Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنها دورة سمك السلمون يا أمي ! ......نورس فيلكا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنها دورة سمك السلمون يا أمي ! ......نورس فيلكا

    إنها دورة سمك السلمون يا أمي ! ......نورس فيلكا

    رسالةُ من أمي وصلت للتـو ...
    رسالةُ مختومة بخاتم النبوة ومكتوبة بالحليب ...
    تسألنى فيها ...
    أي بنى ...
    أين ستضع ُ خطواتك المقبلة؟
    والأرضُ يُنقصها من أطرافها ...
    الأرض لك، والسماء لي ...
    أنت القلق وأنا النفس المطمئنة ...
    أيها الرافضُ والمرفوض..
    انا الأن الراضيةُ المرضية ..
    والمسافة بيننا فقط مشهد حياة ... أو طرفة عين ..
    عُد أو لا تعد ...
    الأمر سيان الأن ...
    فاوغل في المنافي والمسافات فإنك لن تبتعد أو تقترب أبدا ... وستبقي المسافة هي ذاتها، نفس المسافة ...
    الموتُ لايخففُ من أوجاع الموتي..
    أوجاعي شامخة مازالت كأوجاع أم نواف حين أوغل نواف في الغياب فقالت له في المنام معاتبةً :
    وماذا يعنينى إنك حفرت إسمي على زرد السلاسل وجدار الزنزانة ؟
    وأنت فارس أبي أن يترجل وقد أبيضت عيناي والوقت زوال والمكان كظيم ...
    واحمد جاء أمه بخبر يقين ، في رؤيةٍ يقين هي جزء من أربعين جزء من النبوة ..قال: من قال لكِ أني مت فهو كاذب ومن قال لكِ أنكِ سوف ترينى فهو كاذب ..
    وأدار ظهرة ليختفي في جدار من البياض ..
    وضاع مرج بن عامر في الربع الخالي ..
    ومازال هناك يهب جسدة للرطوبة والقمل...
    أي بنى ..
    ستتسرب السنون من بين يديك في المنافي كأسراب السنونو ...
    لتجد نفسك في المشهد الأخيروقبل إسدال الستارة مجرد عجوز يقف على ضفاف بحيرة يُطعم بطاً وأوزاً فتات الخبز، ويتجاذب أطراف الحديث في طريق العودة إلي البيت مع إبنه المعاق عن شراهة البط وعن أحوال الطقس وعن كيف سيكون الشتاء قاسيًا هذه السنة ..!
    أي بنى ..
    إن أردت الرد على هذه الرسالة ، فاكتبه بدم قط !
    واغمض عينيك، وسوف يصلنى ...
    أو لا تكتبه، وسوف يصلنى ...

