أهل الإسلام والتفلت من ظاهر الالتزام
وقناة فور شباب الفنية
نموذجاً جديداً
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، القائل في كتابه العزيز وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك )
والقائل : ( وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )
جاء رجل إلى ابن عمر فقال له يا ابن عمر إني أحبك في الله، فقال له ابن عمر: أما أنا فأبغضك في الله، قال له الرجل: ولم يا ابن عمر ؟!!
قال ابن عمر : لأنك تلحن في آذانك وتأخذ عليه أجرا .
ونهى ابن مسعود رجلا يصلي بعد الفجر، فقال له الرجل: هل يعذبني الله على الصلاة ؟!! فقال ابن مسعود : بل يعذبك لمخالفتك السنة .
بهذه الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة ، والآثار السلفية ابتدأت كلامي مستدلا بها على صحة المقال وتبيانا على ما ينبغي أن يكون عليه الحال .
في تاريخ 27/12/2009 تم وبكل أسف القصف على إخواننا في غزة من قبل أبناء القردة والخنازير والكل يعتصره الألم وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية لإخواننا في فلسطين والكل يرقب بالليل والنهار أمام القنوات الفضائية وقلوبنا معلقه بالله ثم مع إخواننا وفي زخم التوتر ظهر لنا أحد الدعاة الذين يرفعون أبواق الوسطية الهشة ، وأصوات التحرر البغيض ليبشرنا ؟؟
فيا ترى ما هذه البشرى في مثل هذه الأوضاع المحزنة ..!!
ما هذه البشرى في وقت نحن بحاجة لنرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ..!!
وفجأة أعلن مديرها هداه الله ، بمباركة افتتاح القناة الفضائية نعم قناة فضائية .!!
لكن هل لنصرة إخواننا في غزة ، هل لأجل الدعوة إلى التوحيد والعقيدة ، هل لأجل رد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا وفق منهج الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ..!!
كلا وألف كلا لقد صُعقنا ونحن نسمع كلماته وهو يقول ، قناة شبابية فنية ، قناة تحتوي على الغناء والنساء ، لقد بشرنا ويا لها من بشرى يعتصر لها القلب حزناً ، بشرنا بافتتاح قناة فور شباب الفنية وكأن الأمة لا يكفيها الانحطاط التي وصلت إليه ولا يكفيها ما وصل إليه بعض من شباب الإسلام من العري والمجون والبعد عن العقيدة السليمة..!!
في يوم 1/1/1430 _ 29/12/2008 م في الساعة 9 مساء بتوقيت مكة ما يقابله الساعة 6 بتوقيت جرينتش أي بعد القصف الصهيوصليبي على غزة بأربعة أيام فقط .. تم افتتاح قناة فور شباب الفضائية الفنية ويدعي رئيسها الداعية علي بن حمزة العمري هداه الله أنها قناة إسلامية مميزة وتدعو الناس لفهم الإسلام الصحيح وبزعمه بثوب عصري جديد ؟!!
قناة تتماشى مع مزمار الشيطان والدعوة إلى الاختلاط بنظام عصري فريد من نوعه يضحك بها على السذج وعوام المسلمين ..!!
ولكن من نوّر الله بصيرته يعلم أن هذه أولى خطوات الشيطان وكم من قنوات إسلامية بالاسم وهي أول من تهدم مبادئ الإسلام وتوابثه وما قناة الرسالة وأقرأ عننا ببعيد ..!!
فقبل أن يلقي مديرها كلمته بدقائق سمعنا الموسيقى الصاخبة والمزامير الشيطانية وهو يتجول في إنحاء المبنى الداخلي لهذه القناة ، فهذا ليس غريبا على هؤلاء فهذا هو الإسلام العصري الذي يريدونه ..!!
نعم هو أسلوب بثوب عصري جديد ، ولكن .. ليس كما يريده الإسلام ، لأنه كما بينت أن الإسلام لم يُترك فيه شيء إلا وقد بينه القرآن والسنة وفهمه سلف الأمة ..!!
قال أبو ذر رضي الله عنه : " لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما "
عجباً فهل أخبرهم عن ذلك وترك أساليب الدعوة في القرن الواحد والعشرين لهؤلاء الدعاة ليكتشفوها للناس ..!!
يقول علي العمري هداه الله ( هي قناة فنية فيها الدراما والتمثيل والأغاني والأناشيد تحت أي مسمى أنها أغاني أناشيد ولكن في الأخير هادفة ، فيها الألفاظ الطيبة فيها الضوابط الإسلامية من خلال ديننا الإسلامي وما ذكره علماء الأمة )
لقد صرح دون أي حياء ضاربا بالأدلة الشرعية وأقوال علماء الأمة الربانيين عرض الحائط ..!!
أما كفاكم ما وصلت إليه الأمة من انحطاط .. أما كفاكم تمييع للدين ونشر الرذيلة تحت غطاء إسلامي معاصر ..موسيقى وأغاني .. ونساء والبقية تأتي..!!
طبعا هذه القناة هدفها كما قال رئيسها : شبابية فنية هادفة هدفها التغيير كما يقول ..!!
