بسم الله
المصرى اليوم
٢٦/ ١/ ٢٠٠٩
من يسمع تعليق وزير الخارجية المصرى على طلب السيد حسن نصر الله، من مصر إمداد الإخوة فى غزة بالسلاح لمعاونتهم على رد العدوان الصهيونى عليهم يشعر أن هذا العمل جريمة لا ينبغى لمصر الشقيقة الكبرى التورط فيها.
وأن السيد حسن نصر الله بطلبه هذا يريد من مصر البلد الشريف العفيف أن تتورط فى هذه الجريمة النكراء، مصر التى قدمت ليس السلاح فقط للإخوة فى فلسطين، بل قدمت أرواح الشهداء فى وقت كانت مصر فيه تعرف معنى الأخوة والشهامة والنخوة والرجولة،
أما الآن فهى ترى هذه الصفات «هبل وعبط وسذاجة» مضى عهدها، وأفاقت مصر منها، ولم تعد على استعداد للعودة إلى التورط فيها، بل تجد حكومتها أن الحكمة وبعد النظر والحيطة تقتضى منها أن تبتعد عن كل ما من شأنه إغضاب العدو الإسرائيلى والانكفاء على الذات إرضاءً للصديق الأمريكى، الذى أصبح يملك مقاليد كل شىء فى العالم وفى مصر بالطبع باعتبارها جزءاً من العالم، أمريكا التى بيدها تنصيب الحكام وإطعام الجعان وكسوة العريان وشفاء المرضى وإقالة الحكومات التى لا ترضى عنها، أليست هى التى أقالت ملكاً فى الأردن،
ووضعت آخر مكانه ترضى عن أدائه، أليست هى التى أطاحت بصدام فى العراق بعد أن عجز شعبه عن النيل منه وأعدمته كما تُذبح الأضحيات فى يوم عيد الأضحى، إنى لأشعر أن حكام العرب أصابهم الرعب والهلع من منظر إعدام صدام حسين فى يوم عيد الأضحى، وأن كلاً منهم يحتفظ فى ذاكرته بصورة صدام وهو ملقى على الأرض بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه وأحد الخونة الجبناء يضع حذاءه على خده دون مراعاة لحرمة الموت الذى يعلم أنه مصير كل حى على الأرض.
كأن تقديم السلاح للشقيق الأعزل لكى يدفع عن نفسه عدوان المعتدى جريمة لا يصح لمصر التورط فيها، وعمل شائن لا ينبغى لمن لديه أخلاق وقيم أن يقع فيه بل عليه أن يقف متفرجاً ينتظر نتيجة المعركة غير المتكافئة فإن كانت للعدو فرح بهزيمة الشعب الشقيق ولامه على تسرعه وعدم أخذه بالأسباب وسماع النصح، وإن كانت الغلبة للشقيق شد على يده، وأوهمه بأنه كان يحاول منع العدوان عليه، ولكنه لم يستطع وأنه مكبل باتفاقيات ومعاهدات تمنعه من ذلك.
لا يعرف العالم منذ عرف الاتفاقيات والمعاهدات، ولا يعرف رجال القانون بصفة عامة ورجال القانون الدولى بصفة خاصة معاهدات دامت العمر كله، بل لكل معاهدة ظروفها فإذا تغيرت هذه الظروف أو زالت وجب تغيير المعاهدة أو زوالها وإلا أصبحت المعاهدة عبئاً على أطرافها لا تستطيع تحمله، تعاهدت مصر مع إسرائيل على السلام،
وتعاهدت من قبل ذلك مع البلاد العربية فى معاهدة دفاع مشترك، فهل يمكن أن يكون لاتفاقية السلام مع إسرائيل احترام فى نظر مصر أكثر من اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين أشقائها فى البلاد العربية؟، الواقع يقول نعم، هل تعرف لماذا؟ بكل بساطة لأنه لا يوجد فى الدول العربية من يمكن أن تعمل له مصر حساباً إن هى خالفت هذه الاتفاقية، أما معاهدة السلام مع إسرائيل فإن مخالفتها يمكن أن تثير غضب أمريكا من أجل حليفتها إسرائيل ومصر أحرص على محبة أمريكا من كل الدول العربية والإسلامية، أليست هى التى تطعمنا وتسقينا وتحافظ على حكامنا من أعدائهم فى البلاد العربية وفى الداخل؟.
