    وتحت عنوان العناصر المطلوبة لكي يتمكن المجتمع من مسايرة الحداثة : قال الباحث دان شيفين ' أن العنصر الأول والاهم هو القدرة على التوافق : وهو قدرة المجتمع على التعامل مع واقع انعدام الثقة ،وتحديد التوجهات ،وتفهم الأشكال الجديدة للواقع ،وإيجاد حلول عملية للتعامل مع هذا الواقع، ونجد أن العالم العربي فشل بالفعل-على مدار 200 عام-في هذا المجال ،كما أنه ليس هناك أية فرصة في المستقبل القريب لإحراز أي نجاح فيه .
    أما العنصر الثاني بحسب دراسة مركز بيجين – سادات فهو وجود مجتمع متفتح، مشيراً إلى أن المجتمعات التي نجحت في الحد من درجة ارتباطها بالنظام الحاكم وبالالتزامات الاجتماعية ، تمكنت من إظهار إبداعات الفرد بها ، وجعلته يحاول ويبدع حتى في المجالات التي كانت تُعد مجالات محظورة، واستوعبت أخطائه وفشله ، ومكنته من تكييف نفسه مع التحديات الجديدة ، وبالطبع لا يوجد شئ كهذا في العالم العربي ، باستثناء الإبداع المذهل في مجال الإرهاب!!

    وتابع عرض عناصره بالقول'أن العنصر الثالث، يتمثل في التزود بالعلوم ومواكبة التطورات التكنولوجية، مشيراً إلى أن سر الثروة في العالم القديم كان يكمن في وجود أرض خصبة ووفرة المياه ،أما في فترة الثروة الصناعية وما بعدها كانت الثروة تتمثل في الفحم والحديد ،وما يعتمد عليها من صناعة ثقيلة وخفيفة ،أما في العصر الحديث فنجد أن العنصر المؤثر هو التطور العلمي خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وقال 'هنا نجد أن العالم العربي لم يتقدم بأي خطوة في هذا المجال الحاسم ، ولا نكون مبالغين إذا ما قلنا أن هناك 300 مليون عربي من المحيط إلى الخليج عقولهم ميتة (brain dead) والشاذون عن هذه القاعدة يمكن عدهم على الأصابع .

    وقال: إنَّ العنصر الأخير يتمثل في انعدام الحد الأدنى من الشعور بالثقة بالنفس الذي يشجع على الإبداع والتطوير، وقال أن القدرة على التعامل مع التحديات الجديدة وتكييف كل من الفرد والمجتمع مع واقع مختلف يستوجبان وجود ثقة في النفس، تكون نابعة من نجاحات سابقة في مواجهة مختلف التحديات ، مما يعطي الجرأة على الخروج عن الأنماط المُسلم بها-التي ربما كانت مفيدة في الماضي- ولكنها الآن لم تعد عملية في ظل التطور السريع الذي نشهده، ووجود مثل هذا النوع من الثقة في النفس يساعد بشكل كبير كل من لا يعرف كيفية التعامل مع أي مشكلة جديدة ،وتمكنه من وضع قدمه على الطريق الصحيح .

    لماذا أصبح اليهود أقوياء والعرب ضعفاء؟

    وعن رؤيته لأسس المشكلة وجذورها لدى العرب، يقول الباحث دان شيفين أن المشكلة تكمن في طريقة التفكير لدى العرب ،حيث أن هناك تضارباً بين الآمال التي ممكن حدوثها ،وبين الواقع الذي لا يمكن احتماله، فالعرب يأملون في أن يتقدموا ، ويقنعون أنفسهم بأنهم في سبيلهم إلى النمو والسيطرة ،وأنهم سيصبحون القوة الرائدة في العالم ، رغم أن واقعهم يؤكد أنهم يعيشون حالياً في ذل،وضعف وتخلف، هذا ونجد أن الفجوة كبيرة جداً بين كلا العنصرين السابقين-بين الواقع الحالي بما فيه من مرارة وبين ما كان يجب أن يكون وفقاً للآمال-فالعالم العربي يعاني من التخبط والتشتت نتيجة هذه الفجوة ، فأبنائه يرون أن الواقع الحالي محير للغاية وغير مفهوم وغير عادل أيضا من الناحية التاريخية والحضارية العالمية ،ولا يستطيع العرب تفهم كيف ضعف العرب إلى هذا الحد ،بينما أصبح اليهود أقويا إلى حد كبير ؟ وكيف تخلف العرب في مجالات هامة، بينما تقدم اليهود فيها ؟ وأستطرد قائلاً'هذه الدهشة ،بالإضافة إلى الحاجة إلى إيجاد إجابة فورية لإنهاء هذه الحيرة تقودنا إلى أن الراديكالية هي السبب ،فالعالم العربي شهد ظهور العديد من الكذابين والمخادعين-أشهرهم جمال عبد الناصر-الذين تظاهروا بأنهم عثروا على طريق تاريخي مختصر سيرفع العرب مرة واحدة من الحضيض إلى القمة ،وينتشلهم من المهانة التي يعيشونها إلى العزة والكرامة والنمو والاحترام،ونجد أن العرب قد تهافتوا وارتموا في أحضان هؤلاء المخادعين الراديكاليين ، وما يزالون يخسرون المزيد والمزيد نتيجة تأييدهم لزعماء لا يقومون بعرض الأسباب الحقيقية والجوهرية للفشل،والتي تحول دون نجاح العرب في التعامل مع تحديات العالم الحديث.

