بسم الله
هذا بعض مقالاتي التي كنت اشارك فيها في بعض المدونات القديمة أحببت تجديدها لي ولكم
فهي عبارة عن كلمات لَخًّصتُ فيه كُتُبا ،وأودعت فيه من الجواهِر يواقيتا ودرراً وذهبا ، فقطفت من حدائق العلم أجمل الأزهار ، التي تسحر العقول والأبصار ، فإذا طالعها النَّاظِر تَحَيَّر ،ماذا يَدَعُ أو يَتَخيََر
لا يخفى عليك أخي الكريم
أن العمر ساعات ، بل لحظات ..وما فات فات ، فهيهات يرجع هيهات ، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات ، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً : فلان مات .....
فسابق الأجل ، وحي على خير العمل . ففي هذا الصفحة ما يعين ويوقظ همتك الضعيفة ، ويجعلك تُسابق إلي الأعمال الشريفة...
فاقرأهُ بِتَمَعُّن ، واجعله زادك الذي تتغذى به وتَسمُن....وهكذا كلما ضعفت وفترت عندك الهمَّة ، فانظر فيه ..ففيه الخيرات الجمّة ، والأشعار النادرة ، والأمثال السائرة.
ما هي الهمة؟
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول.
وعلو الهمة : هواستصغار مادون النهاية من معالي الأمور وقيل: خروج النفس إلي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
والهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يُفعل،من خير وشر.
قال ابن قيم الجوزية عليه رحمات رب البرية في " مدارج السالكين 3/3":
الهمة فِعلَة من الهم، وهو مبدأ الإرادة ، ولكن خصُّوها بنهاية الإرداة ، فالهم مبدؤها ، والهمة نهايتها
الهمة مولودة مع الآدمي
قال ابن الجوزي رحمه الله في " لفتة الكبد إلي نصيحة الولد":
وما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون ، وقد عرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزاً فسلِ المُنعمَ ، أو كسلاً فَسَلِ المُوَفِقَ ، فلن تنال خيرا إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم يرى كل مراد؟ .. إ هـ .
الهمة محلها القلب
الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته ، فتحلق به إلي أعلى الآفاق ، طليقة من القيود التي تكبل الأجساد.
قال ابن قتيبة في " عيون الأخبار 3/231" :
ذو الهمة إن حُطَّ فنفسه تأبىَ لإلا عُلوّا ، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاجبها وتأبى إلا ارتفاعا. إ هـ
كلمات المأثورة
قيل لطرفة بن العبد : ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: مَطعَمٌ شَهِيٌّ، وَمَلبَسٌ دَفِيٌّ ، وَمَركَبٌ وَطِيٌّ.
ومعروف قصة امرئ القيس ، عندما أفاق من سكره وعبثه على زوال ملك أبيه ، فانقلب جادًّا طالبا إعادة هذا الملك:
فلو أن ما أسعى لأَِدنى مَعيشةٍ" "كَفاني ولم أطلب قليلا من المال
وَلَكِنَّما أسعى لمجد مُؤّثَّلٍ" "وَقد يُدركُ المَجدَ المؤثل أمثالي
فطال طلبه للملك ، حتى قضى نحبه ولم يبلغه فيعتذر لنفسه قائلا
بَكَى صاحبي لَمَّا رَأى الدَّربَ دُونهُ"="وأيقـنَ أنَّـا لاحقان بقَيصَرا
فَقُلـتُ لا تَبـكِ عينُكَ إنمَّــا"="نحـاولُ مُلكاً أو نموتَ فَنُعذرا
فضاعت حياته أولا في الشهوات ، وثانيا في طلب الملك، وانتهت حياته ولم يحصل مطلبه .
وقيل ليزيد بن المهلب:ألا تبني دارا؟ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.
وقال غَيرُه
وعش مَلِكاً أو مُت كريماً، وإن تَمُت"="وَسَيفُكَ مَشهُورٌ بِكَفَّكَ تُعذَرُ
يقول شاعري المفضل المتنبي:
على قدر أهلِ العَزمِ تَأَتِي العَزائِمُ"="وتأتِي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
من الناس من يطلب معالي الأمور، ولا يسعى إلي تحقيقها ، ويغتر بالأماني الكاذبة
وما نيل المطالب بالتَّمني"=" ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وما استَعصَى على قومٍ مَنالٌ"="إذا الإقدام كانَ لَهُم رِكابا
وإذا علت الهمم جدَّت النفوس في تحصيل كل الفضائل، ونبت عن النقص،مستخدمة البدن
قال المتنبي
إذا النفوس كنَّ كبارا"="تعبت في مرادِها الأَجسام
وللحديث بقية إن شاء الله
هذا بعض مقالاتي التي كنت اشارك فيها في بعض المدونات القديمة أحببت تجديدها لي ولكم
فهي عبارة عن كلمات لَخًّصتُ فيه كُتُبا ،وأودعت فيه من الجواهِر يواقيتا ودرراً وذهبا ، فقطفت من حدائق العلم أجمل الأزهار ، التي تسحر العقول والأبصار ، فإذا طالعها النَّاظِر تَحَيَّر ،ماذا يَدَعُ أو يَتَخيََر
لا يخفى عليك أخي الكريم
أن العمر ساعات ، بل لحظات ..وما فات فات ، فهيهات يرجع هيهات ، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات ، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً : فلان مات .....
