Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حرام على الإسلاميين حلال لغيرهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة zdepth مشاهدة المشاركة
    اساتذتي الاعزاء
    المسعودي من علماء اهل السنة اما رواياته اذا كان
    فيها حق لعلي ابن ابي طالب يعني انه اصبح رافضي
    فيكفيك شعر الشافعي حيث يقول
    كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
    اما حكم مصر فمصر شعب متنوع فيه الازهرالشريف وفيه الرقاصات
    وفيه المسلمون وفيه المسيحيون لكن الوعد الالهي لهذا البلد بان النجباء
    وهم خيرة اهل مصر سيحكمونه انا صراحة اعتز بالمصريين كثيرا
    فمنهم من كان امينا عاما للامم المتحدة ومنهم من هو امينا لجامعة الدول العربية
    بل ومنهم من هو امينا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس غريبا عليهم ان يقودوا
    العالم الاسلامي
    أخي الكريم اردت ان اوضح جزء فيما يتعلق بشعر الإمام الشافعي لأن ذكرك له بهذه الطريقة فيه اقتطاع (واسف على استخدام هذا اللفظ) لأن الأبيات جاءت في سياق قصيدة كان الشافعي يستنكر فيها على بعض الناس اللذين لاموا عليه حبه لآل البت فاراد ان يقول لهم انه ليس كل من يحب آل البيت رافضي وإن كان حبي لآل البيت على برأته من افعال الرافضه تصرون على تسميته رفض فلتصفوني بأني رافضي.

    ونص البيت هو:
    إن كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلين أني رافضي (أي أني محبهم وإن سميتم حبهم رفضاً)
    بالضبط مثلما يقول أحدهم: إن كان التمسك بالإسلام والسير على منهاجه وهديه تأخرا ورجعية فأشهدوا بأننا رجعيون ومتأخرون(وهو لا يقصد بذلك طبعا أنه رجعي او غير ذلك)

    ومن شعره ايضاً :
    قالوا ترفضت قلت كلا ما الرفض ديني ولا اعتقادي
    لكن تبعت من غير شك خير إمام لخير هادي
    إذا الإيمان ضاع فلا أمان ... ولا دنيا لمن لم يحي دينا

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة mmnoor مشاهدة المشاركة
      يا عم أنا مالي أستاذ أنس هوا اللي كتب الموضوع مش أنا، ولا يمكن الأرنب اللي في الصورة عاجبك ؟؟ (-:
      ههههههههههههههههههههههههههههههه .... أنا وأنت واحد ... وفي الهوا سوا وهقول على كل بياناتك بالكامل مع اول صفعة.
      إذا الإيمان ضاع فلا أمان ... ولا دنيا لمن لم يحي دينا

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة anas talat مشاهدة المشاركة
        ههههههههههههههههههههههههههههههه .... أنا وأنت واحد ... وفي الهوا سوا وهقول على كل بياناتك بالكامل مع اول صفعة.
        (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

        الرد على من قال بحل المعازف

        http://www.abumishari.com/

        تعليق


        • #34
          علي رسلكم شويه يا شباب لكي لا يخرج الموضوع عن سياقه إلي حرب جديدة
          إذا الإيمان ضاع فلا أمان ... ولا دنيا لمن لم يحي دينا

          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة anas talat مشاهدة المشاركة
            علي رسلكم شويه يا شباب لكي لا يخرج الموضوع عن سياقه إلي حرب جديدة
            (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

            الرد على من قال بحل المعازف

            http://www.abumishari.com/

            تعليق


            • #36
              موضوع شائك بعض الشيء لان الأعضاء الكرام يحاولون عدم الخوض في كل ما هو طائفي و اظن انه لامر غريب الحديث عن الحكم و البيعة في منتدى مخصص لكل ما هو فني "جرافيك" رايي الشخصي المتواضع ان الحكم لله يؤته من يشاء فكل من يحكم تحت راية الاسلام قوما ظاهرهم الاسلام وباطنهم بلاوي زرقا "مثل قول الاخوة المصريين" كما هو الحال في ايامنا الحالية لن يعمر طويلا إدا شد على الناس في المسائل الدينية و الدنيوية بما يوافق الشريعة وبدلك فالحكم يقع عليه ما يقع فيه الفرد من إفراط وتفريط يبقى السؤال امام ضعف الحكومات العربية عامة واستكانة كافة الشعوب لمصيرها البائس فهل يمكننا الحديث عن الحكم والبيعة إختشوا على نفسكوا نحن الان مثل من يعطي رايه في مبارات غاب عنها الحكم و الجمهور وبقي هو يعلق على فوضى هو اساسها لان التغيير يبدا مع الفرد وينتهي معه فليس هناك دكتاتور يحكم شعبا حرا مهما كان انتماؤهم او ملتهم.

              تعليق


              • #37
                بسم الله

                دكتور راغب السرجانى

                لنرَ كيف صور عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموقف، كما جاء في صحيح البخاري ومسلم:

                يقول عمر: فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، قلت:

                من هذا؟

                قالوا: سعد بن عبادة.

                وواضح أنهم قد وضعوه في مكان ما في صدر المجلس، فلفت نظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولعله أدرك أنه قد رشح بالفعل للخلافة.

                يقول عمر: قلت: ما له؟

                قالوا: يوعك- أي مريض- فلما جلسنا قليلًا قام خطيبهم.

                حدثت لحظة من الصمت، ثم أدرك الأنصار أن وجود هؤلاء المهاجرين الثلاثة قد يغير من الأمور، ويحدث ما لا يريدونه، فقام خطيب الأنصار يريد أن ينهي المسألة قبل أن يتكلم المهاجرون، وخطيب الأنصار هذا لا نعرف اسمه، لم يُشر إلى اسمه في الروايات الصحيحة، وإن كان ابن حجر العسقلاني يقول في (فتح الباري) أنه من المحتمل أن يكون ثابت بن قيس رضي الله عنه، فهو الذي كان يطلق عليه خطيب الأنصار، والله أعلم بحقيقة الأمر، المهم أنه أراد أن يتكلم كلامًا فصلًا، فقال كما في رواية البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

                تشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال:

                أما بعد، فنحن أنصار الله، وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط.

                وفي رواية أخرى:

                رهط منا.

                هنا بوادر مشكلة، الخطيب الأنصاري يذكر أن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله، بينما المهاجرون رهط، أي: عدد قليل. وفي رواية أخرى: رهط منا. أي عدد قليل بالنسبة لنا، وكأنه التقط أن المهاجرون سيريدون الخلافة فيهم، فأسرع يبطل حجة المهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار، والأنصاري بالطبع يقصد المهاجرين قبل فتح مكة، والذين يعيشون في المدينة الآن، وإلا فلو اعتبروا أعداد القرشيين في مكة، والذين أسلموا بعد الفتح، فسيكونون أضعاف وأضعاف الأنصار، وبذلك فإن الخطيب الأنصاري ذكر هذا الكلام كتلميح أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر، والذي نصر الإسلام في كل المشاهد، والمواقع بنسبة دائمًا ما تكون أكبر من المهاجرين، هذا كان من باب التلميح، ثم إنه بعد ذلك صرح، قال الخطيب الأنصاري:

                وقد دفت دافة من قومكم- أي جاءت مجموعة قليلة من المهاجرين- فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا- أي يستثنونا من الخلافة في بلادنا- وأن يحصنونا من الأمر- أي يخرجونا منه- ثم سكت.