    والجدير بالذكر أن المشكلة لا تتركز فقط في المسار السياسي ،بل إن جذورها ضاربة في أعماق النظام الاجتماعي العربي،حيث نجد أن العالم العربي عالق بين نظامين اجتماعيين مختلفين أولهما، النظام الاجتماعي التقليدي الذي لا يزال منتشراً في المدن الكبرى في المنطقة ،والذي لم يشهد أي تطويراً لأفكاره، ثم يليه النظام الاجتماعي الحديث الذي يحاول الصفوة العرب تبنيه على مدار القرنين الماضيين ،ولكن لم يتم استيعابه كنظام بديل ،بل تم الدمج بينه وبين النظام التقليدي، هذا ونجد أن المجتمع العربي يتأرجح بين هذين النظامين المتناقضين-فتارة هنا وأخرى هناك-فهذا المجتمع لا يمكنه العودة إلى النظام التقليدي-لأنه لا يمكنه من الصمود أمام التحديات التي يفرضها عليه الواقع-ومن جهة أخرى يجد هذا المجتمع نفسه أمام واقع جديد يمثله العالم الحديث-لا يجد فيه طريقه-مما أدى إلى فشل المجتمع العربي في تحديد نظام اجتماعي مناسب له.

    وتابع الباحث دراسته بالقول' كذلك نجد أنه حتى حينما عرف العرب العوائق التي تعترض جهودهم،وما يجب عليهم فعله حتى يتمكنوا من التعايش مع الواقع الجديد ،لم يكن لديهم استعداد لدفع الثمن الاجتماعي الذي يتطلبه ذلك ،فمثلاً يدرك العالم العربي-خاصة قطاعات عريضة من الصفوة العرب-أن الوضع المتدني للمرأة في المجتمع يحول دون تمكن العرب من الاستفادة من نصف القوة البشرية في المجتمع ،ويعترف العرب أيضا أن هذا الأمر يمنعهم من منافسة المجتمعات التي تستفيد من هذه القوة النسائية، هذا ونجد أنه على الرغم من أنهم يعلمون أن هذا الأمر مطلوب وربما أيضا ضروري ، إلا أن الرجال العرب لا يمتلكون ما يكفي من الثقة في النفس حتى يسمحوا للنساء بلعب دور أكثر محورية في المجتمع .

    عوامل الفشل العريي:

    في النهاية ينقلنا هذا التحليل لوضع العرب إلى الإشارة إلى العوامل التي تؤدي إلى هذا الفشل، خاصة تلك الفجوة بين تطلعات العرب إلى النمو والتقدم ، وبين واقعهم المرير، وهذه النتائج هي :

    1. نظرية المؤامرة التي تجعل من الصعب على العرب فهم أنفسهم ،وفهم ما يحيط بهم،والاستعداد بشكل أمثل للتعايش مع الواقع ،فنظرية المؤامرة تُعد بمثابة حجة سهلة يجد فيها العرب ذريعة لتعليق فشلهم ونجاح أعدائهم ، فالعرب يرون أن القوات الصهيونية والأمريكية تخطط في الخفاء لوقف تقدم ونمو العرب ،وهذا هو سر انتشار نسخ 'بروتوكولات حكماء صهيون' بين أوساط المثقفين العرب ،وكذلك انتشار الشائعات حول إسرائيل مثل الشائعة التي انتشرت في مصر منذ عدة سنوات ،والتي تزعم أن الموساد نشر هناك لبان مثير للغرائز الجنسية لدى النساء ، بهدف هدم أسس الأسرة المصرية ـ على حد زعم الكاتب ـ !

    2. التوجه صوب الراديكالية بوجه عام ،والراديكالية الإسلامية بوجه خاص : وهذا التوجه جاء في الأساس نتيجة الفجوة الكبيرة بين الواقع وبين ما هو متوقع ، حيث رأى العرب أن هذه الفجوة لا يمكن اجتيازها بوسائل تدريجية ،بل نجدهم حاولوا تخطي تلك الفجوة من خلال خطوات ثورية-راديكالية، ولكن رغم ذلك لم نشهد خلال الربع الأخير من القرن الماضي وجود راديكالية (الأمل)، مثلما كان الحال عليه أيام (جمال عبد الناصر) ،فناصر أقنع الصفوة العرب أنه سيقودهم إلى الطريق الذي سيصل بالعرب إلى التقدم ،وذلك من خلال توحيد جميع العرب تحت زعامته، مما سيمنح للعرب ثقلاً بين دول 'عدم الانحياز' ،وسيجعل مفاتيح اللعبة الدولية في يد العرب، وان هذا الاندماج القومي العربي سيفرض على القوى العظمى منح العرب قدرهم المناسب ،كعنصر فعال في العالم، لكننا نجد أنه عقب نجاحات مبدئية شهدتها حركة عبد الناصر خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات ، مرت هذه الحركة بحالة من التخبط والضياع ثم انهارت تماماً بعد حرب 1967م، مشيراً إلي أن الراديكالية الإسلامية أشد خطورة حتى من الطريق الفاشل الذي سلكه جمال عبد الناصر ،لأن ناصر وعد العرب بالقليل من الآمال في المستقبل القريب ،بينما الراديكالية الإسلامية فتعتمد على الإحباط لإحداث التغيير،ولا تنتهج طرقاً سياسية محددة لتصل إلى النتائج المطلوبة ،لذا فإن هذه الراديكالية لا تبحث عن مخرج من الأزمة، لكنها تمكن من التعايش مع الأزمات لفترة طويلة مع تجنب حدوث أي تنافر داخلي لا يمكن احتماله، إلى أن يتغير الوضع .

    3. استخدام الإرهاب كأداة لتحرير المجتمع الذي يشعر بأنه عديم القدرة : قائلاً أن الإرهاب يمنح الضعفاء والعاجزون شعوراً زائفاً بالعظمى ،فمن خلاله يتمكنون من الإضرار بالآخرين في الوقت الذي لا يمكنهم فيه فعل ما ينفعون به أنفسهم ،ورغم ذلك نجد أن الإرهاب لا ينتشل الفاشلين من فشلهم، ولكنه يعيق الناجحين-مؤقتاً-عن التمتع بثمار نجاحهم.

    وفي معرض عرضه لعلاقة 'إسرائيل' بما طرحه قال دان شيفين المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة حيفا ' أريد أن أستغل الملاحظات الأخيرة للتحدث عن نقطة أخرى ، ربما أقل أهمية ، ولكنها ترتبط بشكل مباشر 'بالإسرائيليين' الذين يواجهون هذه الملاحظات التي ذكرناها هنا .

