Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شيخ المعماريين ............. عندما يتحدث العلم عن صاحبه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيخ المعماريين ............. عندما يتحدث العلم عن صاحبه

    محمد كمال إسماعيل «شيخ المعماريين».. بصمت العلماء عاش.. وبهدوء الحكماء رحل

    كتب نشوي الحوفي ٦/٨/٢٠٠٨

    إسماعيل

    بشيم العلماء عاش، وبهدوء الحكماء رحل، دون أن يسعي يوماً وراء أضواء كانت أقل ما يستحق، أو يلهث وراء تكريم وسلطان كانا سيشرفان به.. «شيخ المعماريين أستاذ الأجيال، عبقري توسعة الحرمين الشريفين».. بعض من الأسماء والألقاب التي اشتهر بها المعماري الراحل محمد كمال إسماعيل الذي وافته المنية يوم السبت الماضي قبل أن يتم العام المائة من عمره، والذي يشهد له التاريخ بأنه أصغر من حصل علي شهادة الثانوية العامة في مصر، وكذلك أصغر من حصل علي درجة الدكتوراه.
    تفوق ونبوغ إسماعيل كانا أكثر ما لفت الأنظار إليه منذ نعومة أظفاره، حيث شهد بذكائه النادر جميع من تتلمذ علي أيديهم من مصريين وأجانب، وتوقعوا أن يكون أحد أهم أبناء جيله، وقد كان، فسار علي درب التميز سابقاً أقرانه بأميال منذ التحاقه بالتعليم الابتدائي، وحتي تخرجه في كلية الهندسة بجامعة «فؤاد الأول»، فحصوله علي درجة الدكتوراه من فرنسا.
    أبرز البصمات التي تركها إسماعيل ـ دون أن يعلم الكثير أنه صاحبها ـ كانت إشرافه علي أعمال توسعة الحرمين الشريفين «المكي والنبوي»، وبناء مجمع الجلاء ـ أو التحرير ـ للمصالح الحكومية، ودار القضاء العالي، ومسجد صلاح الدين بالمنيل، خاصة أنه كان شديد التأثر بفن العمارة الإسلامية.
    ورغم التاريخ الحافل والمشرف لإسماعيل ـ الذي حصل علي «البكوية» من الملك فاروق، ومنح جائزة الملك فهد للعمارة ـ فإن القاعدة العريضة من المصريين، وبينهم الكثير من أبناء مهنته لا يعلمون عنه الكثير، فكان من الضروري أن نسلط الأضواء علي عبقري رحل وسط لا مبالاة رسمية وتجاهل أو جهل إعلامي بقيمته حيث لم يصل علي جثمانه سوي «صفين» من مشيعيه الذين كانوا من تلاميذه ومحبيه، وندعو الله أن يرحم الفقيد، وأن يعوضنا عنه خير العوض.
    إسماعيل وسع الحرمين في ١٣ عامًا وبتكلفة ١٨ مليار دولار.. والملك فهد منحه جائزته للعمارة
    في مدينة ميت غمر الدقهلية وفي الخامس عشر من سبتمبر عام ١٩٠٨، ولد محمد كمال إسماعيل، حيث درس في مدرسة المدينة الإبتدائية مبدياً تفوقاً ونبوغاً لافتا للأنظار. بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية ليضعوا ترحالهم بها وليزداد إحساسه بالجمال فيها عمقاً كما كان يقول، وهناك بجوار البحر المتوسط، والثروة المعمارية ذات الملامح الأوروبية للمدينة، أنهي تعليمه الثانوي في مدرسة العباسية، ليكون القرار بعدها بالتوجه لقاهرة المعز للالتحاق بجامعتها «فؤاد الأول»، ودراسة الهندسة بها.
    كان واحداً من بين أفراد دفعته التي لم يتعد عددها سبعة دارسين، كما ذكر في أحد حواراته التليفزيونية قبل سنوات من رحيله، وعلي الرغم من أنه تتلمذ علي يد أساتذة من إنجلترا وسويسرا درسوا له في الجامعة فنون العمارة العالمية إلا أنه تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيه عقب التخرج ويكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية.
    يقول عنه دكتور علي رأفت، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، ومصمم مكتبتها الحديثة، عشق أستاذنا دكتور محمد إسماعيل، العمارة الإسلامية التي كان يحب اللجوء الي عناصرها في تصميماته رغم تنوع ثقافته الهندسية التي استقاها من مدارس معمارية عدة، فبرزت في أعماله الأقواس والزخارف والأعمدة والأفنية الداخلية التي تحتوي علي سلالم، وهو ما يتضح في بنائه مجمع الجلاء الذي بناه علي شكل قوس وجعل له فناء داخليا كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية. كما تتضح في مسجد صلاح الدين بالمنيل الذي يعد تحفة أقيمت علي نسقها عدد من المساجد في دول الخليج.
    بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، سافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلي فرنسا للحصول علي الدكتوراة التي حصل عليها للمرة الأولي في العمارة من مدرسة بوزال عام ١٩٣٣، ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة، تلاها بعدها بسنوات قليلة بدرجة دكتوراة أخري في الإنشاءات وليعود إلي مصر ويلتحق بالعمل في مصلحة المباني الأميرية التي شغل منصب مديرها في العام ١٩٤٨، كانت المصلحة وقتها تشرف علي بناء وصيانة جميع المباني والمصالح الحكومية، لتصممم يداه العديد من الهيئات ومنها دار القضاء العالي، مصلحة التليفونات، مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع الجلاء الذي أنشئ عام١٩٥١ بتكلفة ٢٠٠ ألف جنيه بالنسبة للإنشاءات، ومليون جنيه، بالنسبة للمباني التي بلغ ارتفاعها ١٤ طابقا،