                لقد صرح الأنصاري الآن بشيء لا بد أن يحدث بعده جدال طويل، فقد قال صراحة إنكم أيها المهاجرون، ويقصد أبا بكر وعمر وأبا عبيدة قد جئتم لتخرجونا من أمر هو يرى أنه حق الأنصار، فكيف يكون هذا؟

                ها قد جاء موقف يقول فيه المسلمون:

                نحن الأنصار.

                و: نحن المهاجرون.

                وهذا أمر خطير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك تمامًا ونهى عن دعوى الجاهلية، والقبلية، ونهى عن فساد ذات البين، ولا بد من الحكمة الشديدة، والحرص البالغ في معالجة الموقف، وهو ما زال في بدايته، ويجب أن نلاحظ أن كل هذا الموقف يحدث نفس اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدفن بعد.

                يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

                فلما سكت- أي الخطيب الأنصاري- أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني- أي هيأت وحسنت- أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، فلما أردت أن أتكلم، قال أبو بكر:

                على رسلك.

                أي على مهلك، يعني أسكته، يريد أن يتكلم هو رضي الله عنه، ولعله خشي أن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلامًا شديدًا يعقد الموقف.

                يقول عمر رضي الله عنه:

                فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر.

                وعمر رضي الله عنه وكذا كل الصحابة، كانوا يجلون أبا بكر إجلالًا كبيرًا، وكان إذا تكلم رضي الله عنه أنصتوا، يقول عمر:

                فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قال في بديهته مثلها، أو أفضل منها.


                الحمد لله



                .
                سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                .

                تعليق


                • #38
                  بسم الله


                  ماذا قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أحكم الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟

                  لقد قسّم الصديق مقالته إلى ثلاثة أقسام أو ثلاثة مراحل في غاية الحكمة:

                  أولًا: يقول عمر:

                  فلم يدع الصديق شيئًا أنزل في الأنصار، أو ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكره.

                  يعني ذكر كل المديح الذي جاء في الأنصار ثم قال:

                  لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ وَادِيًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ.

                  وما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله، وإنا والله يا معشر الأنصار ما ننكر فضلكم، ولا بلاءكم في الإسلام، ولا حقكم الواجب علينا.

                  بهذه المقدمة اللطيفة احتوى الصديق رضي الله عنه الأنصار، وأشاع جوًا من السكينة في السقيفة، ووسع في صدر الأنصار، وأعطى لكل ذي قدر قدره، هذا كله دون كذب ولا نفاق، إنما ذكر الحق الذي ذكره الله عز وجل ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

                  ثانيًا: أما وقد سكنت النفوس، فليذكر الحق الذي لا بد منه، قال الصديق رضي الله عنه:

                  ولكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، وهم أوسط العرب دارًا وأنسابًا.

                  والصديق هنا يحاول أن يوضح بهدوء للأنصار أن الحكمة تقتضي أن تكون الخلافة في قريش، لماذا؟

                  لأن العرب لن تسمع وتطيع إلا لهم، فمنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أوسط العرب نسبًا وأكثر العرب قربًا لقلوب العرب؛ لمكانة مكة الدينية في قلوب الناس، فإذا كان الخليفة من قريش اجتمع العرب عليه مهما اختلفت قبائلهم، وإن كان من غيرهم لم يقبلوا به مهما كان هذا الخليفة رجلًا صالحًا عادلًا تقيًا، إذن ليست القضية تقليلًا، أو تهميشًا للأنصار، فإنهم فعلًا أهل الفضل، وأنصار الإسلام وليست القضية هي حكم المدينة المنورة فقط، حتى نختار حاكمًا من أهلها عليها، ولكن يجب أن يوسع الأنصار مداركهم؛ ليفقهوا أن هذا الخليفة المنتخب يجب أن يسمع له ويطيع كل العرب، ثم كل الأرض بعد ذلك، وحتى بفرض أن الأنصار اختارت رجلًا هو أتقى وأفضل من رجل المهاجرين، أليس من الحكمة أن يتولى الأصلح الذي يجتمع عليه الناس جميعًا؟

                  ليس هذا أبدًا من باب القبلية والعنصرية، ولكنه من باب فقه الواقع، والواقع يملي شروطه أن الخليفة يجب أن يكون من قريش، وبالذات في ذلك الزمان، ثم أليس في المهاجرين من يساوي في الفضل أو يفوق سعد بن عبادة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين؟

                  لا شك أن طائفة المهاجرين مليئة بأصحاب الفضل، والرأي، والحكمة، والتقوى.

                  إذن هذا طرح جديد يقوم به الصديق رضي الله عنه، أن يكون الخليفة من قريش، وهو رأي منطقي ومعقول، وله أبعاده العميقة.

                  ثالثا: يكمل الصديق كلمته بالمحور الثالث، فألقى جملة رائعة، قال الصديق: وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم.

                  فأخذ بيد عمر بن الخطاب وبيد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بينهما. فالصديق رضي الله عنه يقصد أنه ما طرح فكرة أن يكون الخليفة من قريش طمعًا في الخلافة، ومع كونه أفضل المهاجرين، بل أفضل المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه يقدم أحد الرجلين عمر وأبا عبيدة بن الجراح، وذلك زهدًا في الخلافة، وبعدًا عن الدنيا، والصديق رضي الله عنه لا يقول هذا الكلام من باب السياسة، أو الحكمة، أبدًا، ففي ضوء سيرة الصديق رضي الله عنه نتبين أنه كان صادقًا تمامًا في عرضه هذا، وأنه ما رغب في إمارة، ولا سعى إليها، فلما بويع الصديق رضي الله عنه قام خطيبًا ذات يوم فقال:

                  إني وليت هذا الأمر وأنا له كاره، والله لوددت أن بعضكم كفانيه، ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به، كان رسول صلى الله عليه وسلم عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به، ألا إنما أنا بشر، ولست بخير من أحدكم، فراعوني، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني، وإذا رأيتموني زغت فقوموني.

                  هذا الكلام يخرج فعلًا من قلب الصديق، وعندما تولى إمارة المسلمين ما ظهر عليه ما يشير إلى رغبته فيها، كان عابدًا زاهدًا مجاهدًا، كان كثير التفكر، كثير السهر، كثير العمل، ولم يستمتع بدنيا، ولا بسلطة، ولا بقيادة، إذن فالصديق كان صادقًا في عرضه مبايعة أحد الرجلين عمر، أو أبي عبيدة بن الجراح، فالصديق كما نعلم قد أخرج خط نفسه من نفسه، وعلى عظم مكانته كان يقدر عمر، ويقدر أبا عبيدة، ويحفظ لهما مكانتهما، لكن على الجانب الآخر كان الصحابة جميعًا يحفظون للصديق مكانته ووضعه.