    أولاً : لا يجب أن نفاجأ عندما يقوم مجتمع يعاني من الإحباط المستمر ،ويعاني من الضياع منذ عدة عقود ،بنشر حالة من عدم الاستقرار الدائم ،والعنف الفظيع ،فهذا الأمر يميز حتى علاقة العرب بأنفسهم ، لذا ليس من المستغرب أيضا أن يميز هذا الأمر أيضا الشعور بالعداء والحنق تجاه اليهود، فمصطلح 'السلام' أثبت أن العرب من الممكن أن يتعاملوا مع اليهود بشكل أفضل مما يتعاملون به مع إخوانهم بني جلدتهم (لحمهم ودمهم)، كما أثبت مصطلح ' الشرق الأوسط الجديد' أنه يمكننا تغيير الملامح الأساسية للثقافة السياسية في المنطقة بأكملها على المدى القصير، وقد حان الوقت الآن للبحث والمقارنة بين الاتفاقيات السياسية الهامة والناجحة مثل اتفاقية السلام مع مصر وبين 'السلام' المُهمل،وبين فكرة تدمير دولة الشعب اليهودي.

    ثانياً : المجتمع الذي ليس لديه استعداد لتحمل مسئولية فشله ،ويلقي بالمسئولية على 'الاستعمار' و'العولمة' ،لا يُستبعد منه القيام أيضا بإلقاء المسئولية على حجج وذرائع حالية مثل 'الصهيونية' و'الاحتلال'، ونجد أن الفشل العربي ظهر جلياً في استخدام هذه الحجج ، أمام النجاحات التي أحرزها اليهود ، الذين تحملوا مسئولية أنفسهم ،وقاموا بإدخال تعديلات كبيرة على ثقافتهم السياسية ،مما مكنهم من الصمود أمام تحديات العالم الحديث.

    وأخيراً أقول أنه من المهم بالنسبة لإسرائيل التسليم بأن أي تغيير إيجابي يطرأ على الظواهر الجوهرية التي ناقشناها هنا-حتى إذا حدث هذا التغيير بشكل مفاجئ- يستوجب الانتظار لعقود حتى نرى ثماره ،والتعامل مع هذا الواقع يستوجب حشد موارد إسرائيل المحدودة لتقوية المجتمع اليهودي ومواصلة مسيرة بناء أمة ومجتمع متميزين ،لا ينساقان وراء وهم ظروف التغيير الدرامية الموجودة في المحيط الإقليمي الذي قُدر لإسرائيل العيش فيه .

    وختاماً يجب علينا أن لا نأخذ بكل ما قاله هذا الباحث، الذي يدس السم في العسل، ويلوي الحقائق، ولكن علينا أن نتعلم من أخطائنا ونعيد النظر في كل ما نعاني به من إخفاقات، ونسعى من أجل مواكبة التطور العالمي في شتى المجالات بما لا يتناقض مع أسس وأصول ديننا الحنيف.

    * كاتب متخصص في متابعة الشئون الصهيونية.

    'حقوق النشر محفوظة لموقع 'قاوم'، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر'
    http://qawim.net/index.php?option=co...=2829&Itemid=1
    في داخلك منجم للإبداع فتش عنه ولكن قبل ذلك تعلم التنقيب حتى لا تكسر الألماس.
    الحياه أشبه بصندوق مغلق ، ومفتاحه هو العمل ، وإن أداء الأعمال بإتقان عال يفتح الباب أمام الحصول على أعمال أرقى وأكبر .
    لنركز على الحقيقة والمحتوى في النقد ، لا على لغة الخطاب ونبرة الكلام ، فقد يكون الناقد محباً وصادقاً لكنه لم يوفق لإلباس نصحه غلافاً هادئاً ومناسباً
    اللهم اعطهم ضعف ما يتمنون لي

  • #2
    الرؤية الإسلامية
    .
    كتب أ. أحمد حسين الشيمي*
    الناظر للتاريخ العربي الحديث سيجد أن الحديث عن الإصلاح الداخلي حديث قديم منذ بداية عهد الاستقلال أو قبل ذلك بقليل، حيث تكشف الوثائق الصادرة عن جامعة الدول العربية عن تعهد قادة العرب في قمة أنشاص 1946 بالعمل على 'إنهاض شعوبنا وترقية مستواها الثقافي والمعيشي بحيث تصبح قادرة على مجابهة أي عدوان خارجي مداهم'؟ ، إلا انه لوحظ بعد ذلك أن حديث الإصلاح الداخلي قد تم وأده فلم يجد طريقه بعد ذلك إلى القمم العربية.