فسابق الأجل ، وحي على خير العمل . ففي هذا الصفحة ما يعين ويوقظ همتك الضعيفة ، ويجعلك تُسابق إلي الأعمال الشريفة...
فاقرأهُ بِتَمَعُّن ، واجعله زادك الذي تتغذى به وتَسمُن....وهكذا كلما ضعفت وفترت عندك الهمَّة ، فانظر فيه ..ففيه الخيرات الجمّة ، والأشعار النادرة ، والأمثال السائرة.
ما هي الهمة؟
الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول.
وعلو الهمة : هواستصغار مادون النهاية من معالي الأمور وقيل: خروج النفس إلي غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
والهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يُفعل،من خير وشر.
قال ابن قيم الجوزية عليه رحمات رب البرية في " مدارج السالكين 3/3":
الهمة فِعلَة من الهم، وهو مبدأ الإرادة ، ولكن خصُّوها بنهاية الإرداة ، فالهم مبدؤها ، والهمة نهايتها
الهمة مولودة مع الآدمي
قال ابن الجوزي رحمه الله في " لفتة الكبد إلي نصيحة الولد":
وما تقف همة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون ، وقد عرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثت سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزاً فسلِ المُنعمَ ، أو كسلاً فَسَلِ المُوَفِقَ ، فلن تنال خيرا إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم يرى كل مراد؟ .. إ هـ .
الهمة محلها القلب
الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته ، فتحلق به إلي أعلى الآفاق ، طليقة من القيود التي تكبل الأجساد.
قال ابن قتيبة في " عيون الأخبار 3/231" :
ذو الهمة إن حُطَّ فنفسه تأبىَ لإلا عُلوّا ، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاجبها وتأبى إلا ارتفاعا. إ هـ
كلمات المأثورة
قيل لطرفة بن العبد : ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: مَطعَمٌ شَهِيٌّ، وَمَلبَسٌ دَفِيٌّ ، وَمَركَبٌ وَطِيٌّ.
ومعروف قصة امرئ القيس ، عندما أفاق من سكره وعبثه على زوال ملك أبيه ، فانقلب جادًّا طالبا إعادة هذا الملك:
فلو أن ما أسعى لأَِدنى مَعيشةٍ" "كَفاني ولم أطلب قليلا من المال
وَلَكِنَّما أسعى لمجد مُؤّثَّلٍ" "وَقد يُدركُ المَجدَ المؤثل أمثالي
فطال طلبه للملك ، حتى قضى نحبه ولم يبلغه فيعتذر لنفسه قائلا
بَكَى صاحبي لَمَّا رَأى الدَّربَ دُونهُ"="وأيقـنَ أنَّـا لاحقان بقَيصَرا
فَقُلـتُ لا تَبـكِ عينُكَ إنمَّــا"="نحـاولُ مُلكاً أو نموتَ فَنُعذرا
فضاعت حياته أولا في الشهوات ، وثانيا في طلب الملك، وانتهت حياته ولم يحصل مطلبه .
وقيل ليزيد بن المهلب:ألا تبني دارا؟ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.
وقال غَيرُه
وعش مَلِكاً أو مُت كريماً، وإن تَمُت"="وَسَيفُكَ مَشهُورٌ بِكَفَّكَ تُعذَرُ
يقول شاعري المفضل المتنبي:
على قدر أهلِ العَزمِ تَأَتِي العَزائِمُ"="وتأتِي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
من الناس من يطلب معالي الأمور، ولا يسعى إلي تحقيقها ، ويغتر بالأماني الكاذبة
وما نيل المطالب بالتَّمني"=" ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وما استَعصَى على قومٍ مَنالٌ"="إذا الإقدام كانَ لَهُم رِكابا
وإذا علت الهمم جدَّت النفوس في تحصيل كل الفضائل، ونبت عن النقص،مستخدمة البدن
قال المتنبي
إذا النفوس كنَّ كبارا"="تعبت في مرادِها الأَجسام
وللحديث بقية إن شاء الله
تعليق