                  لما رشح الصديق عمر وأبا عبيدة للخلافة، ماذا كان رد فعلهما؟

                  يعلق عمر بن الخطاب على كلام الصديق بترشيحه، فيقول:

                  فلم أكره مما قال غيرها، والله لأن أقدم فتضرب عنقي، لا يكون في ذلك من إثم، أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر.

                  وهكذا كان ابن الخطاب دائمًا يعرف للصديق فضله، ويتمنى صادقًا أن يموت في غير معصية، ولا أن يُقَدّم على الصديق، أيّ مجتمع عظيم هذا الذي يهرب فيه المرشحون للرئاسة بعيدًا عن الرئاسة؟

                  الآن أصبح هناك رأيان:

                  - رأي يؤيد مرشحًا من الأنصار، ويقف وراءه معظم رءوس الأنصار في المدينة.

                  - ورأي يؤيد مرشحًا من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين. وكل له حجته ومنطقه، وهذا ليس خلافًا بسيطًا عابرًا، بل هو خلاف على ملك ورئاسة وسلطان، فلننظر إلى جيل القدوة كيف يتعامل مع اختلاف وجهات النظر...

                  الحمد لله


                  .
                  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                  أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                  وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                  .

                  تعليق


                  • #39
                    يا صاحبي سواءً كانت الحكومة اسلاميين او قوميين او علمانيين او شيعويين او ليبرايين كلهم اسوء من بعضهم والجميع بدون استثناء يبحث له عن كرسي لكي يجلس عليه وجماعته والشعب فليذهب للجحيم
                    والعرب جربوا كل انواع الحكم من بدء العثمانيين حتى الآن والجميع اسوء من بعضه
                    فالمشكلة في داخل النفوس وليست في نوع الحكومة التي سوف تأتي
                    ولو اتت حكومة اسلامية في الوقت الحاضر كن متأكداً أنها لن تأتي إلا بعد ان تعطي حكومات الخارج الضوء الأخضر لها
                    وبدون ذلك غير ممكن
                    فالعرب امة ما زالت تعيش حياة القبيلة حتى الآن للأسف وحتى نتهي من النزعات القبلية والطائفية و و وو و و
                    فهمكم كفاية


                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله


                      قام الحباب بن المنذر رضي الله عنه، ولو نتذكر، فالحباب بن المنذر رضي الله عنه هو الذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بموقع المعركة في بدر، بعد أن نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في منزل آخر، فوافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أشار عليه ثانية في خيبر بمكان نزل فيه المسلمون كذلك، ولهذا يعرف بين الصحابة بـ (ذي الرأي)، قام الحباب بن المنذر رضي الله عنه يعرض رأيًا رأى أنه رأي متوسط بين الرأيين، أي كما يقولون حلًا يُرضي جميع الأطراف، قال:

                      أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب.

                      الجذيل: هو عود ينصب للإبل لتحتك به إذا كان بها جرب.

                      والمحكك أي: كثيرًا ما يحتك به.

                      والمعنى أنه كثيرًا ما يحتكون به لرأيه ومشورته.

                      والعذيق: النخلة، تصغير عذق.

                      المرجب أي: الذي يدعم النخلة إذا ثقل حملها.

                      والمعنى أنه يُعتمد عليه، ولا نتعجب من أننا لا نعرف معناها، فقد سأل أحد رواة الحديث الإمام مالك عن معناها فقال له:

                      كأنه يقول أنا داهيتها.

                      وإجمالًا فهو يقصد أنه صاحب الرأي الذي سيأتي بما لا يختلف عليه أحد، فماذا قال؟

                      قال الحباب:

                      منا أمير، ومنكم أمير.

                      أي أنه يريد اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار، وأمير من المهاجرين على المهاجرين، أو يختار أميران تكون لهما القيادة على دولة الإسلام سويًا، وهناك أكثر من ملاحظة على رأي الحباب رضي الله عنه:

                      أولًا: هذا تنازل سريع من الأنصار على موقفهم من اختيار الخليفة، فمنذ قليل كان الخليفة المختار سعد بن عبادة سيكون خليفة على كامل دولة الإسلام، ثم ها هم الأنصار بكلمات قلائل من الصديق يتنازلون عن نصف الخلافة، فهي محاولة صادقة لتقريب وجهات النظر، والالتقاء في منتصف الطريق.

                      ثانيًا: أنه بعد أن قال: منا أمير، ومنكم أمير.

                      أضاف قولًا آخر أخرجه ابن سعد بسند صحيح كما قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، أضاف الحباب:

                      فإنا والله ما ننفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يليها أقوام قتلنا آباءهم وإخوتهم.

                      يقصد أن الأنصار في الغزوات المتتالية قتلوا عددًا كبيرًا من أهل مكة من القريشيين، وسيترك ذلك ثأرًا في قلوب قريش، فإن تولى القرشيون الخلافة انتقموا من الأنصار، وهذا يضيف عاملًا آخر إلى جوار العوامل التي وضعها الأنصار في حساباتهم عند اجتماعهم لاختيار الخليفة من بينهم، كما ذكرنا من قبل.

                      يعلق الخطابي رحمه الله على ذلك فيقول:

                      إن العرب لم تكن تعرف السيادة على قوم إلا لمن يكون منهم، فالأنصار يستغربون كعامة العرب، أن يكون عليهم أمير من غيرهم.

                      وهذا صحيح لمن يعرف أحوال العرب قبل الإسلام، فمهما صغرت القبيلة، فإن رئيسها يكون منها، وقَبِل الجميع برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان نبيًا، وكانت القبلية معوقًا رئيسيًا لكثير من الناس في دخول الإسلام، نعم جاء الإسلام وألغى القبيلة، لكن هذه كانت قواعد إدارة البلاد منذ سنوات معدودات، ولا ننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات إلا منذ سويعات قلائل، إذن الملاحظة الثانية:

                      أن ما جعل الأنصار يقول هذا القول ليس الحقد على المهاجرين، ولكن لخوفهم من نظام جديد قد تكون فيه خطورة على حياتهم جميعًا.

                      ثالثًا: بصرف النظر عن الخلفيات وراء كلام الحباب رضي الله عنه، أين الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان؟ فمن المستحيل أن تدار البلد بخليفتين، بل إن هذا أمرًا منهي عنه في الشرع في منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة، روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُعْطِهِ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ.

                      هكذا في منتهى الوضوح، ومن ثم فالحباب بن منذر رضي الله عنه إما لم يصله هذا الحكم ولا يعرفه، وإما أنه أراد أن ينسحب الأنصار من الخلافة، ولكن بأسلوب متدرج؛ منعًا لإحراج كبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه، لكن هذا لم يكن ليمر دون تعليق من الصحابة فإن كان الحكم قد خفي عن أحدهم، فلا بد أن آخرين قد أدركوا الصواب، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

                      إنه لا يصلح سيفان في غمد واحد.

                      فقال خطيب الأنصار، ولعله كما ذكرنا من قبل ثابت بن قيس رضي الله عنه:

                      إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلًا منكم، قرنه برجل منا، فتبايعوا على ذلك.