أسمع كثيراً من المسؤولين عندنا عندما تحدث واقعة تعدٍ من إسرائيل علينا أو على أحد من أشقائنا فى فلسطين تصريحاً بأن مصر لن تسمح لأحد بأن يجرها إلى معركة لم تستعد لها وفى وقت لا ترغب فيه، عندئذ يتساءل الناس عن الوقت المناسب للحرب فى نظر الحكومة المصرية،
وهل هناك توقيت وضعته هذه الحكومة للحرب ولا تستطيع أن تحارب إلا فيه، وأى وقت هذا فى الصيف أم فى الشتاء، وهل إذا رغبت إسرائيل أو أى طرف آخر فى جر مصر إلى حرب فى وقت معين واعتدت عليها فهل ستتحمل مصر الاعتداء وتغض النظر عنه بحجة أنها ليست مستعدة للحرب فى هذا الوقت؟.
ثم تعالوا نتحدث بصراحة، فإذا كان إمداد إخواننا فى غزة بالسلاح للدفاع عن أنفسهم جريمة تتنكر لها مصر فماذا يمكن أن يوصف قرار أمريكا بإرسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل فى هذا الوقت بالذات لكى تستكمل عدوانها على الإخوة فى غزة وتكمل جريمتها فى محاولة إخضاعه والسيطرة عليه، إن أبسط ما يمكن أن يوصف به هذا الفعل من أمريكا هو أنه اشتراك فى جريمة إسرائيل واستهانة بكل القيم والأخلاق وكرامة البلاد العربية، إن اشتراك أمريكا فى جريمة غزة وغيرها مما يتعرض له الشعب الفلسطينى والشعوب العربية جميعاً واضح منذ أمد بعيد فجميع وسائل الحرب الجوية والبحرية والبرية هى من صنع الترسانة الأمريكية،
وليس هذا بجديد ولكن غير المصدق وغير المحتمل هو اشتراك البلاد العربية فى هذه الحرب على إخواننا فى فلسطين، فإذا كانت أمريكا هى من تمد إسرائيل بآلات الحرب التى تدمر بها فلسطين، فإن مصر العربية المسلمة الشقيقة هى التى تمدها بالبترول الذى تعمل به هذه الآلات ولولاه ما كان فى استطاعة آلات الحرب أن تراوح مكانها فى قلب فلسطين المحتلة،
وقد يقال إنها تستطيع أن تحصل عليه من أى مصدر آخر وأقول إن ذلك جائز ولكن لن يكون بسهولة الحصول عليه من مصر وفى ذلك ما يعوق ولو بعض الوقت هذه الآلات عن أن تفعل ما تفعله الآن، وإذا كانت أمريكا تمد إسرائيل بآلات الحرب فإن مصر تمدها بالغاز الطبيعى الذى تعمل به المصانع التى تنتج الذخيرة وكذلك أسباب الحياة للشعب الصهيونى التى تساعد هذه الأسلحة على أن تعمل عملها فى إخواننا فى فلسطين.
والأدهى من ذلك والأمر أن مصر لا تكتفى بالتبرؤ علناً من أنها لا يمكن أن تمد إخواننا فى فلسطين بالسلاح بل هى تفاخر بأنها تشارك فى حصارهم ومنع أسباب الحياة عنهم، فهى تغلق معبر رفح شريان الحياة الوحيد الذى يربط الإخوة فى غزة بالعالم والمنفذ الوحيد للإمدادات اللازمة لهم وكذلك تصريف منتجاتهم إلى العالم الخارجى، بحجة أن فتح المعبر يساعد حكومة حماس على تكريس استقلالها بحكم غزة، وكأن حكومة حماس قد أتت كغيرها من الحكومات العربية بغير إرادة الشعب الفلسطينى،
والحقيقة التى ينبغى عدم الالتفات عنها هى أنه لو أن حكومة حماس كانت كغيرها من الحكومات أتت عن طريق التزوير لكان للنظام المصري معها شأن آخر ساعدها على البقاء لأنها فى وضعها الحالى تذكر الحكومة المصرية بالتزوير الذى قامت به من أجل البقاء فى الحكم.
الحمد لله
.