    تواجه الأمة العربية والإسلامية في الوقت الراهن جملة من التحديات الداخلية والخارجية، أدت إلى تراجع دور الأمة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بصورة أعادت للأذهان مرة ثانية الحقبة الاستعمارية التي كانت تعاني خلالها الشعوب العربية والإسلامية جراء سيطرة الغرب علينا، واستنزافه لثرواتنا وخيرات بلادنا، والآن وبالرغم من استعادة معظم الدول العربية لاستقلاها، إلا أنها على ما هو واضح لازالت تقاوم سيطرة الغرب ممثلا في الولايات المتحدة التي طغت على الساحة الدولية محاولة ممارسة نفس الدور الذي كان يمارس من قبل الدول الاستعمارية في السابق، وهو دور الهيمنة والسيطرة، والحيلولة بين الدول والشعوب العربية وبين حدوث أي نهضة حقيقية فيها، من أجل أن تظل على الدوام تابعة لها ومسايرة لأهدافها ومخططاتها التي لا تخدم في الغالب إلا إسرائيل، أو من يسير في فلكها من الدول الغربية الكبرى، غير عابئة بأحوال الشعوب العربية ولا بمستقبلهم، معتمدة في ذلك على ضعف الدول العربية ورغبتها في العيش في سلام وأمن بعيدا عن الصراعات التي تحيط بها من كل جانب. ليطرح ذلك كله التساؤل حول مدى قدرة أمتنا على مواجهة التحديات والتصدي لها؟؟
    التحديات الداخلية:
    هناك العديد من التحديات الداخلية التي تعاني منها الأمة وعلى رأس تلك التحديات وأخطرها؛ التحديات الثقافية والتي تتمثل في الرغبة الغربية في تغيير هوية الأمة العربية والإسلامية، وذلك كله من أجل دمج إسرائيل في المنطقة وجعلها جزء لا يتجزأ منها، وفي سبيل تحقيق ذلك تسعى الإدارة الأمريكية خاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى تغيير المناهج الدراسية في العديد من الدول العربية، بل وصل الأمر في بعض الأحيان لأن تتولى بنفسها وضع تلك المناهج، بعد حذف كل ما يتعلق بالجهاد وبفضل الحضارة الإسلامية على أوروبا والغرب ، وللأسف الشديد استجابت بعض الدول العربية لتلك الخطط وسمحت بتغيير تلك المناهج، وفي أحيان كثيرة باستبدالها بمناهج لا تمت للإسلام ولا للمسلمين بصلة .. مناهج لاهدف لها سوى النظر إلى إسرائيل على أنها جزء أساسي من المنطقة، وللغرب على أساس أنه صاحب النهضة الوحيدة في العالم.
    ولقد أدى العبث بمناهج التعليم إلى إحداث نوع من الضعف والقصور لدى أبناء وشباب الأمة، نتيجة التخبط في كثير من سياسات النشاطات الاجتماعية التي عمَّت هذه الفترة، وكان للتعليم منها نصيب كبير طبع آثارها على هذا الجيل من جرَّاء الاضطراب والقلق الذي شاب التعامل مع مناهج التعليم في كل مستوياته المعرفية والمرحلية من تغيير وتبديل، من تطويل وتقصير، وحذف وتشويه أحيانًا؛ حيث كان المسرح متاحًا أمام الأصابع الخفية والعلنية، السياسية والمذهبية، وحيث لم يسلم لا الوضعي ولا ذو القداسة، في إغفال مقصود للثوابت من المتطلبات القومية والدينية من المعتقدات واللغة والتاريخ، فقد غاب ثبات السياسة التي يتطلبها التعليم ومناهجه بعيدًا عن صراع السياسة وحزبية الفكر، وتلون المعتقد والتوجه، وقد مس حاضرنا شيئًا من هذا الشرر اللاسع الذي عانى منه وما زال يعاني.
    استبداد سياسي:
    أما ثاني أخطر أنواع التحديات فتتمثل في الاستبداد السياسي الذي سد جميع منافذ الحرية والحركة أمام جماهير الأمة العربية، حيث تعمل بعض الأنظمة كشرطي للغرب الراغب في الهيمنة على المنطقة وتطويعها وفقا لأهوائه ومخططاته.
    فالناظر للأحوال السياسية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية في العقدين الماضيين، سيجد أنه لا توجد إلا قلة من الدول العربية انتهجت المسار الديموقراطي سبيلا لتحقيق نهضة عربية شاملة، على أساس أن عمليات الكبت التي مورست في الحقب الماضية لم تثمر إلا شرا، ولم تؤدي إلا إلى ازدياد عدد الحركات الإرهابية التي لا تجد من يحاورها.
    بل وقفت بعض الأنظمة السياسية تجاه عمليات التطوير القادمة من الخارج، خاصة من قبل الولايات المتحدة التي طالبت الأنظمة العربية بتطبيق الديموقراطية، مؤكدة خطورة فرض الديموقراطية من الخارج، وذلك خوفا من وصول الإسلاميين إلى السلطة على غرار ما حدث في فلسطين، وعلى أساس أن كل نظام أدري بما يناسب شعبه، وبالطبع تم تجميد عملية التحول الديموقراطي في بعض الدول العربية، إلى أجل غير مسمي.
    والناظر للتاريخ العربي الحديث سيجد أن الحديث عن الإصلاح الداخلي حديث قديم منذ بداية عهد الاستقلال أو قبل ذلك بقليل، حيث تكشف الوثائق الصادرة عن جامعة الدول العربية عن تعهد قادة العرب في قمة أنشاص 1946 بالعمل على 'إنهاض شعوبنا وترقية مستواها الثقافي والمعيشي بحيث تصبح قادرة على مجابهة أي عدوان خارجي مداهم'؟ ، إلا انه لوحظ بعد ذلك أن حديث الإصلاح الداخلي قد تم وأده فلم يجد طريقه بعد ذلك إلى القمم العربية .
    بل إن بعض مقترحات تطوير الجامعة تحدثت عن تضامن عربي لوأد محاولات التغيير إن وقعت ضد أي نظام في أي بلد عربي، وفي قمة شرم الشيخ 2003 بعد حوالي أربعين سنة من قمة الدار البيضاء 1965 بدت مسألة الإصلاح الداخلي مفروضة من الخارج وكانت الحراب الأمريكية ما تزال في غمدها، ولذلك جاء موقف القمة من المسألة قاطعاً: 'إن شؤون الوطن العربي وتطوير نظمه أمر تقرره شعوب المنطقة بما يتفق ومصالحها الوطنية والقومية بعيداً عن أي تدخل خارجي، وفي هذا الإطار يستنكر القادة ما يتردد من محاولات رامية إلى فرض تغييرات على المنطقة أو التدخل في شؤونها الداخلية، وتجاهل مصالحها وقضاياها العادلة'.

