تويت
أود أن اتحدث عن ظاهرة تتكرر سنويا في الرابع عشر من فبراير .. Valentine Day أو عيد الحب كما يحلو للعرب تسميته
لا يُعرف حتى الآن ما هي الحكاية الأصلية وراء ذلك اليوم ,فمن قائل بأن(القديس فالنتاين) قد قام بتزويج شاب و شابة ضد رغبة الكنيسة , و آخرون يزعمون بأن القديس فالنتاين نفسه هو من قام بالارتباط بامرأة و هذا ضد رغبة الكنيسة و اخرون يقولون بأنها اسطورة لشخص رضع من ذئبة فألهمته الحكمة !؟؟!؟!؟؟!!!!!
انا شخصيا لم أفهم شيئا من هذه النقطة الأخيرة .. لكن هذا ما يشاع
على العموم .. أود مناقشة القضية من وجهات نظر أخرى لم يتم التطرق لها بشكل واسع
لن أتحدث عن الحكم الشرعي بهذه المناسبة , فأنا لست مفتيا
أود أن أذكركم بحديث معروف حيث جاء الصحابي عمرو بن العاص إلى النبي (صلى الله عليه و سلم) يسأله عن أحب الناس إليه فرد النبي : عائشة ,إذن فالحب ليس محرما في الإسلام , لكن علينا الانتباه إلى ان الحب لن يكون محرما طالما انه في الإطار الشرعي ( الزواج) فليس من المعقول ان يتجه شاب مسلم ليتمشى مع (صديقته ) او حبيبته المزعومة بدون إطار شرعي تحت مسمى عيد الحب كما يحلو للبعض أن يعمل
أذكر بأني تحادثت مرة مع صديق بريطاني و سألني : سمعت بأن الاحتفال بالفالنتين ممنوع في (احد الدول العربية) فهل هذا صحيح؟ أجبته : نعم , لأنها مناسبة دينية , فقال لي : دينية؟ هي ليست كذلك , انها مناسبة تجارية فحسب , تريد الشركات ان تدر ربحا جراء بيع الهدايا و البطاقات , و هذا هو رأيه أيضا حيال الكريسمس و غيرها !
أنا شخصيا ارى ان الأمر يندرج تحت إطار العولمة و الغزو الثقافي فنحن نستورد من الغرب كل شيء , بما في ذلك الحضارة و الثقافة وأتذكر كلمة ابن خلدون حين كان يتكلم عن " تأثر المهزوم بثقافة الغالب" رحمك الله يا ابن خلدون.. لقد كنت سابقا لعصرك فعلا , الطريف أن ما كان يحصل قبل زمن طويل كان مختلفا تماما مما يؤكد
هذه النظرية , فعندما كان العرب و المسلمون يقودون نهضة علمية و فكرية شاملة و كانت أوروبا قد استيقظت من سباتها الطويل و بدأت تنهل من علم المسلمين وكانوا يقلدون العرب فقد ترى في تجمعاتهم ( خصوصا في المناطق القريبة من بلاد الإسلام كاسبانيا و البرتغال و إيطاليا) ان هؤلاء الأوروبيون كانوا يحاولون قدر المستطاع تقليد العرب لدرجة أنهم كان يقحمون الألفاظ العربية وسط كلامهم ليعطوا إنطباعا للآخرين بأنهم (فاهمون) و (متعلمون) , تماما كما يفعل الشباب العرب الآن حين يقحمون عبارات أجنبية وسط كلامهم ليقولوا لنا بأنهم (كوول) J , و عليه : إن كانت العولمة اليوم صينية او يابانية فلا أستبعد ان يحتفل العالم بأسره بمناسباتهم , هل تستطيع أن تتخيل العالم يحتفل بميلاد بوذا مثلا!
أنا شخصيا أرى بأن الاحتفال قد تكون له سلبياته سواء ثبت التحريم ام لم يثبت , فنحن الان نخوض غمار هذه الحرب الثقافية , و في ظل عالم يتجه نحو قطب أحادي يهدد فناء باقي الآراء و ربما المعتقدات علينا كمسلمين ان نثبت بأننا لا نزال أكفاء , فديننا الإسلامي هو الحل حيث أن علينا الإلتزام به , و هنا أود أن أشير إلى نقطة يغفل عنها الكثيرون : الإسلام لا يعني الصلاة و الصيام فقط, بل هناك أيضا العلم و العمل و الأخلاق , حيث علينا أن نركزعلى تقوية ثقافتنا و البحث عن كنوزها و تحديثها بما يتناسب مع التطور الحالي و صنع أسس حضارة إسلامية حقيقية تنبع من روح الإسلام الحنيف لنأخذ ما كان إيجابيا من أفكار و حضارة و ثقافة , فإن قمنا بعمل ذلك فلا أستبعد ان يحتفل العالم كله معنا بعيد الفطر أو الأضحى, و لِم لا؟ J
تحياتي:
باسل موسى
تعليق