                      أي أن خطيب الأنصار يحاول أن يؤيد رأي الحباب بن المنذر، ولكن بتنازل أكبر، أي أنه يقبل خليفة من المهاجرين مقرونًا معه بمساعد من الأنصار، لكن يبدو أيضًا من كلامه أنه ليست وزارة للخليفة، بل هو أيضًا خليفة، ولكن في درجة لاحقة للخليفة الأول، وهذا أيضًا كما هو واضح ليس بمنطقي.

                      قام عمر بن الخطاب مرة ثانية وقال:

                      هيهات، لا يجتمع اثنان في قرن، والله لا ترضي العرب أن يؤمروكم، ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة، والسلطان المبين.

                      ثم قال:

                      من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته، ونحن أولياؤه، وعشيرته، إلا مدل بباطل، أو متجانف لإثم، أو متورط في هلكة.

                      ونلاحظ هنا أن عمر بن الخطاب بدأ يحتد، ومن المؤكد أن صوته قد ارتفع ولو قليلًا، والكلام الذي قاله يحتمل معان كثيرة، فهو يقول أنه لا أحد من العرب يستطيع أن ينازع عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم الإمارة، والأنصار من العرب، وهي داخلة في الكلمة العامة التي قالها الفاروق عمر رضي الله عنه، وإذا أصرت قد تورط نفسها في هلكة كما قال عمر رضي الله عنه، هنا تكلم أحد الأنصار لم تذكر الروايات اسمه كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح، ونلاحظ في كلام الأنصاري الأتي تنازلًا جديدًا، قال:

                      إذن أولًا نختار رجلًا من المهاجرين، وإذا مات اخترنا رجلًا من الأنصار، فإذا مات اخترنا رجلًا من المهاجرين، كذلك أبدًا.

                      ونلاحظ أنه يقدم بيعة المهاجرين، ثم هو يريد أن يدلل على كلامه، ويؤكد فيقول:

                      فيكون أجدر أن يشفق القرشي إذا زاغ، أن ينقض عليه الأنصاري، وكذلك الأنصاري إذا زاغ أن ينقض عليه القرشي.

                      وهذا وإن كان ظاهره أنه سيحل الموقف الآن باختيار خليفة من المهاجرين، إلا أنه سيؤجل الفتنة عدة سنوات أو شهور، ولكنها ستحدث حتمًا، فقد يدخل الشيطان بين الفريقين لتبادل السلطة، والأكثر من ذلك أن العرب مستقبلًا بعد موت الخليفة الأول لن ترضى بالخليفة الأنصاري الجديد، ومن ثم، فهذا الرأي أيضًا لا يقبل.

                      وقف أيضًا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان شديدًا في الحق، حريصًا على الوضوح، بعيدًا كل البعد عن تمييع الأمور، أو دفن النار تحت الرماد، قال في قوة وحدة: لا والله، لا يخالفنا أحد إلا قتلناه.

                      طبعًا هذه الكلمة شديدة، ومن المؤكد أنها أثارت الأنصار في ساعتها، لكن عمر رضي الله عنه يريد أن يوضح الأمور على حقيقتها، إن كانت الخلافة فعلًا من حق قريش، فالذي سينازعهم فيها لا بد أن يقتل شرعًا، فإذا كانت العرب جميعًا ستبايع القرشيين، ولن تبايع الأنصار، فالاجتماع على القرشيين واجب، وهنا تكون مطالبة الأنصار بالإمارة مخالفة شرعية، لأنها ستقود إلى الفرقة والفتنة، والفتنة أشد من القتل، لذلك شرع الرسول صلى الله عليه وسلم قتل الخليفة الآخر، إذا بويع للأول واجتمع الناس عليه، وكان مقيمًا لشرع الله غير مبدل ولا محرف.

                      ولذلك، سمي الفاروق فاروقًا، لأنه فعلًا في مواقف عدة، بل لعله في كل مواقفه يكره اللون الرمادي الغير واضح، ويحب أن يوضح الأمور على حقيقتها، وهذا وإن كان يغضب بعض الناس، أو يظنون فيه الظنون، إلا أنه على المدى البعيد يقمع الفتنة ويرسخ الطمأنينة.

                      لكن من المؤكد أن هذه الحدة قد أثارت بعض الأنصار، فالنفس العربية بصفة عامة لا تقبل التهديد، وبالذات لو كانت هذه النفس لفارس، قام فارس الأنصار الحباب بن المنذر رضي الله عنه وأعاد وكرر رأيه :

                      منا أمير، ومنكم أمير.

                      وقد أثارته كلمات الفاروق رضي الله عنه، ولم يكتف بذلك، بل قال كلمة أحسبها أفلتت منه قال:

                      وإن شئتم كررناها خدعة.

                      أي أعدنا الحرب من جديد، أمر خطير، وارتفعت الأصوات، وكثر اللغط.

                      ونلاحظ أنه مع كل هذا الحوار، والجدل، فإننا لم نسمع سعد بن عبادة ولا مرة منذ دخل المهاجرون في أول اللقاء، لم يطلب لنفسه، ولم يبرر، ولم يقل قد بايعني قومي، ثم لاحظ أن الأنصار مع كل هذا الحوار الطويل، لم يذكروا ولو مرة واحدة منًّا على المهاجرين، ولا تفضلا عليهم، لم يقولوا مثلًا: جئتمونا مطرودين فآوينكم، فقراء فأغنياكم، محتاجين فأعطيناكم.

                      وهذا كله واقع صحيح، ولكن أدب وخلق الأنصار أغلق أبواب الشيطان، كما نلاحظ أيضًا أن المهاجرين لما طلبوا الإمارة فيهم، لم يقولوا ولو لمرة واحدة أنهم أفضل من الأنصار، أو أن كفاءتهم القيادية، أو الإدارية، أو الأخلاقية، أو الروحية أكبر من كفاءة الأنصار، أبدًا، كل ما يريدون ترسيخه هو فقه الواقع، الواقع سواء كان حلوًا، أو مرًا يقضي بأن العرب لن تطيع إلا لقريش الآن، وبعد عشر سنين، وبعد مائة سنة، وما دام الواقع لم يحل حرامًا، أو يحرم حلالًا، فلا بد من مراعاته، وكما ذكرنا من قبل:

                      لأن يجتمع المسلمون على رجل مرجوح، أو أقل صلاحًا، خير من أن يفترقوا على رجل راجح أو أكثر صلاحًا.

                      هذه هي المعاني التي كان يدافع عنها المهاجرون الثلاثة، ونلاحظ أيضًا في هذا الموقف في سقيفة بني ساعدة أن الصحابة رضوان الله عليهم بشر، يجتهدون في الرأي، فيصيب بعضهم، فله أجران ويخطئ الآخر، فله أجر، فكما لا نرضى أن يطعن المستشرقون، وأتباعهم في صدق وأمانة وعدالة الصحابة، لا نقبل من الناحية الأخرى أن نعتقد أن حياتهم كانت اتفاقًا بلا اختلاف، أو اجتماعًا في الرأي دون تفرق فيه، أبدًا، الخلاف بين المسلمين أمر حتمي، لا بد أن يحدث، بل حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف المسلمون في قضايا كثيرة في وجوده صلى الله عليه وسلم، بل اختلف صلى الله عليه وسلم في بعض القضايا مع الصحابة في القضايا التي ليس فيها وحي، بل أحيانًا كان يرجح رأي الصحابة كما في قصة أسارى بدر عندما رجح رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجل الموفق المحدث الملهم، الذي نزل القرآن الكريم موافقًا لرأيه في أمور عدة.