    اقتصاديات هشة:
    وعلى الصعيد الاقتصادي لا يختلف الأمر كثيرا إذ ما زالت الاقتصاديات العربية تعاني من الهشاشة والتبعية للغرب، بل هي في الغالب في تراجع مستمر، وإن كان الأمر في دول الخليج يختلف قليلا بسبب ما تملكه من ثروات نفطية تسهم بدور كبير في تحقيق نهضة محدودة داخل تلك المجتمعات.
    كما أدت علميات الخصخصة الغير مدروسة التي اتبعتها بعض الدول العربية إلى حدوث سلبيات كبيرة في أداء الاقتصاديات العربية، وذلك يعود في جزء كبير منه إلى التزام الكثير من دول العربية بنصائح وإرشادات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أكبر الداعين للخصخصة في العالم الثالث بذريعة أن بيع المؤسسات والمنشآت العامة من شأنه أن يوفر مداخيل كبيرة تستطيع أن تمول بها عملية التنمية، مما أدى إلى فقدان تلك الدولة مداخيل كبيرة وحقيقية، وهو ما تسبب في إفقارها وجعلها عاجزة عن الاستمرار في مسيرتها.
    أضف إلى ذلك دور الخصخصة في ارتفاع نماذج العمل غير الآمن و انعدام الأمان الوظيفي و تحويل أعداد كبيرة من العمال إلى طابور البطالة والبحث عن العمل وتوسيع الحيز الذي يعمل به عمال المناوبة والعمل المؤقت الأمر الذي يحرم العمال من حقوقهم و الاحتيال على القوانين والأنظمة فيما يكمن بالتقارير الكاذبة للعاملين و القرارات التي ينجم عنها الطرد و التسريح كما حدث عند خصخصة العديد من شركات القطاع العام .
    وهنالك كثير من المشاريع التي تم خصخصتها أخذت شكل الاحتكار، وبالتالي ساهمت الخصخصة في نقل الاحتكار من القطاع العام إلى الخاص؛ ومن ثم حدوث فرق كبير للكفاءة، كما أدت الخصخصة كذلك إلى حدوث تشوه في الاقتصاد نتيجة عدم إقبال القطاع الخاص على المساهمة في المشاريع الحساسة والهامة التي تحوي درجة مخاطرة عالية أو لا تحقق عائدًا أو ربحًا سريعًا، ومن ثم عجز الاقتصاد عن الوفاء باحتياجات المجتمع وحدوث أزمات ومشاكل لا حصر لها.

