لأمير الشعراء سلسلة من القصائد الطريفة تأخذ نفس نمط حكايات كليلة ودمنة ... القصائد قصيرة وإن كانت تحوي الكثير من الحكمة والذكاء والطرافة .. عدد هذه القصائد 56 قصيدة .. ساضع هنا بعضها مما أعجبني منها ..
أمة الأرانب والفيل
يحكون أن أمة الأرانب
قد أخذت من الثرى بجانب
وابتهجت بالوطن الكريم
وموئل العيال والحريم
فاختاره الفيل له طريقا
ممزقاً أصحابنا تمزيقا
وكان فيهم أرنب لبيب
أذهب جل صوفه التجريب
نادى بهم: يا معشر الأرانب
من عالم، وشاعر، وكاتب
اتحدوا ضد العدو الجافي
فالاتحاد قوة الضعاف
فأقبلوا مستصوبين رايه
وعقدوا للاجتماع رايه
وانتخبوا من بينهم ثلاثه
لا هرماً راعوا، ولا حداثه
بل نظروا إلى كمال العقال
واعتبروا في ذاك سن الفضل
فنهض الأول للخطاب
فقال: إن الرأي ذا الصواب
أن تترك الأرض لذى الخرطوم
كي نستريح من أذى الغشوم
فصاحت الأرانب الغوالي:
هذا أضر من أبي الأهوال
ووثب الثاني فقال: إني
أعهد في الثعلب شيخ الفن
فلندعه يمدنا بحكمته
ويأخذ اثنين جزاء خدمته
فقيل: لا يا صاحب السمو
لا يدفع العدو بالعدو
وانتدب الثالث للكلام
فقال: يا معشر الأقوام
اجتمعوا؛ فالاجتماع قوه
ثم احفروا على الطريق هوه
يهوي إليها الفيل في مروره
فنستريح الدهر من شروره
ثم يقول الجيل بعد الجيل
قد أكل الأرنب عقل الفيل
فاستصوبوا مقاله، واستحسنوا
وعملوا من فورهم، فأحسنوا
وهلك الفيل الرفيع الشان
فأمست الأمة في أمان
وأقبلت لصاحب التدبير
ساعية بالتاج والسرير
فقال: مهلاً يا بني الأوطان
إن محلي للمحل الثاني
فصاحب الصوت القوي الغالب
من قد دعا: يا معشر الأرانب
الأسد ووزيره الحمار
الليث ملك القفار
وما تضم الصحاري
سعت إليه الرعايا
يوماً بكل انكسار
قالت: تعيش وتبقى
يا دامي الأظفار
مات الوزير فمن ذا
يسوس أمر الضواري؟
قال: الحمار وزيري
"ماذا رأى في الحمار؟"
وخلفته، وطارت
بمضحك الأخبار
حتى إذا الشهر ولى
كليلة أو نهار
لم يشعر الليث إلا
وملكه في دمار
القرد عند اليمين
والكلب عند اليسار
والقط بين يديه
يلهو بعظمة فار!
فقال: من في جدودي
مثلي عديم الوقار؟!
أين اقتداري وبطشي
وهيبتي واعتباري؟!
فجاءه القرد سراً
وقال بعد اعتذار:
يا عالي الجاه فينا
كن عالي الأنظار
رأي الرعية فيكم
من رأيكم في الحمار!
ولي عهد الأسد وخطبة الحمار
لما دعا داعي أبى الأشبال
مبشراً بأول الأنجال
سعت سباع الأرض والسماء
وانعقد المجلس للهناء
وصدر المرسوم بالأمان
في الأرض للقاصي بها والداني
فضاق بالذيول صحن الدار
من كل ذي صوف وذي منقار
حتى إذا استكملت الجمعيه
نادى منادي الليث في المعيه
هل من خطيب محسن خبير
يدعو بطول العمر للأمير؟
فنهض الفيل المشير السامي
وقال ما يليق بالمقام
ثم تلاه الثعلب السفير
ينشد، حتى قيل: ذا جرير
واندفع القرد مدير الكاس
فقيل: أحسنت أبا نواس!
وأومأ الحمار بالعقيره
يريد أن يشرف العشيره
فقال: باسم خالق الشعير
وباعث العصا إلى الحمير!..
فأزعج الصوت ولي العهد
فمات من رعدته في المهد
فحمل القوم على الحمار
بجملة الأنياب والأظفار
وانتدب الثعلب للتأبين
فقال في التعريض بالمسكين:
لا جعل الله له قرارا
عاش حماراً ومضى حمارا!