                      نعم، وَسِّعوا المدارك، واقبلوا الخلاف في الآراء، لكن لا بد من اجتماع القلوب مهما اختلفت الآراء.

                      نعود إلى موقف الصحابة، بعد الكلمات الأخيرة لعمر بن الخطاب والحباب بن المنذر رضي الله عنهما، هذا الموقف المتأزم كيف يحل؟

                      وهذا الصوت المرتفع كيف ينخفض؟

                      وهذا الصدر الضيق كيف ينشرح؟


                      الحمد لله
                      سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                      أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                      وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                      .

                      تعليق


                      • #41
                        بسم الله الرحمن الرحيم : "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"

                        عندما يكون البناء تالفا حتى العظم, والأساس ضعيفا ومتهالكا, لا يصلح لنا أن نرمم البناء... الحل هو بهدمه وإعادة بناؤه

                        كمن يقول: سأشارك في الحكومة الأمريكية حتى أحولها لحكومة مسلمة ( لا بجد؟؟؟ )

                        نفس الشيء لمن يحاول أن يشارك في الحكومات ليصلحها, يا أخي هذه الحكومات تراقب كل كلمة تقولها لأنها ضد الإسلام, من كل عقلك تريد أن تشاركها؟
                        ومن يشارك فيها يجب أن يقول قسم الولاء وما إلى ذلك ( أي أنه يعترف بها )

                        الصحابة عندما كانوا يشاركوا في السياسة, كانوا تحت ظل الدولة الإسلامية

                        أمر أخير,

                        انا بفضل حكومة مستقلة عن الدين
                        كلام يخرج من الملة والعياذ بالله , أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
                        في النظام الديمقراطي (والذي هو مخالف للإسلام قلبا وقالبا), يسمح للشواذ أن يتزوجوا رسميا
                        وكل حاكم يحكم بهذا النظام, وإن ادعى أنه إسلامي, فهو يؤمن بهذه الحرية..

                        موقعي الشخصي

                        تعليق


                        • #42
                          بسم الله
                          إذا كان حديث العقل، والحجة، والبرهان يُقَسّي القلوب أحيانًا، فليكن حديث الوجدان والروح، يتكلم الأمين، أمين الأمة، يتكلم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، الرجل الرصين، الهادئ، أمين الأمة، قال جملة من سطر واحد، نزلت بالسكينة على السقيفة في لحظة، قال:

                          يا معشر الأنصار، إنكم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بَدّل وَغيّر.

                          هكذا هذه الكلمات القليلة زلزلت كيان الأنصار، وهزت مشاعرهم هزًا عنيفًا، أطلق الأمين أبو عبيدة سهمًا فاستقر في قلوب الأنصار قلبًا قلبًا،

                          [وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] {الأنفال:74}

                          يا رسول الله، اقسم بين إخواننا النخيل.

                          رضينا برسول الله قسمًا.

                          [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {الحشر:9} .

                          الأنصار يبدلون ويغيرون؟!

                          يا رسول الله خذ لنفسك ولربك ما أحببت.

                          نبايعك يا رسول الله على السمع والطاعة في عسرنا، ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله.

                          الله إنهاذكريات رائعة خالدة...

                          فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟

                          قال: الْجَنَّةُ.

                          قالوا: أبسط يدك.

                          فبسط يده فبايعوه.

                          أفاق الأنصار رضي الله عنهم أجمعين، أفاقوا على حقيقتهم العجيبة، أن الله خلقهم ليعطوا ويعطوا ويعطوا، النسمة الرقيقة الحانية التي تأتي بالخير، ولا تأخذ شيئًا، ارتفع بهم أبو عبيدة بجملته الموفقة من مواقع البشر والأرض، إلى مصاف الملائكة والسماء، تذكروا البيعة الخالدة، وتذكروا الهجرة، وتذكروا النصرة، وتذكروا الجهاد، والشهادة، تذكروا إخوانا قدموا أرواحهم، وسبقوا صادقين، ما بدلوا وما غيروا.

                          تذكروا سعد بن معاذ.

                          تذكروا أسعد بن زرارة.

                          تذكروا سعد بن الربيع.

                          تذكروا أنصارًا، عاشوا أنصارًا، وماتوا أنصارًا.

                          تذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                          الحبيب الذي ما فارق إلا منذ قليل.

                          الذي ما زال نائمًا على سريره لم يدفن بعد.

                          الذي ما زال حيًا في قلوبهم.

                          وسيظل كذلك حتى يموتون.

                          وانهمرت دموع الأنصار تفيض على الحاضرين جميعًا رحمة وأمنًا، وقام بشير بن سعد رضي الله عنه الأنصاري الخزرجي مسرعًا ملبيًا لنداء أبي عبيدة، وكان ممن شهد العقبة الثانية، وكان شيخًا كبيرًا، قام فقال: يا معشر الأنصار، إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين، ما أردنا به إلا رضاء ربنا، وطاعة نبينا، والكدح لأنفسنا، فما ينبغي أن نستطيل بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله ولي النعمة، وولي المنة علينا بذلك، ألا إن محمدًا صلى الله عليه وسلم من قريش، وقومه أحق به وأولى، ولا يراني الله أنازعهم في هذا الأمر أبدا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم.

                          وتغير بالكلية خط الحوار في السقيفة، وبدأ الجميع يهدأ نفسًا، وظهر أن حجة المهاجرين أصبحت أعلى، لكن هذه الحجة ما كانت لتقنع الأنصار لولا أن قلوبهم مؤمنة، ولولا أن غايتهم الجنة.

                          قام أسيد بن حضير رضي الله عه زعيم الأوس، ودعا إلى أن يترك الأنصار الأمر ويبايعوا المهاجرين، ولعله أراد أن يقوي حجة المهاجرين فقال إنه يخشى أن يحدث الخلاف مستقبلًا بين الأوس والخزرج إن تولى أحدهما، ولذلك فهو يؤيد المهاجرين، ولما رأى الصديق رضي الله عنه أن نفوس الناس قد بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين، أراد أن يضيف حجة تقوي من شأن هذا الاختيار وتزكيه، والحق أن الحجة تدل على ذكاء الصديق، وسعة إطلاعه على كتاب الله عز وجل،قال الصديق رضي الله عنه:

                          إن الله سمانا الصادقين، وسماكم المفلحين.

                          وذلك في إشارة لقول عز وجل:

                          [لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(8)وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] {الحشر:8،9} .

                          ثم انظر إلى الاستنباط، قال:

                          وقد أمركم أن تكونوا معنا حيثما كنا، فقال في سورة التوبة:

                          [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] {التوبة:119}.

                          ثم استنبط أمرًا آخر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالأنصار خيرًا، وأوصى أن من تولى أمر المسلمين فعليه أن يقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم.