    انتشار الفساد:
    وعلى الصعيد الاجتماعي نلحظ أن الأمة تعاني من انتشار الفساد في المؤسسات البيروقراطية فضلا عن الفقر والبطالة وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى وقفة حاسمة من الأنظمة والشعوب على حد سواء .
    وفي هذا الصدد تشير بيانات الجامعة العربية إلى أن عدد سكان الوطن العربي قد بلغ نحو 300 مليون نسمة، في حين يصل عدد العاطلين في البلدان العربية مجتمعة إلى نحو 15 مليون عاطل، بما رفع معدل البطالة في إجمالي تلك البلدان إلى 15% من قوة العمل فيها، وتأتي البلدان العربية في مجموعها كثاني أكبر منطقة مصابة بالبطالة في العالم، بعد الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وهذا المعدل المرتفع للبطالة يشكل إهدارًا لطاقة عنصر العمل، من جهة، ويشكل من جهة أخرى، تهديدا للاستقرار السياسي والاجتماعي، ويوفر أرضا خصبة لنمو التطرف السياسي والعنف الجنائي، فالبطالة ليست مجرد تعطيل لأحد عناصر الإنتاج، ولكنها تعطيل لأهم عناصر الإنتاج وأكثرها فعالية، فضلا عن طبيعته الإنسانية التي تجعل لتعطله أبعادا سياسية واجتماعية تتجاوز البعد الاقتصادي المحض، الذي تعد معالجته أسهل كثيرا من معالجة سواه.
    الضغوط الخارجية:
    المتأمل في المائة عام الأخيرة من عمر هذه الأمة يجدها واجهت وتواجه العديد من التحديات بدءا ًمن صدور وعد بلفور بإقامة الدولة اليهودية في قلب الأمة العربية 1917م وانتهاء بالاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق 2003 مروراً بحروب أربعة كبرى مع إسرائيل ومن تحالف معها 48-56-67-73، فضلاً عن الغزو الإسرائيلي للبنان 1982م، وخروقاته المتكررة للقرارات الدولية واتفاقات السلام الموقعة بينه والفلسطينيين منذ قيام دولة إسرائيل 1948م وحتى خارطة الطريق 2003، مروراً بأوسلو وما سمي بخطة ميتشل وتنت، ناهيك عن ممارساته شبه اليومية لأعمال القمع والقتل والتدمير ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات الإسرائيلية طوال الخمسين عاماً الماضية من عمر الاحتلال.
    ومن نافلة القول بأن النكبات او الهزائم او الانتكاسات السابقة هي حوادث جسام في تاريخ هذه الامة، غير ان الملفت والثابت لدينا انه كلما ظهر في الافق بصيص أمل للتقارب بين هذه الامة عقب كل نكبة او انتكاسة او هزيمة سواء على مستوى إعادة البناء الداخلي لكل دولة على حدة، او على مستوى التصالح او المصالحة العربية- العربية، فان الولايات المتحدة تقف له بالمرصاد تستهجنه او تطرح مشروعات اخرى بديلة له من خلال تجمعات إقليمية، او تدخل مباشر سافر ووضيع.
    والحقيقة أن الهدف من هذا كله إنما يتمثل في استكمال المخطط الاستعماري الأمريكي للهيمنة على المنطقة، والذي استكمل مقوماته باحتلال كامل أراضى العراق، واستباحة مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني وتسريع وتيرة التغيير الجغرافي والديمغرافى في الأراضي المحتلة، وإدماج حكومات المنطقة فيما يسمى بالحرب الدولية على الإرهاب، وتكثيف الجهود الأمريكية لبناء توافق دولي لتغيير النظم السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة تحت دعاوى الإصلاح، وإحياء مشاريع الشرق أوسطية بديلا للنظام الإقليمي العربي كجزء من استراتيجية إبقاء الهيمنة الأمريكية الأحادية على العالم وإدامتها لأطول فترة ممكنة.
    وبالفعل عمقت تداعيات الوجود العسكري الأجنبي الكثيف في المنطقة بأشكاله المختلفة من تبعية الحكومات العربية وإضعافها وانكفائها على ذاتها. واتسق مع هذا التطور ما واجهته هذه الحكومات من اضطرابات عميقة أخذت أشكال تمردات اجتماعية وسياسية وصولاً إلى محاولة الانقلاب العسكري.
    وبالإضافة إلى التحدي الغربي المتمثل في الهيمنة على المنطقة من خلاله مشاريعه المختلفة تعتبر العولمة الغربية الشرسة في عصرنا الحاضر، من ناحية أخرى، بكل ما تمتلكه من قدرات تقنية واقتصادية وسياسية، بل وعسكرية إذا لزم الأمر، خطرا يواجه المنطقة، وسوف تشتد وطأتها خلال هذه الألفية الثالثة، في مقابل ما أصابنا من ضعف ووهن، بل إن هناك بعض الدول الكبرى التي أصبحت تستشعر هذا الخطر الداهم للعولمة الثقافية وأخذت تعد العدة لمواجهته مبكرا قبل أن يجتاحها مثل فرنسا التي حرصت على نشر لغتها وثقافتها في كثير من البلاد التي استعمرتها وبعد استقلال تلك البلاد استحدثت 'الفرنكفونية' لتكون مؤسسة ثقافية سياسية للحفاظ على نشر لغتها وثقافتها، وإذا كان هذا هو موقف فرنسا ومثلها دول أخرى متقدمة، فماذا يجب أن يكون موقفنا نحن أبناء الأمة العربية؟ وعلى من تقع مسؤولية درء ذلك الخطر الداهم بعد أن انشغل كل قطر عربي بتحقيق استقلاله الوطني على حساب الروابط المصيرية القومية والدينية، ونتج عن ذلك شعور عام باللامبالاة وعدم الاكتراث. إنها بلا شك مسؤولية مشتركة بين كل مثقفي الأمة ومفكريها بالإضافة إلى كل المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية والسياسية.
    سبل المواجهة:
    بالرغم من قتامة الموقف وصعوبته إلا أن سبل المواجهة لا تزال موجودة وقائمة، فقط تحتاج منا إلى بدء العمل والجد فيه، حتى يستطيع أن يؤتي ثماره في الوقت المطلوب وقبل أن ينجح الغرب في الوصول إلى مبتغاه وتنفيذ مخططاته، ومن تلك الوسائل التي يتعين علينا اتباعها ما يلي :
    1- وقف مسلسل التنازلات أمام الإملاءات الصهيونية على أرض فلسطين وسياسات الاحتلال الأمريكي في العراق، والمواقف الدولية الجائرة ضد سوريا ولبنان، وكشف زيف الوهم بإمكان التوصل إلى تسوية متوازنة –ولا نقول عادلة- في هذا الإطار، والضغط على النظم العربية لكي تغير مواقفها المعيبة من قضايا النضالين الفلسطيني والعراقي، والتصدي للموجة القادمة من موجات تطبيع هذه النظم مع الكيان الصهيوني، والتأكيد على أن المقاومة بشتى السبل والوسائل هي وحدها القادرة على تصحيح الميزان المختل مع أعداء الأمة، وإجبار قوى الهيمنة على الارتداد إلى موقع تكتفي فيه بالسعي لتحقيق مصالحها في المنطقة من خلال نماذج التفاعلات الطبيعية للعلاقات الدولية، وليس عن طريق فرض رؤيتها على المنطقة بما لا يخدم سوى مصالحها الأنانية الضيقة وحدها.
    2- المساعدة على بلورة رؤية عربية لبرنامج تحرر وطني إسلامي متكامل في كل من فلسطين والعراق بما يساعد على جمع القوى الوطنية في البلدين حول هذا البرنامج، ومد الجسور بينها وبين القوى العربية المناهضة للهيمنة بما يمكن من دعمها بكل السبل الممكنة، ومن ثمّ الاصطفاف في خندق واحد ضد قوى الهيمنة، والالتفات الواجب في الوقت نفسه إلى خطورة الأوضاع التي ولدتها هذه القوى لا في فلسطين والعراق فحسب، وإنما في كافة أرجاء الوطن العربي، وهي أوضاع تحتاج جهدًا هائلاً ومتصلاً كي يمكن مواجهتها وتحييد آثارها تمهيدًا للخلاص منها.
    3- السعي إلى تحقيق نقلة نوعية في النضال في كافة الأقطار العربية، ذلك أن نجاحه لا يؤمِّن للشعوب العربية حقوقها السياسية فحسب، وإنما يوفر من ناحية أخرى المتطلبات الموضوعية لمواقف صحيحة من النظم العربية إزاء التحديات المصيرية التي تحيط بها، طالما أن السبب الرئيسي لهشاشتها هو عدم استنادها إلى رضا شعبي، ومن ثمّ خشيتها المفرطة من الضغوط الخارجية.
    4- التصدي للمشاريع البديلة للنظام العربي المطروحة على الأمة من قبل قوى الهيمنة، وكشف أهدافها المصلحية الحقيقية، وعقم محتواها المتستر وراء غايات كبرى لا يمكن لأحد أن يعترض عليها، والتنبيه من ثمّ إلى خطرها الداهم على مستقبل الأمة، والتبشير في الوقت نفسه بإمكان إنزال الهزيمة بهذه المشروعات بالاستفادة من القوى المعارضة لها عربيًا والمتحفظة عليها دوليًا، ودعم جامعة الدول العربية بالمقابل ومساندة جهود تطويرها وتفعيل هذه الجهود كي تكون الجامعة جديرة بتمثيل الدول العربية في المعركة الدائرة رحاها حاليًا بين أنصار الهيمنة والمدافعين عن الاستقلال القومي.
    5- التشديد على ضرورة وضع الأسس السليمة لتكامل اقتصادي عربي حقيقي يكون أساسًا لتنمية متوازنة في الأقطار العربية من ناحية، ولنظام عربي فاعل وأمن عربي قومي حقيقي من ناحية أخرى، وعدم الاكتفاء بمحاولات التكامل التي تتم في ظل الأوضاع الاقتصادية العربية الراهنة حيث إن هذه الأوضاع تكونت في بيئة غير قومية ومن ثمّ غير مواتية لمتطلبات التكامل المنشود.
    6- الدعوة إلى الدعم المتواصل لنضال جميع الشعوب المسلمة من أجل الحفاظ على كرامتها واستقلالها وحقوقها الوطنية، وفي مقدمتها حقها الثابت في تقرير المصير، في جميع أنحاء العالم وأينما كانت ترزح تحت نير الاحتلال الأجنبي. والمحافظة على قضية القدس الشريف كقضية مركزية للشعوب العربية والإسلامية.
    نخلص من ذلك كله إلى أن المعركة على الأرض العربية بين قوى الهيمنة وقوى التحرر على أشدها : إدارة أمريكية مندفعة دون هوادة في محاولات مستميتة لفرض مشروعها على العالم عامة، وعلى أمتنا العربية خاصة، ونظم عربية آثرت التكيف مع السياسة الأمريكية- إن لم يكن الانصياع التام لها- حتى ولو كان الثمن هو الرضا باحتلال بلد عربي طالما شيد حضارات على أرض العرب، ومَثَّلَ ركنًا أساسيًا من أركان قوتهم، أو توهُم إمكان التوصل إلى تسوية تحفظ للفلسطينيين بعض حقوقهم في ظل التوجهات السائدة في إسرائيل والولايات المتحدة معًا. غير أن الأمة ما زالت تنبض بالمقاومة، فهناك نفر من أبنائها يرفعون راياتها عاليًا على أرض فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال على الرغم من المصاعب التي تعترض مسارهم على نحو غير مسبوق في التاريخ المعاصر لحركات التحرر الوطني.
    وليس ثمة شك في أن روح المقاومة سوف تنتشر في جسد هذه الأمة، وأنها قادرة لا ريب على هزيمة مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني، وإن كان التسليم ضروريًا بقدرة هذا المشروع على تخريب الساحة العربية، وهو تخريب يأخذ حتى الآن شكل المحاولات المتسارعة لتقويض الوحدة الوطنية في الدول العربية حتى لا يبقى في النظام العربي حجر على حجر.
    لهذا كله فإن عددًا من المهام الجسام ينتظر المخلصين من أبناء هذه الأمة وقواهم السياسية الفاعلة، وأول شروط النجاح في الوفاء بهذه المهام هو إدراك الخطورة الاستثنائية لهذه المرحلة، وضرورة الحركة السريعة والواعية والقوية من أجل إنقاذ الأمة قبل فوات الآوان.
    * صحفي وكاتب مصري.
    'حقوق النشر محفوظة لموقع 'قاوم'، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر'
    http://qawim.net/index.php?option=co...=2829&Itemid=1
    في داخلك منجم للإبداع فتش عنه ولكن قبل ذلك تعلم التنقيب حتى لا تكسر الألماس.
    الحياه أشبه بصندوق مغلق ، ومفتاحه هو العمل ، وإن أداء الأعمال بإتقان عال يفتح الباب أمام الحصول على أعمال أرقى وأكبر .
    لنركز على الحقيقة والمحتوى في النقد ، لا على لغة الخطاب ونبرة الكلام ، فقد يكون الناقد محباً وصادقاً لكنه لم يوفق لإلباس نصحه غلافاً هادئاً ومناسباً
    اللهم اعطهم ضعف ما يتمنون لي