المصرى اليوم
٢٦/ ١/ ٢٠٠٩
من يسمع تعليق وزير الخارجية المصرى على طلب السيد حسن نصر الله، من مصر إمداد الإخوة فى غزة بالسلاح لمعاونتهم على رد العدوان الصهيونى عليهم يشعر أن هذا العمل جريمة لا ينبغى لمصر الشقيقة الكبرى التورط فيها.
وأن السيد حسن نصر الله بطلبه هذا يريد من مصر البلد الشريف العفيف أن تتورط فى هذه الجريمة النكراء، مصر التى قدمت ليس السلاح فقط للإخوة فى فلسطين، بل قدمت أرواح الشهداء فى وقت كانت مصر فيه تعرف معنى الأخوة والشهامة والنخوة والرجولة،
أما الآن فهى ترى هذه الصفات «هبل وعبط وسذاجة» مضى عهدها، وأفاقت مصر منها، ولم تعد على استعداد للعودة إلى التورط فيها، بل تجد حكومتها أن الحكمة وبعد النظر والحيطة تقتضى منها أن تبتعد عن كل ما من شأنه إغضاب العدو الإسرائيلى والانكفاء على الذات إرضاءً للصديق الأمريكى، الذى أصبح يملك مقاليد كل شىء فى العالم وفى مصر بالطبع باعتبارها جزءاً من العالم، أمريكا التى بيدها تنصيب الحكام وإطعام الجعان وكسوة العريان وشفاء المرضى وإقالة الحكومات التى لا ترضى عنها، أليست هى التى أقالت ملكاً فى الأردن،
ووضعت آخر مكانه ترضى عن أدائه، أليست هى التى أطاحت بصدام فى العراق بعد أن عجز شعبه عن النيل منه وأعدمته كما تُذبح الأضحيات فى يوم عيد الأضحى، إنى لأشعر أن حكام العرب أصابهم الرعب والهلع من منظر إعدام صدام حسين فى يوم عيد الأضحى، وأن كلاً منهم يحتفظ فى ذاكرته بصورة صدام وهو ملقى على الأرض بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه وأحد الخونة الجبناء يضع حذاءه على خده دون مراعاة لحرمة الموت الذى يعلم أنه مصير كل حى على الأرض.
كأن تقديم السلاح للشقيق الأعزل لكى يدفع عن نفسه عدوان المعتدى جريمة لا يصح لمصر التورط فيها، وعمل شائن لا ينبغى لمن لديه أخلاق وقيم أن يقع فيه بل عليه أن يقف متفرجاً ينتظر نتيجة المعركة غير المتكافئة فإن كانت للعدو فرح بهزيمة الشعب الشقيق ولامه على تسرعه وعدم أخذه بالأسباب وسماع النصح، وإن كانت الغلبة للشقيق شد على يده، وأوهمه بأنه كان يحاول منع العدوان عليه، ولكنه لم يستطع وأنه مكبل باتفاقيات ومعاهدات تمنعه من ذلك.
لا يعرف العالم منذ عرف الاتفاقيات والمعاهدات، ولا يعرف رجال القانون بصفة عامة ورجال القانون الدولى بصفة خاصة معاهدات دامت العمر كله، بل لكل معاهدة ظروفها فإذا تغيرت هذه الظروف أو زالت وجب تغيير المعاهدة أو زوالها وإلا أصبحت المعاهدة عبئاً على أطرافها لا تستطيع تحمله، تعاهدت مصر مع إسرائيل على السلام،
وتعاهدت من قبل ذلك مع البلاد العربية فى معاهدة دفاع مشترك، فهل يمكن أن يكون لاتفاقية السلام مع إسرائيل احترام فى نظر مصر أكثر من اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين أشقائها فى البلاد العربية؟، الواقع يقول نعم، هل تعرف لماذا؟ بكل بساطة لأنه لا يوجد فى الدول العربية من يمكن أن تعمل له مصر حساباً إن هى خالفت هذه الاتفاقية، أما معاهدة السلام مع إسرائيل فإن مخالفتها يمكن أن تثير غضب أمريكا من أجل حليفتها إسرائيل ومصر أحرص على محبة أمريكا من كل الدول العربية والإسلامية، أليست هى التى تطعمنا وتسقينا وتحافظ على حكامنا من أعدائهم فى البلاد العربية وفى الداخل؟.