                          وذلك في إشارة واضحة أن الخليفة ليس منهم، إذ كيف يوصيه عليهم إن كان منهم.

                          وهكذا هدأت النفوس أكثر وازداد توحد المسلمين في رأي واحد، هذا كله، منذ دخول المهاجرين، وحتى هذه اللحظة، في أقل من ساعتين في تخيلي، فإن هذا اللقاء لم يقطع بصلاة، وكل هذه الأمور تمت، وما زالت هناك أمور أخرى ستتم في غضون هذه الفترة القصيرة، فأنعم به من جيل.






                          الحمد لله
                          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                          أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                          وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                          .

                          تعليق


                          • #43
                            بسم الله

                            قام زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه فقال:

                            إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام إنما يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                            وأضحى الناس جميعًا يتكلمون في هذا الاتجاه، لكن سعد بن عبادة رضي الله عنه لم ينطق بعد، وموقفه حرج جدًا، فمنذ ساعة، أو ساعتين كان مرشحًا للخلافة، وكان ذلك في ظنه وظن الأنصار في حكم المؤكد، والآن الوضع ينقلب مائة وثمانين درجة، ولا بد أنه الآن يفكر، ويفكر، ويعقد الموازنات، ويقارن الحجج والأدلة، ويشاور عقله وقلبه، لا بد أن هناك صراعًا نفسيًا داخليًا في داخله، أتراهم فعلًا على حق يستنبطون أن الخليفة من قريش أم يكون الرأي الصائب هو رأي الأنصار الأول؟

                            أفكار متزاحمة، والرجل مريض، ومرهق، ولا بد أن في داخله حيرة. الصديق رضي الله عنه يرقب الموقف في ذكاء، ويتابع الأحداث في فطنة لا تخلو من روية، في هذا الوقت، وقد وضح أن الأنصار قد اقتنعوا عقليًا وقلبيًا بأن المصلحة العليا للأمة تقتضي أن يكون الخليفة من المهاجرين، وبالذات من قريش، في هذا الوقت الذي قامت فيه الأدلة، وتظاهرت على إقناع الأنصار، قام الصديق رضي الله عنه، قام فكشف الورقة الأخيرة في جعبته، وألقى بالدليل الدافع، والحجة الظاهرة البينة التي ما تركت شكًا في قلب أحد، ولا أبقت ريبة في نفس أنصاري أو مهاجري، كلمات معدودات ولكن أثقل من الذهب، قال الصديق رضي الله عنه: لقد علمت يا سعد- يخاطب سعد بن عبادة رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد.

                            هو هنا يُذكّر سعد بن عبادة رضي الله عنه بشيء من الواضح أن سعد نساه، إما لبعد الفترة، وإما لعدم فقه الحديث، وإما للحزن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما للمرض، أو لغيره من الأسباب، قال الصديق رضي الله عنه:

                            لقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد:

                            قُرَيْشٌ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ، فَبَرُّ النَّاسِ تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ، وَفَاجِرُ النَّاسِ تَبَعٌ لَفَاجِرِهِمْ. قانون وضعه صلى الله عليه وسلم، صريح جدًا، فقال سعد كلمة عجيبة في بساطة غريبة، قال:

                            صدقت، أنتم الأمراء، ونحن الوزراء.

                            هكذا في بساطة، هكذا قطع سعد بن عبادة رأس الأنصار وكبيرهم وزعيمهم والمرشح الأول للخلافة عندهم هكذا قطع بخلافة قريش دون الأنصار، وهدأت السقيفة.

                            ولنا على هذا الحدث الفريد عدة تعليقات:

                            أولًا: الحديث الذي ذكره الصديق رضي الله عنه، هو تشريع واضح من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر الذي فيه تشريع ليس فيه اجتهاد، وهو فارق ضخم هائل بين الشورى وبين الديموقراطية، فالديموقراطية هي حكم الشعب للشعب، بمعنى أنه لو اجتمع الشعب على حكم صار تشريعًا يطبق عليه، خالف أو لم يخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بينما الشورى في الإسلام لا تكون إلا في الأمور التي لم يرد فيها تحليل معروف أو تحريم معروف، فلا يجوز مثلًا أن يجتمع المسلمون ليتشاوروا أيبيعون الخمر أم لا يبيعونه؟

                            أيسمحون بالربا أو لا يسمحون به؟

                            أيشرعون الزنا أم لا يشرعونه؟

                            لا يجوز هذا، هنا في هذا الموقف في السقيفة، لا يجوز اختيار رجل من غير قريش حتى وإن وافق المهاجرون، ووافق الأنصار، الأمر خرج من أيديهم إلى يد الله عز وجل، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم

                            [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا] {الأحزاب:36} .

                            أحيانًا يظن الناس أن الخير في مخالفة الشرع في موقف من المواقف؛ لاعتبارات كثيرة، ولكن هذا قصور في الرؤية، وضعف في الإيمان، وشك في كلمة التشريع، وهنا في هذه الآية الكريمة التي ذكرناها يعقب الله عز وجل بقوله:

                            [وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا] {الأحزاب:36} .

                            لا شك أن المسلمين لو اختاروا رجلًا من غير قريش في هذا الاجتماع، لكان الضلال المبين بعينه، لكن الله عز وجل عصمهم من هذا الزلل، ومَنّ عليهم باتباع الشرع، واليقين فيه، والله أعلم كيف كان سيكون حال الأمة، لو تولى أمرها رجل من خارج قريش، وها قد مرت الأيام، ورأينا الخير الذي كان في خلافة الصديق رضي الله عنه، وكيف الله ثبّت به الأمة ووطد أركان الدين ونشر كلمة التوحيد وأعلى شأن المؤمنين؟

                            وهذا كله ولا شك من بركات اتباع الشرع، واقتفاء آثار الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل لا يطلب من المؤمنين اتباع الشرع فقط، بل والتسليم القلبي والوجداني له، بمعنى أن ترضى، ترضى رضا حقيقيًا بما اختاره الله لك، وللأمة، وبما شرعه الله لك، وللأمة، حتى وإن لم تكن ترى الحكمة بعينيك

                            [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {النساء:65} .

                            هذا ما رأيناه في السقيفة، رأينا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس، مع أنه قد فارق الأرض بجسده، لكن ما زالت كلماته باقية، وما زالت حكمته باقية، وما زال شرعه باق، ورأينا في السقيفة غياب الحرج من نفوس الصحابة عند سماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكم الرسول صلى الله عليه وسلم، ورأينا التسليم الكامل المطلق [وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {النساء:65} .

                            إذن ولاية قريش للخلافة تشريع عند المسلمين، وثبت ذلك في أحاديث أخرى كثيرة غير هذا الذي رواه أبو بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة، والملحوظ أن رواة هذه الأحاديث لم يكونوا حاضرين وقت هذه المشاورة.

                            - روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            وبالطبع فإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لم يكن حاضرًا في السقيفة.

                            - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعُ لِمُسْلِمُهُمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ.

                            وأيضًا لم يكن أبو هريرة حاضرًا في السقيفة.

                            - روى البخاري عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ.