    تعليق


    • #3
      معلش ما فهمت السبب

      السبب في نقلي لهذين المقالين هو ( بعد قراءة المقالين ستعرفون السبب ) .
      ما فهمته أننا نلقي باللوم على غيرنا دائماً، المعروف أن الفاشل يلقي باللوم على غيره دائماً، وإن كان هذا صحيحاً فما قولك في المخترعين الموجودين في الغرب أغلبهم أصلاً عرب أو استفادوا من أبحاث عربية، أين لك، أن تجد المناخ المناسب لتبدع - أتكلم عن أرض الواقع -، هذا اليهودي وأمثاله أرجلهم في الماء البارد يعتقد أنه بعصا سيغير الكون، ينظر إلى الأشياء من بعيد فلا يراها واضحة المعالم، هل فصل هو بين العرب الذين لا يريدون أن ينتجوا، وبين العرب الذين يريدون أن ينتجوا ولكنهم لا يجدون مقومات هذا الإنتاج، نحن على سبيل المثال منتدى جرافيك، هناك أعضاء أقوياء جداً وهناك أعضاء مبتدؤون جداً، هناك أعمال قوية جداً وهناك أعمال ضعيفة، لكن هل أنتجنا شيئاً واحداً بمستوى بيكسار - يحمل ثقافتنا وتوجهنا - لا أقول بالمستوى الحالي ولكن على الأقل بيكسار من 10 سنوات !!
      (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

      الرد على من قال بحل المعازف

      http://www.abumishari.com/

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة mmnoor مشاهدة المشاركة
        معلش ما فهمت السبب



        ما فهمته أننا نلقي باللوم على غيرنا دائماً، المعروف أن الفاشل يلقي باللوم على غيره دائماً، وإن كان هذا صحيحاً فما قولك في المخترعين الموجودين في الغرب أغلبهم أصلاً عرب أو استفادوا من أبحاث عربية، أين لك، أن تجد المناخ المناسب لتبدع - أتكلم عن أرض الواقع -، هذا اليهودي وأمثاله أرجلهم في الماء البارد يعتقد أنه بعصا سيغير الكون، ينظر إلى الأشياء من بعيد فلا يراها واضحة المعالم، هل فصل هو بين العرب الذين لا يريدون أن ينتجوا، وبين العرب الذين يريدون أن ينتجوا ولكنهم لا يجدون مقومات هذا الإنتاج، نحن على سبيل المثال منتدى جرافيك، هناك أعضاء أقوياء جداً وهناك أعضاء مبتدؤون جداً، هناك أعمال قوية جداً وهناك أعمال ضعيفة، لكن هل أنتجنا شيئاً واحداً بمستوى بيكسار - يحمل ثقافتنا وتوجهنا - لا أقول بالمستوى الحالي ولكن على الأقل بيكسار من 10 سنوات !!
        تعرف نفسي في ايه دلوقتي