    .
    .
    أي أماه ..
    أيُ موتٍ بنكهة القهوة وخبز الطوابين هذا ؟!
    آه لو تعلمين أننى ومنذ أن رحلتِ ، لم اشتم الملك ولا أم الملك ولا اخت الملك ...!
    قد تأدبت ياأمي وعلمنى هذا الملك معنى الأدب ..
    صرت مواطنا صالحا..
    اشتمُ فقط أحوال الطقس ، وسواق التاكسي ، والإمبريالية ، والفيديو كليب ، والإرهاب..
    لكنى لا أدري إن كان نواف مازال يشتمه أم لا ..
    من الصعب على البدو أن يغيروا عاداتهم..
    وكم بدا لي تافها وساذجا الأن حلم تحرير فلسطين ، والوحدة العربية ، وتوزيع الثروة ، وإرادة الشعوب ، والثورة ، وتأميم القناة والبترول ، والاستقلال !
    صرتُ مواطنا صالحا كأبي ...
    هل تذكرين أبي ياأمي؟!
    فهو لم يعد يذكرة أحد الأن ، عاش سبعون عاما علي هامش الهامش ، لم يدخل مخفراً في حياتة إلا مرة واحدة كانت بسببي ...
    يومها طردنى من البيت أسبوعاً وعاد ليعتذر ..
    كم كان طيبا ياأمي ...
    في الطريق إلي الجامعة كان كل الأباء يوصون أبنائهم بالحفاظ على دروسهم والمذاكرة والاجتهاد إلا أبي ، كان يوصينى أن أحافظ على جواز السفر والأوراق الرسمية (ختم الاقامة ) من التلف أو الضياع ...!
    وكان يستشهد بأهل غزة : انظر يابنى كيف ينتحرون في المطارات والموانئ وقد أنكرتهم السماء والإرض وتقطعت بهم السبل، وثائق سفرهم الوسخة لاتغنى ولاتسمن من جوع ..
    ثم يتذكر مشهدا فيسألنى مستنكرا وهو يجر نفسا عميقا من سيجارة روثمان من سيقنع المخابرات أنك لاسمح الله قد أضعت جوازسفرك ؟
    كان رحمة الله يعتقد ويجزم أن من أفضل نعم الله علينا أننا نملك جواز سفر وختم إقامة وأن جواز السفر منحة ملكية سامية، رغم أننى ضبطتة مرة متلبسًا بعد الصلاة يشتم الملك وهو يرفع يدية للسماء وعندما رآنى أنزلها وغير الدعاء ، وكأنه لايريدنا أن نتعلم هذه العادة السيئة والمكلفة... !!
    كنت كثيرا ماأتسائل كيف استطاع هذا المسكين قطع المسافة من فلسطين إلي الكويت مشياً على الاقدام في بداية الخمسينات ..
    وها أنا ياأمي أعيد نفس الرحلة ولكن شمالاً ، تماما كسمك السلمون البري المكتوب في أقداره أن يسبح عكس التيار ، قدراً تتناقلة الأجيال جيل فجيل...
    غير أن الفارق الوحيد بيننا ، هو أن سمك السلمون يعرفُ وجهته تماما ولرحلته نهاية، ومن تراه يملك القدرة ياأمي على إقناع السلمون بالبقاء إذا مااشتعلت جذوة الرغبة وكان الرحيلُ أمراً مقضيا ؟!
    حين يكون الوقت شديد التخنث والبلاد علبة سردين صدئة ، والأحلام غثاء سيل ..
    هي نفس الرحلة ياأمي ، غير أن أبي قرر فجأة في نهايتها أن يموت في فلسطين كمهاجرٍ غير شرعي ضاربا بعرض الحائط كل أختام الاقامات التى ظل خمسون عاما يستل الرغيف والمغفرة من تحت دساتيرها وقوانينها!
    تري كيف اشتعل فيه كل هذا النزق الثوري فجأة بعد ذلٍ شله سبعون عاما..
    ليتنى أستطيع مثله ياأمي أن أقفز عن كل هذه الهوامش وامتلك مثل هذه النهايات ..
    ولكن كيف أقفز عن ذل صفعات رجال الامن وركلاتهم وبساطيرهم وهم يحتفلون بضيافتى في مقرهم ؟!
    وكيف أرفع رأسي بعد ذلك ومازال يرن في أذنى صفيرًا حادًا لصدي الصفعات؟!
    وكيف أتنفس عبير الوطن وأنا مازالت تزكم أنفي رائحة جواربهم النتنه لبسطار أسود مقاس 48 كان يقف طويلا على صدري وبداخلة رجل أمن سمين يؤدي واجبه بإتقان شديد وحماسة رائعة أذهلت الضباط والمحقق؟!
    وكيف يشعر بقدسية تراب الوطن مشبوح ، والمشبوحين في المخافر لاتطأ أقدامهم الأرض؟
    يومها فقط صارت البلاد دبر عقرب ..فصاح هاتفٌ في ضمير السلمون : من يقايضنى صهوة جواد بكليتى؟
    من يقايضنى صهوة جواد بالمملكة والملك والعباد ؟
    من يقايضنى صهوة جواد بأمي ؟!!

    أماه ...
    هل لي بفنجان قهوة قبل الدفن ؟! وقبل صلاة الجنازة ؟!
    ثم لم دثروك بالبياض ؟!
    هل الموتُ صلاة ؟!
    ويلي من البياض ، ماأغبي هؤلاء المشيعيين ، يظنون أنكِ مت ولم يعلموا أنك فقط أطفأت هذا العالم وأخلدت في النوم!!

    قومي (يا حجه) مشان الله !
    سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

    لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

    FACEBOOK

  • #2
    إقرأوها يا جماعة

    وخاصة المشردين في الأرض ........... ؟!
    سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

    لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

    FACEBOOK

    تعليق


    • #3
      الله يستر عليك أينما كنت دائما تفكيرك يلامس عقلي .
      قصة رائعة وهادفة أتنمى أن يفقه الآخرون ما فيها .
      لا تتساءل عن أسلوبي في الحوار ، فأسلوبي نظيف ولا يخرج عن القانون .
      ولكن تسائل مالذي دعاني لكتابة تعليقي عليك ..بالتأكيد هو كلامك.

      غير موجود

      تعليق


      • #4
        أماه ...
        هل لي بفنجان قهوة قبل الدفن ؟! وقبل صلاة الجنازة ؟!
        ثم لم دثروك بالبياض ؟!
        هل الموتُ صلاة ؟!
        ويلي من البياض ، ماأغبي هؤلاء المشيعيين ، يظنون أنكِ مت ولم يعلموا أنك فقط أطفأت هذا العالم وأخلدت في النوم!!

        قومي (يا حجه) مشان الله !
        شكرا أخي عجيب جدا
        سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

        لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

        FACEBOOK

        تعليق

        يعمل...
        X