أسمع كثيراً من المسؤولين عندنا عندما تحدث واقعة تعدٍ من إسرائيل علينا أو على أحد من أشقائنا فى فلسطين تصريحاً بأن مصر لن تسمح لأحد بأن يجرها إلى معركة لم تستعد لها وفى وقت لا ترغب فيه، عندئذ يتساءل الناس عن الوقت المناسب للحرب فى نظر الحكومة المصرية،
وهل هناك توقيت وضعته هذه الحكومة للحرب ولا تستطيع أن تحارب إلا فيه، وأى وقت هذا فى الصيف أم فى الشتاء، وهل إذا رغبت إسرائيل أو أى طرف آخر فى جر مصر إلى حرب فى وقت معين واعتدت عليها فهل ستتحمل مصر الاعتداء وتغض النظر عنه بحجة أنها ليست مستعدة للحرب فى هذا الوقت؟.
ثم تعالوا نتحدث بصراحة، فإذا كان إمداد إخواننا فى غزة بالسلاح للدفاع عن أنفسهم جريمة تتنكر لها مصر فماذا يمكن أن يوصف قرار أمريكا بإرسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل فى هذا الوقت بالذات لكى تستكمل عدوانها على الإخوة فى غزة وتكمل جريمتها فى محاولة إخضاعه والسيطرة عليه، إن أبسط ما يمكن أن يوصف به هذا الفعل من أمريكا هو أنه اشتراك فى جريمة إسرائيل واستهانة بكل القيم والأخلاق وكرامة البلاد العربية، إن اشتراك أمريكا فى جريمة غزة وغيرها مما يتعرض له الشعب الفلسطينى والشعوب العربية جميعاً واضح منذ أمد بعيد فجميع وسائل الحرب الجوية والبحرية والبرية هى من صنع الترسانة الأمريكية،
وليس هذا بجديد ولكن غير المصدق وغير المحتمل هو اشتراك البلاد العربية فى هذه الحرب على إخواننا فى فلسطين، فإذا كانت أمريكا هى من تمد إسرائيل بآلات الحرب التى تدمر بها فلسطين، فإن مصر العربية المسلمة الشقيقة هى التى تمدها بالبترول الذى تعمل به هذه الآلات ولولاه ما كان فى استطاعة آلات الحرب أن تراوح مكانها فى قلب فلسطين المحتلة،
وقد يقال إنها تستطيع أن تحصل عليه من أى مصدر آخر وأقول إن ذلك جائز ولكن لن يكون بسهولة الحصول عليه من مصر وفى ذلك ما يعوق ولو بعض الوقت هذه الآلات عن أن تفعل ما تفعله الآن، وإذا كانت أمريكا تمد إسرائيل بآلات الحرب فإن مصر تمدها بالغاز الطبيعى الذى تعمل به المصانع التى تنتج الذخيرة وكذلك أسباب الحياة للشعب الصهيونى التى تساعد هذه الأسلحة على أن تعمل عملها فى إخواننا فى فلسطين.
والأدهى من ذلك والأمر أن مصر لا تكتفى بالتبرؤ علناً من أنها لا يمكن أن تمد إخواننا فى فلسطين بالسلاح بل هى تفاخر بأنها تشارك فى حصارهم ومنع أسباب الحياة عنهم، فهى تغلق معبر رفح شريان الحياة الوحيد الذى يربط الإخوة فى غزة بالعالم والمنفذ الوحيد للإمدادات اللازمة لهم وكذلك تصريف منتجاتهم إلى العالم الخارجى، بحجة أن فتح المعبر يساعد حكومة حماس على تكريس استقلالها بحكم غزة، وكأن حكومة حماس قد أتت كغيرها من الحكومات العربية بغير إرادة الشعب الفلسطينى،
والحقيقة التى ينبغى عدم الالتفات عنها هى أنه لو أن حكومة حماس كانت كغيرها من الحكومات أتت عن طريق التزوير لكان للنظام المصري معها شأن آخر ساعدها على البقاء لأنها فى وضعها الحالى تذكر الحكومة المصرية بالتزوير الذى قامت به من أجل البقاء فى الحكم.
الحمد لله
.
تعليق