        نفسي امسكك من قفاك واثبت وشك قدام الشاشه واقلك اقرأ الموضوع بالكامل
        في داخلك منجم للإبداع فتش عنه ولكن قبل ذلك تعلم التنقيب حتى لا تكسر الألماس.
        الحياه أشبه بصندوق مغلق ، ومفتاحه هو العمل ، وإن أداء الأعمال بإتقان عال يفتح الباب أمام الحصول على أعمال أرقى وأكبر .
        لنركز على الحقيقة والمحتوى في النقد ، لا على لغة الخطاب ونبرة الكلام ، فقد يكون الناقد محباً وصادقاً لكنه لم يوفق لإلباس نصحه غلافاً هادئاً ومناسباً
        اللهم اعطهم ضعف ما يتمنون لي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة mind Vision مشاهدة المشاركة
          تعرف نفسي في ايه دلوقتي

          نفسي امسكك من قفاك واثبت وشك قدام الشاشه واقلك اقرأ الموضوع بالكامل
          ههههههههههههههه

          ردي ده كان قبل ما تحط وجهة النظر الإسلامية بس على ما ضغطت إرسال كنت حضرتك حطيت وجهة النظر الإسلامية، يعني قراءة الموضوع بصورة غير كاملة ما كانتش بمزاجي
          (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

          الرد على من قال بحل المعازف

          http://www.abumishari.com/

          تعليق


          • #6
            أيوه كده وجهة النظر الإسلامية تمام، وكمان الحلول تمام بس هل في حد ينفذ؟؟؟؟؟؟؟، للأسف واحد زي الشيخ زايد الله يرحمه مش هيتعوض صحيح مش معاه دكتوراة ولا غيره بس عنده حكمة وبعد نظر يساوي جامعة كاملة، تعالى للي بيقولوا عليهم مفكرين عرب الأغلبية اللي صوتها مسموع واللي وسائل الإعلام مهتمة بيها بتنادي بالبعد عن الدين أصلاً، والإنسلاخ من القيم الإسلامية، تخيل إن أنا لقيت كاتب فلسطيني عايش في أمريكا كان بيقول بالحرف الواحد على قناة الجزيرة، لماذا يريد العرب استرداد فلسطين، هي مع اليهود حالها أفضل، وإسرائيل واقع فرض على المنطقة وعلى العرب التعايش معه لا رفضه، والكلام ده ما كانش بيقوله على سبيل الإستهزاء أو غيره بل كان بيتكلم بجد حتى محاور الراجل استغرب من كلامه وقعد يناقشه في كلامه ومافيش فايده دماغه جزمه قديمة مش عايزة تتغير. الناس نفسها عايزة تاخد اللي يعجبها من الدين وتسيب الباقي، للأسف
            (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

            الرد على من قال بحل المعازف

            http://www.abumishari.com/

            تعليق


            • #7
              الحل بسيط جدا لكل المشاكل

              قال الله تعالى : "و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا " (سورة آل عمران)


              سنن الدارقطني :
              149 حدثنا أبو بكر الشافعي نا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع نا داود بن عمرو نا صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض
              إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ فأنت ومالك الدنيـا سـواء

              تعليق


              • #8
                أشكرك أخي الكريم

                تم الاطلاع عالسريع

                آمل أن أستطيع قراءة الموضوع والتعليق
                سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

                لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

                FACEBOOK

                تعليق


                • #9
                  موضوع قوي أخوي وأنصح الجميع بقرائته حتى لو كان طويل.. عجبني تحليل اليهودي واتفق مع معظم ماقال بالرغم أنه يحطم أحيانا..
                  وعجبتني الرؤية الإسلامية في تبني المقاومة كحل أساسي ووقف مسلسل التنازلات..
                  كما أنصح بكتاب "فلسفتنا" اللي يقارن بين السياسات المتبعة عالميا ونظرة الإسلام فيها..

                  بالتوفيق
                  تواضع للحق تكن أعقل الناس.... لقمان الحكيم

                  تعليق


                  • #10
                    جميل جدا

                    رؤية الكاتب الإسلامية في إعتقداي أنها أقرب إيضاح لرأي الباحث الإسرائيلي
                    خصوصا عند مناقشته للمؤامرة وكيف اتخذها العرب شماعة لأخطائهم
                    صدقا لم أمنع نفسي من الضحك حينما قرأت هذه العبارات

                    التحديات الثقافية والتي تتمثل في الرغبة الغربية في تغيير هوية الأمة العربية والإسلامية،
                    وعلى الصعيد الاقتصادي لا يختلف الأمر كثيرا إذ ما زالت الاقتصاديات العربية تعاني من الهشاشة والتبعية للغرب،
                    هناك العديد من التحديات الداخلية التي تعاني منها الأمة وعلى رأس تلك التحديات وأخطرها؛ التحديات الثقافية والتي تتمثل في الرغبة الغربية في تغيير هوية الأمة العربية والإسلامية،
                    أيضا الحلول توحي لك بأننا اذا تخلصنا من دولة اليهود يستم حل جميع مشاكلنا
                    وياليت شعري دولة تقارع أكثر الدول الغربية في التكونولوجيا والصناعة والتعليم كيف لنا بمجابهتها

                    الأمر الآخر تحدث عن التعليم وأن سبب انحطاطه قيام الغرب بفرض تغييرات لمسح الهوية الدينية من التعليم
                    بالله هل هذا كلام يدخل العقل؟ فضلا أن يصدر عن مفكر؟
                    لن يكون لدينا ما نحيا من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله
                    آرنيستو تشي جيفارا

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة sultan989 مشاهدة المشاركة
                      أيضا الحلول توحي لك بأننا اذا تخلصنا من دولة اليهود يستم حل جميع مشاكلنا
                      وياليت شعري دولة تقارع أكثر الدول الغربية في التكونولوجيا والصناعة والتعليم كيف لنا بمجابهتها
                      مو صعبة أبدا.. والدليل حزب الله
                      تواضع للحق تكن أعقل الناس.... لقمان الحكيم

                      تعليق


                      • #12
                        هذا الموضوع يستهويني جدا و لكن للاسف لا يمكنني قراءة كل هذه الاسطر
                        لو وضعت لنا ملخص فقط كان افضل...

                        تعليق

                        يعمل...
                        X