ساضيف المزيد لاحقا ..
أمة الأرانب والفيل
يحكون أن أمة الأرانب
قد أخذت من الثرى بجانب
وابتهجت بالوطن الكريم
وموئل العيال والحريم
فاختاره الفيل له طريقا
ممزقاً أصحابنا تمزيقا
وكان فيهم أرنب لبيب
أذهب جل صوفه التجريب
نادى بهم: يا معشر الأرانب
من عالم، وشاعر، وكاتب
اتحدوا ضد العدو الجافي
فالاتحاد قوة الضعاف
فأقبلوا مستصوبين رايه
وعقدوا للاجتماع رايه
وانتخبوا من بينهم ثلاثه
لا هرماً راعوا، ولا حداثه
بل نظروا إلى كمال العقال
واعتبروا في ذاك سن الفضل
فنهض الأول للخطاب
فقال: إن الرأي ذا الصواب
أن تترك الأرض لذى الخرطوم
كي نستريح من أذى الغشوم
فصاحت الأرانب الغوالي:
هذا أضر من أبي الأهوال
ووثب الثاني فقال: إني
أعهد في الثعلب شيخ الفن
فلندعه يمدنا بحكمته
ويأخذ اثنين جزاء خدمته
فقيل: لا يا صاحب السمو
لا يدفع العدو بالعدو
وانتدب الثالث للكلام
فقال: يا معشر الأقوام
اجتمعوا؛ فالاجتماع قوه
ثم احفروا على الطريق هوه
يهوي إليها الفيل في مروره
فنستريح الدهر من شروره
ثم يقول الجيل بعد الجيل
قد أكل الأرنب عقل الفيل
فاستصوبوا مقاله، واستحسنوا
وعملوا من فورهم، فأحسنوا
وهلك الفيل الرفيع الشان
فأمست الأمة في أمان
وأقبلت لصاحب التدبير
ساعية بالتاج والسرير
فقال: مهلاً يا بني الأوطان
إن محلي للمحل الثاني
فصاحب الصوت القوي الغالب
من قد دعا: يا معشر الأرانب
الأسد ووزيره الحمار
الليث ملك القفار
وما تضم الصحاري
سعت إليه الرعايا
يوماً بكل انكسار
قالت: تعيش وتبقى
يا دامي الأظفار
مات الوزير فمن ذا
يسوس أمر الضواري؟
قال: الحمار وزيري
"ماذا رأى في الحمار؟"
وخلفته، وطارت
بمضحك الأخبار
حتى إذا الشهر ولى
كليلة أو نهار
لم يشعر الليث إلا
وملكه في دمار
القرد عند اليمين
والكلب عند اليسار
والقط بين يديه
يلهو بعظمة فار!
فقال: من في جدودي
مثلي عديم الوقار؟!
أين اقتداري وبطشي
وهيبتي واعتباري؟!
فجاءه القرد سراً
وقال بعد اعتذار:
يا عالي الجاه فينا
كن عالي الأنظار
رأي الرعية فيكم
من رأيكم في الحمار!
ولي عهد الأسد وخطبة الحمار
لما دعا داعي أبى الأشبال
مبشراً بأول الأنجال
سعت سباع الأرض والسماء
وانعقد المجلس للهناء
وصدر المرسوم بالأمان
في الأرض للقاصي بها والداني
فضاق بالذيول صحن الدار
من كل ذي صوف وذي منقار
حتى إذا استكملت الجمعيه
نادى منادي الليث في المعيه
هل من خطيب محسن خبير
يدعو بطول العمر للأمير؟
فنهض الفيل المشير السامي
وقال ما يليق بالمقام
ثم تلاه الثعلب السفير
ينشد، حتى قيل: ذا جرير
واندفع القرد مدير الكاس
فقيل: أحسنت أبا نواس!
وأومأ الحمار بالعقيره
يريد أن يشرف العشيره
فقال: باسم خالق الشعير
وباعث العصا إلى الحمير!..
فأزعج الصوت ولي العهد
فمات من رعدته في المهد
فحمل القوم على الحمار
بجملة الأنياب والأظفار
وانتدب الثعلب للتأبين
فقال في التعريض بالمسكين:
لا جعل الله له قرارا
عاش حماراً ومضى حمارا!
ساضيف المزيد لاحقا ..
تعليق