السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... عذرا للتأخر
هذه قصة طالما أثرت في نفسي ... قررت بفضل الله وعونه أن أرسم محتواها برسوم متواضعة ...
يحكى أنه كان يوجد رجل عابد ، فجاءه قومه ، وقالوا له : إن هناك قومًا يعبدون شجرة ، ويشركون بالله ، فغضب العابد غضبًا شديدًا ، وأخذ فأسه ، وذهب ليقطع الشجرة . , فلقيه إبليس في صورة شيخ , فقال له:
ابليس: إلى أين وأي شيء تريد ؟ يرحمك الله
العابد: أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله
ابليس: ما أنت وذاك ؟ تركت عبادتك وتفرغت لهذا. فالقوم أن قطعتها يعبدون غيرها.
العابد: لا بد لي من قطعها
ابليس: أنا أمنعك من قطعها
فصارعه العابد وضربه على الأرض , وقعد على صدره
فقال له إبليس: أطلقني حتى أكلمك , فأطلقه فقال له: يا هذا أن الله تعالى قد أسقط عنك هذا , وله عباد في الأرض لو شاء أمرهم بقطعها
العابد: لا بد لي من قطعها
فدعاه للمصارعة مرة ثانية , وصرعه العابد . فقال له:
إبليس: هل لك أن تجعل بيني وبينك أمرا هو خير لك من هذا الذي تريد ؟
العابد: وماهو ؟
ابليس: أنت رجل فقير , فلعلك تريد أن تتفضل على إخوانك وجيرانك وتستغني عن الناس
العابد: نعم
إبليس: ارجع عن ذلك , ولك علي أن أجعل تحت رأسك كل ليلة دنارين تأخذهما تنفقهما على عيالك , وتتصدق منهما فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة ,
فتفكر العابد وقال : صدقت فيما قلت , فعاهدني على ذلك وحلف له إبليس
وعاد العابد إلى متعبده فلما أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه , فأخذهما , وكذلك في اليوم الثاني . فلما كان في اليوم الثالث وما بعده لم ير العابد شيئا , فغضب وأخذ الفأس وذهب نحو الشجرة ليقطعها , فاستقبله إبليس في صورة ذلك الشيخ الذي لقيه أول مرة , وقال له:
ابليس: أين تريد ؟
العابد: إلى قطع هذه الشجرة
ابليس: ليس إلى ذلك من سبيل
فتناوله العابد ليغلبه كما غلبه من قبل ذلك.
فقال إبليس : هيهات هيهات ! وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفور , ثم قال: لئن لم تنته عن هذا الأمر لذبحتك
فقال العابد: خل عني وأخبرني كيف غلبتني ؟
فقال إبليس : لما غضبت لله تعالى سخرني الله لك وهزمني أمامك . والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك.
عبرة لكل منا ... الكثير منا يتخلى عن أمور من دينه من أجل دراهم معدودات أو شهوات مؤقتة وأنا واحد من هؤلاء ولا حول ولا قوة إلا بالله
هذه الشجرة هي أصل الشجرة في القصة والسلام عليكم ورحمة الله
تعليق