Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

على شاطئ الذكريات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على شاطئ الذكريات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد ................. فهذه أول مشاركة لي في المنتدى واتمنى منكم قبولها بكل صدر رحب.
    في ذات يوم وعندما كنت أسير في طريقي عائداً إلى منزلي قابلت أحد أصدقائي القدامى الذين كنت معهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، ولكنه تركنا، وعندما رأيته تمنيت أني لم أره لما رأيته من تغير في حاله .. ظلامٌ في وجهه ،مع بياضه .. وتدهور في مستوى معيشته مع غناه.. فحزنت لهذا الأمر كثيراً . وعندما وصلت إلى البيت أمسكت بقلمي فأرسل دموعه الزرقاء على تلك الورقة البيضاء فانطلق كاتباً ...
    عندما تداعب الشمس بخيوطها الذهبية وجنات البحر التي لا تعرف الدمع، يعلن النهار رحيله ، فيسدل الليل عباءته مثقلاً بأنواع الهموم والمتاعب التي كانت قد انطوت تحت بساط العمل وفوضى النهار...
    عندها يا صديقي بدأ النوم يداعب عيني حتى ألقى بجسدي المثقل على ذلك السرير المهيأ .. وما أن بدأت رحلتي الصغرى عن الوجود وإذا بطيفك زائراً لي .. ليخطف النوم ، ويأسر القلب ، ويرحل بالذهن عبر خارطة الذكريات إلى عالم النسيان...
    فسمعت تمتمةً تشق سكون الليل ، وتخترق جدار الماضي ؛ لتصل إلى فؤادي النكسر مرددةً بعض العبارات في اضطراب واستحياء...
    هل تتذكر صبانا و ريعان شبابنا؟ هل تتذكر أيام الهوى ؟ أيام كنا سوا ..هل تتذكر ليالينا القمرية على أطراف وادينا الجميل ، الذي يطيب فيه السمر ولا يطول فيه السهر، فالشمس سرعان ما تعانق ذلك الوادي، فتزيل من غيرتها ذلك الندى الذي بات على خدود أزهاره، وترسل حرارة شوقها لرماله، و تتسلل بين أغصانه المتمايلة طرباً لنغماته التي يعزفها نسيم صباحه ، فيشعر بدفئها ذلك الطير الغافي على أوراق الفل والكاذي، فينفض الندى الذي قد بلل جناحه في تلك الليلة الشتائية الهادئة ، ويرحل في الفضاء الرحب وقد أرسل تسبيحاته ؛ باحثاً عن قوته وقوت صغاره .....
    نعم أتذكر ذلك كله وهو منقوش في فؤادي ولن أنساه ما دان قلبي بين جنبي .. ولكن !! أيها الخل يا رحلة الأمس .. لماذا تذكرني بهذا كله وتتناسى وتتجاهل آخر أيامنا عندما افترقنا و رحلت عنك مع الدموع أسائل عنك كلما هتف هاتف الفجر ، وكلما تحلق أهل الذكر ... أنسيت ذلك كله ؟؟
    قف !! أيها الماضي الأليم ، كفى يا ماضيّ القديم ، فقد ذهب الخريف وجمعت أوراقه الميتة ودفنت في مقابر الربيع ...........
    أخي .. هلاّ أتيت معي يا خلي الوفي ، وارتديت معي ثياب التوبة والندم ، وأخذت سيف الحق وزرعته في قلب ذلك الماضي الأليم ؛ لتقضي على ذكريات الجهل والذنوب ........
    أخي هلاّ مددت إليّ يدك لتتصافح قلوبنا قبل أن تتصافح أيدينا.. لنفتح صفحة من العمر جديدة ملؤها التفؤل كالصباح ، نرجوا فيها مغفرة المولى كورقة خضراء تطرب لأنشودة المطر.....
    نعم أخي أقبل ولا تتردد فأنا في انتظارك ... فلا تستأذني في الدخول ...
    ضياء البدر
يعمل...
X