    وكان لتصميم المبني علي شكل القوس دوراً في تحديد شكل ميدان التحرير، وما تفرع منه من شوارع علي حد وصف المعماريين. في تلك الفترة قدم دكتور محمد كمال إسماعيل للمكتبة العربية والعالمية موسوعة مساجد مصر في أربع مجلدات عرض فيها لتصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر كل منها عن مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية، وقد طبعت تلك الموسوعة فيما بعد في أوروبا ونفدت كما يقول المتخصصون فلم يعد منها أي نسخ سوي في المكتبات الكبري. وقد كانت تلك الموسوعة سببا أيضاً في حصوله علي رتبة البكوية من الملك فاروق تقديراً لجهوده العلمية في تقديمها.
    وعلي الرغم من ملامح تصميماته التي تركها وراءه تتحدث عنه علي مدار سنوات عمله، إلا أن عملية توسعة الحرمين المكي والنبوي التي كلفه بها ملك السعودية الراحل فهد بن عبدالعزيز، تظل الأهم والأبرز في مسيرته المعمارية، وذلك وكما يقول المتخصصون لضيق المساحة والحيز الذي يمكن لأي مهندس التعامل معه،
    فمن السهل أن تتعامل مع مساحة من الأرض الفضاء لتصمم بها ما تشاء، ولكن من الصعب فعل الشيء ذاته مع مكان تم بناؤه بالفعل، وبخاصة لو كان مقدساً لدي المسلمين. وفي مقال له بجريدة «الأهرام» في العام ٢٠٠٦، ذكر الكاتب الصحفي صلاح منتصر في احتفاله بذكري مولد هذا المعماري الثامن والتسعين، أنه تم توسعة الحرم النبوي بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحته من١٤ ألف متر مربع إلي ١٠٤ آلاف متر مربع، بينما تمت توسعة الحرم المكي لتزداد من٢٦٥ ألف متر مربع إلي ٣١٥ ألف متر مربع، وهي التوسعات التي لم تتضمن فقط توسعة الحرمين، ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقباب،
    بالإضافة إلي جراج للسيارات يسع لنحو ٥٠٠٠ سيارة تحت الأرض وتكلفت هذه الإنشاءات نحو ١٨ ألف مليون دولار. وقد بدأت عملية التوسيع في العام ١٩٨٢، واستمرت لمدة ١٣ عاماً انتهت بهذا الإبداع الذي كرم عليه بمنحه جائزة الملك فهد للعمارة الإسلامية اعترافا بجهوده في أعمال الحرمين.
    ويقول الدكتور علي رأفت، أستاذ العمارة الإسلامية، معلقاً علي تلك التوسعات: «كان اختيار الملك فهد للمهندس المصري الدكتور محمد كمال إسماعيل لتصميم والإشراف علي تنفيذ التوسعات الأخيرة بالحرمين، نابعاً من سمعته التي اشتهر بها واستندت علي العلم الواسع بالمساجد في عصورها المختلفة.
    إلي جانب ما اشتهر به من حساسية فنية بالعناصر الإسلامية انتفاعياً وفكرياً، وقد أسعدني الحظ للاستماع لمحاضرة له، كان قد ألقاها في نادي روتاري، تحدث فيها عن مشروع تلك التوسعة التي أدخل فيها أحدث التكنولوجيا لتوفر الراحة للمصلين في مختلف أيام العام. وذلك من خلال استخدامه ميكانيزم فتح وقفل الأسقف أوتوماتيكيا بواسطة إثني عشر مظلة من التفلون علي شكل خيمة، مساحة كل منها ٣٠٦ أمتار مربعة، وهي أكبر مساحة خيمة في العالم علي عمود واحد، واستعمال سبعة وعشرين مساحة كل منها ١٨١٨ مترا، لحماية المصلين.
    وكشأن الرهبان في محاريب العلم، انشغل مهندسنا المصري دكتور محمد كمال إسماعيل بحياته العملية عن مثيلتها الخاصة. لينسي حتي فكرة الزواج إلي أن اتخذ قرار الارتباط في العام ١٩٥٢، وهو في الرابعة والأربعين من العمر ولينجب ابناً واحداً كان له كما يقول الكاتب صلاح منتصر، حفيدان لايزالان في سن الطفولة. ومع رحيل الزوجة في العام ٢٠٠٢، ورحيل غالبية أصدقائه أيضاً، زادت حالة الانعزال التي عاشها المهندس محمد كمال إسماعيل، وخاصة بعد أن كان قد بلغ الخامسة والتسعين من عمره.


    منقول

  • #2
    مقاله جميله بس للعلم اخى شيخ المعماريين هوا حسن فتحى

    تعليق


    • #3
      رحمه الله واسكنه فسيح جناته

      شكرا لك على المعلومات اخي محمد.
      ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون,
      إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار,
      مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء.


      تعليق


      • #4
        نعم أخى الكريم حسن فتحى هو رائد العمارة البيئية وهو شيخ المعمارين ولكن ليس هو وحده فهناك الكثير من المعمارين الذين أثروا العمارة المصرية وسموا بشيوخ المعمارين فى مدارسهم

        تعليق

        يعمل...
        X