انتقل الى رحمة ربه عز وجل المغفور له باذن الله الاستاذ الدكتور الشيخ العلامة محمد احمد المسير عن عمر يناهز 65 عاماً بعد صراع مع المرض استمر نحو عام، ويعتبر أحد علماء الأزهر الذين ساهموا بفكرهم وأبحاثهم ودراساتهم فى تطوير الفكر الإسلامى والدراسة بجامعة الأزهر، وله العديد من الكتب والمؤلفات حول مختلف القضايا الإسلامية.، وبذلك تنطفئ شمعة من الشموع التي كانت تضيئ للمسليمن طريقهم
شيعت يوم الاحد الثاني من نوفمبر 2008 جنازة الفقيد الدكتور محمد أحمد المسير، أستاذ العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والذي يعد من أعلام العمل الدعوي، بعد حياة حافلة بالعطاء اتخذ خلالها مواقف صريحة أدخلته في معارك مع قيادات بالأزهر.
وخرجت الجنازة من الجامع الأزهر، وشهدت حضورا كثيفا من علماء الأزهر، سواء ممن اختلف معهم الراحل، وعلى رأسهم الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أو من قياداته المباشرة في الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب، رئيس الجامعة.
وشارك أيضا نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وطلاب مصريون ومن المبعوثين للدراسة في الأزهر، والذين سجلوا حضورًا كثيفا على غير العادة، تقديرا لمكانة د. المسير في العالم الإسلامي، وليس في مصر فقط.
وكانت صحة د. المسير قد تدهورت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة؛ بعد إصابته بتليف في الكبد، مما تطلب دخوله المستشفى أكثر من مرة.
ومؤخرا سافر إلى الصين لإجراء عملية زراعة كبد، لكن الأطباء رفضوا إجراءها؛ نظرا لتدهور حالته الصحية بشدة، ونصحوه بالعودة إلى مصر، وما هي إلا أيام معدودات حتى انتقل إلى جوار ربه.
اختلاف بلا تطاول
واتسم د. المسير بالجرأة في الحق والدفاع عنه مهما كان الثمن، ولم يخرجه اختلافه مع الآخرين عن عفة لسانه، فلم يتطاول على المخالفين له في الرأي، ومن أبرزهم الشيخ طنطاوي، منذ أن أفتى –حين كان المفتي- بأن فوائد البنوك حلال، وهو ما عارضه بشدة د. المسير وعلماء آخرون.
كما اختلف د. المسير مع الدكتور محمود زقزوق، وزير الأوقاف، بسبب دعوة الأخير إلى توحيد الأذان، إذ اعتبر الراحل أن ذلك يمثل تعطيلا لشعيرة إسلامية لها ثواب عظيم؛ لأن صوت المؤذن عبر الأجهزة الحديثة المستخدمة في الأذان الموحد لا يُعد أذانًا، وإنما هو صدى صوت ونقل لذبذبات صوتية لا تغني عن الأذان المباشر في كل مسجد، مضيفا أنه على الوزارة أن تبحث عن الأصوات الندية لرفع الأذان في المساجد، بدلا من الأذان الموحد.
ونشأ د. المسير في بيت أزهري، وورث العلم أبا عن جد، حيث كان من كبار علماء الأزهر، وظهر نبوغه مبكرًا، فكان الأول في الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين، وتخصص في قسم العقيدة، حتى وصل إلى درجة الأستاذية، وتسابقت عليه الجامعات للتدريس فيها.
وعمل د. المسير أستاذًا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى السعودية، ما بين عامي 1993- 1998، بعد أن عمل رئيسًا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة لمدة أربع سنوات بداية من عام 1983.
وشارك د. المسير في عشرات المؤتمرات داخل مصر وخارجها بأبحاث كان بعضها نواة لكتب عالج فيها القضايا المطروحة على الساحة في حينها، وتجاوزت مؤلفاته الـ40 كتابا.
عظم الله اجر الامة
منقول
تعليق