                            وأيضًا لم يكن معاوية بن أبي سفيان حاضرًا في السقيفة.

                            وهناك روايات أخرى كثيرة تحمل نفس المعنى علمها كثير من الصحابة، وكانوا إما غير حضور في السقيفة، أو نسوا الحديث حتى ذُكّروا به، أو لم يفقهوا معناه كاملًا، أو أذهلتهم مصيبة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستدلال به، لكن الشاهد الذي لا ينكر أنه عندما ذكر هذا الحديث لم يعترض واحد من الصحابة، ولم يتطوع أحدهم برده أو تفسيره على محمل آخر، هذا كله دعا علماء المسلمين على التأكيد على أهمية أن يكون الخليفة من قريش:

                            - ذكر الإمام النووي مثلا في شرح الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر على أن الخلافة مختصة بقريش، لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة، وكذلك بعدهم، ومن خالف فيه من أهل البدع، فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين.

                            - وقال القاضي عياض رحمه الله في كتاب الأحكام السلطانية:

                            اشتراط كونه قرشيا، هو مذهب العلماء كافة.

                            - وذكر أيضًا الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري أن القرشية شرط في خليفة المسلمين.

                            - وذكر القرطبي رحمه الله أنه لا تنعقد الإمامة الكبرى إلا لقريش مهما وجد منهم أحد.

                            لكن مع كل ما سبق فإن هذه الأحاديث التي جعلت الإمامة في قريش لا تجعل هذا أمرًا مطلقًا بل تقيده بشيء هام، وهو كما جاء في رواية البخاري عن معاوية:

                            مَا أَقَامُوا الدِّينَ.

                            وكما جاء في رواية عن أبي بكر:

                            مَا أَطَاعُوا اللَّهَ وَاسْتَقَامُوا عَلَى أَمْرِهِ.

                            وكما جاء في رواية الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، وَلَكُمْ عَلَيْهِمْ حَقًّا مِثْلَ ذَلِكَ، مَا إِنِ اسْتُرْحِمُوا، فَرَحِمُوا، وَإِنْ عَاهَدُوا وَفَوْا، وَإِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.

                            إذن هذه شروط إن لم يحكم بها القرشيون وزاغوا عنها، ولم يتبعوا شرع الله عز وجل فلا طاعة لهم ولا إمرة.

                            أمر هام في قضية الأئمة من قريش، وهو أن القرشيين كانوا معروفين في صدر الإسلام، ولفترة بعده، ثم حدثت الفتوح الإسلامية، وخرج القرشيون وبقية العرب من الجزيرة العربية واستقر، كثير منهم في كل بقاع الأرض، في الشام، وآسيا، وشمال أفريقيا، والأندلس وغيرها، وهكذا توزعت قريش في أنحاء الأرض، ومع مرور الوقت نسي هؤلاء نسبتهم، وبالذات أولئك الذين يعيشون في المدن، فأصبحت مشكلة واضحة أن تعرف القرشيين الآن، أضف إلى ذلك أن كثيرًا من غير القرشيين هاجر وعاش في الجزيرة ومع مرور الوقت أيضًا اختلطت الأنساب وازدادت المشكلة تعقيدًا، وزاد الموقف صعوبة بعد ذلك أن هناك كثيرين ادعوا النسب إلى قريش، بل إلى آل البيت وليسوا منهم، وذلك رفعًا لقدرهم، وإعلاءً لشأنهم، ووضعوا شجرات نسب تبين هذا الانتساب، وقد كثرت هذه الشجرات حتى أصبح من العسير التمييز بين الأصول الصحيحة من غيرها، في هذه القضية المعقدة هل تركنا الشرع دون طريق، حاشا لله

                            [اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ] {المائدة:3} .

                            قاعدة إسلامية أصيلة رواها البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                            اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأَسَهُ زَبِيبَةٌ، مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ.

                            وهذا ما استند عليه العثمانيون مثلًا في خلافتهم للمسلمين، وهو سند صحيح، صحت به خلافتهم ما داموا يحكمون بكتاب الله عز وجل، وجمعوا فيه الأمة في وقت كانت القوة والغلبة، والسمع والطاعة لهم، وهو المقصود من الخلافة جمع الأمة تحت راية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.



                            الحمد لله
                            سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                            أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                            وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                            .

                            تعليق


                            • #44
                              بسم الله

                              إذن خلاصة هذه النقطة، أن الصحابة جميعًا انصاعوا تمامًا لحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه لماذا؟

                              لأنه تشريع، وسكنت السقيفة وذهب الخلاف واستقر الناس على قريش.

                              تعليق هام على الحوار القصير الذي دار بين أبي بكر الصديق، وسعد بن عبادة رضي الله عنهما، الحق أن هذا الموقف من أعظم المواقف في التاريخ على الإطلاق، ومن الواضح أننا لم نعطِ للموقف حقه، ولم نعط لسعد بن عبادة رضي الله عنه حقه، ولم نعط للأنصار حقهم، كيف يغفل المسلمون عن حدث مثل هذا يعلمونه ولا يتعلمونه؟

                              كيف لا يظهرونه، وغيره من المواقف الخالدة في تاريخ المسلمين؟!

                              رجلٌ هو السيد في قومه، وكبير عائلته، يقف، وحوله الفرسان، والجنود، والأنصار، والعشيرة، وأين يقف؟

                              يقف في سقيفته، سقيفة بني ساعدة فهو سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي، وأين السقيفة؟

                              في بلده المدينة المنورة، وقد رشحه قومه للخلافة، والرئاسة، والزعامة، لا على شركة، أو مسجد، أو ناد، أو حزب، بل على أمة، على دولة، والرجل يتمتع بذكاء، وفطنة، وحسن إدارة، وتأييد شعبي حقيقي في بلده، يقف هذا الرجل المُمَكّن أمام رجل لاجئ سياسيًا، لجأ إليه، إلى بلده، فر من قومه إليه، فآواه، وأكرمه، ونصره، وأعطاه، يقف هذا الرجل اللاجئ بين رجلين فقط من بلده، يقف الثلاثة في بحر من الأنصار، فإذا بالرجل اللاجئ يقول له:

                              قريش ولاة هذا الأمر.

                              وينزع الأمر الذي كان قد وُكِل إليه، ويعطيه إلى غيره، ماذا يكون رد فعل السيد والزعيم؟

                              إنه يقول في بساطة:

                              صدقت، أنتم الأمراء ونحن الوزراء.

                              لا جدل، ولا كلمة، ولا أخذ للحديث على محمل آخـر،

                              أيّ نفس طاهرة!

                              وأيّ روح زكية!

                              أيّ رجل وقاف على كتاب الله وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم! وأيّ تشويه قذر حدث لشخصه ولقومه الأنصار!

                              كم من الدماء حقنت! ولو شاء لسالت أنهارًا في شوارع المدينة،

                              كم من الأرواح حفظت! ولو شاء لقتلت بالآلاف،

                              أيّ فتنة قمعت!

                              وأيّ وحدة حدثت!

