Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطة رقم 9 !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطة رقم 9 !!

    لقب طموح جدًا أن تكون (أسوأ مخرج في التاريخ)، وقد دهشت جدًا عندما سمعت أن المخرج الأمريكي "إد وود" نال هذا اللقب بالذات عن فيلمه الرديء (الخطة 9 من الفضاء الخارجي) الذي تم تصويره في خمسة أيام. أنا رأيت الفيلم وأعتقد أنه في غاية السوء، لكن ماذا عن (كتكوت) و(بوحة) وأفلام "إسماعيل يس" وفيلم (تشتري كلب؟) الذي نسيت اسمه للأسف؟!.. كلها تستحق هذا اللقب بجدارة لكنه الحظ.. هؤلاء الأمريكان يفوزون بكل شيء حتى لقب أسوأ فيلم وأسوأ مخرج..



    كما هو متوقع نال فيلم (الخطة 9) رواجًا مذهلاً في الولايات المتحدة؛ لأن كل الناس أرادوا أن يروا أردأ فيلم في التاريخ، وهو كما قلت سيئ جدًا يذكرني بالمحاولات الساذجة التي كنت أسلي بها ابني وهو في الخامسة.. كنت أصنع له بكاميرا الفيديو الصغيرة أفلام رعب أروع بمراحل من هذا الفيلم، لكن تبقى لدينا في مصر أفلام أكثر سوءًا بالتأكيد..
    إن حياة "إد وود" غريبة صاخبة، وهذا أغرى مخرجًا محترمًا حقيقيًا هو "تيم بيرتون" أن يقدم فيلمًا عن "إد وود" نفسه، وقد رأى كل الناس تقريبًا هذا الفيلم الرائع وحفظوا اسم المخرج.. من الممكن -بل من المؤكد- أن تصنع فيلمًا رائعًا عن أسوأ مخرج في التاريخ..


    ولد "إدوارد ديفيس وود" في نيويورك عام 1924. وقد حاول دخول عالم السينما مرارًا حتى نجح عام 1953 في تقديم فيلم (جلين أو جليندا)، وهو فيلم يناقش عقدته النفسية الخاصة حيث كان يحب ارتداء ثياب النساء Transvestism. موضوع غريب جدًا بالنسبة للخمسينات، وإخراج الفيلم أكثر سوءًا من موضوعه على كل حال.
    اشتهر "إد وود" بأنه مخرج مؤلف auteur يصر على أن يكتب ويمثل ويخرج ويقوم بالمونتاج، فلم يفق إخراجه الفظيع إلا عبارات حواره الشنيعة على غرار: "تذكَّر يا صديقي.. أن أحداثًا مستقبلية كهذه سوف تؤثر فيك في المستقبل يا صديقي!". مقاطع الحوار طويلة جدًا جدًا ومليئة بكلام فارغ.


    نتيجة لقلة الميزانية أو عدم وجودها، كان يصور 30 مشهدًا في يوم واحد، ولم يكن يعيد تصوير اللقطة أبدًا.. حتى إذا ظهر خطأ واضح قال: إنه سيعتمد على (التعطيل الإرادي لحاسة عدم التصديق) لدى المشاهد..
    من ضمن الأيقونات المهمة لدى "إد وود" تجد "بيلا لوجوزي"، الممثل المجري الذي اشتهر بدور "دراكيولا" بالبذلة الأنيقة والعباءة واللهجة الشرق أوروبية المغرقة. كان "لوجوزي" قد نال قسطًا من الشهرة كدراكيولا إلى أن عرض عليه منتجو شركة يونيفرسال أن يقوم بدور المسخ في فيلم فرانكنشتاين.. رفض هذا الدور بشدة بحجة أن وجهه لن يظهر للمشاهدين. فكان أن أسندوا الدور لممثل مغمور اسمه "بوريس كارلوف" فصعد به إلى القمة، بينما راح "لوجوزي" يهوي لأسفل بلا توقف. وفي النهاية أدمن الخمر والهيرويين وصار بلا عمل تقريبًا. هنا يظهر له "إد وود" ويعطيه بطولة شبه دائمة في كل فيلم له؛ لأنه كان معجبًا به فعلاً. هذه العلاقة الإنسانية الحزينة الجميلة تناولها فيلم "تيم بيرتون" بحساسية.



    علاقة بين ممثل عجوز في نهاية حياته ومهنته ومخرج عديم الموهبة. التقط "إد وود" بعض لقطات لـ"لوجوزي" خارج بيته وهو يشم بعض الأزهار.. بعد أشهر مات "لوجوزي" الذي دمّره الإدمان والجوع، فكان أن استخدم "إد وود" هذه اللقطات في بداية (الخطة 9 من الفضاء الخارجي- 1959) ليوحي للناس أن "لوجوزي" شارك في الفيلم!.. بقية دور "لوجوزي" في الفيلم يؤديه معالج "إد وود" الذي يلبس عباءة ويضع ساعده تحت عينيه ليخفي وجهه.. برغم هذا لا يوجد أي شبه بين الاثنين، فلا يمكن أن ينخدع إلا شخص كفيف.


    على أن "إد وود" صرح أكثر من مرة أن فيلم (الخطة 9 من الفضاء الخارجي) هو مصدر فخره وقرة عينه.. ترى ماذا تراه في هذا الفيلم المعجزة؟


    سوف ترى الخيوط التي تتعلق بها الأطباق الطائرة بوضوح. كما أن الأطباق الطائرة ذاتها عبارة عن طاسات سيارة تهاجمها القوات الأمريكية الظاهرة في لقطات إخبارية من الحرب العالمية الثانية.. السماء خلف الضابط مبقعة بوضوح، أما عن مكتب القيادة العامة في البنتاجون فهو مكتب إيديال صغير خلفه مقعد خشبي. موديلات السيارات تتغير في كل ثانية، وقمرة قيادة الطائرة مغلقة بستائر حمام، والممثلون من أسفل نوعية على الإطلاق.