والسؤال : أي تغيير يريد ؟؟
فكل هذه الأشياء دلائل بدائية على ضلال هذه القناة وأنها لا تعكس الصورة الحقيقية للإسلام وإنما تعكس رغبات أصحابها ليتناسب الدين مع أطروحاتهم وأفكارهم وعلى حسب الداعمين والراعيين الرسميين ..!!
فقد صرح في جريدة عكاظ بملحق الدين والحياة ذلك وقال : ( إن المرأة والموسيقى ستحضران في القناة بحسب الحاجة التي تفرضها رغبة الممولين والمعلنين ).
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء ) أخرجه البخاري ومسلم .
ويقول عليه الصلاة والسلام ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) رواه البخاري .
وهذا التنازل عن مبادئ الشريعة قد صرح بها مديرها حيث قال في كلمة افتتاح القناة (( لأننا قناة عالمية وقناة في ظل وسائل الإعلام المختلفة فربما تأتينا بعض البرامج ربما تختلط بعض الأمور الوسطى في درجات من الموسيقى قد يوجد هذا نعم وأسبابه واضحة أننا إذا أردنا أن نقول في مكتب بالقاهرة في مكتب بالسعودية في بث بمملكة البحرين في مكتب بالأردن نحن الآن في ظل متغير ، قناة أصبح لها عدة برامج لها عدة مكاتب ممثلة لها عدة استقبالات مختلفة هذا قد يوجب ويسوق لنا شيء من التجاوز الذي قد يكون لنا قناعات نعم معينة في الإيقاعات وفي الموسيقى ولكن كما قلت في ظل الوسائل المختلفة في ظل الأمور المتداخلة مع بعضها البعض قد يكون شيء من الموسيقى من البرامج المهداة قد يكون شيء من الموسيقى في بعض البرامج المختلفة سواء كما أهدى أو أنتج من جهات مختلفة )) ..!!
حسبنا الله نعم الوكيل ، كيف يسوق التجاوز ويوجبه بحجة المتغيرات ، فإن المساومة على الانتماء للدين صورةً ومعنى ، أو المساومة على الثوابت والمبادئ التي لا تقبل الخلاف والجدل والتي يخضع لها كل زمن ، وليست تخضع هي لكل زمن ، إن المساومة على مثل هذا لهو خيانة عظمى ، وجنون لا عقل معه ، وإغماء لا إفاقة فيه ؛ إذ شرف المرء وشرف المجتمع إنما هو في الانتساب إلى الإسلام ، والعمل به ، والدعوة إليه ، والثبات عليه حتى الممات ..!!
قال تعالى : ( وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ } [الحجر:99]، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (( اللهم إذا أردت بالناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون )) رواه مالك في الموطأ، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث عن المؤمنين ممن كان قبلنا فيقول: (( كان الرجل فيمن كان قبلكم يُحفر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيُشق باثنتين، وما يصدّه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه))..!!
إن غير المسلمين لن يرضوا عن أمة الإسلام ، إلا أن تترك دينها ، وتبتعد عن شريعتها ، أو تتراجع ، أو أن تقدم تنازلات قد لا تُبقي من الإسلام إلا اسمه، وهذا أمر ينبغي أن لا يختلف فيه اثنان ، ولا يجادل فيه متفيهقان..!!
لكن أن يكون التنازل من أبناء هذه الأمة ، بل من دعاتها هذا مما يحزن القلب ، جاء عند أحمد وابن أبي شيبة من حديث جابر رضي الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه عليه، فغضب وقال: (( لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ))..!!
ولكن عندما سمع أصوات المصلحين والغيورين على الدين ، ما بين محتج ومستهجن لوجود الموسيقى وظهور المرأة في القناة أراد أن يمتص غضب الجمهور بعث برسالة توضيحية لنفس الملحق بالأسبوع الثاني في يوم الخميس 04/01/1430هـ وقال فيه ( بأن القناة لن تعتمد في برامجها على الموسيقى، بل على الإيقاعات، كما أن تواجد المرأة سيكون محدودا بحسب الحاجة ).
وقال أيضاً ( والفتاة في القناة ستعرض بشكل عارض يراعي ظهورها في الموقف المناسب، ولكنه لن يكون حاضرا في البرامج كشيء معتمد ).
( واختتم العمري حديثه بأن المشروع الإعلامي مشروع ضخم وكبير، والتحدي ليس سهلا ولن ننحاز، بإذن الله، نحو ما يطلبه المشاهدون على حساب المبادئ والقيم التي اعتمدناها في القناة ).
أي قيم تتحدث عنها حسبنا الله ونعم الوكيل ، موسيقى ونساء وهذه البداية ، فالكل يعرف هذه البهرجة المزيفة ، وهذا التخبط في بداية افتتاح القناة لهو دليل كبير على القيم الخاوية والتوابث الزائلة التي بدأت عليها ركائز هذه القناة ، وصدق الله إذ يقول ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }.
في الختام نقول للأمة ونقول لشباب الإسلام تمسكوا بالسنة ولا يغرنكم كثرة الهالكين ، ولا قلة السالكين فكل واحد منكم على ثغرة من ثغرات الإسلام فلا يؤتى من قبله ..!!
وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .
منقول ....
..
..
تعليق