                              آثار مجيدة، ونتائج هامة لموقف وقفه الصحابي الجليل سعد بن عبادة لله، وأين الدنيا في عين الأنصار؟

                              كما اتهمهم المستشرقون وأحباؤهم، أين الدنيا؟

                              لو كانت الدنيا كما يدعون هي الباعث لهم على الاجتماع في سقيفة بني ساعدة، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكانت تقنعهم هذه الكلمات؟ أكانوا يقفون ويرضخون لحديث رواه في ساعتها رجل واحد سيصبح في نظرهم مستفيدًا من نتائجه؟

                              المستشرقون الذين طعنوا في الأنصار أحد رجلين:

                              إما رجل جاهل لا يعرف معنى القلوب المؤمنة، والنفوس المخلصة، ويقيس الأحداث بمقياس العصر الحديث حيث طغت المادية على الناس، وحيث ليس أقذر من السياسة، وليس أكثر من المؤامرات، والدس، والكيد، والغش، والنفاق، والخداع، هذا رجل جاهل من المستشرقين.

                              والرجل الآخر، هو رجل حاقد موتور، رأى دينا قيمًا، ورجالًا أخيارا، وتاريخًا ناصعًا خالدًا نادرًا، فأكل الحقد قلبه، فرأى الحق وغض بصره عنه، وعلم الصواب وخالفه.

                              هؤلاء المستشرقون جُهّالًا كانوا أو حاقدين قد فعلوا في التاريخ ما فعلوا، وقد يكون عندهم ما يبرر جرائمهم، لكن أين المسلمون؟!

                              أتراه عدلًا أن نترك هذا الكنز الثمين من القيم، والأخلاق، والروائع، ونذهب لدراسة تاريخ أوروبا، أو تاريخ الفراعنة، أو تاريخ الحضارة في الصين والهند؟!

                              أتراه من الحكمة أن نترك أعداءنا يعبثون بتاريخنا، ونسلم لهم الرقاب، ونتبع دون سؤال ولا استفسار؟!

                              أتراه صحيحًا أن ينشغل عنه علماء المسلمين في هذا الزمن الذي زادت فيه الهجمة الصليبية الشرسة على ديننا وأوطاننا؟!

                              أليس خيرًا لنا وللبشرية أن نستمتع بدراسة روائعنا التاريخية، وأصولنا الدينية؟

                              أي أمة أعظم من أمة الإسلام؟

                              وأي تاريخ أنقى من هذا التاريخ؟

                              تعليق ثالث سريع: إذا كان الصديق رضي الله عنه يعرف هذا الحديث القاطع( ولاة الأمر من قريش)، فلماذا لم يذكره في أول المناقشة، ويقطع باب الجدل من بدايته، والحق أن هذا من حكمة الصديق رضي الله عنه، وفطنته فلو ذكر هذا الحديث، ولم يقدم له البراهين الساطعة، والأدلة الدافعة، والحجة العقلية، في كون قريش أقدر على إدارة الأمور في دولة الإسلام، وإن العرب سيكونون أكثر طوعًا لقريش، لو ذكر الحديث دون أن يفعل ذلك، فقد يرفض الأنصار الانصياع له وتصبح كارثة، فمن الحكمة ألا تطلب أمرًا عسيرًا من رجل إلا بعد أن تهيئه نفسيًا، لا تكون عونًا للشيطان على أخيك، اقدر للأمر قدره، خاطبوا الناس على قدر عقولهم، وراعوا حالتهم النفسية والمزاجية، الأنصار مهيئون نفسيًا لتولي السلطة، وأدلتهم العقلية قوية، وحجتهم المنطقية مقبولة، ويُخشى عليهم ألا ينصاعوا لأمر الله ورسوله، إذن لا بد من معالجة الأمر بحكمة، والتدرج في إيصال الحكم، حتى إذا ما عرض الحكم، قبلوه دون تردد، واتبعوه دون شك، فقه راق، وحكمة رائعة، إنه الصديق رضي الله عنه وأرضاه.

                              تعليق رابع على كلام الصديق رضي الله عنه: شبهة تافهة أثارها بعض المستشرقين، وهي أن الحديث من اختلاق الصديق؛ لكي يرجح كفة المهاجرين في النقاش الدائر في سقيفة بني ساعدة، وواضح أن المستشرقين لم يفتقروا إلى العلم والفقه فقط، بل افتقروا أيضًا إلى الأدب، واضح أنهم لا يعلمون شيئًا عن الصديق، وعن الصحابة، ولا عن عدالة الصحابة أجمعين، ثم ألم يُروَ الحديث من طرق أخرى كثيرة، غير طريق الصديق رضي الله عنه، وعن بعض الأنصار أيضًا، وجاء في كتاب الصحاح السنن في أكثر من موضع، ثم هل كان يسكت الأنصار إذا شكوا في الأمر؟

                              أكانت تعوزهم الحجة أو القوة؟

                              أكانوا يتركون ملكًا لحديث مشكوك فيه؟

                              فإن قال المستشرقون أن الأنصار استحيوا من أبي بكر، فنقول ألم تقولوا عنهم منذ قليل إنهم طلاب دنيا وسلطان؟

                              أيستحي طالب دنيا من أن يقول لرجل يأخذ ملكه: هات الدليل على صدق ما تقول؟!

                              أليس انصياع الأنصار التام دليلًا على نبل أخلاقهم، وقيمهم من ناحية، ودليلًا على ارتفاع الصديق رضي الله عنه فوق مستوى الشبهات من ناحية أخرى؟

                              هذا والله أراه حقا لا ريب فيه، لكن ماذا أقول؟

                              [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] {الحج:46} .

                              <



                              لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ.


                              الحمد لله
                              سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                              أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنـال بهـم شفاعـة

                              وأكره من تجارته المعاصى و لو كلنا سواء في البضاعة



                              .

                              تعليق


                              • #45
                                أخي الكريم
                                اما طلب الشخص يطلب الاماراة ففيها في الشرع عدة مباحث
                                وفيها تحذير لان من يطلب الشئ قد يختلط عليه طلب الدنيا وطلب الاخرة والافضل هو التحلل من هذه المسؤلية اذا كان هناك من يقوم بهذا المقام
                                اذا اذا كان الحكم سيؤول إلى فاسق أو شخص يخشى أن لايؤدي الامانة فعليه حينها ان ينتزع الحكم بالقو ة
                                وقصة يوسف عليه السلام في طلب الامارة ما يكفي "اجعلني على خزائن الارض"
                                الشي الثاني ان الجماعات الاسلامية عندمال تطلب الحكم فهي تعلن ذلك صراحة ولم أر جماعة تعتبر ذلك عيبا أو قدحا فيها
                                والا فما يفسر خوضها للانتخابات
                                اخي الكريم ان مقتصى العبودية لله أن تسعى لتعبيد الارض لله سبحانه وتعالى وهذا لا يتحقق إلا بالتربية الاجتماعية متزامنة مع قوة السلطان
                                فالحق لابد له من قوة ورجال
                                الم تقرأ قوله تعالى "فلما فصل طالوت بالجنود "
                                المسؤلية التي تحتم علينا الكفاح والعمل الدؤوب من اجل اصلاح الحكم واصلاح الرعية جنبا إلى جنب
                                والله اعلم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X