    أما عن الحبكة، فذكية جدًا دفعت مجلة إمباير إلى القول: "لنعترف بالحقيقة.. إذا كانت هذه هي الخطة التاسعة فلا بد أن الخطط الثماني السابقة كانت زبالة!". يفترض "إد وود" أنه يمكن غزو العالم عن طريق إعادة إحياء ثلاث جثث موتى هي جثة "بيلا لوجوزي" وبطل المصارعة "تور جونسون" و"فامبيرا" الفاتنة التي تظهر في أكثر أفلام "إد وود".. وهذه الجثث سوف تغزو العالم كله وتقضي على الأحياء. لم يوافق على إنتاج الفيلم سوى الكنيسة المعمدانية الأمريكية؛ لأن "إد وود" أقنعها بأن ما سيجمعه من مال من هذا الفيلم سيخصصه لإنتاج 12 فيلمًا عن الحَواريين، لكنها اشترطت أن تعمّد كل طاقم الفيلم بطقوسها الخاصة قبل أن تمنحهم مليمًا، كما إنها غيّرت الكثير من مقاطع الحوار التي شعرت بأنها غير مهذبة، وغيرت اسم الفيلم ذاته من (سارقو القبور) إلى (الخطة 9 من الفضاء الخارجي). طبعًا لم يحقق الفيلم أي إيراد عندما عرض وهوى إلى قاع النسيان حتى أعاد الناس اكتشافه في التسعينات.



    برغم سوء مستوى "إد وود" الواضح، فقد كان هناك قاع يمكن أن يهوي له أكثر، وهذا القاع هو إدمان الخمر.. وهكذا غرق في السُكْر وفي إنتاج سلسلة من أفلام البورنو الصريحة.


    مات في السبعينات من القرن الماضي في سن مبكرة نسبيًا، ولو كان أذكى لصار مثل مواطنه "روجر كورمان" ملك الأفلام الرخيصة الذي نجح كمنتج أكثر منه مخرجًا.



    في فيلم "تيم بيرتون" المذكور تجد أنه يتعاطف فعلاً مع "إد وود" بل يحمل له بعض الإعجاب. هذا رجل أحمق عديم الموهبة لكنه أحب ما يصنعه بشدة، وفعل كل شيء ممكن ليصنعه لدرجة سرقة نموذج أخطبوط من ستوديوهات يونيفرسال، ولدرجة تغيير مذهبه الديني طلبًا للتمويل، ووضع قطعة من روحه في كل كادر.. إنه الصدق الحار الذي يحرق حتى لو لم يكن هناك شيء من الموهبة في هذا الذي صنعه..


    كل هذا الصدق بهر "بيرتون"، حتى إنه قدم مشهدًا شديد الطرافة -لا أعرف إن كان حدث فعلاً أم لا- يقابل فيه "إد وود" عبقري السينما الأسطوري "أورسون ويلز" في بار فيجلس معه، ويتحدث الرجلان حديث الند للند عن البيروقراطية وتجمد الفكر الذي يمنع العباقرة من تقديم رؤاهم. إن "إد وود" مؤمن فعلاً بأنه يقدم سينما جيدة.
    حتى هنا ما زالت القصة مقبولة، لكن جنون الأمريكيين لا يتوقف طبعًا. هل سمعت عن إله المكرونة والكفتة الذي يعبده كثيرون في الولايات المتحدة؟.. لم تسمع.. إذن أنت سعيد الحظ.. الأسوأ من إله المكرونة هو عبدة "إد وود" أسوأ مخرج في التاريخ نفسه!. هذه الهيئة الدينية تم إنشاؤها على يد المبجل "ستيف جالندو" من كاليفورنيا عام 1996، وهي مسجلة رسميًا لعبادة "إد وود" وممارسة مذهب الـ Woodism الذي يدعو لحب الأفلام الرديئة. عبدة "إد وود" عددهم اليوم 3500 في الولايات المتحدة، وعيدهم هو 10 أكتوبر عيد ميلاد "إد وود". موقعهم على الإنترنت يؤكد ألف مرة أنهم لا يمزحون بل هم جادون تمامًا، ويطلب منك أن ترحل لو لم تكن واسع الخيال متفتح الفكر.!!




    أحمد خالد توفيق
    www.ali-cv.com موقعي ومعرض اعمالي

    www.ne3na3.net شاي بالنعناع !

    follow me

  • #2
    حتى إحنا فشلين في الفشل نفسه
    ده مقصدك يعني
    كل اناء بما فيه ينضح
    إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

    تعليق


    • #3
      الموضوع كما أعتقد

      أننا لسنا فاشلين بما يكفي لدخول المنافسة

      إن فشلنا غير مرغوب فيه
      سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

      لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

      FACEBOOK

      تعليق


      • #4
        ههههههههه أنت كده فكرتنى بعبده الأفلام الرديئه المصريه للعبئرى السبكى .هههههه .

        ربنا ياخدو ويريحنا منو ههههههههههه دمر جيل بحالو ...

        ربنا يخللنا السينما الكويسه الى اتعودنا عليها طبعا السناما الأمريكيه والفرنسيه والهنديه والمصريه (طبعا مش كل الأفلام)

        تعليق

        يعمل...
        X